خليل كالو
بالرغم من اختلاف العقيدة والقومية وطبيعة الثقافة الدينية كان للملا يوسف الكيزيني kêzînî وتوماس الارمني Tomasقضية واحدة وموقف واحد وعرفا ماذا يريدان بالضبط.
فسطروا أروع نموذج للبطولة والشجاعة والإحساس بالتكافل على أنهما رفيقا درب واحد في أصعب الأوقات ولم يتوان أحدهم في سند الآخر حتى وهم على بعد خطوة واحدة من أعواد المشنقة حيث الرجال كالمعادن فمنهم كالذهب وآخرين كالتنك وتبعية النساء..
فسطروا أروع نموذج للبطولة والشجاعة والإحساس بالتكافل على أنهما رفيقا درب واحد في أصعب الأوقات ولم يتوان أحدهم في سند الآخر حتى وهم على بعد خطوة واحدة من أعواد المشنقة حيث الرجال كالمعادن فمنهم كالذهب وآخرين كالتنك وتبعية النساء..
وبالمثل ومقارنة مع ما تعيشه الآن الشخصيات وأفراد التنظيمات من فقدان ذلك السلوك الإنساني الراقي والإحساس بالمسئولية فنجد أن فارقا كبيرا من حيث التفاعل والتعاون والعمل المشترك بين أبناء القومية الواحدة حتى في الظروف الصعبة مما يثير هذا السلوك المعوج الكثير من الحيرة والشكوك والتساؤل ويفرز نتائج وتداعيات سيئة للغاية ولا يهمهم الآن فيما سارت الأمور في أي اتجاه ما زالوا هم بمنأى عن الأذية ومصالحهم مصانة فليجري الوقت كيفما شاء في صالح الكرد أو في غير صالحهم وإن كان مصيرهم المزيد من العبودية والتشرذم والصراعات الجانبية على عكس ما ناله الرجال الأوائل من شرف التضحية والصمود وعزة النفس في الوقت الحرج فلنقرأ هذه الصفحة المشرقة ونعرف ما هي الحكاية .
“كان توماس من أرمن بالوPalo يعيش بين العشائر الكردية التي انضمت إلى أعمال الثورة 1925عام وناصرتها.
حدث أن تم أسر /60/ جندياً تركياً وقام عدد من الثوار بسوقهم إلى جبقجور وفي إحدى القرى الواقعة على طريق سيرهم توقفوا عند آغا القرية لتناول الطعام وكان توماس يخدم في بيته.
لقد وضعوا الجنود في أحد الغرف وأصر توماس أن يحرسهم حتى يقوم الثوار بتناول الطعام وأثناء ذهاب الثوار إلى مضافة الآغا قام توماس بإغلاق الباب عليهم من الداخل وحشا بندقيته بالطلقات وعندما جلس الثوار لتناول الطعام بدأ صوت الرصاص يأتي من جهة الأسرى حيث قام توماس بفتح النار عليهم وهو بينهم والغرفة مغلقة مما أدى إلى قتل وجرح أكثر من أربعين جندياً إلى أن أمسك بتوماس.
فعندما سئل عن السبب الذي دفعه بأن يقدم على عمله هذا وأن نظام الثورة وقوانينها تحرم قتل الأسرى وكل من يقدم على ذلك يكون عقابه عسيرا ويحكم بالموت.
فرد عليهم توماس قائلاً: أنا الآن أمامكم أفعلوا ما شئتم وكنت أنتظر هذه الفرصة منذ زمن بعيد لكي أنتقم من الأتراك عن مجازرهم ضدنا نحن الأرمن عام 1915 وإذا ما أقدمتم على قتلي فهذا لا يهم كثيراً وكم تمنيت أن يقوم كل أرمني بما أقدمت عليه وقتل /40/ تركياً وحينها يطيب الموت ويحلو.
أخذوا توماس إلى الآغا لقتله ولكن الآغا قال له: حسب تقاليدنا وأوامر قيادة الثورة تستحق الموت ولكن نخاف أن يقال عنا أنهم قتلوه لأنه كان أرمنياً وهذه أيضاً عيب كبيراً لنا واعلم أنك أقدمت على فعل شنيع بحق جنود أسرى في داري ولن أقتلك لهذا السبب ولكن توماس وقع أخيراً في يد السلطات التركية بعد انهيار الثورة دون أن يعرفوا بقتل توماس للجنود وإلا لقتلوه على الفور وفي المحكمة علمت السلطات التركية بما أقدم عليه توماس في قتل الجنود وصدر حكم الإعدام بحقه مع عدد من الثوار ووضعوا في قبو السجن في انتظار التنفيذ.
في ليلة تنفيذ الحكم وبعد صلاة العشاء طلب توماس من المشرف على السجن أن يقابلنا للوداع (الكلام لحسن هشيار) وعندما دخل إلينا وعند باب الكنيسة قال: أيها الرفاق سوف أعدم هذه الليلة وحدي وغداً رفاقي وقد جئت إلى هنا لكي أطلب منكم وأنا على أمل كبير أن تحسبوني واحداً منكم وعندما يخرجوني من الكنيسة لتنفيذ الحكم سوف أنادي عليكم وأطلب أن تكبروا ترفعوا الآذان كما تفعلون عند أخذ الرفاق إلى الإعدام وهذا لا يعني أنني أسلمت وأصبحت مسلماً أبداً ولكن حتى لا يفصلوني عنكم ويسر الأتراك بالأمر بأنني وحيد ويفرحوا بما أنا فيه” بهذه الكلمات المؤثرة لتوماس حصل جدال وخلاف بين الملالي في السجن فقد قال البعض ليس من الضروري ومطلوب منا الآذان وراء شخص أرمني ولكن الملا يوسف كيزيني Mela yûsivê kêzînî ,قال إن الذي سوف يقوم برفع الآذان خلفه هو أنا وقت أخذ توماس للإعدام وعند فجر ذلك اليوم سمعنا صوت توماس وهو ينادينا وقال: الآن يأخذونني وأنا أودعكم ومع صيحة توماس قام الملا يوسف برفع الآذان وكبر خلفه وبعدها سمعنا صوت توماس يقول : الآن قد طاب الموت ومرحباً.
وفي الصباح قام مدير السجن اليوزباشي عثمان بك بضرب الملا يوسف ضرباً مبرحاً جزاء آذانه للصلاة على توماس ولم تكن تلك المرة الأولى فقط التي كان يضرب ملالي في السجن بل عند كل آذان كان يرفع عند أخذ رفاقنا إلى الإعدام ” فما أحوجنا اليوم لأمثال هؤلاء الرجال وليس رجال المقاهي والمناسبات والكباب…..!
“كان توماس من أرمن بالوPalo يعيش بين العشائر الكردية التي انضمت إلى أعمال الثورة 1925عام وناصرتها.
حدث أن تم أسر /60/ جندياً تركياً وقام عدد من الثوار بسوقهم إلى جبقجور وفي إحدى القرى الواقعة على طريق سيرهم توقفوا عند آغا القرية لتناول الطعام وكان توماس يخدم في بيته.
لقد وضعوا الجنود في أحد الغرف وأصر توماس أن يحرسهم حتى يقوم الثوار بتناول الطعام وأثناء ذهاب الثوار إلى مضافة الآغا قام توماس بإغلاق الباب عليهم من الداخل وحشا بندقيته بالطلقات وعندما جلس الثوار لتناول الطعام بدأ صوت الرصاص يأتي من جهة الأسرى حيث قام توماس بفتح النار عليهم وهو بينهم والغرفة مغلقة مما أدى إلى قتل وجرح أكثر من أربعين جندياً إلى أن أمسك بتوماس.
فعندما سئل عن السبب الذي دفعه بأن يقدم على عمله هذا وأن نظام الثورة وقوانينها تحرم قتل الأسرى وكل من يقدم على ذلك يكون عقابه عسيرا ويحكم بالموت.
فرد عليهم توماس قائلاً: أنا الآن أمامكم أفعلوا ما شئتم وكنت أنتظر هذه الفرصة منذ زمن بعيد لكي أنتقم من الأتراك عن مجازرهم ضدنا نحن الأرمن عام 1915 وإذا ما أقدمتم على قتلي فهذا لا يهم كثيراً وكم تمنيت أن يقوم كل أرمني بما أقدمت عليه وقتل /40/ تركياً وحينها يطيب الموت ويحلو.
أخذوا توماس إلى الآغا لقتله ولكن الآغا قال له: حسب تقاليدنا وأوامر قيادة الثورة تستحق الموت ولكن نخاف أن يقال عنا أنهم قتلوه لأنه كان أرمنياً وهذه أيضاً عيب كبيراً لنا واعلم أنك أقدمت على فعل شنيع بحق جنود أسرى في داري ولن أقتلك لهذا السبب ولكن توماس وقع أخيراً في يد السلطات التركية بعد انهيار الثورة دون أن يعرفوا بقتل توماس للجنود وإلا لقتلوه على الفور وفي المحكمة علمت السلطات التركية بما أقدم عليه توماس في قتل الجنود وصدر حكم الإعدام بحقه مع عدد من الثوار ووضعوا في قبو السجن في انتظار التنفيذ.
في ليلة تنفيذ الحكم وبعد صلاة العشاء طلب توماس من المشرف على السجن أن يقابلنا للوداع (الكلام لحسن هشيار) وعندما دخل إلينا وعند باب الكنيسة قال: أيها الرفاق سوف أعدم هذه الليلة وحدي وغداً رفاقي وقد جئت إلى هنا لكي أطلب منكم وأنا على أمل كبير أن تحسبوني واحداً منكم وعندما يخرجوني من الكنيسة لتنفيذ الحكم سوف أنادي عليكم وأطلب أن تكبروا ترفعوا الآذان كما تفعلون عند أخذ الرفاق إلى الإعدام وهذا لا يعني أنني أسلمت وأصبحت مسلماً أبداً ولكن حتى لا يفصلوني عنكم ويسر الأتراك بالأمر بأنني وحيد ويفرحوا بما أنا فيه” بهذه الكلمات المؤثرة لتوماس حصل جدال وخلاف بين الملالي في السجن فقد قال البعض ليس من الضروري ومطلوب منا الآذان وراء شخص أرمني ولكن الملا يوسف كيزيني Mela yûsivê kêzînî ,قال إن الذي سوف يقوم برفع الآذان خلفه هو أنا وقت أخذ توماس للإعدام وعند فجر ذلك اليوم سمعنا صوت توماس وهو ينادينا وقال: الآن يأخذونني وأنا أودعكم ومع صيحة توماس قام الملا يوسف برفع الآذان وكبر خلفه وبعدها سمعنا صوت توماس يقول : الآن قد طاب الموت ومرحباً.
وفي الصباح قام مدير السجن اليوزباشي عثمان بك بضرب الملا يوسف ضرباً مبرحاً جزاء آذانه للصلاة على توماس ولم تكن تلك المرة الأولى فقط التي كان يضرب ملالي في السجن بل عند كل آذان كان يرفع عند أخذ رفاقنا إلى الإعدام ” فما أحوجنا اليوم لأمثال هؤلاء الرجال وليس رجال المقاهي والمناسبات والكباب…..!