آراء في المؤتمر الوطني الكردي السوري وقراراته (4)

نارين عمر: نتمنّى على كلّ المؤتمرين من دون استثناء بل ندعوهم إلى أن يقفوا وبجديّة تامّة على هذه الآراء التي ينشرها موقع (welatê me), ويدرسوا كلّ الآراء السّلبية منها والإيجابية ليتجنّبوا السّلبيّ ويستمرّوا في القيام بالإيجابيّ,
1-ألم يكن بالإمكان ضم جميع الأطراف الحزبية والفعاليات المجتمعية وتنسيقيات الشباب الى هذا المؤتمر, وتلافي الأسباب التي أدت إلى مقاطعة شرائح مهمة ومؤثرة له ؟

بدايةً أشكر موقع (welatê me) وكلّ القائمين عليه على الجهود التي يبذلونها, وأتمنّى لهم دوام العطاء والتّقدّم.
أتفق مع من يسمّيه مؤتمر الأحزاب الكردية بامتياز, ولكنّني هنا أضيفُ على أنّني أؤكّدُ على ذلك انطلاقاً من رؤيتين إحداهما سلبية وأخرى إيجابية وسأبدأ بالإيجابية حيث اتفقت الأحزاب الكرديّة في سوريا ولأوّل مرّة خلال تاريخها الطّويل على أن تتفق وتتوافق على عقد المؤتمر وعلى صياغة بنوده وهذا يعتبر أمراً إيجابياً نطمح إلى أن يستمرّ هذا الاتفاق والتّوافق ويدوم.
أمّا الرّؤية السّلبيّة فتتجسّدُ في موقف الأحزاب من المستقلّين:
فلا يخفى على أحد التّشنجات والخلافات التي رافقت المؤتمر قبيل انعقاده وإصرار الأحزاب على أن يكونوا هم أصحاب المبادرة وقيادييها ظنّاً منهم بأنّها (أيّ المبادرة) قد تفلت من بين يديهم أو أن يشكّل الآخرون الذين هم خارج سرب الأحزاب تجمّعات شبيهة بالأحزاب (طبعا هذا ما أكده البعض منهم, وأصرّوا عليه وما يزالون), وإذا كان المستقلّون والتّنسيقيّات يتحّملون بعضاً من المسؤوليّة في ذلك فإنّ أحزاب الحركة الكرديّة تتحمّل الجزء الأكبر منها لأنّها صاحبة تاريخ طويل وخبرةٍ كبيرة في مجال السّياسة وفنونها وأصولها وقواعدها, وكان عليها أن تبدي مرونة أكبر ولكن على العموم فإنّنا نبارك للقائمين على المؤتمر النّجاح ونتمنّى أن يستوعبوا الأطراف الأخرى ويحقّقوا الآمال والطّموحات المأمولة منه  وسرّنا انعقاد المؤتمر بغضّ النّظر عن الخلافات التي سبقت انعقاده, لأنّه تجربة فريدة إن لم نقل جديدة على جماهير الشّعبِ الكرديّ في سوريا.

2-ما تسربت من أنباء تؤكد نية الذين قاطعوا المؤتمر, على عقد مؤتمر كوردي آخر لتشكيل مركز قرار كوردي جامع.

برأيكم من يتحمل مسؤولية هذا الشرخ والانقسام في الصف الكوردي في سوريا ؟

بصراحة أستبعد  ذلك تماماً فعلى حدّ علمي أنّ البعض ممّن قاطع المؤتمر أو مَنْ أعلن انسحابه قبل انعقاده سواء في التّعديل الأوّل الذي سبق الانعقاد (الجزئيّ) أو التّعديل الثّاني (الجذريّ) أبدى ارتياحه لكلّ أو لبعض ما نتج عن المؤتمر من قرارات وبنود.
وهناك حقيقة لا بدّ للجميع من معرفتها وخاصة لمن يحاول إغفالها وهي أنّ العديد من المستقلّين كانوا متفقين على أن يساهموا في التّحضير لهذا المؤتمر ولمّ شمل الحركة الكردية وباقي فئات الجماهير الكرديّة بمختلف أطرافها وأطيافها وبعد تحقيق ذلك سيوصلون المؤتمرين إلى باب قاعة المؤتمر, ثمّ ينسحبون بهدوء.

إذاً فقد كان هدف مجموعة كبيرة منهم مساعدة المجتمعين على الاتفاق والتّوافق لا كما روّج لهم البعض أنّهم حاولوا تشكيل مجموعات وتجمّعاتٍ في لبوس أحزاب, فكما أنّ كلّ الحزبيين ليسوا بالملائكة كذلك ليس كلّ المستقلين شياطين وانتهازيين وأصحاب مصالح.

3-جاء في البيان الختامي للمؤتمر: ” كلف المؤتمر الهيئة التنفيذية المنبثقة عنه السعي لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية” برأيكم هل بمقدور هذه الهيئة توحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية في الوقت الذي فشل المؤتمر في توحيد صفوف الكورد ؟

الاتفاق والاختلاف من سمات التّواصل البشريّ منذ أقدم العصور شرط أن يؤدّي إلى نتائج قيّمة, ونتمنّى أن تتمكّن الأحزاب الكرديّة من القيام بذلك ما دامت تجدُ في نفسها القدرة والإمكانيّة على فعل ذلك.

4-ألا يوحي ما جاء في البيان الختامي بخصوص الحوار مع السلطة “ضرورة عدم القيام بإجراء أي حوار مع السلطة بشكل منفرد” ان الأحزاب التي شاركت في المؤتمر, لم تسقط بعد مبدأ الحوار مع النظام من أجنداتها, علما ان مسألة الحوار مع النظام باتت خلف الثوار منذ زمن بعيد ؟

إذا كان هذا رأيهم ومقترحهم فلا شك أنّ لهم تصوّرات وأهداف يودّون تحقيقها وأوّلاً وأخيراً المؤتمرون هم الذين يتحمّلون نتائج كلّ المقرّرات والمبادئ التي انبثقت من المؤتمر.

 الذي نتمنّاه هو تحقيق الخير والاستقرار للشّعب الكرديّ وللشّعبِ السّوريّ عموماً.

5-ما السبيل لتجاوز هذا الشرخ لتوحيد صفوف الكورد قبل فوات الأوان ؟

السّبيل في ذلك على ما أعتقد يكمن في جوّ المصارحة والمسامحة الذي يجب أن تعومَ فيه جماهير الشّعب الكرديّ في سوريا بمختلف شرائحهم ومعتقداتهم وتجنّب لغة الاتهام والتّخوين والتّعالي التي يتعامل معها قواعد وقياديّو الأحزاب الكردية سواء مع بعضهم البعض أو مع الأحزاب الأخرى أو الّلغة التي يتعامل بها معظم الشّرائح المستقلّة وخاصة من الكتّاب والمهتمين بالشّأن الثّقافي والأدبيّ فيما بينهم أو محاربتهم للأحزاب الكرديّة واتهامها بالعجز أو التّقصير أو ما شابه ذلك.
نتمنّى على كلّ المؤتمرين من دون استثناء بل ندعوهم إلى أن يقفوا وبجديّة تامّة على هذه الآراء التي ينشرها موقع ((welatême, ويدرسوا كلّ الآراء السّلبية منها والإيجابية ليتجنّبوا السّلبيّ ويستمرّوا في القيام بالإيجابيّ, وألا يحاربوا صاحب الرّأي المختلف عن رأيهم, وكذلك على الذين لم يشاركوا في المؤتمر أو الذين انسحبوا منه منح المؤتمرين فرصة ولتكن أخيرة لينفذوا من خلالها المبادئ والبنود التي انبثقت من المؤتمر, فإن لم يتمكّنوا من ذلك أو تنصّلوا من أهدافهم وعهودهم فليفعلوا ما يشاؤوا بهم, لأنّنا في النّهاية نسعى إلى إيجاد صيغ مشتركة قائمة على التّوافق والاختلاف في الرّأي والرّؤية والموقف شرط ألا يلحق الأذى بطرف أو تيّار.

شهاب عبدكي: الأحزاب الكوردية غير مؤهلة لقيادة المرحلة لأنها تفتقد إلى قيادة جادة تعبر عن المرحلة بشكل دقيق..

القائمين على المؤتمر من الأحزاب لم يقطعوا الخيط مع النظام وهذه رسالة للنظام وللمعارضة السورية باستثناء الكوردية

1- – الم يكن بالإمكان ضم جميع الأطراف الحزبية والفعاليات المجتمعية وتنسيقيات الشباب الى هذا المؤتمر, وتلافي الأسباب التي أدت إلى مقاطعة شرائح مهمة ومؤثرة له ؟

بالطبع كان ممكناً وبسيطاً جداً ، فالأحزاب التي كانت تعمل من أجل عقد مؤتمر قومي كوردي لتعبر عن طموحات القومية الكوردية ومن خلاله لتفعل دوره على الساحة السياسية وغلق ابواب العجز التي رافقت الحركة منذ الانقسام الأول كانت  بعيدة عن أُسس الديمقراطية وشعارات التي تنادي بها من تعددية علمانية الرأي والرأي الأخر في تعاملها مع أحزاب التي هي خارج توافقات التي حصلت بل وصل أمر إلى إقصاءها من العملية السياسية وإنكار وجودها السياسي لأسباب شخصية بحتة مما خلق أزمة في الشارع الكوردي لاينتهي بانتهاء المؤتمر اما التنسيقيات والمثقفين فكانت تحفظاتهم وملاحظاتهم نتيجة لهذا الذي ذُكر وأسباب اخرى قد نوردها في الأجوبة القادمة.

2- ما تسربت من أنباء تؤكد نية الذين قاطعوا المؤتمر, على عقد مؤتمر كوردي آخر لتشكيل مركز قرار كوردي جامع.

برأيكم من يتحمل مسؤولية هذا الشرخ والانقسام في الصف الكوردي في سوريا ؟

برأي اي مؤتمر اخر نتيجة لرد فعل هو خسارة كبيرة لجهود المثقفين وبعض السياسيين الذين لم يترجلوا بعد ، ولديهم قناعة على  تجاوز هذه المرحلة هذا من جهة
ومن جهة ثانية القومية الكوردية سئم وملا من هذه الخلافات لذلك إذا حصل ذلك فلا احد يهتم وقد يتطور إلى هجر هذه الأطر إلى تيارات جديدة يزيد الوضع تأزماً في هذه الحالة الكل خاسر لايوجد فائز والخاسر الأكبر القضية الكوردية.
البحث عن الأسباب قد يطول ولكن الأحزاب التي عقدت المؤتمر تمتلك مساحة كبيرة من السلبية في تعاطيها مع الوضع الكوردي وآخرها اغلاق ابوب المجلس وهيئة تنفيدية اما اي توسيع نظراً للوضع التنظيمي الذي اعتمد ، اما الطرف الثاني فلم يتعامل بايجابية ايضاً مثلا تشكيل كتلة باسم ميثاق الوطني كانت ردة فعل وليس فعل من اجل عمل سياسي ، مع ذلك جاء بيان الميثاق بخصوص المؤتمر ايجابياً لتوحيد الصف الكوردي رغم عدة نقاط نقدية على المجلس وهذا طبيعي بسبب الإقصاء الذي حصل.

3- جاء في البيان الختامي للمؤتمر: ” كلف المؤتمر الهيئة التنفيذية المنبثقة عنه السعي لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية” برأيكم هل بمقدور هذه الهيئة توحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية في الوقت الذي فشل المؤتمر في توحيد صفوف الكورد ؟

هذه الفقرة تناقض نفسها في فقرة أخرى والتي تقول:
“ز ـ خول المؤتمر الهيئة التنفيذية المنبثــقة عنه بالحوار مع أطر المعارضة الوطنية ومن ثم التنسيق والتعاون مع الأكثر استجابة لقرارات وتوجهات المؤتمر وتعليق عضوية أحزاب الحركة في الأطر الأخرى .”
فكيف ستعمل من أجل توحيد وكيف سيتم التنسيق مع الأكثر استجابة ، يفهم من هذه الجملة أنها ستعمل على تقسيم المعارضة وليس توحيدها لأنها من مصلحة القضية الكوردية طبعاً هذا حسب قناعة المؤتمرين كما جاء في البيان .
بخصوص دور الوسيط كان من الممكن في بداية الثورة إذا استطاعت أن تُشكل إطاراً كوردياً جامعاً وتحول مدينة القامشلي لورشة عمل للمعارضة السورية ولكنها أصبحت بحاجة لوسيط بعد سبعة اشهر من الثورة ، فالاحزاب الكوردية غير مؤهلة لقيادة المرحلة لانها تفتقد إلى قيادة جادة تعبر عن المرحلة بشكل دقيق.

4 – -ألا يوحي ما جاء في البيان الختامي بخصوص الحوار مع السلطة “ضرورة عدم القيام بإجراء أي حوار مع السلطة بشكل منفرد” ان الأحزاب التي شاركت في المؤتمر, لم تسقط بعد مبدأ الحوار مع النظام من أجنداتها, علما ان مسألة الحوار مع النظام باتت خلف الثوار منذ زمن بعيد ؟

القائمين على المؤتمر من الأحزاب لم يقطعوا الخيط مع النظام وهذه رسالة للنظام وللمعارضة السورية باستثناء الكوردية  ، فبعد سبعة اشهر من الذي يجري في سوريا من حلول أمنية تجاه الشعب السوري لم تبقى لغة الحوار مجدية إلا إذا كان يُقصد به الحوار من أجل التفاوض على صيغة للخروج من الأزمة ، وانا افهم من هذه الجملة هي حوار القيادة وليس المؤتمرين جميعاً وبسبب تركيبتها السياسية للخلاص من أي ضغط داخلي .

– 5-  ما السبيل لتجاوز هذا الشرخ لتوحيد صفوف الكورد قبل فوات الأوان ؟

دائماً هناك حل وسبيل للعمل في هذا الطريق ، لذلك الأبواب يجب ان تبقى مفتوحة وإن جاء البيان خالياً من فقرة بخصوص الوضع الكوردي وهذا تجاهل مقصود .
علينا العمل من أجل تصحيح المسار وعلى المستقلين والشباب الذين حضروا المؤتمر أن يكون لهم كلمة في ما يفيد الوضع الكودري ، فالمؤتمر خطوة في الطريق الصحيح وفيها نقاط ايجابية كثيرة ويمكن التوافق عليها إذا توفرت النية السليمة من الكل.

صالح دمي جر: مجرد إختصار أكثر من إطار في إطار جامع وإن كان لبعض الأطراف والشخصيات أعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح.

يبدو أنه كُتب على الشعب الكردي أن لا تُكتمل فرحته ويرافق كل إستحقاق له تلكؤ ينعكس بشكل سلبي على شارعه وطموحه.

ويبدو أن بعض الكرد إعتادوا أن ينتظروا حتى يأتي أحد ما من خارج سربهم ليقنعهم بأن بناء أي حالة أو إطاركردي منظم ومنسجم مع ما تتطلبه المرحلة الراهنة هو حقيقة إنتصار على محاولات التشتيت التي تجري بحق المكون الكردي عبر جعله تابعاً لأطر لم تستطع أن ترقى بخطابها إزاء الكرد وحراكه المواكب جداً للحالة الوطنية  .
طبعأ هذا المؤتمر لا يرقى إلى مستوى طموح وتطلعات الشعب الكردي لأنه مارس نوعاً من الإقصاء  لأطراف كان يجب أن تمثل فيه ويكون لها حضورها الفاعل.

بالإضافة إلى غياب بعض التنسيقيات الشبابية التي لا يمكننا الإستغناء عنها.
لكنه في الوقت عينه إستطاع  أن يلامس بشكل من الأشكال سقفاً لم تكن الأحزاب الكردية  قادرة على ملامسته بهذه الصيغة وهذا التوافق, لدرجة جمع قيادات هرمه وشباب ثائر  لا يلتفت الى الخلف تحت سقفه .

وهذه نقطة إيجابية إستطاع المؤتمر التأسيس لها و الإنطلاق منها.
وأعتقد أن الفضل في هذا الإستحقاق  يعود بشكل أساسي للشباب والمستقلين الذين شكل هذا المؤتمر لهم نوعاً من التحدي بفرض برامجهم وتوجهاتهم الثورية.
نعم كان بالإمكان تحقيق التمثيل الشامل لولا الأخطاء التي ارتكبت في مرحلة التحضير والإعداد, حيث تم إقصاء الشباب والمستقلين وتم التحضير على أساس أنه مؤتمر للأحزاب
ولكنيي أتصور أن الفترة المقبلة كفيلة بإيضاح الصورة بشكل أفضل.

وكما كنا نعتبر المجلس الوطني السوري على علاته أفضل الموجود يمكننا أن نعتبر هذا المجلس أيضاً كذلك, إلى أن نصل سوياً لحالة متقدمة يستطيع فيها بعضنا إستيعاب البعض الآخر .
بالنسبة لنية المقاطعين للمؤتمر عقد مؤتمر آخر فهو  وإن كان غير مستحب في هذه المرحلة الدقيقة من حياة الثورة والحراك الوطني عامة, فلهم- وهذا رأيي الشخصي – كل الحق بتشكيل إطار يمثل تطلعاتهم ويحقق لهم ما يصبون إليه.

 بالنهاية نحن لسنا عائلة أو عشيرة , نحن شعب يتجاوز تعداده الثلاثة ملايين ونصف المليون ولا مشكلة من وجود أكثر من إطار  وخاصة عندما يتعلق الأمر بموضوع دونه آراء ومواقف قابلة للتأويل والتفسير حسب مزاج ورؤية كل طرف.

المهم أن نبتعد عن الكيدية في تعاطينا مع بعضنا وأن لا تكون اطرنا ردود أفعال ومشاريع موسمية.
أما بخصوص الشرخ والإنقسام في الصف الكردي فكلنا يعلم أن الحركة الكوردية بل الحراك الكوردي بمجمله لم يكن يوما من الأيام متماسكاُ, وبالتالي لا يمكننا أن نحمل هذا المؤتمر مسؤولية شرخ كان قائماً في الماضي ولا يزال.

اما موضوع الحوار مع السلطة فهو مرتبط بالمعارضة السورية ككل وليس من الصواب أن يقوم أي إطار كردي بإغلاق هذا الباب على نفسه .

وبالتالي ترك كل الخيارات متاحة هو برأيي أفضل , أمام الغموض الذي يلف الحالة السورية ككل .

الكرد في سوريا هم جزءٌ من كل, ولا يمكن أن يفرض الجزء خياراته على الكل .

أعتقد أن المعادلة ليست صعبة, بمعنى إذا كان الثوار يرفضون الحوار مع السلطة _ وهم كذلك_ وإذا تبنت المعارضة السورية الحراك الثوري _ ويجب أن تتبنى_ وإذا كنا كمكون كوردي  جزء لا يتجزأ من المعارضة السورية _ ونحن كذلك_ فأين تكمن المشكلة ؟ هل المطلوب من الكرد السعي لإسقاط النظام بشكل منفرد ؟!! .
أرى أن التفاؤل وإعتبار هذا المجلس بداية لمسعى جدي يبذله الشباب والمستقلون مع بعض الأحزاب للخروج بموقف موحد أو أقله برؤى متقاربة تحفظ لنا ماء وجهنا أمام هذا الضياع الذي يلفنا والتخبط الذي نعانيه مذ بدأت الثورة ,سيكون جيداً.
4-11-2011

وليد حاج عبدالقادر: المؤتمر الوطني الكردي ..

ما له وما عليه

“أقولها وملء فمي ـ وهذه موجهة للأحزاب التسعة كان من الممكن ـ أقله ـ حضور باقي الأحزاب التي لا تدعي ولا تطلب الاستحواذ ..

كما كان من الأولى ـ أيضا ـ من تلك الأحزاب : أن تتنازل قليلا فالمهم في هذه العملية هي قضية الشعب الكردي أولا وإيجاد مركز القرار الكردي المستقل بشخصيته الاعتبارية ثانيا”

بداية كلمة شكر لموقع ولاتي مه وهذه الملفات الساخنة التي عودتنا على خوض غمارها ، ومن ثم لتسمحوا لي بداية في التركيز على موضوعة جد مهمة ، ألا وهو ذلك الجهد والكم من النقاشات ، وبالتالي الضغط المترافق مع النضال الدؤوب ، إن خارج أطر التنظيمات الكردية أو مما يحيط بها من حلقات الأصدقاء والمؤازرين الذين لطالما جهدوا مع المستقلين لإيجاد آلية جامعة تحدّ ـ نسبيا ـ من حالة التشرذم والخلل وبالتالي ـ الهلهلة ـ التي كانت تسوّس في بنية وجسد الحركة الوطنية الكردية.

ولكن لنكن موضوعيين أيضا، سواء في نقدنا لآلية وشكل وبالتالي الإطار العام الذي عقد فيه المؤتمر ، وحتمي أن لانغفل الظرف والواقع الراهن ، وثانيا في نقد المقررات و ..

وقفة لاتقل نقدية ممن تمترسوا تحت بند أو يافطة ـ الممانعة !! هكذا ـ ، أو تخندقوا في وبالية الهيمنة وبالتالي فرض ما لا يمكن فرضه ـ حزبيا ـ لا وطنيا أو قوميا ، وهذه الممانعة تحديدا هي التي أدت ـ وبكل أسف ـ دور العصا المحبطة لدوران العجلة ، وفقدت بذلك ـ وهذا برأيي ـ تعاطف المستقلين كما الضاغطين على الأحزاب الأخرى ..

إن القضية القومية عامة ، وقضية شعبنا الكردي في سورية خاصة وهذه المعضلات والثورة السورية المتقدة تفرض ـ وبالمطلق ـ كما و ـ توجب ـ على الجميع نكران الذات الشخصية منها والحزبية الضيقة ، فالأنوية الفردانية التي طمست بمعالمها ـ لحد الآن ـ نتيجة لغياب الدور الفاعل للحركة السياسية أفرزت طبقة ـ بقناعتي ـ همها الأول والأساس هو التسويق الذاتوي / الشخصي على حساب تجذير قضية الشعب الكردي لابل وقد وصل الأمر ببعضهم الدخول في بازارات ـ شراء ـ أو ـ تشكيل ـ تجمعات خلبية كمحاولات بعضهم المتكررة في شراء او الاستحواذ على حركات شبابية ـ كما النوادي الأوربية وقوة المال ـ لإبراز قاعدتهم الوهمية في شوارع وجادات المنطقة الكردية بلا إبالية فظة لحجم ودماء الشباب الكرد ، ولن ننسى تهافت بعض من مدعي ـ الثقافة ـ ومروجي الذات المريضة المرتبطة بنرجسية مقززة ، فتحاول النيل ، إن من الحركة السياسية الكردية ـ بعلاتها المكنونة فيها أصلا ـ أما الغاية فهو إجهاض البعد الوحيد المنظم ـ كحركة وتنظيم ـ وتنحيتها ليبق الشعب الكردي فريسة نزعاتهم وبالتالي ـ بازاراتهم ـ الرخيصة في غالب الأحيان و ـ بقناعتي ـ أنه لولا دور بعض المسترخصين للحركة السياسية الكردية كما وحلقة دوران بعض من أطراف الحركة في حلقة ـ ذلك البعض ـ لما فسح المجال لبعض من الإنتهازيين الذين جعجعوا كثيرا في نقد الأحزاب وتوصيفها بالمساومة والإنتهازية ..

الخ فإذا بهم وقد تجاوزوا عمليا وبمسافات في كلتا الصفتين الموسومتين وتلك الأحزاب وبأميال عديدة ..

اما بخصوص التنسيقيات ـ خاصة بعضها ـ التي تدعي بحيازتها المطلقة للشارع وكذلك تجاوزها الجغرافية الطبيعية بأذرعها وانتشاريتها ، ومن ثم تمترسها وتخندقها الأول والأساس لتثبيت حق الشعب الكردي وطرحها مبادراتها وتصوراتها ـ الفدرالية مثلا ـ نراها تسقط وببساطة في فخ المواطنة التي لا يميزها عن تعريب البعث وتغريبته للكرد سوى تلطيفا لفظويا ليس إلا !! فيتبدى الهدف كما الغاية ـ وهنا لا أعمم ـ ظاهرة النقد المجاني كسلاح يستخدمها كما ويستغلها أولئك الإنتهازيين الكرد الذين لفظتهم وتجارب أحزابهم ـ تاريخيا ـ فيحاولون الإيثار ـ مثلا ـ كما والعودة من جديد ، وإن كان بلباس ـ سبور ـ وحذاء رياضي !! ولما لا ؟ فقد تمنحهم الحالة هذه بعضا من الشبابية عكس ـ عقولهم ـ التي سوستها أنانياتهم ، كما وأدوارهم المتعددة الوجوه كما الأشكال …
نعم ـ أقولها وملء فمي ـ وهذه موجهة للأحزاب التسعة كان من الممكن ـ أقله ـ حضور باقي الأحزاب التي لاتدعي ولا تطلب الإستحواذ ..

كما كان من الأولى ـ أيضا ـ من تلك الأحزاب : أن تتنازل قليلا فالمهم في هذه العملية هي قضية الشعب الكردي أولا وايجاد مركز القرار الكردي المستقل بشخصيته الإعتبارية ثانيا ، ولبعض من التنسيقيات لابد من أن نحدد ، لابل ونؤشر عليها بالبنان خاصة بعدما أخذت مسارها العملي والشعاراتي على شكل متناقض فاختارت ما اختارت وبالتالي فأن محاربتها لإستقلالية القرار الكردي فيما يخص الشعب الكردي في سورية ، ومما يناقض وتوجهها نحو مواطنة ذي توأمة للأممية التي ما رأت النور ـ كرديا ـ كما ونسفتها أكثر من مرة في أكثر من تصريح لأقطاب شملت فيما شملت غالبية منابر المعارضة وطروحاتها المواطنية ـ كخطوات بائسة ما طرحتها حتى عهود البعث في أوج عنصريتها وشوفينيتها ـ هذا الخلاف وهذه الأرضية ـ بقناعتي ـ هي واحدة من الإفرازات المهمة التي من خلالها وعلى أرضيتها ـ رأى البعض ـ تلاقيه مع المعارضة العربية كتوجه أسلم وأبدى وحالة انخراطه ـ كرديا ـ وبتلك الشخصية القومية الإعتبارية ، كواحدة من النتاجات المهمة للمؤتمر الوطني سالف الذكر ، ومن هنا يتأتى ضرورة ترتيب البيت الكردي ، فالمنتقدون للمؤتمر والحالة هذه يصنفون في خانات متعددة : الإنتهازيون يرون في الدور القادم للحركة وبالتالي أستلامها لزمام المبادرة وقيامها بدورها الحقيقي انتهاء ـ أكيد ـ لدورهم وبالتالي كشفهم .

ومتسلقون ، أو ممثلون على شاكلة صائدو الجوائز يسرحون ويمرحون في غياب الدور الفاعل للحركة ، ومع كل هذا لا يخفى أبدا وجود ونشاط تلك الشريحة الصادقة التي ـ قلبها ـ على شعبها وحركتها وهذه الشريحة هي من عليها الاعتماد لزيادة الضغط ، وبالتالي ايجاد الركيزة التي تساعد على لملمة الطاقات التي بقيت خارج الإطار العام والانضمام اليها على قاعدة مرضية للجميع ، فتتحقق بذلك نبوءة مركزة القرار الكردي الذي هو في الأساس النقطة المركزية المهمة ، أما التركيز ـ وهكذا اعتباطا ـ على فشل المؤتمر ومن ثم المراهنة على بعثرة الجهود ومن دون العودة الى الأسس التي أدت وأفرزت نتائجا جد مهمة ـ بتصوري ـ للمؤتمر ، إن من ناحية حشد الطاقات كما وتصورات حل المسألة الكردية في سورية على قاعدة حق تقرير المصير للشعب الكردي في سورية وبالتالي تشكل الكتلة الكردية أو بتعبير أدق الشخصية الاعتبارية الكردية وطبيعي أن لا تتجانس تلك الآراء والمواقف مع بعض من الصادقين في تعبيراتهم كما انتماءهم وشعورهم الوطني ، يرافقها بعض من أدعياء الوعي ـ أو لنسمها اليقظة القومية أو ما يمكن تسميتهم ب ـ كرد آذار 2011 ـ على غرار كرد 1992في كردستان العراق ، واختصارا ومن جديد ـ أظن ـ أنه من الضروري أن تختزل الحركة الكردية وتقلص من خلافاتها ومجموعة من الأطر ـ الحزبية ـ الهامة التي لما تزل خارج الإجماع الكردي ، كما هو ـ واجب بالضرورة ـ على تلك الأطر الحزبية أن تبحث عن عوامل التلاقي مع هذه الأحزاب كمخرج حقيقي من حالة اللاتوافق ومدخل مؤكد لإجماع طالما كانت امنية صادقة لغالبية الشعب الكردي ..

أما بخصوص الموقف من النظام وشعار الإسقاط وبالتالي التغيير البنيوي ..فبالله عليكم : تعالوا الى كلمة سواء : نبرر لهيئة الإنقاذ وللمجلس الوطني أن يصوغوا بياناتهم بحرفية ومهنية ، لابل ونصفق لبراعتهم ونستكثرها على أحزابنا ؟ وهل دارت فينا الأيام لنعود ومرحلة الثمانينات ومسألة الإهتداء ، الالتزام ، الاسترشاد بالماركسية اللينينية ، والاشتراكية العلمية ، فنخوض غمار داحس وغبراء من جديد ..

نعم نعلم حجم التباين ودرجة الإختلاف بين الفصائل التسعة حول تشخيص النظام والمرحلة وبالتالي الموقف ولكن : هلاّ دققنا في مفهوم وتفسير معنى التغيير البنيوي وتفكيك البنية السياسية والأمنية والعسكرية للنظام !! لا أريد الاسترسال أكثر بالرغم من ـ قناعتي الشخصية المتجاوزة وهكذا طرح ـ إلا أنني لا أرى فيه مساومة ولا ابتعاد عن نبض الشارع هذا أولا وما يفرزه ذلك الموقف من رأي صريح أقره المؤتمر أن : لاحوار مع السلطة والحل الأمني مازال طاغ ، ولا حوار مع السلطة بشكل منفرد ـ أي السلطة والكرد ـ أولم تثبت حيثيات الأحداث لاحقا ـ بعد المؤتمر ـ صحة هذا الموقف ؟ فلو وصلت الأمور بمبادرة الجامعة العربية الى بر الأمان والتزمت بها السلطة ـ مع يقيني الشخصي باستحالتها ـ ألا يفرض هذا الواقع على الحركة الكردية أن تجلس مع باقي أطراف المعارضة وتحاور السلطة مثلهم ؟ أم علينا انتظار ما سيتمخض من مفاوضات السيد البيانوني وغليون وما سينحيه السيد المالح من الحقوق الفئوية التي لا تستحق حتى مجرد النقاش على حد قوله !! ؟ ـ كحركة سياسية واجب عليها ـ وبالمطلق ـ أن تترك الباب مفتوحا والمتغيرات السياسية ولنا في تجربة إخوتنا في كردستان العراق نموذج في تسعينات القرن الماضي ـ وطبيعي أن أنوه استحالة أن ترضخ السلطة لأي من الأمور التي ذكرتها ومع هذا هناك صوابية في القرار الكردي وإلا فليبرر لي أكثر نقاد المؤتمر شدة كما وأكثرهم قربا إن من المجلس الوطني أو هيئة التنسيق أو الإنقاذ وبالتالي سرعة تجاوب الجميع مع دعوة الجامعة العربية ـ وباختصار بقيت نقطة أخيرة : نعم تستطيع الأطراف التي لم تحضر المؤتمر أن تعقد مؤتمرا آخرا وتحضر لربما أعدادا أكثر ممن حضروا مؤتمر الأحزاب التسعة ولكن السؤال هو وفي هذه الحالة : ألا يتحملون جزءا لابأس به أيضا من مسؤلية تشتيت القرار الكردي ؟ أم هي عودة لنزعة ـ كوجرية / ديمانية ـ محمودكية / عثمانكية ، أم لعلها وذاك اللغز الذي لم يصل حلّه بعد الى مسامع ـ كردنا ـ / هيك زه مريشكي يه يان مريشك زه هيكي يه ـ

قادو شيرين: كان المؤتمر فاشلا لأكثر من سبب, وليس لي رغبة في ذكر كل الأسباب, لعل بيان المؤتمر وابرز الأسباب هي ان المؤتمر لم يكن بمستوى الثورة ودماء الشهداء, كذلك, كان الأجدر بالصف الأول الكلاسيكي من جيل زين العابدين بن علي, معمر القذافي و حسني مبارك, أن يكون في الصف الأخير او خارج القرار المصيري للشعب الذي لا حول ولا قوة له.

Bi gumana min kongir ji ber gelek sedeman têkçûyî bû, yek jê ne di asta şoreş û xwîna şehîdan de bû, ya din jî, ku rêza pêşî li dawî ba yan jî li derveyî biryarên çarenûsa wî miletê bê xwedî û xwedan bana.

Mixabin ew rêz ne dikin, ne jî dihêlim mirov bike.
Şek û guman di rûxandina rêjîmê de tune, lê ew ên ku ta ana helwesta xwe diyar nekirine, piştî rûxandinê, dê bi çi rûyî derkevin pêş milet.

Qado Şêrîn

د.

محمود عباس: أن الأطراف الكردية المشتتة سابقاً قد تجتمع تحت سقفين فقط، وهي مرحلة ربما انتقالية إلى تشكيل أوسع في القادم من الزمن.

1- الم يكن بالإمكان ضم جميع الأطراف الحزبية والفعاليات المجتمعية وتنسيقيات الشباب الى هذا المؤتمر, وتلافي الأسباب التي أدت إلى مقاطعة شرائح مهمة ومؤثرة له ؟

إدخال التنسيقيات الشبابية ، أصحاب الثورة الحقيقية، في هذا الصراع أجحاف بحقهم، الصراع هو صراع بين أطراف الأحزاب السياسية، والذين يودون التمترس وراء الشباب الثائر، وبطرق متنوعة، ولولا ذلك لما حدث أي إنفصام بين التنسيقيات الشبابية، وعندما نبحث عن المقاطعة والصراع، يجب أن ننتبه بأنه موجه إلى الأحزاب والقوى التي تود سلب الثورة، وكل طرف خلق تنسيقيته الخاصة وهم لايمثلون مفاهيم الثورة الشبابية الحقيقية، ماداموا يمتثلون لأوامر الأطراف الحزبية الكلاسيكية.
وجود الحركة الكردية السياسية في داخل الوطن، إضافة إلى إملاءات خارجية من أطراف صديقة وأصحاب مصالح، إضافة إلى نزعات ذاتية جمعية وفردية، كانت وراء الإقصاء أو عدم الرغبة بالمشاركة، والتي سوف لن يرفع بأي مؤتمر كان داخل الوطن أو خارجه إلى الكمال في العطاء، لهذا لا أظن بأنه كان بإمكان الأطراف المجتمعة التخلص من هذه النواقص.

ومن جهة أخرى إذا وددنا أن نكون أصحاب نظرة ديمقراطية وحضارية ومنطقية، ويكون لنا وجهة نظر نقدية متكاملة علينا أن نضع السؤال على الشكل التالي:  هل الأطراف التي أقصيت كانت ستحضر المؤتمر الذي هوجم مسبقاً، فيما لو دعي إليه؟ هذه الأطراف أرادت أن تفرض وجهة نظرها وقناعاتها السياسية فوق قناعات الآخرين وهنا نكون في طرفي تناقض، والجهتين لهما سلبياتهما وإيجابياتهما، على سبيل المثال بعض الأطراف لا يطالبون برفع مطالب قومية فوق المطالب الوطنية السورية، وبكلام أوضح، لن يرفعوا شعار الفيدرالية ولا اللامركزية السياسية، لكن سيرفعون شعار إسقاط السلطة، وهنا وجهين للأحزاب الكردية، إذا أجتمعا سيكون أنعكاساً حقيقياً للشارع الكردي، لكن فرادا سيبقى غياب لطرف على حساب الطرف الآخر، وما أود أن أقوله إن عوامل المقاطعة فرضت نفسها، ولا أظن بأن الحركة الكردية، وأعني الجهتين، وهي بهذه السوية من عدم وجود النقد البناء وليس التهجم وبغياب الروح الديمقراطية، والوجود تحت ضغوطات متنوعة موضوعية وذاتية، يمكن أن يؤدي إلى المطلوب الكردي التام.

2- ما تسربت من أنباء تؤكد نية الذين قاطعوا المؤتمر, على عقد مؤتمر كوردي آخر لتشكيل مركز قرار كوردي جامع.

برأيكم من يتحمل مسؤولية هذا الشرخ والانقسام في الصف الكوردي في سوريا ؟

مسؤولية الشرخ تتحمله جميع الأطراف الحزبية التي حضرت المؤتمر والذين يحضرون أنفسهم لمؤتمر مزمع عقده، لكن وبالتأكيد علينا اخراج الشباب الثائر من آفة هذا الصراع، وهذه الألاعيب السياسية الحزبية الأنانية والتي لا تزال غارقة في مفاهيم الماضي.
ستكون هناك مؤتمرات، التشتت الكردي لا يمكن أن يلتئم، وهي في هذا الواقع، من حيث المفاهيم، والضغوطات، والإملاءات، والصراعات الحزبية والشخصية، وتفضيل الحزب على الوطن، وغيرها من الأمراض.
المؤتمر القادم سوف لن يكون بأفضل من الحالي، والذي قدم الكثير، وسيكون هناك غياب أوسع للأطراف الكردية، إضافة إلى غياب للمطالب الكردية، على حساب مطالب أخرى، علينا أن لا نغطي غياب الأطراف عن المؤتمر وكأنه كان غياب للتنسيقيات، وكما نعلم ونرى الشارع الثوري له مفاهيمه، لا تتحد لا مع المؤتمر الوطني الكردي، ولا مع مؤتمر الأطراف الحزبية السياسية القادمة، مفاهيم وقناعات وأهداف الشباب الثائر لاتزال لاتستوعبها الأحزاب السياسية الكردية أوالعربية.

3- جاء في البيان الختامي للمؤتمر: ” كلف المؤتمر الهيئة التنفيذية المنبثقة عنه السعي لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية” برأيكم هل بمقدور هذه الهيئة توحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية في الوقت الذي فشل المؤتمر في توحيد صفوف الكورد ؟

فترة ذهبية أضاعتها الحركة السياسية الكردية وكانت لها هذه القدرة وقامت بأدوار وشكلت من اللاشيء معارضة سورية، رغم تحفظنا التام على أشكاليات تلك الظروف والإملاءات التي أدت إلى القيام بتلك الأدوار، لكن والمعارضة العربية السورية بوضعها الحالي، وهي الآن في أيادي دول خارجية، ويسيرون تحت أجندات دولية معظمها تناهض الكرد، وترفض القضية الكردية في سوريا، إضافة إلى التشتت الكردي الملاحظ، ورغم ظهور هذا المؤتمر والذي يزمع عقده والذي يبين على تجميع شمل ما، إلا أن الهيئة وجميع الأحزاب الكردية وهي في هذه الحالة عاجزة ليس فقط في توحيد صفوف المعارضة السورية، بل وحتى عن القدرة في طرح القرارات التي أقرت في المؤتمر على المعارضة السورية، كقرار اللامركزية السياسية.

فهي الآن أضعف بكثير من الماضي بشكل نسبي حيث المعارضة العربية السورية قويت بأيادي خارجية والحركة السياسية الكردية لا تزال تائهة في خضم صراعاتها.

4 – ألا يوحي ما جاء في البيان الختامي بخصوص الحوار مع السلطة “ضرورة عدم القيام بإجراء أي حوار مع السلطة بشكل منفرد” ان الأحزاب التي شاركت في المؤتمر, لم تسقط بعد مبدأ الحوار مع النظام من أجنداتها, علما ان مسألة الحوار مع النظام باتت خلف الثوار منذ زمن بعيد ؟

الأحزاب الكردية تطرح مفاهيم متعددة! وتختلف من أجندات حزب إلى آخر، مابين القضية الوطنية والقومية، وفيها الكثير من التلاعب أو عدم القبول بمفاهيم الثورة السورية، فهم بالمطلق يتناقضون بل ومختلفون عن مفاهيم الثورة الشبابية والتي من جملتها رفض أي حوار مع السلطة الفاشية، وذلك تحت غطاء المطالب القومية التي تود أن تعزلها عن القضية العامة، وهي في بعضها منطقية، وهذه تدخل في إطار المفاهيم المتعددة، هل نحن سوريون قبل نكون كرد؟ أم كرد ولنا أمتداد كردستاني قبل أن نكون سوريون؟ وهذا ما لم يتباحث فيه أعضاء المؤتمر ليبنوا عليه قرار عدم الحوار مع السلطة…، كما وأن الأحزاب ونحن جميعاً ندرك بأن المعارضة العربية السورية ستكون من أوائل الذين سيتراكضون على طاولة المباحثات مع طغاة سوريا وسيعتزلون شعار إسقاط النظام، وهي ما نلاحظه من تصريحات بعض قادة المعارضة العربية السورية في الخارج والتي لا تعكس أي من مفاهيم الشارع الشبابي الثوري، بل تعكس أجندات خاصة ذاتية وخارجية، وهنا الحركة الكردية تريد اللعب بنفس اللعبة، وأظنها، ورغم منطقيتها الآنية، إلا إنها لعبة خاسرة، وعليها الآن أو في المستقبل القريب رفع شعار إسقاط هذه السلطة الفاشية ولا حوار مع السلطة التي لم تلتفت يوماً إلى الكرد إلا وكانت إلتفاتة للقتل والعزل والتهجير والتعريب، ومن لا يأخذ التجربة من نصف قرن من المفاهيم العنصرية لهذه السلطة تجاه الكرد، لا يمكن أن يأتي بموقف صائب لشعبه.

5- ما السبيل لتجاوز هذا الشرخ لتوحيد صفوف الكورد قبل فوات الأوان ؟

بدون أن نكون سوداويون، وحسب الواقع المبان، والنقد الذي طرح حتى اللحظة من قبل الجميع مع حالات التهجم وبدون أستثناء، ومن جميع أطراف الحركة الكردية السياسية والثقافية والإجتماعية، وإن كانت تحت لوائح منظمات أو أقلام مستقلة، توضح حقيقة واضحة المعالم، وهي أن هذا الشرخ موجود وسيبقى، ولا يوجد سبيل إلى توحيد متكامل، بل ومن الصعب بناء وحدة متكاملة، وهذه قد تكون في بعضه حالة صحية، وجهتا نظر إلى القضية الكردية والوطنية معاً، بل أنني أرى بأن السؤال بهذه الطريقة يغيب منطق جميل وهي أن الأطراف الكردية المشتتة سابقاً قد تجتمع تحت سقفين فقط، وهي مرحلة ربما أنتقالية إلى تشكيل أوسع في القادم من الزمن.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…