ابراهيم محمود
وفي هذه الأيام بالذات، نشهد فورة كتابات
عربية، لكتّاب عرب معروفين إعلامياً خصوصاً، وهم يشددون عبرها على لزوم دعم
أشقّائهم “الأكراد “، حتى ببناء دولتهم الكردية المستقلة في
العراق، ومن خلال لقاءات تلفزيونية عربية وغيرها، وينتشي أشقاء العرب أولاء من ”
أكراد : هم ” هؤلاء، وخصوصاً كتابنا بما يقرؤون ويسمعون، ويكيلون المديح دون حساب،
دون أي مقاربة تاريخية لبنية ما يقرؤون ويسمعون، ومن يتهجّون الكردي إيجاباً، كما
هو اللافت، وهم يعيدون نشر مقالاتهم وأقوالهم في منابرهم العامة والخاصة: الورقية
والضوئية. نعم، لا بد من إظهار التقدير لما يجري بوصفه تحولاً، ولكن التفكير محتَّم
هنا، فالصائر فورة وليس ثورة .
عربية، لكتّاب عرب معروفين إعلامياً خصوصاً، وهم يشددون عبرها على لزوم دعم
أشقّائهم “الأكراد “، حتى ببناء دولتهم الكردية المستقلة في
العراق، ومن خلال لقاءات تلفزيونية عربية وغيرها، وينتشي أشقاء العرب أولاء من ”
أكراد : هم ” هؤلاء، وخصوصاً كتابنا بما يقرؤون ويسمعون، ويكيلون المديح دون حساب،
دون أي مقاربة تاريخية لبنية ما يقرؤون ويسمعون، ومن يتهجّون الكردي إيجاباً، كما
هو اللافت، وهم يعيدون نشر مقالاتهم وأقوالهم في منابرهم العامة والخاصة: الورقية
والضوئية. نعم، لا بد من إظهار التقدير لما يجري بوصفه تحولاً، ولكن التفكير محتَّم
هنا، فالصائر فورة وليس ثورة .
آمل كما أرجو من المتحمسين لهذه الكتابات أن يربطوها بالمستجدات في المنطقة
وتداعياتها، فالأنظمة العربية أكثر من خائفة على عروشها، وفي الجاري عبر ما هو
إيراني وفي العمق العربي يمثّل شارة الخطر الكبرى، فثمة تلويح براية ساسانية، صفوية
وحشد قوىً لاجتياح المنطقة العربية كاملة، وليست القوى الغربية ببعيدة عن هذا
المتعاظم، ويا لها من سذاجة حين يندفع كتاب عرب وإعلاميون عرب ومن في صفهم إلى
تصوير الجاري من مفاوضات غربية، أميركية وإيرانية حول النشاط النووي الإيراني، على
أنها تتعثر في كل مرة، وهي في بنيتها من بين الألعاب الأكثر ضراوة ومساءلة عما يجري
دبلوماسية دولياً ومن حولهم كذلك .
وتداعياتها، فالأنظمة العربية أكثر من خائفة على عروشها، وفي الجاري عبر ما هو
إيراني وفي العمق العربي يمثّل شارة الخطر الكبرى، فثمة تلويح براية ساسانية، صفوية
وحشد قوىً لاجتياح المنطقة العربية كاملة، وليست القوى الغربية ببعيدة عن هذا
المتعاظم، ويا لها من سذاجة حين يندفع كتاب عرب وإعلاميون عرب ومن في صفهم إلى
تصوير الجاري من مفاوضات غربية، أميركية وإيرانية حول النشاط النووي الإيراني، على
أنها تتعثر في كل مرة، وهي في بنيتها من بين الألعاب الأكثر ضراوة ومساءلة عما يجري
دبلوماسية دولياً ومن حولهم كذلك .
الأسماء كثيرة وكثيرة:المملكة الأردنية
الهاشمية تقاعدت في العراق، من خلال أسرتها الهاشمية بدءاً من الملك فيصل سنة 1921،
ولتُعطى رقعة جغرافية مقتطعة هي الأردن جائزة ترضية غربية تتجاوز حدود ” الاتجاه
المعكوس- أكثر من رأي “، مطرودة من ” سعوديتها “، والمملكة السعودية تعيش كابوساً
مذهبياً: شيعياً إيرانيَّ العلامة يتهددها عبر العراق، ومصر وغيرها، ذات صلة
بالمخاوف، لأن ذرَّ البارود الإيراني الشيعي الرهيب تسرَّب، أو معدّ للتسريب إلى أي
رقعة ” عربية “، والنار أوار..والكتّاب على بيّنة من خطورة الجاري، إذ إنهم إزاء
الأجنبي يطبّقون قاعدتهم الذهبية: أنا وابن عمّي ضد الغريب.. وكذلك: عدو عدوي
صديقي.. إذاً لا صديق فعلياً للكردي في الغالب….لنأخذ الأستاذ صالح القلّاب الذي
كان وزير الإعلام الأردني ذات يوم، وله مواقف يُعتَد بها تجاه القضية الكردية، ولكن
لا بد من قراءة كل ما يُكتَب باسمه ” وباسم غيره بالمقابل ” في ضوء المستجدات تلك،
وفي مقاله المنشور مؤخراً في ولاتي مه” 13 أيار 2015 ” بعنوان ” هذا هو
الرد على إيران “، وليس هو من نشره إنما نشِر هو وسواه من قبل كتّاب أو
معنيين كرد، مثلاً: يطالب بدعم أشقاء العرب من الأكراد في العراق، ولأن هناك ”
أكراداً ” في إيران، وهذا يوتّر الأوضاع فيها، وبالطريقة هذه يمكن ” تقليم ” النظام
الإيراني، وأكثر مما تقدَّم، لا ضير أن يسعى العرب إلى المؤازرة في بناء دولة
كردية، والاعتراف بأمة كردية لها تاريخها…..يا للخبر المعسول وغير ” المعقول “:
أولاً، لنتساءل: من هم هؤلاء العرب الذين يعنيهم الكاتب القدير القلاب؟ إنها كلمة
مجردة، مجردة، مجردة..، إلا بالنسبة لـ” الأشقاء ” الأكراد بوصفها صحوة عربية، ومن
المعلوم أن الأردن يضم ” خيرة ” بطانة صدام، ومعارضين للنظام العراق بكل أفراد
طاقمه. ثانياً، ليس لدى العرب أي استعداد لمثل هذا العمل غير المسبوق، فهم مشغولون
بما يتهددهم في الداخل، وثالثاً، وهذا هو الأهم: لم يسبق لهم، حتى على المستوى
الشعبي، وما بالك بالسياسي أن سارعوا” على المكشوف ” إلى إغاثة أشقائهم الأكراد،
على الأقل إن تذكرنا هنا ” البوسنة والهرسك “، كما في أيام نظام صدام حسين، بالعكس،
شهدت الفترة تلك أكبر استقطاب تاريخي للكتاب والفنانين والإعلاميين العرب حول صدام
حسين البطل القومي العروبي، ولو أن ذلك يُؤتى على ذكره دون إخفاء التفاوت. رابعاً،
من الصعب البرهنة على أنهم في مجملهم ضد سلالييّ داعش وهم يغِيرون على كردستان
العراق.. وضمناً، تُرى من هم المسئولون العرب الذين زاروا أربيل لدعم الكرد
بمواجهتهم لداعش وغير داعش من الناطقين بالضاد ويحملون ألقاباً من أمّة الضاد، وكما
يتسمّون بكتائبهم وعصائبهم بأسماء ذات أرومة ضادية، كما تصرَّف الغربيون ؟ أي
اعتراف عربي بالفيدرالية الكردية في أربيل ؟ خامساً، وهو المهم جداً: تصوُّرُ
إمكان توتير الأوضاع في إيران تعبير رومانسي مفخخ، ومن قبل الكتاب العرب هنا وإلى
أبعد الحدود، وهو يدل إما على جهل فظيع بحقيقة الداخل الإيراني وتاريخه، أو تجاهل
هذه الحقيقة، وفي الحالتين، ثمة مخاتلة، لأن الداخل الإيراني، كما هو الداخل التركي
طبعاً، بمفهومه المدني أو المؤسساتي كثيراً، ليس كالداخل العربي قبل كل شيء، إذ
يمكن أن يشهد غليانات داخلية، ومجابهات بين أطراف سياسية، ولكنه لم يسبق أن شهد
مجابهات مسلحة أطاحت بالسلطة وخلقت فوضى في الشارع الإيراني ” تذكَّروا كيف أطيحَ
بالشاه، وحدثت توترات داخلية، ولكن لم يحصل فلَتانٌ أمني، بالعكس، برز تراص الصف
الفارسي قبل كل شيء، والذين ” بلعوا ” الطُّعم كثيراً، ونزفوا دماء كثيرة، وهي لم
تتوقف حتى اللحظة هم أشقاء العرب من ” الأكراد “، وأن الجاري في مهاباد لا ينفصل
عما حدث في مهاباد 1946، عما يجري في عموم كردستان”، ولا بد أن كتابات من هذا
القبيل تأخذ مسارها لأنها تتجاوب مع المضمَر السلطوي العربي، بقدر ما تفصح إعلامياً
عن جانب الحرية، ولكن، تصوَّروا أن مقالاً يوجَّه إلى نظام بعينه، أي بالاسم، ولزوم
دعم الأشقاء من الأكراد، وبنقده، إن لم يحدث ذلك.. ماذا يحصل ؟ ولكي لا نذهب
بعيداً، في أوج المجابهة مع داعش، والتصريحات التي أطلقها ساسة كرد، في إقليم
كردستان، ومن خلال تمثيلهم لشعبهم الكردي، عن حقهم في بناء كيان كردي مشروع طبعاً،
والبيشمركة تستميت في الدفاع عن حدودها الكردية وحتى العراقية، كان ساسة عرب
يستفظعون كل ذلك، والسيسي المصري، كمثال حي، وكان في بداية عهده رئيساً، رافضاً أي
كيان كردي، وأي ” تعدّ ” كردي على الأراضي ” العربية “، ومن يراجع أدبيات الفترة
تلك، سيلاحظ التشديد على مؤامرات ” الجيب الرجعي الامبريالي العميل في
شمالي العراق“، وهذا ينطبق على روجآفا كردستان كذلك والمترتب على مواقف،
ليست مرتجلة، إنما ذات صلة بالنخوة العربية المنفعية الخاصة، هو التالي: ليكن ذلك،
إذ سيربح العرب في الحالتين: إشغال النظام الإيراني بشأنه الداخلي، وعدم التردد عند
اللزوم باجتياح الإقليم، أو تعريضه لقصف مركَّز، لأن أشقاء العرب من ” الأكراد “،
يبقون في أفضل الحالات: أولاد الضرّة، إن لم يكونوا مشكّلي الخطر التاريخي على
عروشهم وكروشهم .
الهاشمية تقاعدت في العراق، من خلال أسرتها الهاشمية بدءاً من الملك فيصل سنة 1921،
ولتُعطى رقعة جغرافية مقتطعة هي الأردن جائزة ترضية غربية تتجاوز حدود ” الاتجاه
المعكوس- أكثر من رأي “، مطرودة من ” سعوديتها “، والمملكة السعودية تعيش كابوساً
مذهبياً: شيعياً إيرانيَّ العلامة يتهددها عبر العراق، ومصر وغيرها، ذات صلة
بالمخاوف، لأن ذرَّ البارود الإيراني الشيعي الرهيب تسرَّب، أو معدّ للتسريب إلى أي
رقعة ” عربية “، والنار أوار..والكتّاب على بيّنة من خطورة الجاري، إذ إنهم إزاء
الأجنبي يطبّقون قاعدتهم الذهبية: أنا وابن عمّي ضد الغريب.. وكذلك: عدو عدوي
صديقي.. إذاً لا صديق فعلياً للكردي في الغالب….لنأخذ الأستاذ صالح القلّاب الذي
كان وزير الإعلام الأردني ذات يوم، وله مواقف يُعتَد بها تجاه القضية الكردية، ولكن
لا بد من قراءة كل ما يُكتَب باسمه ” وباسم غيره بالمقابل ” في ضوء المستجدات تلك،
وفي مقاله المنشور مؤخراً في ولاتي مه” 13 أيار 2015 ” بعنوان ” هذا هو
الرد على إيران “، وليس هو من نشره إنما نشِر هو وسواه من قبل كتّاب أو
معنيين كرد، مثلاً: يطالب بدعم أشقاء العرب من الأكراد في العراق، ولأن هناك ”
أكراداً ” في إيران، وهذا يوتّر الأوضاع فيها، وبالطريقة هذه يمكن ” تقليم ” النظام
الإيراني، وأكثر مما تقدَّم، لا ضير أن يسعى العرب إلى المؤازرة في بناء دولة
كردية، والاعتراف بأمة كردية لها تاريخها…..يا للخبر المعسول وغير ” المعقول “:
أولاً، لنتساءل: من هم هؤلاء العرب الذين يعنيهم الكاتب القدير القلاب؟ إنها كلمة
مجردة، مجردة، مجردة..، إلا بالنسبة لـ” الأشقاء ” الأكراد بوصفها صحوة عربية، ومن
المعلوم أن الأردن يضم ” خيرة ” بطانة صدام، ومعارضين للنظام العراق بكل أفراد
طاقمه. ثانياً، ليس لدى العرب أي استعداد لمثل هذا العمل غير المسبوق، فهم مشغولون
بما يتهددهم في الداخل، وثالثاً، وهذا هو الأهم: لم يسبق لهم، حتى على المستوى
الشعبي، وما بالك بالسياسي أن سارعوا” على المكشوف ” إلى إغاثة أشقائهم الأكراد،
على الأقل إن تذكرنا هنا ” البوسنة والهرسك “، كما في أيام نظام صدام حسين، بالعكس،
شهدت الفترة تلك أكبر استقطاب تاريخي للكتاب والفنانين والإعلاميين العرب حول صدام
حسين البطل القومي العروبي، ولو أن ذلك يُؤتى على ذكره دون إخفاء التفاوت. رابعاً،
من الصعب البرهنة على أنهم في مجملهم ضد سلالييّ داعش وهم يغِيرون على كردستان
العراق.. وضمناً، تُرى من هم المسئولون العرب الذين زاروا أربيل لدعم الكرد
بمواجهتهم لداعش وغير داعش من الناطقين بالضاد ويحملون ألقاباً من أمّة الضاد، وكما
يتسمّون بكتائبهم وعصائبهم بأسماء ذات أرومة ضادية، كما تصرَّف الغربيون ؟ أي
اعتراف عربي بالفيدرالية الكردية في أربيل ؟ خامساً، وهو المهم جداً: تصوُّرُ
إمكان توتير الأوضاع في إيران تعبير رومانسي مفخخ، ومن قبل الكتاب العرب هنا وإلى
أبعد الحدود، وهو يدل إما على جهل فظيع بحقيقة الداخل الإيراني وتاريخه، أو تجاهل
هذه الحقيقة، وفي الحالتين، ثمة مخاتلة، لأن الداخل الإيراني، كما هو الداخل التركي
طبعاً، بمفهومه المدني أو المؤسساتي كثيراً، ليس كالداخل العربي قبل كل شيء، إذ
يمكن أن يشهد غليانات داخلية، ومجابهات بين أطراف سياسية، ولكنه لم يسبق أن شهد
مجابهات مسلحة أطاحت بالسلطة وخلقت فوضى في الشارع الإيراني ” تذكَّروا كيف أطيحَ
بالشاه، وحدثت توترات داخلية، ولكن لم يحصل فلَتانٌ أمني، بالعكس، برز تراص الصف
الفارسي قبل كل شيء، والذين ” بلعوا ” الطُّعم كثيراً، ونزفوا دماء كثيرة، وهي لم
تتوقف حتى اللحظة هم أشقاء العرب من ” الأكراد “، وأن الجاري في مهاباد لا ينفصل
عما حدث في مهاباد 1946، عما يجري في عموم كردستان”، ولا بد أن كتابات من هذا
القبيل تأخذ مسارها لأنها تتجاوب مع المضمَر السلطوي العربي، بقدر ما تفصح إعلامياً
عن جانب الحرية، ولكن، تصوَّروا أن مقالاً يوجَّه إلى نظام بعينه، أي بالاسم، ولزوم
دعم الأشقاء من الأكراد، وبنقده، إن لم يحدث ذلك.. ماذا يحصل ؟ ولكي لا نذهب
بعيداً، في أوج المجابهة مع داعش، والتصريحات التي أطلقها ساسة كرد، في إقليم
كردستان، ومن خلال تمثيلهم لشعبهم الكردي، عن حقهم في بناء كيان كردي مشروع طبعاً،
والبيشمركة تستميت في الدفاع عن حدودها الكردية وحتى العراقية، كان ساسة عرب
يستفظعون كل ذلك، والسيسي المصري، كمثال حي، وكان في بداية عهده رئيساً، رافضاً أي
كيان كردي، وأي ” تعدّ ” كردي على الأراضي ” العربية “، ومن يراجع أدبيات الفترة
تلك، سيلاحظ التشديد على مؤامرات ” الجيب الرجعي الامبريالي العميل في
شمالي العراق“، وهذا ينطبق على روجآفا كردستان كذلك والمترتب على مواقف،
ليست مرتجلة، إنما ذات صلة بالنخوة العربية المنفعية الخاصة، هو التالي: ليكن ذلك،
إذ سيربح العرب في الحالتين: إشغال النظام الإيراني بشأنه الداخلي، وعدم التردد عند
اللزوم باجتياح الإقليم، أو تعريضه لقصف مركَّز، لأن أشقاء العرب من ” الأكراد “،
يبقون في أفضل الحالات: أولاد الضرّة، إن لم يكونوا مشكّلي الخطر التاريخي على
عروشهم وكروشهم .
دهوك