غرفة غربي كوردستان في حوار خاص مع اسماعيل عمر (رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا –يكيتي-)

(ولاتي مه – غرفة غربي كوردستان) للاطلاع على نتائج المؤتمر السادس لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) وما تمخض عنه من قرارات, وكذلك اخر مستجدات الوضع السياسي, وعلاقات حزب الوحدة مع أطراف الحركة الكردية, و المرسوم (49), ومواضيع أخرى ذات صلة, استضافت غرفة غربي كوردستان على البالتوك, السيد اسماعيل عمر, الذي اعيد انتخابه رئيسا للحزب في مؤتمره الأخير, حيث حاوره من خلال الهاتف, مدير الغرفة الفنان شفكر .

وفيما يلي نص الحوار بعد ترجمته الى العربية:
* الأستاذ اسماعيل طاب مساءكم

– مساء الخير

* باسم غرفة غربي كوردستان نهنئ قيادة الحزب وجميع أعضاءه ومؤيديه على نجاح مؤتمركم, ونود ان نتعرف منكم عن جديد هذا المؤتمر و حصوصيته في هذا الوقت الحساس, وما الذي جرى النقاش عليه في المؤتمر؟

– شكرا لكم, شكرا لغرفة غربي كورستان, ونتمنى ان نوفق في الاجابة على اسئلتكم, والاخذ بملاحظاتكم وارائكم التي ستكون محل احترامنا وتقديرنا.

في البداية اود ان اقول ان مؤتمرنا كان مؤتمرا اعتياديا ولم يكن مؤتمرا استثنائياً, وانعقد وفق النظام الداخلي, أي بعد ثلاث سنوات من انعقاد المؤتمر الخامس, حيث تم التحضير له منذ سنة , وقد آثرنا منذ المؤتمر الرابع في تسهيل امور المؤتمر, التسهيل على الرفاق , بحيث لا يتم اقرار النظام الداخلي للحزب في المؤتمر , بل يتم مناقشته في الاجتماعات الحزبية , واجتماعات الكادر, ومن صلاحية الاجتماع الموسع اقراره ويتم التصديق عليه من قبل المؤتمر, وكذلك تم توزيع تقرير المنهاج قبل شهر من انعقاد المؤتمر على الاعضاء المنتخبين الى المؤتمر, و تم أيضاً توزيع التقرير السياسي السابق للمناقشة قبل مدة من انعقاد المؤتمر, والشيء الجميل ان بعض الاخوة العرب من المثقفين ومن المعارضة الوطنية , ارسلوا ملاحظاتهم الى المؤتمر, ولان التحضير للمؤتمر كان جيدا فان المؤتمر انجز اعماله بيسر وفي وقت قصير نسبيا, حيث تم مناقشة كافة المسائل وخاصة سياسة الحزب والملاحظات والاقتراحات التي تساهم في تطوير سياسة الحزب, وفي الوضع الكردي اكدنا على مشروع وحدة الحركة الكردية, وراينا انه مهما كانت هناك انتقادات فيما بيننا, في النهاية يجب ان نتفق , ونرى من الضرورة ان ينعقد مؤتمر قومي وطني كردي وان يخرج هذا المؤتمر من الاطار الحزبي, وان لا يقتصر على الاحزاب, ويجب ان يشارك فيه فعاليات غير حزبية, بشكل منظم بحيث يتمثل فيه ممثلي كل الفعاليات.

لا شك ان الاحزاب الكردية ستكون لها الدور الفاعل في المؤتمر ولكن كل من له نشاط اجتماعي او ثقافي او أي نشاط في الاطار الكردي, يجب ان يفسح له المجال للمشاركة في المؤتمر, ويجب ان ناخذ آرئهم بعين الاعتبار , اي علينا ان نشرك كافة فئات شعبنا في النضال وليس فقط الحزبيين, وقد ابدى المؤتمر تاييده لاي شكل من التقارب بين الاحزاب الكردية, وعدم التمسك فقط بخيار المؤتمر الوطني, ومن جهة اخرى نرى ضرورة التواصل مع قوى المعارضة العربية, حيث نبني امال كبيرة على قوى اعلان دمشق, على الرغم من تعرضها الى ضربات قاسية من النظام الذي يحاول انهائه الا اننا على ثقة بان اعلان دمشق سيتمكن من الوقوف على قدميه امام هذه الضربات وانه سيتطور مستقبلا , ومن جهة اخرى فاننا نرى ان قوى المعارضة ليست هي فقط التي تنضوي تحت راية اعلان دمشق, هناك قوى خارج الاعلان وقد طالبنا بعقد مؤتمر وطني سوري عام, يضم كافة القوى التي تؤمن بالتغيير الديمقراطي.

بشكل عام مناقشات المؤتمر كانت منصبة حول التاكيد علي سياسة الحزب.

* سوف اطرح عليكم بعض الاسئلة, وهي اسئلة من الحضور واتمنى ان يكون صدركم واسعا لها.

في البداية هل تؤكد لنا بقاءكم في رئاسة الحزب ؟

–  نعم

* نبارك لكم.

لماذا لم ينتخب شخص آخر, وكما نعرف, في بداية تشكيل الحزب كان من المقرر ان لا يستمر المسؤول الاول اكثر من دورتين, لماذا استمرت لثلاث ولاربع دورات؟ هل هذا رغبتكم ام رغبة المؤتمرين او يفرض عليكم , او لا بديل لكم, ام هي موضة الاحزاب الكردية في غربي كردستان ؟

– لا اتمنى ان تتحول هذه المسألة الى موضوع شخصي, انا او غيري, ان المسؤوليات (رئيس الحزب والسكرتير و الهيئة القيادية) جميعهم منتخبون, يحصل الترشيح والتصويت, فمثلا على منصب السكرتير كان هناك اربع مرشحين.

* هل كان هناك مرشحين منافسين لكم على الرئاسة ؟

– لقد فتح باب الترشيح, ان كان هناك آخرين او لم يكن هناك احد فان باب الترشيح قد فتح, واي عضو في المؤتمر كان من حقه ان يرشح نفسه للرئاسة والسكرتارية , وان لم يمارس الأعضاء حقهم في الترشيح, لا يعني انه تم ممارسة القمع بحقهم, او تم الفرض عليهم, ومن حق الأعضاء ان لا يمنحوا صوتهم لأي شخص لم يقم بواجبه.

لا يوجد تعيين لأي شخص في أي هيئة لدينا في الحزب, من رئاسة الحزب الى ادنى هيئة حزبية, ان كان في المؤتمر او في هيئات الدوائر والمنطقيات والفروع .

* نفهم من كلامكم ان السيد شيخ آلي ايضا احتفظ بمنصب السكرتارية ؟

– لم نعلن ذلك, ولكن اعادة انتخاب أي رفيق هي مسالة ديمقراطية, من حق أي رفيق ان يرشح نفسه ومن حق المؤتمرين ايضا انتخابه او رفضه.

* ولكن يقال اذا لم يتم انتخاب السيد شيخ آلي لسكرتارية الحزب لن يحصل الدمج بين رفاق عفرين ورفاق الجزيرة, هل هذا صحيح؟ وهل هناك اتفاق ثنائي بينكم ؟

– في السابق كان هناك منصب الرئاسة فقط, و منصب السكرتارية استحدث في ظرف خاص, ولم يكن السبب يتعلق بالجزيرة وعفرين, ونحن حزب واحد ولا يستطيع احد ان يقسمنا او يفرق بيننا وقد تجاوزنا الظروف الماضية التي اصبحت جزءا من تاريخ حزبنا , حيث نحترم كل التنظيمات السابقة التي تشكلت منها الحزب, ولكن الآن لا يستطيع احد التمييز بين هذا وذاك , او يصنفه الى هذا الحزب او ذاك, لا يوجد شيء من هذا القبيل, الذي يجمعنا هو برنامج سياسي ولنا رؤية واحدة وليس فقط تنظيماتنا هي التي توحدت.

* بخصوص المرسوم (49) جاء في بلاغ مؤتمركم ان المرسوم /49/ لعام 2008 يلحق الضرر والإساءة للجميع وخاصة في المناطق الكردية و ان هكذا مراسيم وتدابير لا تخص الكرد فقط بل تمس حياة ومستقبل جميع أطياف ومكونات شعبنا السوري, وبالتالي موقفكم هو ضرورة التواصل مع القوى العربية ليشاركوا الكرد في العمل لالغاء هذا المرسوم, ولكن السؤال: لماذا لم يصدر عن اعلان دمشق حتى الآن أي موقف ضد هذا المرسوم ولم يشارك في أية مسيرة احتجاجية ضده, وهل سكوت قوى اعلان دمشق عن هذا الموضوع نابع عن ضعف الطرف الكردي فيه, ام ان الأطراف العربية فيه, لا تهمهم مشاكل المنطقة الكردية ؟

– بالنسبة الى المرسوم (49), اكدنا دائما , ان اخلاصنا لقضية ما, لا يكفي ان ندخل من اجله الى السجن فقط , بل بقدر استطاعتننا كسب المناصرين لهذه القضية وتقليل المعادين لها, يقدر اخلاصنا لتلك القضية, واذا كنا حريصون على ايجاد الحلول لالغاء هذا المرسوم , يجب ان نزيد عدد المناصرين لنا لالغائه.

مع قناعتنا التامة ان المرسوم (49) له خلفية سياسية وبالدرجة الأساس يستهدف الكرد, ولكن لا نستطيع ان ننفي ضرر الآخرين منه, وقد ورد في المرسوم المناطق المشمولة بهذا المرسوم في درعا وسويداء ودمشق وحمص وحماة, والشيء الذي نحن معنيون به ككرد, هو شمول كامل محافظة الحسكة, والنقطة الأخرى فان المرسوم يزيد من قوة القبضة الأمنية, حيث لا يتم الموافقة على أي سند تمليك الا بموافقة الجهات الأمنية, والموافقات الأمنية للعرب والسريان تختلف عن الكرد, ولكن عندما نعلن بان المرسوم يخص الكرد وحدهم فان الآخرين لن يطالبوا معنا بالغائه , يجب ان لا نبقي الأكراد وحدهم في الميدان , وحتى قضية الاحصاء يجب ان نجعلها قضية وطنية.

* المرسوم (49) في البداية كان يستهدف الكرد وحدهم, وفي الفترة الأخيرة حاول النظام ان يظهر المرسوم بانه يشمل كافة المناطق الحدودية في سوريا, في درعا وريف دمشق وبقية المناطق, أي بعد الضغوطات التي حدثت وبعد المسيرة الاحتجاجية, ولكن انتم كحزب الوحدة وكذلك حزب التقدمي, لماذا لم تشاركوا في التجمع الاحتجاجي الذي جرى في دمشق, وخاصة ان حزبكم كان يعتبر من الأحزاب النشيطة في هذا المجال, وهل صحيح ما يقال ان قرار حزبكم بات بيد حزب التقدمي ؟ وهل لديكم قرار بالقيام بالنشاطات بمفردكم, وهل تم مناقشة هذا الموضوع في المؤتمر ؟

– في البداية اود ان ااكد لكم بان المرسوم لم يتغير, ومنذ البداية شمل كافة المناطق الحدودية , ولكن ما صدر مؤخرا هو تفاصيل المرسوم, وتحديد المناطق الحدودية, في كافة المحافظات, ولكن فقط محافظة الحسكة ومحافظة القنيطرة شملتهما بالكامل, والسلطة لم تحدث أي تغيير للمرسوم تحت ضغط احتجاج دمشق في2/11/2008 , اما بالنسبة الى يوم 2/11 فلا نود ان نجعلها مسالة حزبية, لا اعتقد ان الأحزاب الثمانية هم وحدهم اصحاب المسيرات والتجمعات الاحتجاجية وان حزب الوحدة ضدها , فقط كانت هناك بعض الاشكالات وقد اصدرنا توضيح بهذا الخصوص, حيث كنا مع قرار التجمع ولكن ضمن سياق عدة نشاطات, ومن بينها القيام بمظاهرات في اوربا, وتقديم مذكرات الى المنظمات الدولية , وذهاب وفد مشترك من العرب والكرد والسريان الى دمشق, ولو ان الوفد المشترك ذهب الى دمشق, لكان قد حصل التفاف للناس ضد المرسوم.

اذاً الخلاف كان على تسلسل النشاطات التي تم الاتفاق عليها ولم يكن الخلاف على التجمع بل الخلاف على التسلسل, وفي ان يكون هذا التجمع فعالا .

وحزبنا هو نفس الحزب الذي عرفتموه , نشيطا وفعالاً.

* هل تم في مؤتمركم الأخير اقرار القيام بالنشاطات في الداخل وفي اوربا, وهل تم التاكيد على ان هذا النظام لا يمكن الوثوق به وانه ماض في سياساته ضد الكرد, ام انكم حلفاء للحزب التقدمي, ولا تقومون بأي نشاط ان لم يقم به هذا الحزب ؟

– اعتقد ان تحالفنا مع حميد درويش ليس عيبا , ولا اعتقد من الصحيح تشخيص الأمور وتحديد الاسماء هكذا , ان هذا الحميد الذي هو حليفنا اليوم , كان حليفاً للكل , وغدا ايضا سيصبح حليفاً لهم, أمس كنا في التحالف ستة أحزاب , التقدمي كان واحدا منهم, وغدا ايضا هؤلاء – ان كانوا الذين ينشدون اتحادا سياسيا أو الذين يطالبون بعقد مؤتمر وطني – لا احد منهم يستبعد الحزب التقدمي الذي يتراسه السيد حميد, الكل يجمع على ان يكون متواجداً , اذا التحالف مع هذا الحزب ليس عيباً, ومن جهة أخرى فاننا في حزب الوحدة لم نعقد الآمال على هذه السلطة, وقد رفضنا دعوات السلطة لنا بالذهاب اليها, لا توجد لدينا اية حسابات مع السلطة, وان أي عمل يخدم مصلحة شعبنا سنقوم به, وليست لدينا اية معايير بازعاج السلطة او عدم ازعاجها, فقط لدينا مصلحة شعبنا, لقد بنينا هذا الحزب في ظل ظروف الضغط الامني وبجهود ونضال رفاقنا, وبعيدا عن دعم وتأثير الاحزاب الكردستانية.

* كما هو معروف ان حزب الوحدة قد تشكل بشكل اساس من جزء من البارتي, وفي فترة من الفترات حاولتم اعادة الدمج مع البارتي وقد تواصلت اللقاءات ولكن لم تصل الى نتيجة.

والسؤال: هل جرى نقاش حول هذا الموضوع في مؤتمركم الأخير, ام ان هذا الموضوع بات جزءا من الماضي ؟

– لدينا في الحزب, في أي وقت نرى ان شروط الحوار متوفر مع أي فصيل, سنفتح الحوار معه .

في الوقت الحاضر هناك اشكالية.

* أي اشكالية ؟

– احيانا يكون هناك حوار من اجل الوحدة وفي بعض الأحيان يتمنى المرء ان تبقى العلاقات طبيعية , ظهرت في الآونة الأخيرة اجواء غير طبيعية في الساحة الكردية, هناك مهاترات وعدم ثقة وفقدان المصداقية, الان نريد فقط اعادة الأجواء الطبيعية , بعيدا عن ضجيج المهاترات, وبعد ذلك نبحث عن الطرف الممكن ان نفتح معه الحوارات , واود ان اواكد لكم بان الاصطفافات التي تجري الآن هي اصطفافات غير سياسية, نحن الآن في تحالف مع حزب التقدمي ولكن في وقت آخر من الممكن ان نتوحد مع حزب آخر.

* لقد ذكر السيد حميد درويش في حوار له, اثناء تواجده في كوردستان, بان حزبه وحزب الوحدة يعملان على تشكيل مرجعية كردية .

هل كان مخولا بان يتحدث باسمكم , وهل من الممكن تشكيل مرجعية من حزبيكما فقط ؟

–  ليس فقط حزبينا لا يستطيعان تشكيل مرجعية كردية بل ان 12 حزبا كرديا ليس بامكانهم تشكيل هذه المرجعية, وان الأحزاب الكردية مجتمعة بامكانها فقط تشكيل مرجعية للأحزاب الكردية, وان أية مرجعية كردية لا تضم المستقلين ستكون مرجعية ناقصة.

لم اطلع على حديث الأستاذ عبد الحميد عن امكانية تشكيل مرجعية كردية من حزبينا , ان أي حزبين ليس بامكانهما تشكيل مرجعية كردية, نستطيع ان نقوم بمبادرات, بتوجيه دعوات واجراء اتصالات وان نعمل من اجلها , ولكن نحن لوحدنا لا نشكل مرجعية كردية.

* لقد نشر حديثه في كافة المواقع , وقد اجرينا هنا نقاشات عدة بهذا الخصوص وكان بينهم قياديون من حزبكم, وقد وصف السيد حميد بعض الأحزاب بالأحزاب الكميونية.

هل حزبكم من بين هذه الأحزاب الكميونية ؟ وقد تطرق الى العديد من النقاط في حديثه ذاك, حيث ذكر بان حزبه لم يزعج السلطة في أي وقت من الأوقات, واضاف انه يقوم باسكات من يحاول احيانا ان يخلق الازعاج, هذا يعني انكم لستم احرار ؟

– هذا السؤال يجب ان يوجه للاستاذ حميد , هذا الأمر يعود له, بالنسبة الى موضوع (الكميونية), وبهذه المناسبة اود ان اوضح بانه حصل اتفاق في الجبهة والتحالف حول المؤتمر القومي, وحول  الرؤية السياسية المشتركة وكذلك على تمثيل الأحزاب , اتفقنا على ان يكون تمثيل الأحزاب في المؤتمر بنسبة متساوية, فقط بقي الخلاف على نسبة تمثيل المستقلين , بالنسبة لنا, لم نجعل قضية الصغر والكبر مشكلة , علما ان هناك فعلا احزاب صغيرة واحزاب كبيرة, ولكن لن اقول ركاب كميون وهذا معيب.

* كيف تقيمون علاقاتكم مع الأحزاب الأخرى ؟

– نحن الهيئة القيادية المنتخبة من مؤتمرنا السادس وبعد عودتنا من المؤتمر, وجهنا رسائل الى جميع الأحزاب الكردية دون استثناء, مرفقا بالبيان الختامي, واكدنا لهم بان قرارات مؤتمرنا و وثائقه هي في خدمة قضية شعبنا وفي خدمة وحدة الحركة الكردية وفي خدمة التغيير الديمقراطي في سوريا , وصدرنا مفتوح لجميع الأحزاب ولن ندخل في مهاترات مع أي حزب , مع ان هناك حملة ضدنا و اتهامات باطلة توجه لنا, ولا نرد على تلك الحملات والاتهامات, حتى لا تكون عائقا لنا في المستقبل للتحاور واللقاء مع أي طرف, وانكم تعلمون انه بامكان رفاقنا ان يردوا على تلك الحملات, ولكن لا نرغب في تغيير وجهة رفاقنا من القضية الأساسية, وعندما لا نرد هذا يعني اننا نهيىء الأجواء الطبيعية لأي حوار مستقبلي, لنلتقي باريحية, وقد ارسلنا لهم الرسائل لكي تكون العلاقات بيننا طبيعية, وشرحنا لهم آراءنا ووجهة نظرنا, ونحن على استعداد للاتفاق مع أي طرف نتفق معه على تلك الأراء.

* يقال ان هناك اقتراح لتأسيس مجلس سياسي (يقال انه اقتراح الدكتور حكيم), برأيكم هل هناك أمل في نجاح هذا الاقتراح؟ وما هو مقتركم لأي اطار للحركة الكردية ؟

– ان الذين يطرحون تشكيل المجلس السياسي , لا ينفون المرجعية والمؤتمر الوطني , ولكن البعض منهم يرى صعوبة في عقد المؤتمر الوطني ولذلك يطرحون المجلس السياسي.

نحن نرى ان عقد المؤتمر الوطني ليس صعباً, فقط يحتاج الى الارادة , لان عناصر المؤتمر متوفرة, هناك رؤية سياسية مشتركة واعضاء المؤتمر من الحزبيين جاهزون , لجميع الأحزاب نسبة متساوية , وهناك حلول لاختيار الأعضاء المستقلين.

نخشى ان تكون خطوة تشكيل المجلس السياسي عائقا لنا امام مهمتنا الأساسية , وهذا المجلس السياسي قد تم تشكيله فعليا عام 2004, وكان اسمه مجموع الأحزاب , وكان يضم المسؤول الأول في كل حزب, وقد استمر لمدة عام, وفي النهاية اتفقنا على ايجاد بديل للمجموع , لان تلك الصيغة من الممكن الاتفاق عليه في الأوقات الطارئة مثل 12 آذار, وفي اي حالة اسعافية, ولكن من اجل تنظيم نضال شعبنا واشراك كافة شرائح المجتمع فيه, نحن بحاجة الى مرجعية, والمجلس السياسي لا يمكن ان يقوم بهذه المهمة.

لماذا لا يريد هؤلاء عقد المؤتمر الوطني, لقد اقترحنا على تشكيل لجنة تحضيرية وهذه اللجنة تقرر ما تراه ممكنا من مجلس سياسي الى مؤتمر وطني.

* هل برايكم ان المرسوم (49) سيتم تطبيقه من قبل السلطة, وما هي الخطوات التي ستقومون بها لالغائه ؟

–  بالنسبة لنا, لازلنا على موقفنا السابق حسب الاتفاق الذي تم مع الرفاق في الجبهة بتشكيل وفد مشترك من العرب والكرد والسريان, وتحريك الفعاليات وخاصة المحامين في منطقة الجزيرة وفي منطقة حلب , ولازال مشروع تشكيل الوفد قائماً وقد تم تحديد بعض الأسماء لهذا الوفد من بينها شخصيات عربية وسريانية معروفة, للذهاب الى دمشق والمطالبة بالغاء هذا المرسوم, ولدينا امل ان تثمر هكذا جهود عندما تكون المشاركة عامة من جميع مكونات المجتمع السوري , وعندها من الممكن ان تعيد السلطة مراجعة لمواقفها وان تلغي هذا المرسوم , وحتى ان لم تثمر هذه الجهود فمن المفيد ان تجعل الآخرين شركاء لك في هذه القضية , وخاصة ان السلطة وبعد 12 آذار تنظر الى الأكراد بعيون حمراء , وتحاول اركاع الكرد بشتى الوسائل لانهم الوحيدون في الساحة حاليا, وخوف السلطة هو ان يحذو الآخرين حذو الآكراد, ولهذا فان الكرد حاليا تحت الضرب, ومن واجبنا الأن ليس فقط الدفاع عن قضية الكرد بل حماية الكرد انفسهم , ولا يجوز ان نبقى لوحدنا في الميدان والسلطة ترغب ان نبقى لوحدنا, يجب ان لا نعزل انفسنا.

* طيب انتم الآن ضمن اعلان دمشق و يتراسه الاستاذ حميد وانت عضو فيه, لماذا لم يصدر اعلان دمشق حتى هذه اللحظة أي بيان بهذا الخصوص ؟ ولم يقم باي نشاط .

– اعلان دمشق اصدر بيان بهذا الخصوص, ولكن لاعلان دمشق خصوصية , وقرار السلطة منذ سنة هو انهاء اعلان دمشق, وتعمل السلطة جاهدة لافشال اعلان دمشق , وقد تلقى ضربات قاسية من النظام, حيث تم اعتقال الشخصيات الفعالة فيه, تم الحكم عليهم سنتين ونصف, وهناك سنة ونصف على انتهاء حكمهم , ومهمة اعلان دمشق حاليا ليس القيام بمظاهرات, بل مهمته الحفاظ على نفسه والوقوف على رجليه امام ضربات السلطة, والحفاظ على اعلان دمشق هو مكسب, والسياسة هو ما يمكن القيام به.

* بقي لدي سؤالين فقط, وقد يكون هذين السؤالين محرجا لكم.

يقال ان تحالفكم الحالي مع الحزب التقدمي , يشكل منفس لكم لعقد تحالفات كردستانية مثل الاتحاد الوطني الكردستاني , هل هذا صحيح ام انكم حزب مستقل وانتم تحددون علاقاتكم مع الآخرين ؟

– اخي ان مكاتب الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي مفتوحة لنا , ولا توجد اية مشكلة في وجه علاقاتنا معهم ولسنا بحاجة الى وسطاء , لسنا بحاجة الى التقدمي وغير التقدمي , بالنسبة لنا لا توجد اية مشكلة في العلاقات مع هذين الحزبين , وان تطوير العلاقات معهم لا يحتاج الى أحد , ان كان مع البارتي في هولير او مع الاتحاد الوطني في السليمانية , وحتى اثناء الخلافات بينهم كنا من الخيرين , ولم نكن طرفا في أي محور , ولا نرغب ان تكون علاقاتنا مع أي حزب منهم على حساب الحزب  الآخر , انا على يقين ان ابواب الحزبين مفتوحة لنا ولسنا بحاجة الى وسطاء.

* عند انفصالكم عن البارتي, رفعتم شعار وحدة اليسار الكردي , وخطوتم بعض الخطوات ولكن لم تصلوا الى نتيجة, وفي الوقت الحاضر انتم اقرب الى اليمين , وسؤالي: ما هو شعاركم في الوقت الحاضر , ماذا طرحتم في مؤتمركم, هل هو نهج البارتي والبارزاني, او اليسار الكردي وافكار الخالد اوصمان صبري ام افكار الاشتراكية الدولية , ام ماذا ؟

– ان مفهوم البارزانية لدينا ليس كما يراه البعض, ولا نريد ان يكون هناك حزب واحد في سوريا رفاقا للبارزانية, اذا كان هناك حزب واحد حليف للبارزاني هذا يضر بالبارزانية , وليس لائقا للبارزانية , من يحب البارزاني يجب ان لا يضع العراقيل بين البارزاني والناس, البارزانية هي مجموعة من القيم , البارزاني لم يتنازل لأحد, كان مخلصا لم يساوم على حقوق الشعب الكردي, هناك مقاييس للبارزانية في سوريا .

اما بخصوص اليسار الكردي , لم نرفع يوما شعار وحدة اليسار الكردي, نحن كرد نعمل للكردايتي, نحن ديمقراطيون, لم نحاول صنع اية محاور, لا يسار, ولا يمين , نحن نطالب بمرجعية كردية , ونود ان يناضل شعبنا ضمن اطار مرجعية كردية .

* كلمتكم الأخيرة ؟

– شكرا لكم جميعا , شكرا لاتاحتكم الفرصة لنا لايصال صوتنا الى الحضور, واود ان اتوجه الى الاخوة المتواجدين في اوربا, لديكم في اوربا خصوصية , نتمنى ان يكون لكم في اوربا حزبا واحدا تكون مهمته هي الحفاظ على مصالحكم في اوربا , اتمنى ان لا تكونوا جزءا من خلافات الاحزاب في الوطن , من غير المقبول ان يتواجد مثلا خمس اشخاص في مدينة صغيرة في سويسرا وان لا يكون هؤلاء الخمسة متفقين فيما بينهم., عليكم انشاء جالية كردية موحدة, وان تكون مهمة هذه الجالية حماية مصالحكم في البلدان التي تتواجدون فيها.

اتمنى النجاح لكم والنجاح لغرفة غربي كوردستان وللاخ شفكر وشكرا لكم.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…