فاروق البرازي
(الى فداء حوراني)
(الى فداء حوراني)
طال أمد الانتظار..
وطالت فترة اعتقال “زهرة ربيع دمشق” الدكتورة فداء حوراني (رئيسة المجلس الوطني لإعلان دمشق)، وما ان ننتظر قدوم فداء حتى وقع الكاتب والصحافي فايز سارة في قبضة الظلام..
انه ظلام حالك وقاس..
ولا يستحق احد من هؤلاء ان يكون في مثل هذه الحال..
إنها صعبة (عليهم وعلى الوطن)، والسؤال الى متى سيبقى سيف السجن مصلتاً على الرقاب، مع ان وفور مباشرة حملة اعتقالات أعضاء المجلس الوطني وقع في أذهاننا (من هنا وهناك)، بان الحملة هذه المرة تختلف عن سابقاتها، فهي لن تطول، فالهدف منها فقط توجيه رسالة معينة.
والحق هذا النبأ كان قريباً الى التصديق ليس لشيء إنما لأن هؤلاء الذين اجتمعوا وخرجوا بنتيجة: أنه من الضرورة تنظيم حال المعارضة في وقت نظر البعض الى الإعلان بأنه مشتت او هو في طريقه الى التمزق والانشطار او التفكك..
خرجوا بصيغ تخدم الوطن وسمعته..
هؤلاء (أعضاء المجلس الوطني) لم يخرجوا بنتيجة غير محمودة ولا بصيغ تدعو الى دمار الدولة وبالتالي انقلاب الوضع رأسا على عقب، إنما خرجوا بصيغة البناء والإصلاح..
أرادوا تحسين وضع الوطن والمواطن عبر التغيير التدرجي السلمي مع مراعاة الأمن والاستقرار اللازمين.
لم يتخذوا قرارا بأنهم سيواجهون النظام العام في سوريا، وحتى الآن وبالرغم من الاحتقانات ومن الاعتقالات يحافظ إعلان دمشق على توازنه السياسي والحراكي..
يريدون ان يعيشوا في وطن يتمتع أبناؤه بالحرية والكرامة.
والحال من حق المعارضة (وفي العالم كله) ان ترص صفوفها، ولو فكرت السلطة بعمق لكانت عرفت ان ما تفعله المعارضة لا تسيء الى السلطة بقدر من انه يأتي في إطار هيكلة البلاد وهذا أمر ضروري وهم في حياة السلطات على أساس (او من منظار) ان المعارضات تقدم دائما الاستشارة المجانية للسلطات حتى تتمكن الاخيرة بتيسير عملها وان تكون في الموقع الصحيح.
يبدو ان السلطات في مناطقنا لا تحتاج الى استشارة المعارضة ولا ترى ان المعارضة تكملها او هي “ظل السلطة”..
لماذا؟ لأنها تختزل الكل في الذات المحيرة والقاتلة.
والسؤال، ترى، ما ذنب من يسعى لبناء وطنه على هيئة جميلة، ما ذنب من يريد ان يكون وطنه قويا، وما ذنب الدكتورة فداء ان تتسلم المسؤوليات الوطنية، وهي جزء من الواجب الوطني لا يمكن الهروب منها وهي مفروضة على كل من يرى نفسه مواطنا شريفا.
الطريف في مناطقنا هو ما ان نتشبث أكثر بالوطنية حتى نقوم بدفع ثمن هذا الفعل.
وهذا يعني ان للوطنية ثمناً غالياً، وهذا يعني بان هناك من لا يريد ان يكون (فرداً او جماعة) وطنياً..
متى صارت الوطنية “بعبعاً” ترى؟..
وبعد ان رأينا ميشيل كيلو ودليلة والبني في السجن أصبحنا ننظر الى الوطنية على إنها عبء..
وعبء ثقيل..
نعم الوطنية عبء على المواطن الذي يدفع ثمنه بأن يساق الى السجن، وعلى السلطة لأنها تكون في موقع مستنفر أمام اناس يريدون الخير للوطن او اناس يريدون ان يكون وطناً مشدوداً مواجهاً للتحديات.
الوطن يهلك عندما تحتكر الوطنية، او عندما يزج في زاوية ضيقة.
ميشيل كيلو الآن في السجن لأنه أراد ان يكون وطنه قويا وجميلا بجميع فئاته، وكذلك عارف دليلة وأنور البني وأكرم البني وغيرهم.
احدنا يفتخر بان ابنة المفكر السوري الكبير أكرم حوراني تسير على خطى والدها وأفكاره التي علمت جيلا كاملا ان يحيوا في نظام ديمقراطي.
إنها خير خلف لخير سلف.
السجن للنساء هذا يعني ان المجتمع تشوبه الحيوية في جناحيه، يعني ان اللون الآخر (الأنثى) غير معطل في مجتمعنا.
البطلة فداء تقاوم الفوضى وتقاوم المستقبل الظالم والمظلم.
هي الآن تسير على خطى البطلات السوريات.
وما أجمل ان نقرأ الادانات والاستنكارات من السوريات..
نعم أصبحنا نسمع صوت النساء السوريات بشكل أقوى هذه المرة.
إطالة زمن الاعتقال تزيد الإرادة قوة، ومادامت فداء في السجن فإنها أصبحت في الموقع الصحيح.
والسؤال ترى الى متى ستبقى الحال هذه؟، ترى، الى متى سنبقى محرومين ممارسة حق المواطنة، والى متى سنبقى محرومين من ان نعتز بوطنيتنا، لا ان نمارس هذا الحق بخفاء وبسرية!.
والسؤال المثير، هل سمعنا مرة بان من يريد الخير لوطنه يزج في السجن.
نعتز بك يا فداء ومهما كانت الأيام عليك قاسية، فلعلها تسجل لك مرحلة أكثر ازدهاراً.
انك الوحيدة تتحدين الفوضى وتريدين ان يكون وطننا جميلاً.
نتعلم الوطنية منك ومن تضحياتك.
والحال..
لا احد عرف مغزى ترشيحك لهذا المنصب، ونحتار عندما نُفاجأ بأنه لا احد يميز بأن تصويت الحضور على ان تكون فداء رئيساً للمجلس الوطني معناه ان المجلس الوطني سيبقى في دائرة الوطنية ينبذ التعامل مع من يريد ان يخرب البلد، وكان من المفترض ان يفهم (الكل) فحوى هذه الرسالة والتي تبقى في إطار دروس مفادها إننا سوريون سنبقى حريصين على الوطن ونسعى ان يكون جميلا ونحافظ على تطلعات الأغلبية ونحمي حقوق الأقليات.
فداء علمها والدها والحراك المعارضة ان تكون قوية وهي ستبقى قوية الى ان يكون وطننا قوياً.
لكن إطالة زمن اعتقالها أمر يسيء الى الوطن..
ومن هذا المنطلق نريد ان تكون حرة وطليقة..
ننتظر قدومك يا فداء ونحقق حلمنا الذي طالما يتعذب اناس من اجله.
وسوف يبنى وطن قوي وصامد ومواجه للفوضى بفضل إرادتك وإرادة الأحرار ..ومن المؤكد ان نرى وطننا يوماً جميلاً وقوياً من خلال ما تفرزون من ثقافات وتربون جيلاً وطنياً غير ملطخ بالفساد الإداري والمالي.
—–
المستقبل – الثلاثاء 8 كانون الثاني 2008 – العدد 2841 – ثقافة و فنون – صفحة 19
خرجوا بصيغ تخدم الوطن وسمعته..
هؤلاء (أعضاء المجلس الوطني) لم يخرجوا بنتيجة غير محمودة ولا بصيغ تدعو الى دمار الدولة وبالتالي انقلاب الوضع رأسا على عقب، إنما خرجوا بصيغة البناء والإصلاح..
أرادوا تحسين وضع الوطن والمواطن عبر التغيير التدرجي السلمي مع مراعاة الأمن والاستقرار اللازمين.
لم يتخذوا قرارا بأنهم سيواجهون النظام العام في سوريا، وحتى الآن وبالرغم من الاحتقانات ومن الاعتقالات يحافظ إعلان دمشق على توازنه السياسي والحراكي..
يريدون ان يعيشوا في وطن يتمتع أبناؤه بالحرية والكرامة.
والحال من حق المعارضة (وفي العالم كله) ان ترص صفوفها، ولو فكرت السلطة بعمق لكانت عرفت ان ما تفعله المعارضة لا تسيء الى السلطة بقدر من انه يأتي في إطار هيكلة البلاد وهذا أمر ضروري وهم في حياة السلطات على أساس (او من منظار) ان المعارضات تقدم دائما الاستشارة المجانية للسلطات حتى تتمكن الاخيرة بتيسير عملها وان تكون في الموقع الصحيح.
يبدو ان السلطات في مناطقنا لا تحتاج الى استشارة المعارضة ولا ترى ان المعارضة تكملها او هي “ظل السلطة”..
لماذا؟ لأنها تختزل الكل في الذات المحيرة والقاتلة.
والسؤال، ترى، ما ذنب من يسعى لبناء وطنه على هيئة جميلة، ما ذنب من يريد ان يكون وطنه قويا، وما ذنب الدكتورة فداء ان تتسلم المسؤوليات الوطنية، وهي جزء من الواجب الوطني لا يمكن الهروب منها وهي مفروضة على كل من يرى نفسه مواطنا شريفا.
الطريف في مناطقنا هو ما ان نتشبث أكثر بالوطنية حتى نقوم بدفع ثمن هذا الفعل.
وهذا يعني ان للوطنية ثمناً غالياً، وهذا يعني بان هناك من لا يريد ان يكون (فرداً او جماعة) وطنياً..
متى صارت الوطنية “بعبعاً” ترى؟..
وبعد ان رأينا ميشيل كيلو ودليلة والبني في السجن أصبحنا ننظر الى الوطنية على إنها عبء..
وعبء ثقيل..
نعم الوطنية عبء على المواطن الذي يدفع ثمنه بأن يساق الى السجن، وعلى السلطة لأنها تكون في موقع مستنفر أمام اناس يريدون الخير للوطن او اناس يريدون ان يكون وطناً مشدوداً مواجهاً للتحديات.
الوطن يهلك عندما تحتكر الوطنية، او عندما يزج في زاوية ضيقة.
ميشيل كيلو الآن في السجن لأنه أراد ان يكون وطنه قويا وجميلا بجميع فئاته، وكذلك عارف دليلة وأنور البني وأكرم البني وغيرهم.
احدنا يفتخر بان ابنة المفكر السوري الكبير أكرم حوراني تسير على خطى والدها وأفكاره التي علمت جيلا كاملا ان يحيوا في نظام ديمقراطي.
إنها خير خلف لخير سلف.
السجن للنساء هذا يعني ان المجتمع تشوبه الحيوية في جناحيه، يعني ان اللون الآخر (الأنثى) غير معطل في مجتمعنا.
البطلة فداء تقاوم الفوضى وتقاوم المستقبل الظالم والمظلم.
هي الآن تسير على خطى البطلات السوريات.
وما أجمل ان نقرأ الادانات والاستنكارات من السوريات..
نعم أصبحنا نسمع صوت النساء السوريات بشكل أقوى هذه المرة.
إطالة زمن الاعتقال تزيد الإرادة قوة، ومادامت فداء في السجن فإنها أصبحت في الموقع الصحيح.
والسؤال ترى الى متى ستبقى الحال هذه؟، ترى، الى متى سنبقى محرومين ممارسة حق المواطنة، والى متى سنبقى محرومين من ان نعتز بوطنيتنا، لا ان نمارس هذا الحق بخفاء وبسرية!.
والسؤال المثير، هل سمعنا مرة بان من يريد الخير لوطنه يزج في السجن.
نعتز بك يا فداء ومهما كانت الأيام عليك قاسية، فلعلها تسجل لك مرحلة أكثر ازدهاراً.
انك الوحيدة تتحدين الفوضى وتريدين ان يكون وطننا جميلاً.
نتعلم الوطنية منك ومن تضحياتك.
والحال..
لا احد عرف مغزى ترشيحك لهذا المنصب، ونحتار عندما نُفاجأ بأنه لا احد يميز بأن تصويت الحضور على ان تكون فداء رئيساً للمجلس الوطني معناه ان المجلس الوطني سيبقى في دائرة الوطنية ينبذ التعامل مع من يريد ان يخرب البلد، وكان من المفترض ان يفهم (الكل) فحوى هذه الرسالة والتي تبقى في إطار دروس مفادها إننا سوريون سنبقى حريصين على الوطن ونسعى ان يكون جميلا ونحافظ على تطلعات الأغلبية ونحمي حقوق الأقليات.
فداء علمها والدها والحراك المعارضة ان تكون قوية وهي ستبقى قوية الى ان يكون وطننا قوياً.
لكن إطالة زمن اعتقالها أمر يسيء الى الوطن..
ومن هذا المنطلق نريد ان تكون حرة وطليقة..
ننتظر قدومك يا فداء ونحقق حلمنا الذي طالما يتعذب اناس من اجله.
وسوف يبنى وطن قوي وصامد ومواجه للفوضى بفضل إرادتك وإرادة الأحرار ..ومن المؤكد ان نرى وطننا يوماً جميلاً وقوياً من خلال ما تفرزون من ثقافات وتربون جيلاً وطنياً غير ملطخ بالفساد الإداري والمالي.
—–
المستقبل – الثلاثاء 8 كانون الثاني 2008 – العدد 2841 – ثقافة و فنون – صفحة 19