لم اقل للشعب الكردي انتفض لأني اتعرض هنا الى الإعتداء والمعاملة السيئة على العكس من ذلك قلت لهم لاتضخموا الأمور كثيرا

قال السيد عبدالله اوجلان بان سلطات سجن جزيرة ايمرالي مازالت تمارس التضييق عليه وتحاول عزله عما يجري في العالم الخارجي، موضحاً بانه ولكي يضمن حلاً ديمقراطياً عادلاً للقضية الكردية عليه ان يحيا ويتابع النضال بكل قوة.

وجاءت تصريحات اوجلان هذه خلال لقاء محاميه به يوم الأربعاء الماضي في سجن جزيرة ايمرالي النائية في عرض بحر مرمرة حيث يٌحتجز موكلهم هناك منذ عشرة اعوام في ظروف عزلة دائمة.
ونقل اوجلان لمحاميه استمرار سلطات السجن بالتضييق عليه ومصادرة جهاز المذياع الذي يتعرف من خلاله على اخبار العالم الخارجي، كما اشار الى ان السلطات تتعمد الى مصادرة الصحف ومنعه من الإطلاع عليها.

واوضح اوجلان بان الهدف من ذلك هو احداث قطيعة بينه وبين الخارج والحد من تأثيره ودوره.


كما حيا اوجلان ابناء الشعب الكردي الذين انتفضوا من اجله وخرجوا في تظاهرات حاشدة بعد سماعهم انباء تعرضه للإعتداء، موضحاً بان القضية ليست شخصية وانما تتعلق بالشعب الكردي وحقوقه.

واضاف اوجلان قائلاً: انا لااخاف من الموت، فهو سيأتي في اي لحظة، لكن اذما حدث لي مكروه فإن الشعب الكردي سيعتبر الدولة التركية مسؤولة عن ذلك وستكون ردود الفعل خطرة للغاية.


انا لم اقل للشعب الكردي انتفض لأني اتعرض هنا الى الإعتداء والمعاملة السيئة.

 على العكس من ذلك، قلت لهم لاتضخموا الأمور كثيراً.

لكن الكرد انتفضوا ورأيتم كيف خرج مئات الآلاف الى الشوارع لإعلان التضامن معي.

اذا ما جرى لي مكروه هنا فإن الكرد سيعتبرون الدولة هي المسؤولة وستقوم القيامة عندئذ.

هناك احتمال في ان تتصاعد العمليات العسكرية في الربيع وان تخرج هذه العمليات من تحت السيطرة.


لكي اتابع النضال من اجل الحل الديمقراطي العادل للقضية الكردية، من المهم ان ابقى على قيد الحياة.

لقد طرحت العديد من الإقتراحات ومشاريع الحل ولكن الدولة التركية رفضتها كلها واصرت على الحرب والحسم العسكري.

انا اجدد هنا دعوتي لحل القضية الكردية.

تعالوا لكي نحل هذه القضية ونضع حداً لإراقة الدماء وحالة الفقر والعوز الناتجة عن الحرب.

لنتصالح ونعمل على حل مشاكلنا قبل ان يداركنا الوقت ويفوت الآوان.


وتابع اوجلان حديثه قائلاً: في كل من جنوب افريقيا واسبانيا وايرلندا تم حل القضايا العالقة بواسطة الحوار والتفاوض.

تعالوا نحل قضايانا ايضاً بالحوار.

انا ادعو للتفاوض دائماً ومستعد للحوار.

هناك مجال للتفاوض مع حزب المجتمع الديمقراطي ومع المثقفين في البلاد.

انا لااقول تفاوضوا بشكل مباشر معي.

هناك جهات اخرى ويمكنني ان اتدخل بطريقة غير مباشرة في مباحثات الحل السلمي الديمقراطي.

يجب علينا حل القضية الكردية للتفرغ لحل بقية قضايا تركيا مثل الفقر والتنمية.


كما واوضح اوجلان بانه لايملك اية نوايا انفصاليه ولكن الحكومة والمعارضة تروجان لذلك لكي تحافظا على الوضع الحالي وسياسة الحرب المستمرة.


ابلغ اوجلان محاميه بان هناك مفهومان تقوم عليهما الجمهورية التركية.

الأول مفهوم الجمهورية العلمانية والمفهوم الآخر هو مفهوم الجمهورية المحافظة أومايطلق عليه اسم الإسلام المعتدل.

وحزب العدالة والتنمية يمثل هذا المفهوم وهو يريد احداث التغيير في بنية الدولة، لكن المفهوم الآخر الذي اقامه مصطفى كمال لايسمح باجراء مثل ذلك التغيير.

هذا في الحين الذي يصر فيه كل من الجيش وحزب الشعب الجمهوري على المفهوم العلماني.

وانا بدوري ارى المفهومان خاطئان ويدفعان بالمجتمع الى الصدام.


لقد طرحتٌ مفهوم الجمهورية الديمقراطية ازاء هذين المفهومين السائدين في تركيا.

وفي هذا المشروع الذي اقترحته لن يكون هناك انفصال.

انفصال كردستان عن تركيا.

ولكن يكون هناك تغيير الحدود واعادة ترسيمها من جديد.

لكن ستكون هناك جمهورية ديمقراطية تقر بالحقوق على اساس متساو وعادل.

لقد عملت على تأسيس هذا المشروع وبناءه على اسس حضارية تمتد لخمسة آلاف عام من تاريخ المنطقة.

ذكرتٌ كل ذلك مذكرة الدفاع التي كتبتها في الفترة الأخيرة.
واضاف اوجلان قائلاً، لقد بحث الفيلسوف الألماني كارل ماركس في تاريخ الرأسمالية والنظام الرأسمالي على طول خمسمائة عام.

وانا بحثت في تاريخ هذه الرأسمالية على مدار خمسة آلاف عام.

بدأت من دولة الكهنة السومريين الى العهد الحاضر.

استطيع القول هنا باني تخطيت ماركس، او اكملت عمله وعالجت الثغرات التي شابت ذلك العامل.


وقد كشفت في مذكرة الدفاع الأخيرة التي كتبتها عن ان ماركس الذي كان يقارع النظام الرأسمالي قد خدم هذه الرأسمالية بشكل واضح.

كان ماركس يركز كثيراً على الطبقة العاملة ويعتمد عليها في تحليله للأمور، بينما انا اعتمدت على تاريخ المنطقة الذي يتمد خمسة آلاف عام وارتكنت عليه لبناء نظريتي في الجمهورية الديمقراطية الحضارية….
كما ودعى اوجلان القوى اليسارية والديمقراطية في تركيا الى التعاضد والإتفاق مع حزب المجتمع الديمقراطي.

وقال اوجلان في هذا الصدد: انا اقترح ان تٌدار البلدية وفق مفهوم الحضارة الديمقراطية.

يجب شرح هذا المفهوم لأبناء الشعب الكردي وذلك عن طريق اقامة ندوات جماهيرية كبيرة لهم.


واقترح ان يتحدث المسؤولون والمرشحون في هذه الندوات مباشرة الى الجماهير، وان يشارك في هذه الندوات عشرات الآلاف من المواطنين.

من المهم جداً الإطلاع على رأي المواطنين حول كيفية ادارة البلديات.

كذلك يجب ترشيح الأشخاص المؤمنين بالديمقراطية وبالنهج الديمقراطي.

ومن المهم كذلك المحافظة على نسبة تمثيل المرأة في الترشيح.

يجب على القوى الديمقراطية واليسارية والمسلمون المتدينون الصادقون التعاون فيما بينهم من اجل ترسيخ الديمقراطية في البلاد.

يمكن لكل الشعوب الأرمنية والسريانية واليونانية كذلك المشاركة والتمثيل في منظومة الكونفيدرالية الديمقراطية والعمل في اطارها.


كما وتوقف اوجلان امام محاكمة الجناة المنضمين في عصابة الحرب الخفية ” اركنه كون” وقال ان المطلوب هو محاكمة هؤلاء في محكمة خاصة على غرار ماحصل في فيتنام والعراق.

ويمكن كذلك دعوة الحقوقيين والقضاة المختصين من اوروبا للإطلاع على الأمر ومتابعته عن كثب.


كما وتحدث اوجلان عن التظاهرات العارمة في كردستان وخارجها والتي نٌظمت للتنديد بحادثة الإعتداء عليه، وقال انا احي هنا ابناء الشعب الكردي في كردستان وتركيا واوروبا.

هم خرجوا بمئات الألوف للتنديد بحادثة الإعتداء واثبتوا تمسكهم بقيمهم العليا.


ودعى اوجلان النساء الكرديات الى المشاركة وبشكل كثيف في العملية الديمقراطية، موضحاً بانه افرد مساحة كبيرة للمراة الكردية في مذكرة الدفاع الأخيرة التي كتبها.

كما ودعى اوجلان ابناء الشعب الكردي الى الإعتناء بقراهم وبمدنهم وزراعة الأشجار في كل مكان وبشكل خاص في محيط جبال جودي.

وشرح اوجلان القصد من وراء الدعوة لزراعة الأشجار في محيط جبال جودي قائلاً، انه ووفق اليقين الديني فإن سفينة النبي نوح قد رست بعد الطوفان على سفح جبال جودي، ولذلك فإن الأهالي يستطيعون تنظيم حملات زراعة الأشجار لإستذكار النبي نوح والإحتفاء به.

وفي الختام حملّ اوجلان محاميه التحايا لكل المعتقلين السياسيين ولأبناء الشعب الكردي مؤكداً بأنه سيتابع النضال على المنهج الوسطي حتى تحقيق اهداف الشعب الكردي في الحرية والعيش الكريم.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…