محاربة الفساد مسؤولية وطنية

خالد بهلوي
مع قناعتي المسبقة بأنه لا جدوى من الكتابة ولن أضيف شيئا لكن من الأهمية الاستمرار في الكتابة عن الفساد والفاسدين والمفسدين إلى أن تختفي هذه الظاهرة السلبية المدمرة للمجتمعات والاقتصاد 
 ان في جعبة كل مواطن قصة ورواية عن الفساد حدثت معه أو سمع عنها إذا الفساد ظاهرة عامه دون حل جذري يبقى معالجة وتغطية الموضوع ناقصا. 
عندما تنتهي صلاحية أي مادة غذائية تعتبر غير صالحة للاستعمال فإذا لم يستهلك أو يتلف يصبح فاسدا ويعرض كل من يتناوله إلى حالة تسمم. هكذا الفساد في المجتمع بكل أشكاله إذا لم يعالج ويسعف في وقته يتحول إلى سرطان قاتل او عفونة ويفسد ما حوله. 
أن فيروس الفساد مثل جميع الفيروسات يمكن الوقاية منه أو الحد من نشاطه وفعاليته وانتشاره أو التقليل من آثاره المدمرة نسبيا عبر معالجة الاسباب والمسببات أولها  تحصين المجتمع بالرقابة في مناخ ديموقراطي من خلال حرية التعبير والأعلام الحر البعيد عن هيمنه أصحاب النفوذ واعطاء دور لأصحاب الضمائر الحية في مواقع المسؤولية.   
لمواجهة الفساد لابد من الاعتراف بوجوده وهذه نقطة البداية الصحيحة من شرطي المرور الى الموظف حتى نصل إلى الفساد الاقتصادي والاداري والسياسي،
ولكل هذا يعتبر محاربة ومكافحة الفساد والمفسدين مهمة اجتماعية وطنيه لأنها أخطر القضايا الاجتماعية لوقوع أضرارها” على سائر أفراد المجتمع وأكثر الناس وأشدهم ضررا هم الفقراء لهذا اصبح محاربة الفساد حديث الناس في الشوارع والأزقة، في المقاهي والمنتديات والدوائر الحكومية. الجميع يطالب باستئصال الفاسدين والمفسدين وإرساء حكم القانون واستقلالية القضاء ،و فسح المجال للشرفاء ونظيفي اليد والمخلصين الوطنيين مهما كان انتماؤهم او معتقداتهم  وان يكون المقياس هو الصدق والاخلاص للوطن .
وكلما اقترب المرء من موقع القرار فتح أمامه افاق  لممارسة الفساد وأسهلها الرشوة والاختلاس الذي أصبح منهجا يمارس علانية ويشارك اكثرية المواطنين فيه بدرجات متفاوتة حتى الفقير يدفع للحصول على وظيفة أو لتسيير معاملة سعيا لتامين لقمة الخبز له ولأطفاله فيشارك مرغما مكرها لاغتناء وتسمين الفاسدين. 
كذلك الموظف الشريف الذي يعمل ضمن طاقم همهم بناء القصور الفاخرة والسرقة والنهب المنظم
نجده يضطر إلى السكوت عن الخطأ لعدم قدرته على مجابهة حيتان الفساد 
ان مكافحة الفساد هي المحك بالفعل, مع أن ذلك صعب نظراً لترابط سلم الفساد وتعمقه في الكثير من الإدارات والمؤسسات ويحتاج إلى إجراءات حاسمة وعاجلة، لتصفية كل إشكاله ومسبباته وحماته من أصحاب القرار والرأي، وتصفية كل موروثا ته ومؤسساته وآلياته بمشاركة كل قوى المجتمع يجب ان يقول  كل مواطن هذا البلد وهذا الشارع لي ويخصني وهذه الحديقة لأطفالي وحمايته مطلوب مني قبل الآخرين والانتهاء من مقولة فخار يكسر بعضه .
إلى متى نسمع ونرى حقائب تملأ وتبحث عن بنوك لإيداع ما سرق من جهد الشعب وقوت أطفالهم, 
نسمع أحيانا حملات محاربة الفساد حيث يحاسب واحد واثنين ويعود الفساد معافا سالما غانما يجدد دورة نشاطه من اختلاس وجمع الأموال وتهريبها لخارج القطر .
والفساد عموما ينهش اقتصاد البلد ويدمر البنية التحتية ويفسد الحياة الاجتماعية ويطفوا على السطح المرتشي والسمسار لأنه يمتلك السيارة والنقود ويقدم الولائم والصدقات   ويبقى النزيه الشريف فقيرا دون مسكن أو دواء أو طعام ينام جائعا لكنه يحافظ على كرامته.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…