رضينا بالهمّ لكن الهمَّ ما رَضِيَ بنا! ” والمتضمنة سيلا من العبارات السوقية تماما مثل مادتي سابقيه الاثنين وكلمات هابطة تنم عن تربية مطلقيها وثقافتهم الاجتماعية والسياسية اضافة الى حزمة من الأضاليل ومنها : ” “صلاح بدر الدين” العضو الكردي في الأمانة العامة للجبهة،… وقد كانت طروحاته تعزف نغمة نشازا منذ المؤتمر التأسيسي.
بل إنه اعترض على ما جاء في بيان المؤتمر من أن الشعب السوري جزء من الشعب العربي ” ليس سرا أن الذي قام بتوجيه الدعوة إلى أعضاء المؤتمر هما المؤسّسَيْن “بيانوني وخدام”..
لذلك كان عجبا أن يكتب “بدر الدين” منتقدا –من دون وجه حق- الأستاذ البيانوني حول مقابلته مع فضائية “العربية” مؤخرا، حتى انطبق عليه قول المثل: أركبناه وراءنا فمدّ يده على الخُرْج”1″ ” من هو الطارئ على المعارضة؟ أهو الأستاذ “البيانوني” …أم أن الطارئ هو “بدر الدين” الذي عاش يتقلب على موائد الأمريكان في كردستان العراق وفي ضيافة “مسعود البرزاني” الذي رحب –صراحة- بإقامة قواعد أمريكية علي أرض كردستان العراق؟ ” ” ثانيا: عندما طالب “البيانوني” أن تكون سورية قوية عسكريا، وأنه يدعم بناء مفاعل نووي، فقد كان ذلك عفويا، …هذه القضية لا يفهمها “بدر الدين”، لأنه لا يفكر ابتداء أن يعيش في دولة تبسط سلطتها بقواها الذاتية، بل يقبل العيش في دويلة كردية على الشريط الحدودي، تبسط واشنطن عليها نطاق حمايتها، لا أن يعيش في دولة تستطيع الدفاع عن نفسها بنفسها.
” ثالثا: لم يتورع “بدر الدين” عن اقتراف الكذب وتحريف الكلام، عندما زعم: (أن “البيانوني” أعلن … تأييده لانقلاب حماس العسكري في غزة).” “أما نسب أعداد الأقليات التي ذكرها “بدر الدين” فهي مليئة بالتزوير والتحريف، ويلتقي في مقولته هذه بما وزعته مصادر النظام السوري ” رابعا: كلام “بدر الدين” لا يستحق أن نسوّد من أجله الصفحات الكثيرة.
” لا يفوتني أن أشيد بالرسالة التي علّق بها الأستاذ “عبد الحليم خدام”، الشريك الرئيسي الثاني في جبهة الخلاص على “التوضيح” الذي كتبه “صلاح بدر الدين” حول المقابلة التي أجرتها “فضائية العربية” مع الأستاذ “علي صدر الدين البيانوني”.
فقد بين الأستاذ “عبد الحليم خدام” أنه شعر أن لدى بدر الدين (توجهاً لصراعات داخلية ضمن الجبهة عوضاً عن تركيز جهودها ضد النظام.
وفي مطلع الشهر الماضي وجه الأستاذ صلاح بدر الدين كما هو معروف وبعض أعضاء الجبهة رسالة إلى أعضاء الأمانة العامة تحمل هجوماً على المعارضة السورية عامة وعلى جبهة الخلاص خاصة ويطلب الإخوة الذين وجهوا الرسائل عقد مؤتمر عام دون انتظار موعد اجتماع الأمانة العامة والمحدد مسبقاً) “ , ومن أجل تنوير القارىء فان السيد ابراهيم هو من عناصرالجوقة الأصولية الشوفينية الرافضة حتى الآن الاعتراف بفدرالية كردستان العراق والمناوئة في قيادة الاخوان للحقوق القومية الكردية وكان قد كتب مقالا بعد انتهاء المؤتمر الثاني في برلين عام 2007 ” كما لم ينس العضو الكردي في الأمانة العامة صلاح بدرالدين العزف على اسطوانته الداعية إلى التأكيد على حقوق الأكراد “ وذلك تعليقا على كلمتي في المؤتمر التي عبرت عن مطامح وواقع وآمال كل السوريين وبينهم الشعب الكردي ومن جملة ماجاء فيها ” أن الكرد من أقدم المعارضين للظلم والاستبداد منذ الامبراطورية العثمانية وحتى الآن ” .
الجمهور السوري عامة وأوساط المعارضة الوطنية على وجه الخصوص لايحتاجون الى توضيحات حول ما كتبه هذا الأصولي بالاتفاق مع قيادته ولكن لابأس من طرح بعض الملاحظات :
أولا : عنوان المقالة ينم عن جوهر تفكير قيادة الاخوان الشمولي بشأن التحالفات الذي يعتبر حركتهم هي الآمرة الناهية في جلب هذا الطرف أو ذاك للعمل لديهم وليس معهم ولديها ليس مفاتيح الدخول والخروج الى ومن الجنة فحسب بل الى ومن صفوف الجبهة أيضا , ومقاييسها في العمل الجبهوي تتوقف على من يواليها ويتبعها فقط وليس من يمثل مكونات الشعب السوري ويناضل من أجل التغيير ويعارضها في مواقفها الضارة بالعمل الوطني من ممثلي الحركة الكردية والأحزاب والمنظمات ذات التوجه الديموقراطي والليبرالي والشخصيات المستقلة وممثلي المكونات الوطنية الاجتماعية والثقافية الأخرى التي بدون مشاركتها الفعلية ونهجها الديموقراطي العلماني لن يحصل التغيير في بلادنا .
ثانيا : بسبب شمولية حركتهم وانغلاقها ودكتاتورية قيادتهم في خنق الأصوات ترى الاخوان ينقلون معهم – ثقافتهم – الباطنية اللاديموقراطية أينما ذهبوا ترى قيادتهم بعض الأحيان ” تعطيك من طرف اللسان حلاوة ” ثم تمارس العكس ولا تعلن أحيانا أخرى عن مراميها لتدفع أتباعا – سريين – لمهاجمة هذا وذاك بعد تزويدهم بالمعلومات المضللة وبسبب عجز قيادة الاخوان عن الالتزام بلائحة جبهة الخلاص التنظيمية أو أي اطار ديموقراطي فانها سربت وثائق تنظيمية سرية وبينها الرسالة الداخلية للزميل عبد الحليم خدام تخص الأمانة العامة حصرا بهدف الحملات الاعلامية الى آخرين من خارج الاطار ومنهم السيد ابراهيم .
ثالثا : في العامين الأخيرين من تجربتي مع جبهة الخلاص ثبت لدي بشكل قاطع أن قيادة الاخوان المسلمين الراهنة تفقد كل يوم الصدقية في علاقاتها الجبهوية وتضاعف الشكوك حول صلاتها المريبة مع النظام وتحمل دوما بدائل وخطوط رجعة في مواقفها وتكتنف الغموض كل تعاملاتها وكمثال على اخفاء الحقيقة وممارسة التضليل تقديم قيادة الاخوان وفي مرات كثيرة أسماء على أنها مستقلة لتعيين أصحابها في مؤسسات الجبهة وخاصة الأمانة العامة وفي حقيقة الأمر هم أعضاء – سريين – في الجماعة والسيد ابراهيم واحد من المتورطين في هذه اللعبة التضليلية عندما جاء في مقالته بعد المؤتمر الثاني المنشورة في كل من موقع الاخوان وجريدة النهار بتاريخ 20 – 9 – 2007 ” لوحظ في المؤتمر أن الإخوان المسلمين، رغم أنهم الأكثر حضوراً في معارضة الخارج، والأكثر شعبية في الداخل السوري، بقيت حصتهم في الأمانة العامة – للمرة الثانية – أقل من الثلث المعطل حيث لم تزد عن أربعة “ وفي مقالته هذه – يلحس – رقم أربعة ليضع ثلاثة محله بعد أن شدوا على أذنيه حيث جاء فيها ” للعلم فإن جماعة الإخوان المسلمين التي يرأسها “البيانوني” رضيت أن يكون لها ثلاثة أعضاء في الأمانة العامة لجبهة الخلاص، مع أنها كانت تشارك بكثافة في مؤتمرات الجبهة، ما يجعلها تستحق أكثر من هذا العدد بكثير، ومشاركتها أساسية في الجبهة ومن دونها لا يكون هناك جبهة “ وهنا لن أحذو حذوه في اطلاق تعابيره بل أقول أنه ليس صادقا بل مضللا ولعلمه الرابع معروف لدينا وقد يكون هناك خامس .
رابعا : كل سياسي ووطني ومتابع من بنات وأبناء شعبنا السوري فسر لقاء السيد البيانوني المتلفز على كونه رسائل غزل الى النظام السوري وقد كشف السيد حسن عبد العظيم المستور وأكد في تصريحه لوكالة القدس برس ( 5 – 11 – 2008 ) على أن ما صرح به السيد البيانوني سيقرب المسافة بين الاخوان والنظام حتى يستمر الحوار الذي بدأ منذ عهد الأسد الأب واستمر في عهد الخلف وعلى الفور أصدرت قيادة السيد ابراهيم بيانا ( 8 – 11 – 2008) (حجب لأيام بعد نشره بقليل ونشر مجددا لأنه وقع في أيدي البعض) يحيي فيه موقف عبد العظيم تعبيرا عن الترحيب بما دعا اليه لاستئناف الحوار مع سلطة الاستبداد وقد يكون قد بدأ من جديد من وراء ظهر جبهة الخلاص ومن الملفت أن هرولة قيادة الاخوان تضاعفت منذ ظهور مؤشرات في مضي النظام باتجاه المفاوضات مع اسرائيل ونسج الخيوط مع الغرب .
خامسا : خلافاتنا مع قيادة الاخوان المسلمين السوريين كما هي معلنة في كتاباتنا وبعضها مازال في الاطار التنظيمي للجبهة لم يعلن عنه من جانبنا بعد تدور كما هو معلوم وموثق حول القضايا السياسية المتعلقة بالبرنامج ووجه وموقع ودستور سوريا الجديدة القادمة وشكل الدولة المستقبلية ومسألة التعددية وقضية حقوق القوميات والأثنيات والمكونات الاجتماعية والدينية وبالأخص القضية الكردية والمواقف السياسية من أطراف وأحداث المنطقة والعالم اضافة الى المسائل التنظيمية وبسبب عجز قيادة الاخوان عن التحاور الديموقراطي لافتقارها الى الحجة والمنطق والبرهان تحاول جاهدة وفي كل مرة وبشتى السبل أن تنقل مواضيع الخلاف من موقعها السياسي الحقيقي لتزايد حتى على التيارات القومية العربية في الجبهة وتضفي عليها الطابع العنصري البغيض وتصور للآخرين زورا بأن الخلاف عربي – كردي وهو أمر يدعو الى السخرية والاستهجان لأنه معروف من أساء الى القضايا العربية منذ عهد الزعيم العربي الوطني الراحل جمال عبد الناصر وحتى انقلاب غزة .
سادسا : يشرفني أن أعيش في كردستان الفدرالي الديموقراطي بالعراق الجديد المحرر من الدكتاتورية بمساعدة من ادارة الرئيس الأمريكي السيد جورج بوش التي وان كانت خدمت مصالحها بالدرجة الأساس الا أنها تلقت الشكر والامتنان من غالبية العراقيين بعد أن تخلصوا من نظام لم يخلف سوى المقابر الجماعية والثقافة العنصرية الطائفية وأن أكون في كنف الرئيس المناضل مسعود البارزاني دون الحاجة الى تقديم طلب اللجوء كما فعلته غالبية قيادة الاخوان المسلمين لدى تقديم طلبات اللجوء السياسي الى سلطات – الامبرياليتين – البريطانية والأمريكية والخضوع لاستجواب مخابرات البلدين وتزويدهما بالمعلومات حول سوريا والتعهد باحترام أمن وسلامة الدولتين .