بقلم عبدالرحمن كوركي مهابادي*
المقاومة الإيرانية تتجهز لإسقاط الملالي. هذه رسالة مجموعة النشاطات للمقاومة الإيرانية في هذا العام على كلا جانبي الحدود. ولهذا السبب، الملالي الحاكمون في إيران مذعورون ويسعون للحفاظ على بقائهم. إلى أي نقطة ستتحول هذه المواجهة وكم ستطول، ليس معلوما ولكن، بالطبع، فإن التوقيت قريب جدًا لدرجة أنه سيكون غير متوقع!
في أحد نشاطات المقاومة الإيرانية هذا العام، سأل أحدهم: لما السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة مسرورة أكثر من أي عام مضى؟ الجواب الذي سمع هو “لأن السيدة مريم رجوي هذا العام بين قواتها”.
وكانت إشارته لفترة ال ١٥ عاما حيث كانت قوات المقاومة محاصرة في العراق من قبل الملالي وحكومتها العميلة في العراق. تلك المقاومة التي نجحت خلال الثلاث سنوات الماضية بفضل ثباتها أمام نظام الملالي وسعيها الدؤوب لقيادة هذه المقاومة في هجرتها التاريخية في كسر حلقة الحصار المفروضة عليها واستطاعت أن تنتقل للدول الأوروبية وخاصة إلى ألبانيا لتصعد من نضالها الدؤوب في سبيل إسقاط نظام الملالي. ولم يمضي الكثير من الوقت حتى حازت هذه القوات مكانا جديدا لها. مقر أشرف ٣ هو مقر أكثر جمالا وتجهيزا وحماسًا من أشرف ١ و ٢ في محافظات ديالى وبغداد في العراق.
وقد عقد الملالي وداعموهم وعملائهم على ذوبان المجاهدين في الثقافة الغربية بمجرد وصولهم للدول الأوروبية. ولعل هذه الحقيبة كانت صادقة بالنسبة للعديد من المعارضات في الدول المختلفة وتكررت مرات عدة ولكن بالنسبة لهذه المعارضة فالأمر مختلف. هؤلاء دقوا على طبول مقارعة الملالي أكثر من ذي قبل. لأنهم قوات مصممة وثابتة ومخلصة وتتمتع بقيادة فريدة.
الآن، أصبحت السيدة رجوي بين هذه القوة في أشرف 3 في ألبانيا، وهذا بحد ذاته له مفهوم واضح وهام يصور آفاق التطورات المستقبلية في إيران. تلك القوة المجهزة وذات الخبرة والتجارب في العبور في خضم الأحداث التي حصلت خلال العقود الأربعة الماضية، هي التي ترسم خريطة الطريق نحو حرية إيران.
ولهذا ستصل النشاطات الواسعة لهذه المقاومة هذه العام لأوجها في التجمع السنوي للمقاومة في أشرف ٣ الذي ذهبت مئات الشخصيات العالمية المشهورة والهيئات الدولية للمشاركة في التجمع المنعقد فيه. إن المقاومة الإيرانية وحلفائها يسعون لتسجيل نقطة تحول في هذا التجمع السنوي وهذا سيتم تسجيل رسالة تاريخية من أشرف ٣ وسيتم من هناك دعوة العالم للاعتراف رسميا بالمقاومة الإيرانية:
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والذي تمثله رئيسته المنتخبة السيدة مريم رجوي هو أقدم ائتلاف سياسي في تاريخ إيران والبديل الديمقراطي الوحيد الموجود والمتاح لنظام الملالي.
انتفاضة الشعب الإيراني المشتعلة الآن مستمرة وديناميكية وثابتة ويتم توجيهها وقيادتها من قبل المقاومة الإيرانية. بعبارة أخرى انتفاضة الشعب الإيراني لم ولن تكون أمرا عشوائيا ومنطفئا.
معاقل الانتفاضة في أوساط جماهير الشعب الإيراني هي مثل وحدات التوجيه الميدانية للانتفاضة وتقود استراتيجية حقيقية وواضحة من أجل إسقاط الملالي. فقد توشعت معاقل الانتفاضة الآن في جميع أنحاء إيران وتحولت لتهديد أساسي لنظام الملالي.
انتفاضة الشعب والمقاومة الإيرانية هي بمثابة جسد واحد مستعد وجاهز ضد نظام الملالي ليقرر مصير إيران الحرة غدا ويحقق بذلك الاستقرار والأمن في المنطقة.
مفتاح فتح طهران وتغيير النظام في إيران هي يد قوة ما تزال في صراع محتدم مع نظام الملالي في جميع المجالات السياسية والعسكرية والعقائدية منذ أربعين عاما ولا في الماضي ولا الآن وفي المستقبل ، فإن التطورات في إيران ستكون غير منظمة أو منهجية أو هادفة.
إن زيارة الشخصيات والهيئات الممثلة للدول من القارات الخمس في العالم كلها لمقاومة إيران، في منزلها ومكانها، وفي ضيافة هذه القوة المصممة للإطاحة بالنظام الديكتاتوري الإرهابي للملالي، هو بشارة عظيمة لنصر الشعب والمقاومة الإيرانية على الملالي وداعميهم، وإحراق لكل السيناريوهات الرجعية والاستعمارية لحرف انتفاضة الشعب الإيراني عن هدفها.
تجمع المقاومة الإيرانية هذا العام في أشرف ٣ هو رمز ذو عظمة ومجد لقوة المقاومة والبديل الديمقراطي الذي بدأ مشروعه بعد مؤتمر العام السابق وقدم في العام الماضي ملايين الساعات من العمل الدؤوب ليل نهار من قبل قوات المقاومة. نعم، إن بناء أشرف ٣ وعقد التجمع السنوي للمقاومة فيه ليس رمزا للولاء والاستدامة فقط، بل هو مكافأة قيمة وثمينة للشعب الإيراني وكل الناس والتيارات التي تطالب بتحرير إيران وتأمل في أن تأخذ إيران مكانها الحقيقي في المجتمع الدولي.
إن حقائق المشهد في المسير الذي قطعته المقاومة الإيرانية تدل على أن الإطاحة بنظام الملالي متاح بالكامل للشعب والمقاومة الإيرانية. إن قوات هذه المقاومة، أينما حلت، كانت تناضل وستناضل باستمرار وبشكل يومي من أجل إسقاط الملالي وضحت بكل شيء في سبيل شعبها ووطنها لتقدم كل شيء لشعبها ووطنها.
@m_abdorrahman
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن