إبراهيم اليوسف
إلى إبراهيم محمود
ما لاشك فيه، أن
عنوان هذا المقال السريع” مركز 12 آذار للدراسات الكردية” سيبدو لافتاً بالنسبة
للمثقف الكردي، على نحو خاص، ولمتابع الشأن الكردي، على نحو عام، وذلك لاستثنائية
انتفاضة آذار2004 في وجدان الكرد الجمعي، حيث أنها كانت خطاً فاصلاً، رغم كل
دراميتها، على المستوى الفردي لمن التهمته طاحونتها-بهذا الشكل أو ذاك- أو على
المستوى الكردي العام، على اعتبار أن لا كردي نجا من ألهبتها، ماخلا من كان من
عداد هؤلاء الذين قبلوا أن يكونوا شهود زور ضد أهلهم، ورأوا أن على الكرد أن يؤكدوا
انتماءهم إلى بوتقات الآخر، كلها، إلى حدّ التماهي، وفقد ملامح الذات،
عنوان هذا المقال السريع” مركز 12 آذار للدراسات الكردية” سيبدو لافتاً بالنسبة
للمثقف الكردي، على نحو خاص، ولمتابع الشأن الكردي، على نحو عام، وذلك لاستثنائية
انتفاضة آذار2004 في وجدان الكرد الجمعي، حيث أنها كانت خطاً فاصلاً، رغم كل
دراميتها، على المستوى الفردي لمن التهمته طاحونتها-بهذا الشكل أو ذاك- أو على
المستوى الكردي العام، على اعتبار أن لا كردي نجا من ألهبتها، ماخلا من كان من
عداد هؤلاء الذين قبلوا أن يكونوا شهود زور ضد أهلهم، ورأوا أن على الكرد أن يؤكدوا
انتماءهم إلى بوتقات الآخر، كلها، إلى حدّ التماهي، وفقد ملامح الذات،
لذلك فإن أدوار هؤلاء، لم تكن تقل عما قام به قناصو فروع أجهزة الأمن، والأمن
الجنائي، الذين راحوا بعد أن شبعوا من تعذيب الناس- ومنهم الكرد- بل بعد أن شبعوا
من قتل أبعاضهم في السر، و في غياهب ودهاليز أمكنتهم المحصنة بالحديد والنار، أن
ينتقلوا إلى مرحلة ثانية، وهي ممارسة ذلك في العلن، على طريقة أفلام الكاوبوي، عبر
إطلاق الرصاص الحي، على الآدميين الذين يقولون لأسيادهم: لا، ومنهم الآن، من هو
وقود كتائب داعش الإرهابي، ليمارس هواية القتل، أو مهنته، بحق الأبرياء، على أوسع
مدى ممكن…!.
الجنائي، الذين راحوا بعد أن شبعوا من تعذيب الناس- ومنهم الكرد- بل بعد أن شبعوا
من قتل أبعاضهم في السر، و في غياهب ودهاليز أمكنتهم المحصنة بالحديد والنار، أن
ينتقلوا إلى مرحلة ثانية، وهي ممارسة ذلك في العلن، على طريقة أفلام الكاوبوي، عبر
إطلاق الرصاص الحي، على الآدميين الذين يقولون لأسيادهم: لا، ومنهم الآن، من هو
وقود كتائب داعش الإرهابي، ليمارس هواية القتل، أو مهنته، بحق الأبرياء، على أوسع
مدى ممكن…!.
وبعيداً عن الاسترسال في عالم تفاصيل ما حدث في المحراب الآذاري،
باعتبار أن من تنطعوا لهذه المهمة قد دونوا الكثير من مفرداتها، منطلقين من
يومياتها، وهم كتاب مسمًّون بحبر قلمهم، ضمن نطاق ذلك التاريخ، لا حاجة إلى مسرد،
للتذكير بشخصياتهم الاعتبارية التي واجهت بالقلم، أو الكاميرا وقائع ما حدث، فكانوا
ضمير شعبهم، يلهجون بجرحه، وألمه، وأمله، يوصلون أصوات الأمهات وهن يتفاجأن بأجساد
أبنائهن مسربلة بالرصاص، والدم، أو غدوا في قبضة زبانية أجهزة الأمن، يتلقون أقسى
وأقصى أشكال التعذيب الوحشي، إلى الدرجة التي كاد وقع أصوات كرابيج هؤلاء المجرمين
وهي تتهاوى على أجساد الأسرى البريئة، وأنينهم المكتوم، المصدود بإسمنت جدران
نفوسهم الأبية، أو إسمنت منفردات، وزنزانات، وأقبية التعذيب يصل إلى آذانهن، وهن
يواصلن الليل بالنهار، في انتظار فلذات أكبادهن، بينما يمضي جلادو الإعلام السوري
إلى تخوين الكردي، من خلال الافتراء على الضحية، نصرة للقاتل، وبات بعض الباحثين
عن”فتات” خبز النظام يؤدي مهمته المطلوبة، مكرراً بببغاوية ما يكتب له من قبل سدنة
التلفيق والنفاق الذين لا تزال أصوات بعضهم تتردد في وسائل إعلام النظام السوري،
وهم يقلبون الحقائق رأساً على عقب.
باعتبار أن من تنطعوا لهذه المهمة قد دونوا الكثير من مفرداتها، منطلقين من
يومياتها، وهم كتاب مسمًّون بحبر قلمهم، ضمن نطاق ذلك التاريخ، لا حاجة إلى مسرد،
للتذكير بشخصياتهم الاعتبارية التي واجهت بالقلم، أو الكاميرا وقائع ما حدث، فكانوا
ضمير شعبهم، يلهجون بجرحه، وألمه، وأمله، يوصلون أصوات الأمهات وهن يتفاجأن بأجساد
أبنائهن مسربلة بالرصاص، والدم، أو غدوا في قبضة زبانية أجهزة الأمن، يتلقون أقسى
وأقصى أشكال التعذيب الوحشي، إلى الدرجة التي كاد وقع أصوات كرابيج هؤلاء المجرمين
وهي تتهاوى على أجساد الأسرى البريئة، وأنينهم المكتوم، المصدود بإسمنت جدران
نفوسهم الأبية، أو إسمنت منفردات، وزنزانات، وأقبية التعذيب يصل إلى آذانهن، وهن
يواصلن الليل بالنهار، في انتظار فلذات أكبادهن، بينما يمضي جلادو الإعلام السوري
إلى تخوين الكردي، من خلال الافتراء على الضحية، نصرة للقاتل، وبات بعض الباحثين
عن”فتات” خبز النظام يؤدي مهمته المطلوبة، مكرراً بببغاوية ما يكتب له من قبل سدنة
التلفيق والنفاق الذين لا تزال أصوات بعضهم تتردد في وسائل إعلام النظام السوري،
وهم يقلبون الحقائق رأساً على عقب.
استطاع الكاتب والإعلامي الكردي أن يسلطا
الضوء على مجريات الانتفاضة، وما بعدها، بكل شجاعة وإباء، مستفيدين من بعض أطراف
رياح ثورة الإلكترون التي كانت، ومن خلال مواقع الإنترنت، خير سند لهم، وإن كانت
بعض وسائل الإعلام قد تواطأت آنذاك، لاسيما في الأيام التي تلت الانتفاضة، وبات
لسان حال إحدى الفضائيات”العربية” التي تصب الآن جام نقدها على جرائم النظام
السوري، يقول لي، بعد أن أقنعه صديق لي، في مساء يوم الثالث عشر من آذار، كان هو
ذاته قد توسط للصديق الشهيد مشعل التمو بالحديث حوالي ثلاث دقائق عما تم، ” ماذا
ستقول؟” وعندما كان ردي عليه:” سأنقل تفاصيل الجرائم التي تمت” اعتذر، وأعلم صاحبي”
أن السفير السوري” في البلد الذي يستضيف فيه هذه الفضائية” احتج على ما نبثه،
وعلينا ضبط المداخلات”، ورغم كل ذلك، فإن النظام السوري، لأول مرة في تاريخ
دكتاتوريته، ودمويته، وصلفه، وجلافته، وحنقه، المُدافَع عنه من قبل من باتوا
يذمونه، تفاجأ، بمن يفضحون جرائمه عبر وسائل الإعلام، موثقة بالوقائع، والأسماء،
وغدت هذه الكتابات مرجعاً للعديد من المنظمات الإنسانية التي كنا نتفاءل بحياديتها،
وبقوتها، في الوقوف إلى جانب المضطهد-بفتح الهاء- في وجه –المضطهد-
بكسرها.
الضوء على مجريات الانتفاضة، وما بعدها، بكل شجاعة وإباء، مستفيدين من بعض أطراف
رياح ثورة الإلكترون التي كانت، ومن خلال مواقع الإنترنت، خير سند لهم، وإن كانت
بعض وسائل الإعلام قد تواطأت آنذاك، لاسيما في الأيام التي تلت الانتفاضة، وبات
لسان حال إحدى الفضائيات”العربية” التي تصب الآن جام نقدها على جرائم النظام
السوري، يقول لي، بعد أن أقنعه صديق لي، في مساء يوم الثالث عشر من آذار، كان هو
ذاته قد توسط للصديق الشهيد مشعل التمو بالحديث حوالي ثلاث دقائق عما تم، ” ماذا
ستقول؟” وعندما كان ردي عليه:” سأنقل تفاصيل الجرائم التي تمت” اعتذر، وأعلم صاحبي”
أن السفير السوري” في البلد الذي يستضيف فيه هذه الفضائية” احتج على ما نبثه،
وعلينا ضبط المداخلات”، ورغم كل ذلك، فإن النظام السوري، لأول مرة في تاريخ
دكتاتوريته، ودمويته، وصلفه، وجلافته، وحنقه، المُدافَع عنه من قبل من باتوا
يذمونه، تفاجأ، بمن يفضحون جرائمه عبر وسائل الإعلام، موثقة بالوقائع، والأسماء،
وغدت هذه الكتابات مرجعاً للعديد من المنظمات الإنسانية التي كنا نتفاءل بحياديتها،
وبقوتها، في الوقوف إلى جانب المضطهد-بفتح الهاء- في وجه –المضطهد-
بكسرها.
ولعل السؤال الذي يفرض نفسه الآن، هو”أين محتوى مدونة انتفاضة 12 آذار”
؟، لاسيما وأنه، ومن بيت واحد، هو منزلي سماه بعض المطلعين-غرفة عمليات الانتفاضة-
كانت تكتب وتنشر فيه بضعة أخبار ومقالات في اليوم الواحد، في أقل تقدير، وكان
المشرفون على ما يمكن وسمه ب” اللجنة الإعلامية” حريصين على ألا يتركوا أي أثر
إلكتروني وراءهم، ومن بين ذلك آثار روابط النشر التي كان محوها يجيء كخطوة تالية
لنشر الخبر أو المقال، تحسباً لأية مداهمة أمنية، رغم وجود أكثر من عنوان احتياطي
لنا- أحدها بيت صديق- بعد أن كان كثيرون يعتذرون عن استخدام حواسيبهم، لنشر ولو
خبر عاجل اضطراري ما عبره، في حال انقطاع الإنترنت لدينا، وهو ما جعلنا- كأحد
مصادر المعلومة- أن نترك إرشيفنا لدى بعض الأصدقاء الثقاة- بعد هجرتنا الاضطرارية-
لكنه ، وللأسف، فإن من هؤلاء من هاجر، ومنهم من غيرت رياح التغييرات وجهته،
وانقلب على عهد علاقاته مع سواه، وبات يريد أن يستثمر-بجشع- لا-بشجاعة- جهد سواه،
كي يكون مسؤولاً صغيراً، من خلال سرقات هذا الفتات أو ذاك، كما أن بعض الأقراص
المضغوطة التي بات عمرها الآن إحدى عشرة سنة ضنت بما أودعناها من معلومات فيها،
شأنها شأن من تم تسليمه بعض”الودائع” نفسه، وصار يستخدمها من أجل مصلحته، دائساً
المَظنون به في أعماقه، من قيم وأخلاق.
؟، لاسيما وأنه، ومن بيت واحد، هو منزلي سماه بعض المطلعين-غرفة عمليات الانتفاضة-
كانت تكتب وتنشر فيه بضعة أخبار ومقالات في اليوم الواحد، في أقل تقدير، وكان
المشرفون على ما يمكن وسمه ب” اللجنة الإعلامية” حريصين على ألا يتركوا أي أثر
إلكتروني وراءهم، ومن بين ذلك آثار روابط النشر التي كان محوها يجيء كخطوة تالية
لنشر الخبر أو المقال، تحسباً لأية مداهمة أمنية، رغم وجود أكثر من عنوان احتياطي
لنا- أحدها بيت صديق- بعد أن كان كثيرون يعتذرون عن استخدام حواسيبهم، لنشر ولو
خبر عاجل اضطراري ما عبره، في حال انقطاع الإنترنت لدينا، وهو ما جعلنا- كأحد
مصادر المعلومة- أن نترك إرشيفنا لدى بعض الأصدقاء الثقاة- بعد هجرتنا الاضطرارية-
لكنه ، وللأسف، فإن من هؤلاء من هاجر، ومنهم من غيرت رياح التغييرات وجهته،
وانقلب على عهد علاقاته مع سواه، وبات يريد أن يستثمر-بجشع- لا-بشجاعة- جهد سواه،
كي يكون مسؤولاً صغيراً، من خلال سرقات هذا الفتات أو ذاك، كما أن بعض الأقراص
المضغوطة التي بات عمرها الآن إحدى عشرة سنة ضنت بما أودعناها من معلومات فيها،
شأنها شأن من تم تسليمه بعض”الودائع” نفسه، وصار يستخدمها من أجل مصلحته، دائساً
المَظنون به في أعماقه، من قيم وأخلاق.
وإذا كانت ظروف السرية فرضت علينا أن
نعتمد- غالباً- على ذاكرة “غوغل” أو ذاكرات بعض المواقع الإلكترونية أو عبر إخفاء
أقراص السيدي التي فيها بعض الصور عما يتعلق بإرشيف “12” آذار، وما بعدها من محطات
تالية: اختطاف الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي واغتياله وتشييعه وأربعونه إلخ-
2-11-2007- 20 آذار2008، اختطاف الشهيد مشعل التمو، وتقديمه إلى المحاكمة، ما سمي
باستفتاء بشار الأسد لولاية ثانية، قانون الملكية49 إلخ…. إلخ، ناهيك عن إرشيف
بعض الهيئات التي اشتغلت على تأسيسها: منظمة حقوق الإنسان في سوريا-ماف، إرشيف
منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي- روانكه، إرشيف منظمة حماية البيئة- كسكايي” وهذا
الأخير محفوظ لدى أحدهم- رابطة الكتاب والصحفيين، وكنا عبر هذه المنظمات نرصد ما
يتم من انتهاكات في مجال حقوق الإنسان، أو بحق البيئة ..إلخ، فإن “إغلاق” أو” حجب”
أو” تهكير” بعض المواقع الإلكترونية، أدى إلى زوال جزء من روابط الإرشيف المنشور،
وإن كان بعض ما هو منشور لما يزل في مواقع: عفرين. نت، عامودا كوم، كردستانا بن
ختي- كميا كردا، ولاتي مه، بالإضافة إلى بعض المواقع السورية: أخبارالشرق- كلنا
شركاء- إلخ . بيد أن جزءاً منه اختفى مع اختفاء بعض المواقع الإلكترونية والعربية
التي لم يعد لها من أثر، ومن بينها موقعا: كسكسور- قامشلو- إلخ.
نعتمد- غالباً- على ذاكرة “غوغل” أو ذاكرات بعض المواقع الإلكترونية أو عبر إخفاء
أقراص السيدي التي فيها بعض الصور عما يتعلق بإرشيف “12” آذار، وما بعدها من محطات
تالية: اختطاف الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي واغتياله وتشييعه وأربعونه إلخ-
2-11-2007- 20 آذار2008، اختطاف الشهيد مشعل التمو، وتقديمه إلى المحاكمة، ما سمي
باستفتاء بشار الأسد لولاية ثانية، قانون الملكية49 إلخ…. إلخ، ناهيك عن إرشيف
بعض الهيئات التي اشتغلت على تأسيسها: منظمة حقوق الإنسان في سوريا-ماف، إرشيف
منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي- روانكه، إرشيف منظمة حماية البيئة- كسكايي” وهذا
الأخير محفوظ لدى أحدهم- رابطة الكتاب والصحفيين، وكنا عبر هذه المنظمات نرصد ما
يتم من انتهاكات في مجال حقوق الإنسان، أو بحق البيئة ..إلخ، فإن “إغلاق” أو” حجب”
أو” تهكير” بعض المواقع الإلكترونية، أدى إلى زوال جزء من روابط الإرشيف المنشور،
وإن كان بعض ما هو منشور لما يزل في مواقع: عفرين. نت، عامودا كوم، كردستانا بن
ختي- كميا كردا، ولاتي مه، بالإضافة إلى بعض المواقع السورية: أخبارالشرق- كلنا
شركاء- إلخ . بيد أن جزءاً منه اختفى مع اختفاء بعض المواقع الإلكترونية والعربية
التي لم يعد لها من أثر، ومن بينها موقعا: كسكسور- قامشلو- إلخ.
وإذا كنت-لما
أزل- بعيداً عن صلب عنوان المقال، فإنني أرى أنه كان من اللزام على المؤسسات
السياسية الكردية أن تطلق مركزاً خاصاً بدراسات انتفاضة 12 آذار، من خلال جمع كل ما
كتب في حدود هذه المحطة البارزة في تاريخ كرد سوريا والتي لا تزال تؤثر حتى بعد
مرور إحدى عشرة سنة عليها، سواء من خلال مؤامرات النظام الدموي على الكرد، أو من
خلال إذكاء روح الفرقة بيننا، لاسيما أن إسقاط أهالي عامودا-كمثال- تمثال
الدكتاتور الأسد، صار مدعاة نقمة على هذه المدينة الأبية، البطلة، لاسيما أن مئات
آلاف الأخبار قد نشر في هذا الفضاء الزمني، وأن آلاف المقالات قد كتب من قبل
الكتاب الكرد، وإن كنا لنلاحظ تأثر بعض الأقلام بإيقاع المجريات اليومية، ارتفاعاً
وهبوطاً، بل وظهوراً واختفاء، بحسب طبيعة كل صاحب قلم، إذ لابد إزاء كل واقعة، أن
ننظر إلى الكتابات التي كتبت ضمن فضائها، تحديداً، وأن نولي هاتيك الكتابات التي
كانت تكتب بروح رصد ما يجري الاهتمام، بغرض تسليط الضوء عليه، وفضح ممارسات آلة
الاستبداد.
أزل- بعيداً عن صلب عنوان المقال، فإنني أرى أنه كان من اللزام على المؤسسات
السياسية الكردية أن تطلق مركزاً خاصاً بدراسات انتفاضة 12 آذار، من خلال جمع كل ما
كتب في حدود هذه المحطة البارزة في تاريخ كرد سوريا والتي لا تزال تؤثر حتى بعد
مرور إحدى عشرة سنة عليها، سواء من خلال مؤامرات النظام الدموي على الكرد، أو من
خلال إذكاء روح الفرقة بيننا، لاسيما أن إسقاط أهالي عامودا-كمثال- تمثال
الدكتاتور الأسد، صار مدعاة نقمة على هذه المدينة الأبية، البطلة، لاسيما أن مئات
آلاف الأخبار قد نشر في هذا الفضاء الزمني، وأن آلاف المقالات قد كتب من قبل
الكتاب الكرد، وإن كنا لنلاحظ تأثر بعض الأقلام بإيقاع المجريات اليومية، ارتفاعاً
وهبوطاً، بل وظهوراً واختفاء، بحسب طبيعة كل صاحب قلم، إذ لابد إزاء كل واقعة، أن
ننظر إلى الكتابات التي كتبت ضمن فضائها، تحديداً، وأن نولي هاتيك الكتابات التي
كانت تكتب بروح رصد ما يجري الاهتمام، بغرض تسليط الضوء عليه، وفضح ممارسات آلة
الاستبداد.
أعترف، أنني أحد هؤلاء المخدوعين بذمة- الذاكرة الإلكترونية- حيث كنت
كمن يحسب” سمك البحر ثروته- أعد أن كل ما نشرته موقّعاً باسمي لن يتعرض للضياع، بل
كنت أذهب أبعد من ذلك- متوهماً أن كل مانتركه يجمعه سوانا من الأهل- بينما كنت
أنشغل بمهمتي الإعلامية، والعمل في مجال حقوق الإنسان، وما زاد من ألمي عندما
تعرضت-كما أكثر من فرد في أسرتي- لابتلاع الفرمتة لما أحفظه من إرشيف، بل وتخاذل
وتآمر “الفلاشات” و” أقراص السيدي” المختلفة، وحتى بعض ال”هاردات الاحتياطية”. وهو
ما دعاني لأناشد-أكثر من مرة- عبر صفحات التواصل الاجتماعي المعنيين بالشأن
الكتابي، لرفدي بما لديهم من كتابات شخصية لي، ليس بين يدي منها إلا النزر الأشد
ضآلة، وقد كنت أكتب في محطات مفصلية، بشكل يومي، على امتداد سنوات طويلة، قبل
الثاني عشر من آذار، وبعده أيضاً.
كمن يحسب” سمك البحر ثروته- أعد أن كل ما نشرته موقّعاً باسمي لن يتعرض للضياع، بل
كنت أذهب أبعد من ذلك- متوهماً أن كل مانتركه يجمعه سوانا من الأهل- بينما كنت
أنشغل بمهمتي الإعلامية، والعمل في مجال حقوق الإنسان، وما زاد من ألمي عندما
تعرضت-كما أكثر من فرد في أسرتي- لابتلاع الفرمتة لما أحفظه من إرشيف، بل وتخاذل
وتآمر “الفلاشات” و” أقراص السيدي” المختلفة، وحتى بعض ال”هاردات الاحتياطية”. وهو
ما دعاني لأناشد-أكثر من مرة- عبر صفحات التواصل الاجتماعي المعنيين بالشأن
الكتابي، لرفدي بما لديهم من كتابات شخصية لي، ليس بين يدي منها إلا النزر الأشد
ضآلة، وقد كنت أكتب في محطات مفصلية، بشكل يومي، على امتداد سنوات طويلة، قبل
الثاني عشر من آذار، وبعده أيضاً.
أعتقد أن إحدى عظمى المهمات الثقافية
الإعلامية التاريخية، أمام كل من هو معني بشأن انتفاضة الثاني عشر من آذار من
القيمين على الحركة الكردية، والباحثين، والخبراء بأمور التوثيق، أن يقوموا بجمع
هذا الأرشيف المهم، الذي تفوح من حبره الإلكتروني رائحة دماء شهداء الانتفاضة
وجرحاها، الشهود الأحياء بيننا، وهكذا بالنسبة إلى رائحة أحلام أبطالها في سجون
النظام السوري، وهم يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب الوحشي، وتبويبه، لمنعه من الضياع،
لأنه يحتوي على مجلدات من صور الحقد الشوفيني على أهلنا، ناهيك عن الصور المواجهة
لهذه الصور، وهي صور شجاعة شبابنا الذين حطموا تماثيل الطاغية الأسد، بالإضافة
إلى صمود هم في معتقلاتهم ضد آلة الحقد الشوفيني التي تترجم الآن، ونحن في زمن ما
بعد ثورة السوريين، من قبل أبعاضهم، بأشكالها، الفاضحة، مستهدفة وجود الكردي،
داعية إلى اجتثاثه من جذوره.
الإعلامية التاريخية، أمام كل من هو معني بشأن انتفاضة الثاني عشر من آذار من
القيمين على الحركة الكردية، والباحثين، والخبراء بأمور التوثيق، أن يقوموا بجمع
هذا الأرشيف المهم، الذي تفوح من حبره الإلكتروني رائحة دماء شهداء الانتفاضة
وجرحاها، الشهود الأحياء بيننا، وهكذا بالنسبة إلى رائحة أحلام أبطالها في سجون
النظام السوري، وهم يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب الوحشي، وتبويبه، لمنعه من الضياع،
لأنه يحتوي على مجلدات من صور الحقد الشوفيني على أهلنا، ناهيك عن الصور المواجهة
لهذه الصور، وهي صور شجاعة شبابنا الذين حطموا تماثيل الطاغية الأسد، بالإضافة
إلى صمود هم في معتقلاتهم ضد آلة الحقد الشوفيني التي تترجم الآن، ونحن في زمن ما
بعد ثورة السوريين، من قبل أبعاضهم، بأشكالها، الفاضحة، مستهدفة وجود الكردي،
داعية إلى اجتثاثه من جذوره.
ومن هنا، فإنني أدعو الأخوة القائمين على المواقع
الإلكترونية التي صمدت طوال هذه السنين، الحفاظ على ارشيف مواقعهم، وحفظه، وصونه،
وهو نفسه ما أقوله للقائمين على إرشيف بعض الفضائيات التي عنيت بالانتفاضة، لاسيما”
فضائيتا روج” و” ك. ت .ف”، بل وكل من قام بجمع إرشيف الانتفاضة، وما بعدها من
محطات، بجهد ومبادرة شخصيين، كما أني أدعو كل من احتفظ ولو بمجرد مقال من إرشيفي
الكتابي- وهو طلب ذاتي مقحم- أن يزودني به، في انتظار أن يتحقق حلمنا في إطلاق
هذا المركز المأمول، فهل أجد آذانا صاغية؟.
الإلكترونية التي صمدت طوال هذه السنين، الحفاظ على ارشيف مواقعهم، وحفظه، وصونه،
وهو نفسه ما أقوله للقائمين على إرشيف بعض الفضائيات التي عنيت بالانتفاضة، لاسيما”
فضائيتا روج” و” ك. ت .ف”، بل وكل من قام بجمع إرشيف الانتفاضة، وما بعدها من
محطات، بجهد ومبادرة شخصيين، كما أني أدعو كل من احتفظ ولو بمجرد مقال من إرشيفي
الكتابي- وهو طلب ذاتي مقحم- أن يزودني به، في انتظار أن يتحقق حلمنا في إطلاق
هذا المركز المأمول، فهل أجد آذانا صاغية؟.
11-3-2015