لا يمكن لأي حزب أن يعقد مؤتمره إلا وقد تهيأ لمراجعة شاملة لمختلف جوانب أنشطته السياسية والتنظيمية, وكوني متابعاً لأنشطة حزب الوحدة السياسية كمواطن كردي سوري مهتم بقضية الشعب الكردي في سورية وإمكانات إيجاد حل عادل له، أقترح وجهة نظري التالية لأعضاء المؤتمر للحوار والاستئناس بالرأي:
أولا: على المستوى التنظيمي:
ومن الضروري التأكيد على التكامل بين دور الرئيس والسكرتير في إدارة شؤون الحزب بين التنظيم والسياسة وخاصةً تطوير مالية الحزب والمزيد من الاهتمام بالمنظمات الرديفة في الساحة الاجتماعية الكردية.
2-اعتماد مبدأ تحديد مسؤولية وصلاحية كل لجنة حزبية إلى جانب تحديد مسؤولية كل فرد في الهيئات واللجان الحزبية, وبالتالي مبدأ: ممارسة كل الصلاحية وتحمل كل المسؤولية.
3- تضخم الملاك التنظيمي للحزب يتطلب الإقرار بمبدأ نظام الدوائر الحزبية والذي بدوره يحتم توسيع دوره كهيئة حزبية في مجالي التنظيم والسياسة كمؤسسة حزبية كاملة وكنموذج لممارسة الديمقراطية داخل جسم الحزب، مما يشجع روح التطوير والمنافسة الذاتية داخل تلك المؤسسات، وهذه الخطوة التنظيمية ستكون رافعة جديدة لمستوى أداء الأفراد والكوادر في جميع اللجان الحزبية ضمن كل دائرة على حدى.
ثانيا:على المستوى السياسي:
منذ المؤتمر الخامس مارس الحزب سياسات لابد من التوقف عندها للنقد والمراجعة لتقصي السياسات الأكثر قدرة على مواكبة الحالة السياسية عامةً وربطها بالخارطة السياسية العالمية وتحولاتها لإيجاد جملة من الحلول تتوافق مع المستقبل السياسي للمنطقة وبما يحقق مستقبلا مقبولاً للمواطن السوري ولأبناء شعبنا الكردي في سوريا بشكل خاص:
1-الدعوة إلى مؤتمر وطني سوري ثم الانخراط في صفوف المعارضة الوطنية السورية – إعلان دمشق- والمساهمة في بنائها والمشاركة في فعالياتها التنظيمية والسياسية على أرض الواقع, وهذا الفعل السياسي قوبل بالرضي بين مختلف مكونات النسيج الوطني السوري, وبالمقابل سعت أجهزة أمن النظام الحاكم إلى اعتقال قادة وناشطي إعلان دمشق من أجل هدمها كبناء سياسي معارض أو تمزيقها إلى أشلاء عاجزة حتى عن التعبير عن نفسها.
نتساءل…هل سيجدد البرنامج السياسي الجديد لحزب الوحدة التزامه بتنشيط جهود إعلان دمشق وصولاً إلى عقد المؤتمر الوطني السوري لفرز قيادة وطنية قادرة على التغيير والإصلاح تحقيقاً للحرية والديمقراطية في وطن السلام, وذلك بالمساهمة في نقل أنشطة إعلان دمشق إلى الشارع السوري سياسة وثقافة وطنية كفعل محرك للإرادة الوطنية ؟.
2-الدعوة إلى مؤتمر وطني كردي سوري والعمل على تحريك الدعوة داخل جسم التحالف والجبهة الكرديين وخارجهما.
لم تأخذ الدعوات تلك مداها العملي حتى يومنا هذا ولنتساءل؟:
– ألا تحتاج الحركة السياسية الكردية في سوريا إلى مرجعية وطنية منظمة؟ كمؤسسة قادرة على توحيد جهود الحراك السياسي الكردي السوري ودفعها للمساهمة في المتغيرات المنشودة على المستويين الوطني والكردي السوري للتعبير عن الحاجات ودرس الإمكانات وتقدير الوقت والمكان المناسبين للحراك السياسي المطلوب والأنسب.
– لماذا فشلت أطراف الحركة السياسية الكردية في سورية في إدارة التحالف أو الجبهة أو التنسيق كأطر سياسية لمجموعة من الأحزاب؟, ولم تستطع تجاوز كونها منتديات سياسية وهمية, تفتح أبوابها وتغلق متى شاء البطل المجهول؟, حتى بات الخوف يختلج نفس المواطن الكردي عند سماع تشكل تكتل جديد, لأنه لا يفهم منه سوى شرخ جديد في جسم حركته السياسية, وبالتالي ضرورة بذل المزيد من الجهود للترميم والإصلاح بدلاً من جهود البناء والتطوير.
– هل يستمر حزب الوحدة بالدعوة إلى بناء المرجعية وبنفس الأسلوب؟ .
لاشك أن الدعوة محقة ولكن الأسلوب المبهم وغير المباشر لا يجدي نفعاً, وليكن الخطاب موجهاً إلى الكل أحزابا ولجاناً وطنية في إطار المجتمع المدني الكردي السوري, وبشكل إفرادي, واضح ووفق مشروع برنامج سياسي وطني كردي سوري, ولمهلة محددة, وفي التوقيت المناسب, ثم البدء بالخطوات العملية مع من أقر بالمشاركة العملية والفعالة عبر بيان سياسي واضح وصريح يلزم الأطراف بالسير نحو عقد المؤتمر الوطني الكردي, بخطوات ومهل زمنية تحددها مجموع الأطراف المشاركة, وتنتهي بانتخاب المرجعية الوطنية والسياسية الكردية السورية, ثم البدء بتشكيل منظمة الدفاع عن حقوق الشعب الكردي في سوريا كمؤسسة وطنية كردية قادرة على تمثيل شرعية النضال الوطني الكردي في مختلف مناطق التواجد الكردي السوري.
– لماذا حصر حزب الوحدة معظم نشاطه السياسي على المستوى الكردي في إطاري التحالف ولجنته العليا, ونسي أنه حزب سياسي كردي سوري مستقل؟.
فأين استقلاله ونشاطه السياسي والإعلامي المميز؟.
ليخرج أعضائه من حالة التململ والقلق, حيث تحمل الأحزاب الأخرى حزب الوحدة سبب حالات الفشل الجماعية في التحالف وتنسب لنفسها حالات النجاح المحدودة مع الأسف, وبالتالي بات أعضاء الحزب يشككون بمصداقية جهود قيادتهم السياسية في إدارة موضوع المؤتمر الوطني وبناء المرجعية الكردية, وهذا يحتم على المؤتمرين بحث القضية بمختلف جوانبها الإيجابية والسلبية إلى جانب القضايا السياسية الأخرى للتوصل إلى مبادئ عامة في سياسة الحزب متضمنة:
أ- التأكيد على وحدة واستقلالية الحزب سياسياً وتنظيمياًَ وتوسيع شبكة إعلام الحزب بنيويا في الدوائر ونظريا عبر البيانات والتصاريح والمقالات لتشمل جميع الأنشطة السياسية للدوائر والقيادات الحزبية في الداخل والخارج على المستوى الوطني السوري والقومي الكردي, دون الاكتفاء ببيانات سياسية باسم الأطر (تحالف – مجلس عام – إعلان دمشق-…) بل يجب نشر الموقف السياسي المستقل للحزب في جميع المسائل والمواقف السياسية.
ب- عدم اكتفاء الحزب بالأنشطة السياسية الجماعية مع باقي الأطراف، بل يجب البدء بأنشطة حزبية سياسية وتنظيمية مستقلة في الساحة الشعبية الكردية, وعند عدم توفر اللحظة المناسبة بسبب الأوضاع الأمنية يمكن التعويض بأنشطة داخل الحزب وسد جوانب النقص على المستوى السياسي والثقافي والتنظيمي.
ج- تدريب الكوادر على مستوى بناء المؤسسات المتخصصة في دوائر الحزب لتنشيط وتفعيل جميع الطاقات الحزبية الفردية منها والجماعية وصولاً إلى حزب سياسي فاعل على الأرض بقدرته التنظيمية, ومؤثر وطنياً فيلتف حوله كل محب لكرديته وتمتد إليه يد كل سوري يعتز بوطنيته ووطنه, ويسعد بنشاطه كل محب للحرية والديمقراطية.
——-