هوشنك أوسي
«حلمت حلماً»، هذه العبارة، قد لا يكون خافياً عن الكثير، من هو قائلها.
عبارةٌ، قالها مارتن لوثر كينغ (1929 – 1968)، في إحدى خطبه الشهيرة، وقيل إنَّه كان يرددها.
وها هي أميركا، قد حققت حلمه.
ما يجمع كينغ بالرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، هو العِرق وفنُّ الخطابة.
إذ كان كينغ خطيباً لامعاً.
وكذا حال أوباما.
وما من شكٍّ أنَّ أوباما، مدينٌ بما هو عليه حاليَّاً، إلى كينغ، ثمّ إلى أميركا.
«حلمت حلماً»، هذه العبارة، قد لا يكون خافياً عن الكثير، من هو قائلها.
عبارةٌ، قالها مارتن لوثر كينغ (1929 – 1968)، في إحدى خطبه الشهيرة، وقيل إنَّه كان يرددها.
وها هي أميركا، قد حققت حلمه.
ما يجمع كينغ بالرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، هو العِرق وفنُّ الخطابة.
إذ كان كينغ خطيباً لامعاً.
وكذا حال أوباما.
وما من شكٍّ أنَّ أوباما، مدينٌ بما هو عليه حاليَّاً، إلى كينغ، ثمّ إلى أميركا.
فجهد ونضال الأوَّل، في منتصف القرن المنصرم، ودمه، هما ما مهَّد لأوباما الوصول إلى البيت الأبيض في ثلثاء أميركا التاريخي.
يوم تقاطرت أميركا على إنتاج أميركا في 4/11/2008.
يوم أثبتت أميركا، لمن لا زال يشكك في ديموقراطيَّتها، أنَّ ثمار ومنافع الأخيرة، هو لشعبها وحسب.
وأنَّ من لا يشترك في صناعة الديموقراطيَّة الأميركيَّة، ليس من حقِّه التمتُّع بثمارها.
يوم أثبتت أميركا أنها قادرة على النهوض من كبواتها، والتجرؤ على الاعتراف بفشلها، وأنها لا تخاف من تعداد عيوبها، وتسعى لإصلاح أعطالها وأعطابها وخللها بنفسها، ونقد ذاتها بذاتها.
وأنَّ أميركا، في أسوأ حالاتها، هي شركة لكلّ مواطنيها، ومكشوفة الأرصدة لهم، على الدوام.
وأن أيّ مواطن، له سهم في صناعة زعامات وقادة الأمَّة الأميركيَّة المتعددة الأعراق والألوان والأديان، وفي استبدال هؤلاء القادة، وتغييرهم، ومعاقبتهم أيضاً.
ذلك اليوم، الذي وقف فيه العالم كلُّه مشدوهاً، يراقب، كيف تجدد أميركا جلدها، علَّها تستر بعضاً من قبائحها وشنيع أفعالها.
والحقُّ أنَّ أميركا، مثلما استعدت الكثير من الشعوب والأوطان والمجتمعات على نفسها، حدَّ القرف والمقت والكراهية، إلاّ أنَّها أبهرت وأتحفت في تفعيلها لعقدها الوطني الجديد.
والحال هذه، ودون شكّ أيضاً وأيضاً، أنَّ أميركا، لهيَ مَدينةٌ لمارتن لوثر كينغ، الحائز على جائزة نوبل للسلام، ولجهده الوطني، وخطبه الممهورة بدمه.
إذ أنَّ كينغ، هو الأميركي الوحيد، بعد جورج واشنطن، الذي تحتفي أميركا بذكراه، وتخصّص لذلك يوم عطلة رسميَّة، فليس غلوَّاً القول: إنَّ كينغ هو المؤسِّس الثاني لأميركا، وإنَّ أوباما، وقبله رايس، وكثيرين من الأميركيين الأفارقة المنخرطين في اللعبة السياسيَّة الأميركيَّة، هم ثمار الشجرة التي غرسها مارتن لوثر كينغ في الديموقراطيَّة الأميركيَّة، ورواها بدمه.
بعد أن قضى العالم يوم 4/11/ مسهباً في الحديث عن «الثلثاء التاريخي»، وأطال كلاماً، عاود الكرَّة في الحديث عن النتائج والعِبَر المستخلصة من استنهاض «الثلثاء» لأميركا، والمؤمل والمتوَّقع من الأخيرة حيال هموم ومشاغل وقضايا وأزمات وتحدِّيات… العالم وشعوبه.
فالناقمون على أميركا، من أصناف ومذاهب معشر اليسار قومويين، والإسلام قومويين، والخمينويين، والصدَّاميين، والطائفويين…، إلى آخر تلاوين هذا الفيلق العتيق العتيد الممانع، زادوا من نقمتهم وحنقهم على أميركا، مشككين وطاعنين في ديموقراطيتها.
والحقُّ، أنَّ ذخيرتهم الكلاميَّة في الدفاع عن بؤس وتفاقم الديمقراطيَّات القومويَّة الأمنيَّة، المنزلقة لدَرَك العنصريَّة في الشرق الأوسط، كانت جد رديئة وفاقدة الصلاحيَّة، آناء طعنهم في ديموقراطيَّة أميركا.
على الطرف الآخر، كان أداء المنبهرين بالأنموذج الأميركي، والمسوِّقين له، من معشر النيو ليبراليين، والليبرال إسلاميين، والليبرال يساريين وقوميين…، إلى آخر هذا «الطابور الخامس» و»خونة» الشعوب والأوطان الشرق أوسطيَّة، على حدّ وصف الفريق الأوّل لهم، كان أداؤهم عاجزاً، عن ترقيع القبائح والفظائع التي ارتكبتها ذهنيَّة الهيمنة، أو وعي الهيمنة الإمبراطوريَّة، التي اقترفتها أميركا في العالم، منذ مطلع الألفيّة الثالثة، على أقرب تقدير.
وقد لا يكون كشفاً كبيراً وخطيراً، القول: إنَّ الثابت في الاسترتيجيَّة، هو إرادة ووعي وذهنيَّة الهيمنة، وإن المتغيّر فيها، هو الإدارات الأميركيَّة، التي تتناوب على تطبيق هذه الاستراتيجيَّة.
وقضايا المضاربة أو المناقصة أو المزايدة…، بين الإدارات الجمهوريَّة والديموقراطيَّة، ينحصر في مدى تحقيق أهداف تلك الاستراتيجيَّة بأقلّ كلفة ممكنة.
وبالنظر إلى حال أوطان وشعوب الشرق الأوسط، يكاد يكون ذاك الأمر مجرَّد حلمٍ جميل، عصيب ومستحيل التحقق، أقلُّه راهناً.
وقد يكون مجرّد أن يحلم الشرق أوسطي هذا الحلم، بمثابة جناية او خيانة، يعاقب عليها «القانون» الشرق أوسطي، المجيد.
لكن، آن لكم أن تسمحوا لنا أن نحلم، ونحن نتأمَّل «بؤس وخراب» أميركا، ونقارنه بـ» أمجادنا وسؤددنا، ورفاهنا، ورُقيَّينا…» الوطني.
* كاتب كردي.
يوم تقاطرت أميركا على إنتاج أميركا في 4/11/2008.
يوم أثبتت أميركا، لمن لا زال يشكك في ديموقراطيَّتها، أنَّ ثمار ومنافع الأخيرة، هو لشعبها وحسب.
وأنَّ من لا يشترك في صناعة الديموقراطيَّة الأميركيَّة، ليس من حقِّه التمتُّع بثمارها.
يوم أثبتت أميركا أنها قادرة على النهوض من كبواتها، والتجرؤ على الاعتراف بفشلها، وأنها لا تخاف من تعداد عيوبها، وتسعى لإصلاح أعطالها وأعطابها وخللها بنفسها، ونقد ذاتها بذاتها.
وأنَّ أميركا، في أسوأ حالاتها، هي شركة لكلّ مواطنيها، ومكشوفة الأرصدة لهم، على الدوام.
وأن أيّ مواطن، له سهم في صناعة زعامات وقادة الأمَّة الأميركيَّة المتعددة الأعراق والألوان والأديان، وفي استبدال هؤلاء القادة، وتغييرهم، ومعاقبتهم أيضاً.
ذلك اليوم، الذي وقف فيه العالم كلُّه مشدوهاً، يراقب، كيف تجدد أميركا جلدها، علَّها تستر بعضاً من قبائحها وشنيع أفعالها.
والحقُّ أنَّ أميركا، مثلما استعدت الكثير من الشعوب والأوطان والمجتمعات على نفسها، حدَّ القرف والمقت والكراهية، إلاّ أنَّها أبهرت وأتحفت في تفعيلها لعقدها الوطني الجديد.
والحال هذه، ودون شكّ أيضاً وأيضاً، أنَّ أميركا، لهيَ مَدينةٌ لمارتن لوثر كينغ، الحائز على جائزة نوبل للسلام، ولجهده الوطني، وخطبه الممهورة بدمه.
إذ أنَّ كينغ، هو الأميركي الوحيد، بعد جورج واشنطن، الذي تحتفي أميركا بذكراه، وتخصّص لذلك يوم عطلة رسميَّة، فليس غلوَّاً القول: إنَّ كينغ هو المؤسِّس الثاني لأميركا، وإنَّ أوباما، وقبله رايس، وكثيرين من الأميركيين الأفارقة المنخرطين في اللعبة السياسيَّة الأميركيَّة، هم ثمار الشجرة التي غرسها مارتن لوثر كينغ في الديموقراطيَّة الأميركيَّة، ورواها بدمه.
بعد أن قضى العالم يوم 4/11/ مسهباً في الحديث عن «الثلثاء التاريخي»، وأطال كلاماً، عاود الكرَّة في الحديث عن النتائج والعِبَر المستخلصة من استنهاض «الثلثاء» لأميركا، والمؤمل والمتوَّقع من الأخيرة حيال هموم ومشاغل وقضايا وأزمات وتحدِّيات… العالم وشعوبه.
فالناقمون على أميركا، من أصناف ومذاهب معشر اليسار قومويين، والإسلام قومويين، والخمينويين، والصدَّاميين، والطائفويين…، إلى آخر تلاوين هذا الفيلق العتيق العتيد الممانع، زادوا من نقمتهم وحنقهم على أميركا، مشككين وطاعنين في ديموقراطيتها.
والحقُّ، أنَّ ذخيرتهم الكلاميَّة في الدفاع عن بؤس وتفاقم الديمقراطيَّات القومويَّة الأمنيَّة، المنزلقة لدَرَك العنصريَّة في الشرق الأوسط، كانت جد رديئة وفاقدة الصلاحيَّة، آناء طعنهم في ديموقراطيَّة أميركا.
على الطرف الآخر، كان أداء المنبهرين بالأنموذج الأميركي، والمسوِّقين له، من معشر النيو ليبراليين، والليبرال إسلاميين، والليبرال يساريين وقوميين…، إلى آخر هذا «الطابور الخامس» و»خونة» الشعوب والأوطان الشرق أوسطيَّة، على حدّ وصف الفريق الأوّل لهم، كان أداؤهم عاجزاً، عن ترقيع القبائح والفظائع التي ارتكبتها ذهنيَّة الهيمنة، أو وعي الهيمنة الإمبراطوريَّة، التي اقترفتها أميركا في العالم، منذ مطلع الألفيّة الثالثة، على أقرب تقدير.
وقد لا يكون كشفاً كبيراً وخطيراً، القول: إنَّ الثابت في الاسترتيجيَّة، هو إرادة ووعي وذهنيَّة الهيمنة، وإن المتغيّر فيها، هو الإدارات الأميركيَّة، التي تتناوب على تطبيق هذه الاستراتيجيَّة.
وقضايا المضاربة أو المناقصة أو المزايدة…، بين الإدارات الجمهوريَّة والديموقراطيَّة، ينحصر في مدى تحقيق أهداف تلك الاستراتيجيَّة بأقلّ كلفة ممكنة.
وبالنظر إلى حال أوطان وشعوب الشرق الأوسط، يكاد يكون ذاك الأمر مجرَّد حلمٍ جميل، عصيب ومستحيل التحقق، أقلُّه راهناً.
وقد يكون مجرّد أن يحلم الشرق أوسطي هذا الحلم، بمثابة جناية او خيانة، يعاقب عليها «القانون» الشرق أوسطي، المجيد.
لكن، آن لكم أن تسمحوا لنا أن نحلم، ونحن نتأمَّل «بؤس وخراب» أميركا، ونقارنه بـ» أمجادنا وسؤددنا، ورفاهنا، ورُقيَّينا…» الوطني.
* كاتب كردي.
الحياة – 10/11/08/