محمد مندلاوي
لقد نشر الأستاذ (جلال زنكابادي) في صفحته على الـ”فيسبوك” مقالاً مقتضباً للسيد عمر الداودي بعنوان: العراق الدولة والعراق الحكومة. وقال الأستاذ جلال في حقل التعليق الملحق بالمقال: المنشور منقول من صفحة صديقي القانوني الألمعي عمر الداودي مع الامتنان. ووضع الأستاذ جلال تحت كلامه الموجز شارة الأوكي، شارة الإعجاب، وهذا دليل على قبوله لكل ما جاء في المقال المذكور!!. حقيقة لا أعلم، لماذا أولئك الذين ينشرون مقالات… يعنون بها أناساً محددين لكنهم لا يذكرون أسمائهم؟؟!! هل هو الخوف والجبن؟ أم تكبر؟ أم ماذا؟. بالأمس القريب صرخ وزير سابق في إحدى القنوات – حقيقة نسيت اسمها- هجم علي بكلام لا يليق إلا به، لكنه كالعادة لم يذكر اسمي، خوفاً، أو لم يذكره كي لا يشتهر المسبوب؟؟!! حسب اعتقاد السباب، يجب أن يعرف كل من يقرأ لي، أو يرد علي، أنا لست من الذين يبحثون عن الشهرة قط أن ذكر اسمي أو لم يذكر.
عزيزي المتابع، لقد أحسست من خلال كلام السيد عمر المنشور في سياق المقال، أن كاتب المقال بشكل وآخر يقصدني بكلامه، لكني لا أجزم، ربما أكون مخطأ في هذا، إلا أني كالعادة لا أدع الكلام السلبي الذي يؤثر على المنظومة الفكرية للمواطن الكوردي الكوردستاني أن يمر مر الكلام، لأن جوهر مقال السيد عمر يمس القومية الكوردية والوطن الكوردستاني بشيء من الإساءة.
كما أسلفت، أن الأستاذ الكريم (جلال زنكابادي) قال: إن الكاتب عمر الداودي قانوني ألمعي!. لكن، إلا يعرف هذا القانوني… إن المحتل البريطاني هو الذي أوجد الكيان العراقي من العدم؟ لأنه قبل الاحتلال البريطاني لم يكن هناك كياناً باسم العراق بحدوده الحالية؟بل كان هناك ولاية بغداد لا غير، حتى أن ولاية البصرة حين ألحقت بالكيان العراقي المستحدث رفضت في البدء هذا الإلحاق القسري. ثم، هل أن ما يقوم به الاحتلال يعتبر قانوني وشرعي؟ أم مبني على الباطل؟ لأن المحتل جاء من أقاصي الأرض بجيش جرار واحتل هذه الأرض عنوة، إن القانون الوضعي والسماوي يقول أن ما بني على الباطل فهو باطل ولا يسقط بتقادم الزمن؟ السؤال هنا، هل الاحتلال ليس باطلاً؟ لأنه يفرض بفوهة البندقية ورغماً عن أنف مواطني تلك الأرض؟. أعتقد أن العالم في الجهات الأربع يعلم جيداً أن بريطانيا هي التي استحدثت الكيان العراقي وهي التي استوردت له مليكا من شبه جزيرة العرب وفرضته على المواطنين في هذا الكيان المصطنع الذي استحدثته خدمة لمصالحها الاستعمارية. ثم، أن الكورد منذ اليوم الأول لوطء أقدام الجيش البريطاني على أراضي جنوب كوردستان رفضوا رفضاً قاطعاً وجودها غير الشرعي وما تقوم بها، وخير دليل ثورات الملك (محمود الأول) ضدها ومن ثم ثورة التي قادها ملا (مصطفى البارزاني).
يقول السيد عمر الداودي: إنتماء الكُردي للعراق هو واجب قانوني يحتمه وجود وثيقة رسمية اسمها الجنسية العراقية التي ذهب برجليه الى دائرة النفوس لإستصدارها له لأنه من دونها لا يستطيع إتمام اية معاملة رسمية ,,بالتالي فإنه إن أنكر عراقيته فيجب عليه أولاً أن يتجرأ على التجرد من تلك الوثيقة ,, أو على الأقل أن يكف عن عرض صور لشوارع السويد او ألمانيا أو نمسا النظيفة والجميلة وهو يتفاخر بحصوله على جنسية تلك الدول ,,إذاً الإنتماء الى العراق أو الشعور به هو ذو إتجاهين ,قانوني وأخلاقي , فحتى في غياب الأخلاقية منه فإن الإنتماء القانوني مفروض عليه رغم أنفه ويجب أن يكف عن الثرثرة أو إظهار الوطنيات الضيقة على رؤوس اليتامى .
ردنا على ما قال السيد عمر: أولاً: الكوردي لم ينتمي للكيان العراقي بمحض إرادته حتى يترتب عليه واجبات قانونية؟ والدليل أسر ملك مملكة جنوب كوردستان (محمود الأول) وإرساله إلى الهند مخفورا.
وفيما يتعلق بالجنسية العراقية، بما أنها أصلاً غير قانونية لأنها أصدرت في ظل الاحتلال البريطاني عام 1924. لقد سحبته مني النظام البعثي الحاكم عام 1980 في مديرية الأمن العامة بالتهديد والوعيد، للعلم، لحد الآن لم أعيدها لا لي ولا لزوجتي ولا لأولادي،أضف لهذا، أنا لم أذهب إلى دائرة النفوس العراقية كي يصدروا لي هذه الجنسية اللعينة، عندما كنت طفلاً والدي هو الذي أخرجها لي من دائرة النفوس في مدينة مندلي الكوردستانية، هو الآخر كان مجبراً على إخراجها لي لأنه أراد تسجيلي في المدرسة ولا يسجلوا الطفل في المدرسة بدون جنسية، وفي المدرسة فرض علينا لغة المحتل العربي، لم يسمحوا لنا القراءة بلغتنا الأم، اللغة الكوردية. عزيزي عمر، لقد تجردت من كل شيء عراقي ألصق بي قسراً وذلك عبر أكثر من 3000 صفحة كتبتها تباعاً ونشرتها في الجرائد والمجلات وفي صفحات المواقع الاجتماعي، ابحث وستجد أني تبرأت منها منذ زمن ليس بقريب. لكن، رغم هذا الذي قلته، أن أي مواطن كوردي له الحق أن يتمسك بوثائقه التي صدرتها و تصدرها له السلطات العراقية وذلك لحين أن يفك العراق ارتباطه غير الشرعي مع جنوب كوردستان؟. بلا أدنى شك، أن المدمن السويدي أو الألماني أو الهولندي أفضل ألف مرة من عموم زعماء كيانات شرق الأوسط. يا للعجب، قال الأستاذ جلال أن السيد عمر قانوني. لكن عمر هذا يتشدق بانتمائه للكيان المصطنع الذي لا زال يحتل 51% من أرض وطنه الأم جنوب كوردستان!!!. لاحظ عزيزي القارئ، أن السيد عمر يتكلم عن الأخلاق التي هي عبارة عن منظومة عادات وقيم اجتماعية بشيء من السخرية والتهكم، وينسى نفسه، الذي ينسلخ عن وطنه الأم كوردستان ويمجد الكيان المحتل له؟؟؟!!!. أنه يصف الكلام بالوطنيات بشيء ضيق!! يا حبذا يقول لنا السيد القانوني أي شيء يكون واسعاً داخل حدود الوطن؟؟.
ويستمر السيد عمر في أقواله… قائلاً: لكن هذا الإنتماء هو إنتماء للعراق كدولة وليس إنتماءا الى الحكومة العراقية ,,فهنالك فرق شاسع بين الإنتماء لدولة ما والإنتماء الى حكومتها ,,فالحكومة هي موظفين فقط , حتى إن علت رتبها ومراتبه ,,.
ردنا على الجزئية أعلاه: بشرفك القانوني، هل أن المواطن الكوردي الذي ينتمي لشعب اسمه الكورد ولوطن اسمه كوردستان ينتمي للعراق أم لكوردستان؟؟ ثم، هل أن ما يسمى بالعراق اليوم بحدوده الحالية كان موجوداً قبل عام 1926 حتى نقول أن الكوردي ينتمي للعراق الدولة وليس للحكومة؟؟ أم أن ما تسميها بالدولة ونظام الحكم ظهرا إلى الوجود معاً بعصا الساحر البريطاني في قشلة بغداد؟؟. عزيزي عمر هل تعلم عندما أسس الاستعمار البريطاني الكيان العراقي عام 1920 وأصدر قانون جنسيته عام 1924 طلب من الشخص الذي سيحمل الجنسية العراقية أن يثبت للسلطات العراقية بأنه كان مواطناً عثمانياً؟؟!! يا ترى في أية دولة في العالم يطلب منك أن تثبت انتمائك لها من خلال حملك لجنسية محتل آخر سبق المحتل الجديد؟؟!!. قليلاً من الـ… يا هذا. عزيزي القارئ، ذات يوم انتقد أحدهم الشاعر (محمد مهدي الجواهري) والسبب، لماذا قال الجواهري في إحدى قصائده: أنا العراق. لأن العراق كما تصور المتحدث أكبر من أن يصف الجواهري نفسه به. قلت له، صدقني هذا تواضع من الجواهري، قال: كيف. قلت له: الجواهري ولد 1899 بينما الكيان العراقي بحدوده الحالية ولد عام 1926نتيجة المؤامرة التي قادتها بريطانيا في عصبة الأمم، أي: أن الجواهري 27 سنة أكبر من عُمر العراق بحدوده الحالية. هل رأيت تواضع الجواهري الكبير.
يقول السيد عمر: إنتماء الكُردي الذي يعيش في أقليم كُردستان الى الحكومة العراقية ومناداته بذلك هو عيب كبير, لأن الحكومة العراقية تعني موظفين عراقيين, ولا يمثلون العراق الدولة ,,مشكلة النخب الكُردية وكتابها هي أنهم لا يفرقون بين العراق الحكومة والعراق الدولة, لهذا ترى بأن الحكومة الكُردية تقول بأنها تنتمي الى العراق ولكنها ترفض الإنتماء الى الحكومة العراقية,, وهذا موقف صحيح بغض النظر عن الفشل الذريع لكلتا الحكومتين في مجال واجبهم القانوني في خدمة الشعب سواءا هنا او هناك ,,
ردنا على ما قال السيد عمر أعلاه: أنا أخالفك فيما قلت يا عمر، أن حكومة الإقليم – إقليم وليس أقليم- جزء من النظام الاتحادي في العراق، وذلك حسب الدستور والاتفاق الذي أبرم بين الأحزاب السياسية العربية والكوردية، وقبله وافق برلمان إقليم كوردستان عام 1992 النظام الاتحادي للعراق الذي انبثق بعد سقوط نظام حزب البعث المجرم من إقليم كوردي وهو جنوب كوردستان وإقليم عربي متمثل بالكيان العراقي الذي صار اسماً للكيان الاتحادي “جمهورية العراق الاتحادية”. يا سيد عمر فكر قليلاً، هل أن الاتحاد ينبثق من طرف واحد؟ أم من أكثر من طرف؟. فيما يتعلق بالشق الثاني، أن جنوب كوردستان ليس جزءاً من العراق الحالي، وذلك وفق ما جاء في توصيف الدستور الاتحادي له، الذي لم يلصق اسم العراق بالإقليم حين ذكره المشرع خمس مرات باسم “إقليم كوردستان” دون لاحقة العراق؟؟. أضف، أن الدستور الاتحادي يقول: إن الالتزام بهذا الدستور يحفظ للعراق اتحاده الحر شعباً وأرضاً وسيادة. لو كان العراق وحدة جغرافية واحدة، أو أن جنوب كوردستان متحد معه اتحاد اندماجي، لماذا يقول الدستور أن الالتزام بهذا الدستور يحفظ اتحاده؟؟ ولم يقل وحدته؟؟ أليس هذا اعتراف غير مباشر بأن جنوب كوردستان ليس جزءاً من العراق الحالي؟؟. وتدعم هذا المادة الأول في الدستور المذكور: جمهورية العراق دولة اتحادية …؟. وفيما يتعلق بما يصدر من بعض مسؤولي حزبيين وحكوميين في إقليم كوردستان أنهم يخطأون في أحيان كثيرة، وذلك بسبب الفقر الثقافي والسياسي الذي يعانون منه. دعني أوضح لك كيف أن الكيان العراقي المحتل لجنوب كوردستان كيف تخلى عنه بقرار من رئاسة الجمهورية في عهد حكم حزب البعث العربي الاشتراكي ورئيسه صدام حسين حين أمر بمرسوم جمهوري بسحب جميع دوائر الكيان العراقي بدون استثناء من جنوب كوردستان، يا ترى ماذا يترتب على هذا الأمر الرئاسي قانونيا حين ترك جزء من البلد الذي أدعى أنه شماله الحبيب؟؟ هل يوجد في العالم دولة يسحب بأمر رئاسي كل دوائره الخدمية والأمنية والجيش الخ من جزء يزعم أنه ضمن خريطة الدولة؟؟!!.
يقول السيد عمر: أما المعارضة الكُردية لهذه الحكومة الكُردية المحلية الكائنة داخل كيان الدولة العراقية فهي تنادي بالإنتماء الى الحكومة العراقية وليس الى العراق الدولة او الدولة العراقية بدليل إن أفضلهم إظهارا لمشاعر التزايد العاطفي والعزف على وتر (رواتب الموظفين الكُرد المساكين) وهو عزف جماعي حزين وذا صدى على ما يبدو نراه ينادي جهارا بأنه يفضل الإنتماء للحكومة العراقية والقفز على حكومته وكيانه المحلي بحجة أن ذلك سيؤدي الى در المال على الأقليم وموظفيه في وقت نرى بأن العراق الحكومة لا يأبه بالمواطنين الذين يعيشون ضمن دائرته الجغرافية ايضا ,وهي ليست الملاك المنزل والمنزه ,بدليل صراخ فقراء العراق الدولة الدائم.
توضيحنا على ما زعم السيد عمر: عجيب أمرك يا هذا!، قال الأستاذ جلال الذي أحترمه وأحترم آرائه بأنك قانوني كيف لا تعرف أن تميز بين حكومة محلية التي هي عبارة عن إدارة محلية تسمى بالإنجليزية: Local government. بينما الحكومة الإقليمية تسمى: Regional government. ثم، أن كل ذي عينين يعرف أن جنوب كوردستان ليس جزءاً من الكيان العراقي، فلذا بعد تأسيس الكيان العراقي عام 1920 على أيدي البريطانيين بقي جنوب كوردستان خارج الحدود السياسية للكيان العراقي حتى عام 1926 عندما قادت بريطانيا (الكافرة) ومن سار في ركابها مؤامرة خبيثة في “عصبة الأمم” ضد الكورد التي على أثرها ألحق جنوب كوردستان بالكيان العراقي العميل لبريطانيا، لكن منذ اللحظة الأولى للإلحاق الظالم أعلن الشعب الكوردي الثورة ضد المحتل البريطاني العراقي رافضاً رفضاً قاطعاً هذا الإلحاق القسري لجزء من وطنه كوردستان، والشعب حين يرفض أي شيء يفرض عليه بالقوة أو بمؤامرة يفقد هذا الشيء شرعيته حتى يعود إلى صاحبه الشرعي، فالوطن الكوردي كوردستان ليس جزءاً من أي كيان من كيانات الأربعة… إيران، عراق، تركيا، سوريا. إن أي مواطن كوردي يفضل الاحتلال العراقي على حكومته الكوردستانية فهو خائن بحق الشعب والوطن ولا يغفر له أبد الدهر.
ويضيف السيد عمر في مزاعمه: وفي وقت لا يمكن الجزم بوجود شعور بالإنتماء للعراق الدولة في قلوب من يتخذون عناوين الحكومة العراقية او العراق الحكومة .ومن هنا سيظهر لك من الآن سبب فشل المعارضة الكُردية الدائم إزاء حكومتها المحلية التي هي قانونا جزء من الدولة العراقية وليست الحكومة العراقية .وهو فشل مستمر .
ردي على ما زعم السيد عمر: هل يمكن أن يشطر الإنسان الكوردي انتمائه الوطني إلى نصفين؟؟!! حيث يكون نصفه كوردستاني، والنصف الآخر عراقي؟!، وقومياً يكون نصفه كوردي، والنصف الآخر عربي؟!. هل هذا انتماء وطني أصيل؟ أم انتماء انتهازي لا يقوم به أحد ما إلا ذو عاهة فكرية. الطامة الكبرى، أن السيد عمر لقبه ((داودي))، أي أنه كركوكي، المدينة الكوردية الكوردستانية المغتصبة من قبل العرب، الذين جاءت بهم أنظمة الحكم العروبي الحاكم في بغداد لتغيير دموغرافيتها الكوردية. بلا أدنى شك يعلم السيد عمر أن الكيان العراقي مضى على تأسيسه قرن كامل، وأثبت خلال هذا القرن للعالم أجمع أنه كيان فاشل فشلاً ذريعاً في إدارة كل نواحي الحياة، رغم أن نهري دجلة والفرات القادمان من شمال كوردستان يجريان فيه، بالإضافة إلى أنهر أخرى كالسيروان القادم من شرق كوردستان بالإضافة إلى ثروات أخرى كثيرة لا تعد ولاتحصى. أقوله اختصاراً، أنه بلد سياحي سياحة دينية، وتحت أرضه نفط ومعادن، وفوق أرضه مياه وزراعة وعشرات الملايين من النخيل، وسمائه شمس مشرق على مدار السنة، لكن، رغم كل هذه الخيرات أثبت فشله في كل النواحي. أتريد المواطن الكوردي الذي ينتمي لوطن اسمه كوردستان واسمه القومي يقترن باسمه أن يترك هذا وينتمي لكيان فاشل وضع نصب عينيه القضاء المبرم عليه وهو الذي استخدم السلاح الكيماوي ضده، وأنفله، وهجره، ولا زال يحتل 51% من أرضه الخ الخ الخ.
“الشعب الذي يضع امتيازاته فوق مبادئه سرعان ما يفقد كليهما” (دوايت ايزنهاور)
15 08 2020