ومنها قضية شعبنا الكردي في سوريا بجملة تعقيداتها , وانتهاكات حقوق الإنسان فيها , وأشكال التمييز والاضطهاد الممارس بحق شعبنا , والسياسات والإجراءات الاستثنائية المطبقة , والتي لا تزال تشكل عبئا على كاهل شعبنا , وضرورة الاتفاق على توحيد الكلمة ورص الصفوف وبلورة برنامج تنظيمي يؤسس لمؤتمر وطني شامل ينطلق إلى برنامج سياسي يحقق الخصوصية القومية لشعبنا الكردي الكائن على أرضه التاريخية منذ آماد سحيقة ويتوافق مع الخط الوطني لمكونات المجتمع السوري , للوصول عبر صيغ ملائمة إلى اغناء هذا البرنامج ومن خلال مبادئ عامة تضمنها إعلان دمشق.
هذه المرحلة التاريخية الهامة استوجبت من الكونفرانس العام أن يركز على الجانب الايجابي لقواعد الحزب ومنظماته وأن يجعل منها قوة دفع ايجابية باتجاه الحل , وبناء وحدة شاملة , ومتوازنة وعادلة للبارتي , والسعي من خلال لقاءات ومناقشات وحوارات إلى لم الشمل وإنقاذ الوضع , وجعلها نواة لوحدة الحركة..
بعد طول معاناة من الذهنية الاقصائية لدى رفاقنا في الطرف الآخر للبارتي , والذي خطونا في 7/3/2004 الخطوة التوحيدية السلسة والمتقدمة باتجاه توحيد طرفي الحزب , والتي كان من المفترض عقد مؤتمر توحيدي خلال مدة أقصاها ستة أشهر, ولكن بدلا من ذلك بدأ التخطيط لبعثرة الجهود وخلق حجج غير مقنعة للتهرب من عقد المؤتمر في وقته المحدد (ستة أشهر) والذي استغرق عامين ونصف العام , لاقى خلالها رفاقنا الأمرين , في تنكر سافر منهم لقيم التوحيد , والالتزامات بشأن وثيقة الوحدة بين الطرفين , وما نجم عن ذلك من خلال اتخاذ جملة من الترتيبات الفوقية , من إحداث هيئات وإجراء تعيينات في منظمات الحزب , ولما لم تسعفهم تلك الترتيبات لتحقيق ما خططوا له كان قرارهم الفوقي في تحديد آلية انتخاب مندوبي المؤتمر , بحيث يصبح ممثلو الأقلية المطلقة لطرفهم , الأكثرية المطلقة في المؤتمر بما يسقط حق الأكثرية المطلقة لطرفنا , ويضعها أمام خيارات صعبة ابسطها اللجوء إلى مبدأ التوافق , وهو ما تحكموا به بنسبة الثلث لرفاقنا , ومن دافع حرصنا على إنجاح مشروع الوحدة القائم , كونه المنطلق لقناعاتنا بإنجاح بقية مشاريعنا الوحدوية , التي حرصنا عليها , لاسيما مع طرف البارتي الآخر , العضو في الجبهة الديمقراطية الكردية , و مع الرفاق في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا , الذي مضى على التعاون والتنسيق الثنائي على مستوى القواعد لحزبينا في بعض المناطق ما يقارب العام الكامل..
بهذا الدافع رضينا بالنسبة المتدنية السابقة , كونها منقذا لمفهومنا الاستراتيجي حول الوحدة , إلا أن الذهنية العائلية للهيئة الرئاسية للمؤتمر (نصرالدين وخليل) وإدارتهما الندواتية غير الموفقة لجلسات الحوار لوثائقهما المقدمة للحضور وما سبقها من تعبئة ضد بعض كوادرنا , قد أجهض كل مسعى للخروج بقرارات صائبة , وبخاصة فيما يتعلق بخط أساسي ورئيسي هو عنوان نضالنا التاريخي , حيث لم يتم إقراره في منهاج الحزب , وهو نهج البارزاني الخالد , بخطه الوطني والقومي ووضوحه الفكري وممارسته النضالية..
مما أسقط في أيديهم وأوقعهم في امتحان صعب , خسروا فيه الرهان على صبر الرفاق , حيث تلمسوا مدى بعدهم عن ثوابت البارتي وقيمه النضالية , ليخرج الرفاق من قاعة المؤتمر بكل حكمة وهدوء , تاركين لهم استكمال جدول أعمالهم وانتخاب اللجنة المركزية , وهيئة الرقابة والتفتيش التي فاجؤونا بها , كتعويض للثلث الممنوح لرفاقنا في القيادة , مما يدلل على عقلية ارضائية غريبة , واستهجان لقيم الوحدة ومستحقاتها..
لقد خرج رفاقنا من تجربة قاسية تستوجب درسها , ومراجعتها والوقوف بعبرة عند منعطفاتها ليكونوا الأداة الفاعلة والقوة التنظيمية المخلصة , والعامل الايجابي , لإرساء دعائم مرحلة جديدة , تعتمد نهجا وحدويا واضحا , ناضجا ومتوازنا , يوفر الأرضية لبرنامج عمل نضالي ينطلق من البارتي لتوحيد الحركة , ولم شملها , وبرمجة خطابها السياسي , تعتمد لغة جديدة منسجمة مع واقع شعبنا الكردي وآفاقه وتطلعاته وأهدافه الكبرى , لتكون هذه النخبة الواعية والمخلصة لقواعدنا وكوادرنا العامل الأهم في حسم الاتجاه إلى الارتقاء إلى مستوى المرحلة , وإدراك الحدث السياسي وتطوراته دوليا وإقليميا وكردستانيا ..
آملين أن نوفق في إنجاح مسعى أصدقائنا وحلفائنا إلى كل ما هو فاعل ومثمر , ووطني متميز , ووحدوي عادل .
وفي الختام تم انتخاب لجنة قيادية من بين مندوبي الكونفرانس العام .
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
أوائل تشرين الأول 2006م
اللجنة القيادية
لمنظمات الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي )