ناوبردان-قامشلو, اسمان لا يفترقان ولهما مكانة تاريخية خاصة في قلب كل كردي شريف.
مؤتمر ناوبردان لم يرى النور لاسباب عديدة منها تهرب بعض الاطراف من المسؤلية القومية ؟ ولاسباب عديدة اخرى لا مجال لذكرها الان؟
إن إنعقاد مؤتمر قامشلو سبقه تحضيرات ومناقشات واقتراحات ومشاورات عديدة ولمدة اكثر من خمسة اشهر تحت ظروف استثنائية –وتحت ضغط ومطالب الجماهير الكردية في سورية وأصدقاء الشعب الكردي .
وعندما أتفق المجتمعون لعقد المؤتمر في 26/10/2011– وبمن حضر– كانت هناك قناعة راسخة بان المماطلين والمعارضين يهدفون الى افشال عقد المؤتمر التاريخي لكى تبقى القضية الكردية من دون- عنوان سياسي – قابل للاعتراف اقليمياً ودولياً .
وكان هؤلاء يهدفون من وراء المماطلة وتأخير إنعقاد المؤتمر الوطني الكردي – لبقاء القضية الكردية من دون ممثل –لكي يتسنى لهم عقد الصفقات على حساب الشعب الكردي في سورية ,وخاصة بعد ان شم رائحة الرأسمال السياسي من مختلف الجهات المعادية للقضية الكردية.
ووصفك للمؤتمر بأنه نتاج إخراجات وسيناريوهات باهتة في زمن الثورات من قبل الأحزاب التسعة – وكأنك أقتنعت – بأنك بلعت حزباً وبقى فقط تسعة وتستعد لبلع الآخرين .
كلا ,الأحزاب عشرة ونسبتهم من المؤتمر 45 % أما باقي أعضاء المؤتمر هم 55% من خارج هذه الاحزاب ,وبالتالي فان هذا المؤتمر ليس مؤتمر الاحزاب ,بل هو مؤتمر الشعب الكردي في سوريا –وهو لمرحلة إنتقالية –حتى سقوط النظام وبعدها صناديق الاقتراع ستكون الفيصل.
أما تمنيات من تنوب عنه بالغاء دور الحركة السياسية الكردية الاصيلة والتي لعبت دوراً تاريخياً في توعية الأجيال الكردية بالروح الوطنية و القومية والمتخندقة ضد التعريب والتمسك بالحقوق القومية الكردية المشروعة ,ودورها التاريخي في حماية الشعب الكردي من آلة القمع الحكومي – الأمني والعسكري– وبقاء الشعب على أرضه وعدم تعريضه للإبادة والهجرة –تريدون الغائها وتتمسكون (بالثورة) السورية العارمة –قافزين فوق –المطلب الكردي في حق تقرير مصيره بنفسه – وبقائه من دون ممثل– انه لم يعد يخفى على احد وراء ماذا تلهثون ؟وأجندة من تخدمون؟
أن الأحزاب الكردية العشرة ومعهم القوى الوطنية من حركات شبابية ومثقفين ومستقلين وطنيين هم أصحاب القضية-وأصحاب الشارع الكردي الحقيقيون وأنهم قادرين على تحريك الشارع الكردي عندما يحين الوقت ولصالح القضية الكردية .
من الواضح جداً, مسعى الأحزاب في بداية الثورة لتهدئة الشارع الكردي كي لا نصبح جسراً يعبر من فوقنا أصحاب الأجندات؟ وذلك عملاً بتوصيات عديدة من جهات صديقة للشعب الكردي في سورية, ومسعى الاخرين من الكرد في تأجيج الصراع – والتصعيد في الشارع الكردي قبل أن يأتي الوقت المناسب – لدليل على وجود إتجاهين في شارعنا إتجاه-لأعلى المكاسب وبأقل الخسائر , والاخر مكاسب شخصية وليذهب الشعب الى جهنم وبؤس المصير .
أما من يملك الشارع – فهذا سيوضحه صناديق الأقتراع .
أما ما تسمية- يوم المؤتمر الوطني الكردي يمثلني- بالأربعاء الأبيض بين قوسين –قصدك الأسود – هو دليل من يقود الشارع الكردي والذي لم يعجبك قط.
الأحزاب الكردية لا تملك لا السجون ولا الاموال انها تملك الموقف الصائب وشعبنا يعرف أحزابه وقادة الأحزاب جيداً ,لإن هؤلاء القادة لم يفارقوا الشعب,
وعاشوا بينهم بافراحهمم وأطراحهم ولم يعرضوه يوماً لنكسة ولم يبرموا يوماً صفقة على حسابهم – وهذا معروف تماماً في الشارع الكردي , يعرفون القائد الشعبي ومن القائد الوهمي .
أما وصفك لي – بأنني أستاذ طائش في كلية العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين –والذي تبدي (حرصاً) على بقائها مركزاً حيويياً للتنمية وتنوير الفكر الكردي-هذا اتهام مردود –لكن لابد أن أعطيك هذين المثالين من (طيشي) في قاعة المحاضرات في كلية العلوم الساسية في جامعة صلاح الدين في هولير .
إن مواقفي مشهوده لها في قاعة المحاضرات .
ولي طلبة تخرجو من أكراد سوريا وهم في جبهة المعارضة للمؤتمر الوطني ليشهدوا على ذلك.
في أحدى محاضراتي –قدمت لي طالبتان أثناء المحاضرة بمناسبة عيد المولد النبوي –وردة وقطعة حلو .
وعندما سالت عن المناسبة قالوا – بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف .
بعد الانتهاء من إلقاء المحاضرة –توجهت إلى القاعة شاكراً الطالبتين على ما قامتا به ,ولكني سألت الطلبة – إن ما يؤسفني – لم يقدم لي أحد لاوردة ولا قطعة حلو –بمناسبة مرور ستين عاما على أعدام الخالد قاضي محمد (في تلك الفترة لم يمضي شهر على هذه المناسبة).
ايها الطلبة نحن الكورد يجب ان نرى كل الاشياء من بوتقة المصلحة القومية-لأننا شعب مستعمر وأعدائنا أقوياء –ويستغلون الإسلام السياسي ضد أهدافنا القومية .
أعزائي- لو قارننا ككورد بين القاضي محمد الخالد -والرسول محمد(ص) .وماذا قدما لنا كشعب كوردي .
الرسول-جلب لنا الديانة الإسلامية –لكن نحن الكورد وقتها لم نكن شعباً من دون دين –ديانتنا كانت الزرادشتية وبلغتنا القومية .
أتانا الإسلام بلغة غريبة وبعد ان احرقو المعابد والكتب والثقافة الزرادشتية الكردية وقتل رجالاتها وقبل ان أكمل –هاجمني احد المتشددين وناداني قف أيها الكافر لنشر أفكارك الإلحادية …..؟ لكن بعد الطلبة منعوه وخرج من القاعة .
وأكملت حديثي – أما الخالد قاضي محمد بني لنا جمهورية مهاباد الكردية ولحن لنا نشيد أي رقيب ورفع العلم الكردي وقدم حياته فداءاً لحريتنا ولغتنا وثقافتنا ودولتنا فايهما تختارون ….كان التصفيق حاراً جداً .
ومن عادتي إفصاح المجال أمام الطلبة أن يعبروا عن أرائهم بكل طلاقة وحرية.
وفي محاضراتي لحقوق الانسان ونتيجة النقاشات الحادة تصارعت طالبتان احداهن مسلمة والاخرى زرادشتية من كردستان ايران.
على حق المرأة في الاسلام,المسلمة كانت مصرة على ان حق المراة محفوظ في الإسلام ؟ أعطيتها الفرصة بتقديم محاضرة عن حق المرأة في الإسلام ,وواجهت أنتقادات من اكثرية الطالبات والطلبة؟
والزرادشتية ايضاً أصرت على محاضرة – أفصحت– لها المجال في محاضرة أخرى حول – خرق حقوق المرأة في الإسلام ؟ فنالت إعجاب الأكثرية .
و أخيراً أبشرك بأن المؤتمر الوطني الكردي قد انعقد في تاريخ 26/10/2011 و أنبثق منه المجلس الوطني و قد أنتخب المجلس الوطني وفداً سيمثل الكورد في مفاوضات المعارضة السورية لدى الجامعة العربية في القاهرة