بداية لا بد من ذكر بعض الحقائق التي حدثت في سوريا وخاصة في مسألة محاربة وسائل الأعلام
قديما وحديثاً بالنسبة لسوريا والدول الدكتاتورية الأخرى في المنطقة لمنع المواطنين من قراءة الكتب أو الجرائد والمجلات والاستماع للإذاعات التي لا ترغبها الأنظمة الجائرة والأمثلة عليها كثيرة منها :
2- كانت مخابرات عبد الناصر تعتقل كل من يحمل كتابا أو يقرأه إذا ثبت أن الكتاب يتحدث عن الكرد والقضية الكردية كما أسلفنا, أو أي فكر تنويري آخر يتعارض مع سياساتهم الدكتاتورية المقيتة وكذلك الحال في زمن الانفصال وإلى عهد البعث الذي نعيشه حالياً والذي هو أكثر جوراً.
3- في جميع العقود الماضية بداً من الستينات ومروراً بالسبعينات والثمانينات وانتهاء بنهاية القرن العشرين كان ممنوع على الشعب السوري قراءة المجلات والجرائد والنشرات السياسية مالم تكن تلك مرغوبة من قبل الأنظمة الحاكمة المتعاقبة في سوريا أو ما لم تخدم سياستها يعاقب عليه, وليومنا هذا حسب قوانين الأحكام العرفية الجائرة وذلك كالسيف المسلط على رقاب الناس و التي طال عمرها, منذ ما يقارب 48 عاماً.
وأن كثيراً من الناس عندما كانوا يقرؤون تلك الجرائد أو النشرات يحرقونها فوراً كي لا تقع في أيدي رجال المخابرات, وكثيراً منهم كانوا يحرقون كتبهم أيضاً بسبب الرعب و الخوف, وخاصة منهم الكرد وهذا قد أثر سلباً على الثقافة الكردية ناهيك عن أن هذه الأنظمة كانت تشوه القضية الكردية وعدالتها, كما هي من صفات المستبدين وأعوانهم ووزراءهم وأبواقهم المأجورة .
4- في عام 1982 من القرن المنصرم أيضاً حصل ” س ” دون ذكر اسمه على جهاز تقوية استقبال البث التلفزيوني , وعند ما علمت به إحدى الجهات الأمنية صادرته, هذا في مدينة الحسكة.
5- في أواخر الثمانينات حصل “ص ” على الجهاز المذكور من ألمانيا وأتى به إلى سوريا وخوفاً من مصادرته من قبل الجهات الأمنية كان يخبئه في حوش بيته وأخيراً كره البلد وهجر رغم أنه كان غير حزبي ولم يكن يبالي بالسياسة وأصبحت لهاتين الحادثتين ضجة كبرى في المنطقة بشكل سلبي وهذا غيض من فيض, والأمثلة عليها كثيرة , ولكننا نستغني عن ذكرها لعدم الإطالة وهكذا كان الأمر في عراق البعث الشوفيني وإيران الشاهنشاهية المستبدة والملالي الصفوي العنصري وتركيا الفاشية , وبعض الدول العربية الأخرى و على الرغم من محاولات الأنظمة الدكتاتورية طمس المعلومات وتشويه الحقائق وإخفاءها عن الناس والاستفراد بالإعلام واحتكاره خدمة لسلطتها و تشويهاً للحقائق حسب مشيئتها, إلا أنها فشلت في جميع ما كانت تسعى إليه لمنعها , وذلك بفضل التطور السريع للتكنولوجيا بشكل عام وخاصة, في مجال المعلوماتية مما عجزت الأنظمة المستبدة المتخلفة عن حجبها أو منعها من الصدور .
والكل يعلم بأن الانترنيت أو المعلوماتية أصبحت أحدى الوسائل الحضارية الهامة المعاصرة في مجال الإعلام والتواصل بشكل عام , و لا يمكن للإنسان الاستغناء عنها , وهي باتت من الحاجات الملحة اليومية بل الدائمة المتلازمة مع الإنسان في عصرنا هذا, وأصبح لها وجود على كل شبر من وجه البسيطة بل أصبحت شريكة الأسرة في بيوتها, وأضحت مادة علمية من العلوم المهمة في الميدان التعليمي في كثير من دول العالم المتقدمة كمادة دراسية أساسية و مهمة تدرس في المدارس والكليات, وأصبح لها رواجاً عالمياً وتطورت إلى أن أصبحت مادة مهمة تخصصية وأكاديمية عالمياً , ونرى كثيراً من الناس قد حصلوا على شهادة الاختصاص من جامعات العالم في هذا المجال و منذ سنين عديدة قد إتسع مجال عملها ولها مردود إيجابي في مجال الاقتصاد والتكنولوجيا وتطوره كما في نقل الخبر والمعلومة وما تجري من أحداث في العالم بالسرعة القصوى , و أصبح من الصعب لأية جهة إعلامية أن تنفرد بالنشر والإعلام والإعلان في عصرنا هذا بعد الآن , وذلك بفضلها أيضاً , وأخذت الانترنيت تلعب دورا هاماً في جميع الميادين السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية , كما أصبح بإمكان الإنسان العادي أن يحصل على المعلومة أو الخبر بأسرع وقت ممكن من أقصى بقاع الأرض خلال دقائق قليلة, حيث لم يبق أي مجال لأية جهة إعلامية أيضاً العمل على تشويه الخبر أو المعلومة كما كان سابقاً قبل دخول المعلوماتية في مجال العمل ,لأنها ستكشفها بسرعة , وهذه خطوة حضارية هامة ومتقدمة وكبيرة في ميدان التقدم التكنولوجي المعلوماتي إن صح التعبير, ولا بد من تشجيع التعامل معها إيجابياً بدلاً من محاربتها كما يحاربها بعض من الأحزاب الكردية في سوريا , بأسلوب غير مباشر وخاصة بين أوساط الذين لا يفهمون شيء عن الانترنيت ومنافعها التي لا تعد ولا تحصى , وكذلك محاربة الذين لهم مساهمات في إبداء الرأي والنقد , وطرح أفكار تنويرية جادة سياسياً وفكرياً وثقافياً , وكأنهم أي بعض الأحزاب الكردية يشعرون بضعفهم أمام هذا الزخم من التنوع الثقافي والفكري الهائل, وتأثيره الإيجابي على الشارع الكردي من حيث التنوير الفكري والثقافي, مما تحرجها في ميدان الثقافة بأنواعها وألوانها, مع العلم أن لجميع هذه الأحزاب جرائد و مواقع خاصة بها على الانترنيت , لكننا نسمع أحياناً من أفراد من هذه الأحزاب يهاجمون الانترنيت ومن يستخدمونها من الكتّاب الكرد .
وهذا ما يذكرنا بتصرفات الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة في الستينات و الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم ولغاية اليوم كما أسلفنا في مستهل موضوعنا هذا, وهذا شيء مضحك من ناحية ومؤسف من ناحية أخرى, عندما نسمع من بعض من الأحزاب الكردية مثل هذا الخبر, وإننا إذ نشعر بقلق كبير من هذه المسألة لأننا نلاحظ بأن بعض من أحزابنا لا زالوا يعيشون في تخلف يندى له الجبين وخاصة في عصرنا هذا الذي نحن بِأشد الحاجة إلى الثقافة الإنسانية والفكر التنويري الذي قد يخفف من عبئ الجهل والتخلف عن كاهل شعبنا ,
ألا يرى هؤلاء بأم عينهم كيف تصرف هذه الأنظمة المستبدة مئات الملايين من الليرات لشراء الشبكات المخزية لحجب المواقع الكردية ؟
أو التي لا ترضيها ومنع إظهارها على شاشات الانترنيت في بلدانها؟
كي يسود الجهل والتخلف بين أوساط الناس ومن ضمنهم شعبنا الكردي
وبناء على ماسلف فإننا ندعو شعبنا العظيم وخاصة المثقفين منهم الوقوف في وجه هذه الآفة لنبذها وفضحها بين الجماهير الكردية وعدم السكوت عليها إن راو مثل هذه الحالة أو سمعها لأنها جريمة بحد ذاتها لا تغتفر.
وعليه فإننا نطرح هذا الموضوع للمناقشة لتقييمه من الناحية السياسية والثقافية والفكرية وشرح أسباب امتعاض بعض من الأحزاب للانترنيت والكتاب المتنورين وأصحاب الأقلام الحرة ,لذلك ندعو جميع الكتاب وأصحاب الأقلام الحرة الجادة في منتدى ولاتى مه وجميع الذين يؤمنون بالحرية والديمقراطية والكلمة الحرة من جميع الاتجاهات السياسية والفكرية والثقافية دون استثناء للمشاركة في مناقشة هذا الموضوع وإبداء آرائهم ووجهة نظرهم , وذلك دون تشنج أو تجريح لأحد, مع الشكر للجميع .
الحرية لشعبنا الكردي المضطهد ولجميع المضطهدين في العالم .
* للمشاركة في مناقشة الموضوع وابداء الرأي, انقر على الرابط التالي: