ردنا على افتراءات سليمان: بلا شك لا توجد أية مغالطات في كلام القائد (عبد الله أوجلان)، لأنه مطلع على جانب كبير من تاريخ العالم والمنطقة، ولا يخطأ بسرده لمثل هذه الأمور التاريخية. المشكلة فيكم يا سليمان، أنتم طائفة تعيشون في الخيال، وهذا الخيال… قامت الكنسية بحشوه في رؤوسكم مع تعليمات دينية، فلذا من الصعب أن تتحرروا من هذا الخيال ومن هذا الوهم… . يا هذا، أولاً: تواضع القائد (أوجلان) ولم يقل الشعب الكوردي هو الشعب الوحيد، لقد استخدم “من” التبعيض، وهذا يعني بجانب الشعب الكوردي هناك شعوب أخرى قديمة في المنطقة. يا حبذا تنشر ردك لنا في النيت كي نطلع عليه، عندها يظهر لنا ماذا قلت في ردك يا سليمان لآپو؟. لو لم يكن الشعب الكوردي يحمل أرقى القيم الإنسانية كما قال القائد (عبد الله أوجلان) لماذا كل الطوائف النصرانية بمسمياتها المختلفة التي ابتكروها كلدو، سريان، آشور، وغيرهم بعد أن حللت الإسلاميون العرب دمائهم وسبي نسائهم هربوا من سوريا وعراق إلى حض الكورد في كوردستان؟؟ هذه هي القيم الإنسانية التي تتنكرون لها يا سليمان. للأسف، لقد شاهدت قبل أيام في قناة الشرقية نسطورياً آخراً على شاكلة سليمان، أعتقد اسمه جوزيف صليوة هو الآخر نكر جميل إقليم كوردستان عليهم!، الذي منحهم خمسة مقاعد في برلمان الإقليم، ومنصب وزير، وفتح لهم مديرية عامة للثقافة الخاصة بهم، وكذلك مدارس يدرسوا فيها التلاميذ بلهجتهم الخ الخ الخ. بعد كل هذه الإنجازات وغيرها هاجم صليوة على الإقليم وسطر مجموعة أكاذيب وتلفيقات فنتازية مثل الأكاذيب والتلفيقات الفنتازية التي سطرها سليمان يوسف، التي ليست لها صحة على أرض الواقع قط.
وفي جزئية قبل الأخيرة يحاول أن ينسب نفسه إلى تاريخ لا تربطه بها أية علاقة زاعماً: – تكريد أسماء المدن والبلدات والقرى الآشورية في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد، منها: ( نوهدرا ) سموها (دهوك) ، ( اربيل) سموها (هولير). اربيل المدينة الآشورية العريقة. يمتد عمرها الى ستة ألاف عام. تعرف باسم (أرباإيلو – اربيل ) تعني باللغة الآشورية (الآلهة الأربعة).
ردنا على ما زعم سليمان: يا سليمان؟ أن اسمها الكوردي القديم هو دهوك لا غير. إن تبديل الأسماء في العصر الحديث، – أعني بعد أن ألحق جنوب كوردستان قسراً بالكيان العراقي المصطنع من قبل بريطانيا- بصورة رسمية تعود للحكومة العراقية وليست الكوردستانية؟. يا سليمان،أول مرة اثبت كيف أنت امتداد للآشوريين القدمى، ثم أطلق العنان لقلمك… يسطر ما يشاء. إن الآشوريين، الذين أفنوا عام 612 ق.م. على أيدي الميديين الكورد كانوا يتكلمون اللغة الأكادية، التي انقرضت من الوجود بعد فتح بابل على يد الشاه (الملك) الأخميني الإيراني كورش في القرن السادس قبل الميلاد، وهي غير اللغة التي تتكلم بها اليوم الطائفة النسطورية، التي تدعي إنها آشورية بل هي لغة الكلدانية؟، بمعنى أن تسمية (نوهدرا) كما يدعي الكاتب سليمان إنها باللغة الآشورية القديمة (الأكادية)،التي هي ليست لغة النساطرة اليوم؟، فعليه، كيف يجردها سليمان من اللغة التي يدعي أنها سميت بها وينسبها إلى لغة أخرى بذات الاسم وذات المعنى؟؟!!. فيما يتعلق بأربل، أربيل، هولير، تكلمنا عنها في سياق ردنا هذا وأثبتنا أن لا علاقة بين اسمها والتسمية المخترعة “أرباإيلو” التي تنسب للآشوريين المنقرضين. لأن اسمها بهذه الصيغة “أربل” سبق مجيء الآشوريين من شمال الجزيرة العربية بزمن طويل.
يزعم سليمان في الجزئية الأخيرة الآتي: أخيراً: الحضارة الآشورية أعظم من أن تُطمس وتشوه من قبل جهلة التاريخ . المتاحف العراقية والسورية والمتاحف الأوربية، تحتفظ بآلاف الوثائق والتحف والكنوز التاريخية، التي تعود للحضارة ( السومرية- الأكادية- البابلية- الآشورية)، الى جانب المعالم والمكتشفات الأثرية (في الجزيرة السورية وحدها،اكتشف علماء الآثار الأجانب أكثر من 150 تل وموقع أثري تعود الى الحقبة الأكادية البابلية الآشورية).
ردنا على سيد سليمان: سبق وقلنا أن حضارة آشور كانت عبارة عن سمل العيون، وسلخ جلد البشر وهم أحياء، وسبي شعوب من بلدانها الخ. أكرر، لقد قلت لسيد سليمان أول مرة اثبت أنك آشوري، ومن ثم قل ما تشاء في هذا المضمار. يا سيد، لا تخلط الأمور ببعضها، أنت تزعم أنك آشوري، لماذا تأتي باسم بابلي، وأكادي، وسومري، أ بهذه الطريقة السطحية تتكلم عن التاريخ!!. يا ترى لماذا لا تذكر الميتانيين في غرب كوردستان (سوريا) الذين سبقوا أولئك الذين ذكرتهم هناك؟؟. في بحث نشره ماجستير آثار الأستاذ (منشد مطلق المنشداوي) بعنوان: الآشوريون.. (بحث) جاء فيه: يوجد اسم آخر لموطن الآشوريين يرجع أن يكون الاسم الأصلي الأقدم منه هو (سوبارتو) أو (شوبارتو) أو (سوبر) ” Subir”، نسبة إلى القوم الذين استوطنوا هذا الجزء من شمالي العراق منذ أبعد العصور التاريخية قبل مجيء الآشوريين الجزريين إليه، والمرجح أن الآشوريين قضوا على جماعات من أولئك السوباريين وأزاحوا جماعات أخرى منهم إلى سفوح الجبال والمناطق الجبلية المجاورة. انتهى الاقتباس. عزيزي المتابع،رغم المآسي والويلات التي حلت بالأمة الكوردية الجريحة و وطنها المحتل كوردستان، وهدمت وأزالت معاول وجرافات الاحتلال العربي، الفارسي، التركي البغيض جانباً كبيراً من شواهدها التاريخية من الوجود، وشوهت بعضها الآخر، إلا أنها توجد إلى اليوم القبائل، والجبال، والمناطق الكوردية التي لا زالت تتحدى الطغاة وتحمل بفخر واعتزاز هويتها القومية التاريخية العريقة، كالقرى الكاسية في لُرستان، التي لا زالت تحمل اسم الكاسيين ( الكيشيين- كوردونياش) بناة بغداد عاصمة العراق. وهناك أيضاً، عشيرة النهري، نسبة إلى الشعب النيري. وجبل ماكو، بمعنى مادكو، أي: جبل الميديين، وهناك عدة مناطق في كوردستان تحمل اسم الميديين، كـ”مانشت”، أي: الوطن الميدي، ومادشت، أي: السهل الميدي، وماسبذان (ماسبَد) أي: سلة خبز الميديين، أنها منطقة خصبة تقع على كتف نهر سيمرة في شرقي كوردستان، والنهر نفسه يحمل اسم إحدى القبائل القديمة التي كانت لها صولات وجولات في التاريخ القديم، ومهاباد بمعنى معمورة الميديين (ماه- ماد ئاباد)، وهناك أيضاً كثيراً من الكورد إلى اليوم يحملون اسم (مايخان) أي: الخان الميدي. ومن الأسماء التي لها علاقة بالتاريخ الكوردي القديم، اسم جبل “متين” نسبة إلى الميتانيين. وبالقرب منها مضارب عشيرة زيبار، المتطور من اسم سوبار (السوباريين). واسم الخلديين القديم، يشاهد اليوم كاسم لفرع رئيسي من قبيلة كلهر الذي يسمى خالدي الخ الخ الخ.
يا سليمان، فيما يخص اسم وطن الكورد الذي هو كوردستان كما جاء على مدى قرون طويلة في ديباجة الفرمانات الإمبراطورية العثمانية، لأن كوردستان كانت ولاية كبقية الولايات في القارات الثلاثة التي خضعت لاحتلالها. دعني أعرض لك وللقراء الكرام ديباجة الفرمانات العثمانية، التي جاء فيها اسم كوردستان كولاية مثل الولايات العربية، والأوربية، والأفريقية التي كانت تحكمها الإمبراطورية العثمانية باسم الإسلام، وبعد أفول نجمها أصبحت غالبية تلك الولايات دولاً مستقلة؟. إن هذه الديباجة، كانت توشح الفرمانات والمعاهدات والأوامر التي كان يوجهها السلطان العثماني إلى الأفراد والدول وفيها ألقابه، التي تقول:”سلطان السلاطين، ملك الملوك، مانح التيجان للملوك على وجه المعمورة، خليفة المسلمين حامي حمى الحرمين الشريفين، ظل الله على الأرض، سلطان البحرين الأبيض والأسود، خاقان البرين، ملك الروملي والأناضول وبلاد الكرمان وبلاد الروم وديار بكر وكردستان وأذربيجان، وفارس ودمشق وحلب والقاهرة ومكة والمدينة والقدس وكل البلاد العربية واليمن…” هل ترى يا سيد سليمان كيف جاء اسم كوردستان بصريح العبارة في الفرمانات العثمانية، بينما لم نجد في هذه الفرمانات ذكراً لولاية باسم آشور؟. يا أستاذ، من السهل أن تزعم كيفما تشاء، لكن من الصعب أن تثبت صحت ما تزعم للقارئ الكريم، أتعرف لماذا؟ لأن القارئ الآن بضربة زر في حضرة “الجوجل” يكشف القول الصحيح من الخطأ، والكذب من الحقيقة. فمن يكذب في عصر الشيخ جوجل يصبح مادة للسخرية عند القراء والمتابعين. والسلام على مَن يناصر الكورد وكوردستان.
“الكذب لا يخفي الحقيقة، إنما يؤجل انكشافها” (ألدوس هكسلي)
03 04 2020
انتهى