وقد وجد الشيعة في سورية فرصة قوية لهم في نشر عشرات الآلاف من صور نصر الله في كافة المحافظات, من درعا إلى حلب إلى القامشلي, وانعكس ذلك على بشكل جلي حيث رفعت أعلام حسن نصرالله الصفراء على أسطح المنازل وكأنه حرر الجولان وفلسطين من اليهود, فصل الصيف في المناطق الكردية هادئاً تماماً والشعب الكردي يتابع الأحداث المتسارعة دقيقة في دقيقة, الشعب الكردي قلبه على لبنان قبلة الحرية, لبنان الكرامة الإنسانية, الشعب الكردي يتألم لهذا الدمار الهائل الذي أصاب لبنان, ودفع ضريبته الباهظة في قرية القاع حيث أستشهد 23 شهيداً كردياً في العدوان الإسرائيلي, لكن الإعلام السوري لا يقوم بواجبه بشكل موضوعي وحيادي وشفاف, فالأكراد مغيبون من أي حدث يجري لهم في الساحة السورية, أو الدولية, فحادثة بلدة القاع التي راح ضحيتها 23 شهيداً كردياً من عفرين لم تأخذ أي اهتمام من قبل السلطات السورية بشكل مسئول, لم يعلن التلفزيون السوري أن هؤلاء الشهداء هم أكراد من عفرين, وكتبت الصحف السورية عنهم بشكل مقتضب, والمظاهرة الكردية التي قامت بها الاتحاد الإسلامي الكردستاني في أربيل لم تلق أية اهتمام من قبل وسائل الإعلامية السورية المرئية منها والمكتوبة؟! ثمة سؤال للسلطات السورية وهو هل تسمح للشعب الكردي في سورية الإذن بالقيام بالمظاهرات الضخمة أو حتى المتواضعة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي في القامشلي, الحسكة, عين العرب, حلب, لكن السؤال هو لماذا مظاهرة الأكراد وحدهم؟ نعم يجب أن تكون مظاهرة الأكراد لوحدهم ليفهم أولئك الأغبياء من بعض أبناء العشائر العربية وبعض ذوو التيارات الإسلامية بأن قلب الشعب الكردي على أخوتهم في لبنان وفلسطين, وبالفعل هم لم يقرأوا التاريخ الإسلامي جيداً, إن دم الأكراد مجبول في تراب سورية أكثر منهم, لقد قدم الأكراد الغالي والرخيص أكثر من العرب وبقية القوميات الأخرى, ولا مجال للخوض في مسائل أخرى ووقائع نفضح بها مواقف وممارسا ت الآخريين في شتى المجالات؟!
* كاتب كردي سوري