شادي حاجي
سوف لن أكتب عن الواقع المؤلم الذي يعيشه الشعب الكردي في سوريا سياسيآ … إجتماعيآ … ثقافيآ … أقتصاديآ ، ولا عن بؤس فعالياته الحزبية وتعبيراته الكردية المختلفة بما فيه التنسيقيات الشبابية الكردية المختلفة (التي دخلت على الخط حديثآ منذ بدء الثورة السورية ثورة الحرية والكرامة في 15 / 3 /2011 واستطاعت أن تفرض حضورها بكل قوة وفاعلية إلا أنها لم تسلم هي الأخرى ومع الأسف للتعرض لإختراقات وتدخلات سافرة من قبل أفراد وأحزاب أثرت كثيرآ على نشاطها وألقها وأدائها النضالي المميز) دون أن نسميهم نتيجة الإنقسام والتشتت والتشرذم والإنشقاق وفقدان الترابط الوطني وتخلف وضحالة الفكر والتشرد والفقر والجوع وما الى ذلك من أمور أخرى لاتقل أهمية عن كل ماذكر مثل المصالح الشخصية والحزبية الضيقة والعقلية العشائرية المتخلفة والأنانية المفرطة لأسباب وعوامل ذاتية وموضوعية لسنا بصدد بحثها الآن ،
ولا على الوضع الإستثنائي الراهن التي تمر بها سوريا الذي نشاهده جميعآ من على الشاشات الفضائية العالمية وما نقرأه على صفحات الجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونية الكردية والعربية والأجنية وشبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك والتويتر واليوتيوب ومن خلال الاتصالات التلفونية من جرائم فظيعة ومجازر بشعة يندى لها الجبين يرتكبها النظام السوري المجرم المستبد وبدم بارد ضد الشعب السوري الأعزل المنتفض الذي يتظاهر بشكل سلمي ، ولاعلى المناورات المستمرة من قبل المعارضة العربية التي تستهدف الشعب الكردي في سوريا وقضيته العادلة من خلال إقصاء وتهميش الحركة الكردية عبر المؤتمرات التي تقام هنا وهناك بدءآ من إعلان دمشق ومرورآ بأنتاليا وبروكسل واستانبول واللقاءات التشاورية وهيئة التنسيق الوطنية ، ولاعلى أهمية المؤتمر الوطني الكردي المنشود بالنسبة لشعب يعاني من مثل هذه الكارثة أو بالأحرى الكوارث التي ذكرت أعلاه لأن ما كتب عن تلك المواضيع وصل الى حد الاشباع ولأن هناك جهود حقيقية تبذل من قبل بعض الخيرين للسير في هذا الاتجاه .
ولكن سأحاول أن أكتب عن بعض أهم المعوقات التي تعترض سبيل انعقاد المؤتمر وهي :
أولآ – محاولات بعض قيادات الأحزاب الذين يدعون الديمقراطية ويطالبون بها ويشكون ويعانون من الاقصاء والتهميش من قبل المعارضة العربية هم أنفسهم يسعون الى ممارسة ا لإقصاء والتهميش بحق أطراف بعينها لإبعادها عن المؤتمر وحرمانها من المشاركة لغايات في نفسها لهؤلاء السادة أقول وللمرة الثانية من يدعي الديمقراطية ويعاني من الاقصاء والتهميش لايكون إقصائيآ ولاإنتقائيآ ولاعنصريآ
ثانيآ – مسألة تحديد النسب : 1 – ماهي نسبة مندوبي الأحزاب الذين يحق لهم حضور المؤتمر ؟ وماهي عدد ونسبة مندوبي كل حزب ؟ وهل سيؤخذ بعين الاعتبار حجم ودور كل حزب ؟ 2 – من هم الأحزاب هل هم أحزاب الحركة الوطنية الكردية (11 حزب) فقط أم يضاف إليهم أحزاب ميثاق العمل الوطني (4 أحزاب) + تيار المستقبل + حركة الاصلاح الذين أصدروا بيانآ مشتركآ بهذا الخصوص منذ فترة ليست ببعيدة ؟ 3 – ما هي نسبة المستقلين (مثقفين..فعاليات مهنية ..
وإجتماعية وإقتصادية) وكم سيكون عدد مندوبيهم في المؤتمر ؟ و هل ستكون نسبة تنسيقيات شباب الثورة وعدد مندوبيهم من ضمن نسبة المستقلين علمآ أن التنسيقيات باتت قوة فاعلة ومؤثرة وهي في تصاعد وإزدياد كما وباتت تفرض نفسها على الأرض لها جسم وهيكلية وموقف سياسي واضح وصريح ولها أيضآ أداة أو أدوات نضالية مميزة ؟ كيف سيستقيم الأمر في حال كان نسبتهم من ضمن نسبة المستقلين وماطرحته الأحزاب من أن يكون قوام حضور المؤتمر مناصفة بين الفعاليات المستقلة والفعاليات الحزبية ؟ 4 – ماذا عن الكرد السوريين الذين هم في الخارج ؟ هل سيشاركون في المؤتمر أم لا ؟ وفي حال المشاركة كيف سيتم تمثيلهم ووفق أية ألية ؟ وفي حالة عدم تمثيلهم في المؤتمر لهذ الأمر أو ذاك هل سيؤخذ وضعهم بعين الاعتبار وبقرار من المؤتمر ليصار الى ترتيب وضعهم وإيجاد ممثلية لهم تكون تابعة لما سيصدر عن المؤتمر من هيئات ولجان لأن وكما نعتقد وقد نكون مخطئين بأنه لايعقل ولامن الانصاف تجاوز الألاف من الكرد السوريين المتواجدين في المهاجر وعدم مشاركتهم بشكل أوبأخر في مثل هذه المحطة المهمة والمصيرية
لاشك أن العمل لتحضير مؤتمر وطني كردي في سوريا ليس سهلآ ويحتاج الى عقل منفتح وأفق جديدة والكثير من الصبر والتحمل والهدوء والتروي كل هذا مقرونة بالحكمة والأمانة ورح التضحية في سبيل هدف أسمى وبذلك سيكون الأمر سهلآ لتجاوز مثل تلك الصعوبات وإزالتها عن طريق مبدأ التوافق أو عن طريق لجنة تحكيم من ثلاثة أشخاص أو أكثر يتم اختيارهم بالإجماع ممن يتمتعون بالحكمة والإستقامة والأمانة وأقترح أن لايكونوا ممن يعملون في الحقل السياسي لأن السياسة تبدوا بأن لاقلب لها ولاضوابط ولاأحكام
يبقى أن أقول لابد من العمل وبكل جهد وإخلاص ومسؤولية لمحاولة إيصال خيرة أبناء شعبنا الكردي حزبيين ومستقلين الذين يتمتعون بالمرونة وبقبول الأخر المختلف وممن لديهم الاستعداد لإيجاد الحلول الى جانب المؤهلات والقدرات والخبرات الآكادمية اللازمة والكافية لإدارة الحوارات والمفاوضات وصياغة البيانات مع إعطاء الأهمية لعدد ونسبة الحقوقيين والإعلاميين سواء كانوا حزبيين أومستقلين وطبعآ ومما لاشك فيه لابد من مراعاة أن يكون جلهم من جيل الشباب (وأقصد شباب وبنات) لأنهم الأقدر كفائة وإستيعابآ لروح العصر والأكثر نشاطآ وحيوية وأكثر معرفة باللغات وإستخدام تكنولوجيا الاتصالات والمواصلات ولأنهم خير من يتوفر فيهم القدرة على القيام بهذا الدور الوطني المسؤول في هذه المرحلة الحساسة والحرجة كمندوبين للمؤتمر وكأعضاء عند تشكيل الهيئات واللجان التي ستمثل الشعب الكردي في سوريا تمثيلآ حقيقيآ في كافة المحافل الوطنية والدولية