في الثاني عشر من آذار تمر الذكرى السنوية السادسة عشر للإنتفاضة الكوردية المجيدة التي ذهبت ضحيتها عشرات الشهداء وأعداد كبيرة من الجرحى والمعتقلين ، فضلاً عن الخسائر المادية من نهب وسرقة من قبل أزلام النظام للبيوت والمحال التجارية العائدة للكورد وحرق العديد منها ، ورغم كل ذلك استمرت الانتفاضة الجماهيرية دون أن تنال تلك الممارسات الوحشية من عزيمة المنتفضين ..
جاءت هذه الانتفاضة نتيجة فتنة افتعلها النظام لخلق صراع قومي بين العرب والكورد، واستخدمت فيه القوى الأمنية الرصاص الحي ضد المواطنين العزل من جمهور الملعب مما اوقع العديد من الشهداء وخلق جواً من الفزع والرعب والسخط لدى المواطنين.
في اليوم الثاني توافدت الجماهير إلى مدينة قامشلو لتشييع الشهداء بموكب جماهيري مهيب ، وحاولت السلطات منع مسيرة المشيعين بإطلاق الرصاص الحي ضدهم مما أوقع كوكبة أخرى من الشهداء بين المشيعين وهبت مدينة قامشلو عن بكرة أبيها واستجاب الشعب الكوردي في كل المدن والبلدات الأخرى لتتحول مسيرات التضامن مع الشهداء إلى انتفاضة كوردية عارمة في وجه القمع الذي مارسه النظام وعمت جميع المدن الكوردية من ديريك إلى جندريس لترسم خريطة كوردستان سوريا بدماء الشهداء، وتوحّد شعبنا بكافة شرائحه وقواه السياسية في وجه قمع النظام ، وتضامن الشعب الكوردي في سائر أنحاء كوردستان والمهجر عبر مسيرات جماهيرية حاشدة رافضة قمع النظام بحق شعبنا ، وتعاطفت العديد من الدول والشعوب مع الشعب الكوردي في سوريا رافضة قمع النظام لهم وتنكره لحقوقهم القومية .
لقد حققت انتفاضة آذار المجيدة مكاسب هامة لكل السوريين أبرزها تم كسر حاجز الخوف من القمع الذي كان يمارسه النظام ضد شعبنا وأصبحت هذه الانتفاضة هي البداية الحقيقية للثورة السورية 2011 ، كما أضافت زخماً إلى نضال الشعب الكوردي و حركته السياسية كوردستانياً و إقليمياً و دولياً ، و قد كان لإقليم كوردستان العراق ولشخص الرئيس مسعود بارزاني الدور الريادي في دعم و مساندة شعبنا ، وجاءت الانتفاضة العفوية تعبيراً عن رفض الشعب الكوردي في سوريا لمجمل المشاريع الشوفينية والسياسات الاستثنائية الجائرة التي اتبعتها الأنظمة و الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم في سوريا بحق الكورد ، وكنقلة نوعية لنضالنا كشعب يعيش على أرضه التاريخية ورافض لكل أشكال الإضطهاد الذي يمارس بحقه .
وتخليداً لذكرى الانتفاضة وشهدائها أقرت الحركة السياسية الكوردية باتخاذ يوم 12 آذار من كل عام يوما للشهيد الكوردي في كوردستان سوريا .
إن المجلس الوطني الكوردي ، و في هذه المرحلة المفصلية و المعقدة التي تمر بها سوريا عامة ، و المناطق الكوردية خاصة ، يؤكد بأنه سيبقى مدافعاً عن قضية شعبنا في كافة المحافل الدولية ذات الصلة بالشأن السوري ، ويعمل المجلس مع الأطراف الدولية والإقليمية من أجل وضع حد لمأساة شعبنا وعودة النازحين الى مناطقهم في كل من عفرين و رأس العين و تل أبيض و وقف كل الانتهاكات التي تحدث في هذه المناطق ، ورفض كل محاولات التغيير الديموغرافي في المناطق الكوردية . و يناشد المجتمع الدولي بالإسراع بوضع حل سياسي للأزمة السورية وإنهاء مأساة السوريين وخروج كافة الجيوش و المليشيات الأجنبية من كل المناطق السورية.
وإننا نؤكد لشعبنا التواق لوحدة الموقف والصف الكوردي بأننا لن ندخر جهداً لإنجاح المساعي التي تُبذل في هذا المجال حيث هي الضمانة لحماية مناطقنا ودرء الأخطار عنها .
إن المجلس الوطني الكوردي في سوريا في الوقت الذي يحي ذكرى الشهداء يعاهد شعبنا بمواصلة العمل و النضال حتى تحقيق الأهداف والأماني التي ضحوا من أجلها ، عبر الاعتراف الدستوري بواقع وجود الشعب الكوردي في سوريا و ايجاد حل سياسي عادل لقضيته القومية وتأمين حقوقه وفق العهود والمواثيق الدولية ، وإلغاء كافة المشاريع الاستثنائية المطبقة بحقه .
بهذه المناسبة التاريخية يدعو المجلس الوطني الكوردي جماهير شعبنا إلى إحياء هذه المناسبة تخليداً للشهداء واحتفاء بالانتفاضة عبر ما يلي :
– ليلة 11 / 12 آذار إشعال الشموع على الشرفات و فوق أسطح المنازل .
– الوقوف خمس دقائق حداداً و إجلالاً لأرواح الشهداء يوم 12 آذار بدءا من الساعة الحادية عشرة ظهراً ..
– وبعد الوقوف يتم زيارة أضرحة الشهداء ووضع أكاليل من الزهور عليها ، وكل موقع بحسب تواجد الأضرحة.
– المجد والخلود لشهداء الشعب الكوردي في يوم انتفاضته المجيدة ولشهداء الثورة السورية
– الخزي والعار للقتلة والمجرمين .
قامشلو
10آذار 2020
الأمانة العامة
للمجلس الوطني الكوردي في سوريا