صلاح بدرالدين
التحدي الرئيسي هو البحث عن السبيل الأمثل لمواجهة نتائج آفة ظاهرة – تكريد الصراع – التي حذر الكثيرون منها في مرحلتين بارزتين الأولى بعد عام 1965 عندما اصطف اليمين القومي ضمن مشروع النظام بخصوص القضية الكردية لمواجهة التيار القومي الديموقراطي المتمسك بالثوابت والساعي لتغيير النظام ضمن تحالف وطني سوري أوسع والثانية بدءا من ثمانينات القرن الماضي عندما ظهر – حزب العمال الكردستاني التركي – (ب ك ك) انطلاقا من سوريا وبدعم ورعاية نظام حافظ الأسد وتحت ظل شروط أهمها تجاوز الحركة الكردية السورية وطمس القضية الكردية السورية باعتبار الكرد السوريين مهاجرين ليس لهم مشروعية العمل القومي من أجل الحقوق في غرب كردستان
التحدي الرئيسي هو البحث عن السبيل الأمثل لمواجهة نتائج آفة ظاهرة – تكريد الصراع – التي حذر الكثيرون منها في مرحلتين بارزتين الأولى بعد عام 1965 عندما اصطف اليمين القومي ضمن مشروع النظام بخصوص القضية الكردية لمواجهة التيار القومي الديموقراطي المتمسك بالثوابت والساعي لتغيير النظام ضمن تحالف وطني سوري أوسع والثانية بدءا من ثمانينات القرن الماضي عندما ظهر – حزب العمال الكردستاني التركي – (ب ك ك) انطلاقا من سوريا وبدعم ورعاية نظام حافظ الأسد وتحت ظل شروط أهمها تجاوز الحركة الكردية السورية وطمس القضية الكردية السورية باعتبار الكرد السوريين مهاجرين ليس لهم مشروعية العمل القومي من أجل الحقوق في غرب كردستان
مما وضع حزب السيد أوجلان على عاتقه مهمة توجيه أنظار الكرد السوريين نحو الخارج السوري وتشجيع الآلاف من الشباب الكردي للهجرة صوب الجبال ماوراء الحدود للتضحية في سبيل الشعارات القومية الكردستانية – التركية – في فصل مناطقي فئوي قسري على حساب النضال القومي لكرد سوريا الذي دشنته حركة – خويبون – والمتواصل منذ أكثر من ثمانية عقود ومن الطبيعي وتحت ظل الشروط السورية الرسمية تحول حزب السيد – أوجلان – الى جزء من مشروع الرئيس الراحل حافظ الأسد ليس حول كرد سوريا فحسب بل بشأن تركيا وكردستان العراق والقضية الكردية عموما وقد تجلى ذلك المشروع بأبشع وأخطرصوره في التنسيق واللقاءات الدورية بين ممثلي الأنظمة الغاصبة لكردستان منذ عام 1992 في عواصمها (طهران ودمشق وأنقرة وبالتعاون مع نظام صدام حسين) وبذلك يتم وضع قضية كرد سوريا في أدنى سلم الأولويات أي نجاح السلطة حينها في تنفيذ خطوات من مخطط – تكريد الصراع – لحقت بسابقاتها .
منذ بدايات الثورة السورية كان جليا أن الرأي العام الكردي يميل الى تأييدها وأن الشعب الكردي عموما وفئات الشباب والعديد من التيارات السياسية يعتبر أنها ثورته وكانت المشاركة الفاعلة منذ اعتصام وزارة الداخلية يوم السادس عشر من آذار 2011 وحتى الآن وسارت الأمور بالمناطق الكردية بصورة شبه طبيعية وبتكاتف وتنسيق وخطاب موحد (الشعب يريد اسقاط النظام – واحد واحد واحد الشعب السوري واحد) الشباب يتصدرون المظاهرات السلمية باسناد شعبي جماهيري منقطع النظير ويحركون الشارع بتفانيهم وتضحياتهم في غياب كامل للغالبية الساحقة من الأحزاب التقليدية وكان موقع الكرد وموقفهم هاجسا حقيقيا مقلقا لصانع القرار في دمشق فلجأ الى المخطط القديم مجددا بغية كسب موالاة الكرد أو تحييدهم في آخر المطاف واستنجد بالعديد من أصدقائه القدامى والحاليين وبينهم السيد رئيس جمهورية العراق كما بدأ البحث عن أوراقه العتيقة فوجد حزب السيد أوجلان وهكذا اكتملت حيثيات تناول مخطط – تكريد الصراع – على الساحة السورية من جديد وتحققت خطوتان تمهيديتان متزامنتان بهذا الاتجاه بعد انقضاء مايقارب الثمانية أشهر من عمر الثورة السورية قد يكون مصدر قوة الدفع واحدا وكذلك الآليات والهدف فعادت الحرارة الى علاقات النظام السوري مع حزب السيد أوجلان وعاد المئات وفي روايات أخرى الآلاف من مسلحي – ب ك ك – وتوزعوا في المناطق الكردية وخاصة جبل الأكراد وأعلن عن قيام – المجلس الوطني الكردي – من القامشلي بترتيب معين معروف ولأن الهدف كما هو تحييد الكرد في المسألة السورية فكان من نتائج الخطوتين المتزامنتين حصول انقسامات جديدة في الساحة الكردية واضعاف الزخم الشبابي في تسيير وقيادة التظاهرات الاحتجاجية والتشكيك بجدوى الثورة وأهدافها وشعاراتها والامعان في محاربة المعارضة السورية ليس من باب المطالبة باصلاحها بل لاضعافها واظهارها مثل أو أسوأ من النظام والى جانب ذلك تسعى الأحزاب التقليدية في المجلس وكذلك حزب الاتحاد الديموقراطي المتفرع عن حزب السيد أوجلان الى اعادة نفوذها بل الاستفراد بالقرار الكردي والغاء الآخرين وتحسين صورتها الباهتة بطريقتين : الاستقواء بالبعد القومي من خارج الحدود ومايتفرع عنه من امكانيات مادية ودعم معنوي أو السيطرة عنوة على مقدرات الساحة الكردية ومصدر القرار السياسي ومقاليد السلطات التنفيذية وسلطة المحاكم الميدانية واقامة السجون ونصب الحواجز المسلحة واذا دعت الحاجة تنفيذ عمليات الاغتيالات والخطف والتعذيب وهذا ماتقوم به جماعة حزب السيد اوجلان في وضح النهار تحت سمع وبصر ورضا سلطات نظام الاستبداد نقول ذلك ليس من باب التهجم أو اختلاق الأخبار ففي غضون اسبوعين حصلت حوادث عدة ومنها وعلى سبيل المثال لاالحصر: ربط سيدة بأحد عواميد الكهرباء بحي الشيخ مقصود واهانتها واذلالها أمام المارة كعقوبة بدون محاكمة قضائية مستقلة من الجهات المختصة وطعن الشاب – تيكوشين نوري خوجة – عند حاجز ل ب ي د امام حاجز قرية – سينكا – واعتقال وخطف مجموعة من أهالي القرية وقبل ذلك ماحصل لأهالي قرية – باسوطة – وقد أكد ذلك اليوم حزب آزادي الكردي في بيان له وقبيل ذلك مقتل الشهيد – رمضان أبو سامان – في منطقة القامشلي وقبل ذلك ليس بكثير ماحدث أمام جامع – قاسمو – بالقامشلي وتهديد العشرات من الناشطين الكرد بينهم مثقفون وكتاب ومن الغريب والمستهجن أن تصر هذه الجماعة في تصريحات مسؤوليها على عدم وجود أية اتفاقية مع السلطات والأكثر غرابة أنها تمارس على الساحة الكردية السورية بعكس ماتدعيها بخصوص الساحة الكردية التركية فهناك تقوم بعمليات عسكرية ضد النظام وتطلب هنا من الكرد عدم المشاركة في الثورة السورية من أجل الحرية وهنا تقوم بدور – حراس القرى – وهناك تحاربهم وللامانة يتشابه خطابها هنا وهناك عندما يتعلق الأمر بتخوين والغاء الآخر وممارسة القمع تجاه المخالف وارهاب الناس المدنيين واتهام الجميع بالأردوغانيين .
من المنطق أن ندعو حزب – ب ي د – الى الكشف عن صفقة – ب ك ك – مع نظام الأسد اذا كانوا على علم بها والافصاح عن مايدور بخلدهم وعن حقيقة موقفهم والدفاع عنه أمام الشعب لاأن يختبؤوا وراء الشعارات وانكار الوقائع ونفي الأحداث والالتفاف حولها نعم نسمع في بعض الحالات النادرة العابرة عن اعلان موقف يتضمن اسقاط النظام ونعلم بالوقت ذاته أنه لاقيمة للكلام الشفوي أمام الممارسات والاتفاقيات والتعهدات حتى النظام وفي هذه المرحلة لم يعد يهتم بالكلام بل ينطلق في حكمه من الأعمال فلو فرضنا جدلا أن هذا الحزب يؤمن ويعمل من أجل اسقاط النظام فكيف يقوم رئيسه بمغادرة مطار دمشق والقدوم اليه ؟ ويقوم النظام بالوقت ذاته بقتل وخطف واعتقال العشرات يوميا من الذين يعملون قولا وفعلا على اسقاط نظام الاستبداد .
اعتقد البعض أن مجلس الأحزاب الكردية سيدين أعماله على وجه السرعة أو سيفك ارتباطه ويعلن انسحابه من لجانهم المشتركة ولكن غاب عن هذا البعض أن الخط السياسي العام بخصوص النظام والثورة والمعارضة يكاد يكون واحدا وأن هناك أطرافا في المجلس تسلك المنحى ذاته ولكن بطرق أخرى نقول ذلك ونتركه للزمن لعلنا نكون مخطئين .
ليس هناك من أمر مستحيل في العمل السياسي والرجوع من الخطأ صواب قبل أن يتحول الى خطيئة كبرى والتحدي الأول والأساسي الذي يواجهنا جميعا هو اعادة ترتيب البيت الكردي في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة والشروع في انجاز وحدة الصف الكردي على قاعدة الاتحاد في اطار الاختلاف وائتلاف جميع الأطراف والتيارات والتنسيقيات في اطار تحالفي جبهوي بقيادة مشتركة ديموقراطية تمثل الكرد في جميع المحافل بالداخل والخارج والتوافق حول خطاب سياسي عام بحدوده الأدنى التي لايجوز تخطيها وهي الالتزام بتفكيك واسقاط نظام الاستبداد مؤسسات وبنى وقواعد ورموزا وآيديولوجيا واعتبار الكرد شعبا وحراكا جزءا لايتجزأ من الثورة السورية والعمل من أجل تحقيق طموحات الشعب الكردي بحسب ارادته الحرة في مرحلة مابعد الاستبداد .
منذ بدايات الثورة السورية كان جليا أن الرأي العام الكردي يميل الى تأييدها وأن الشعب الكردي عموما وفئات الشباب والعديد من التيارات السياسية يعتبر أنها ثورته وكانت المشاركة الفاعلة منذ اعتصام وزارة الداخلية يوم السادس عشر من آذار 2011 وحتى الآن وسارت الأمور بالمناطق الكردية بصورة شبه طبيعية وبتكاتف وتنسيق وخطاب موحد (الشعب يريد اسقاط النظام – واحد واحد واحد الشعب السوري واحد) الشباب يتصدرون المظاهرات السلمية باسناد شعبي جماهيري منقطع النظير ويحركون الشارع بتفانيهم وتضحياتهم في غياب كامل للغالبية الساحقة من الأحزاب التقليدية وكان موقع الكرد وموقفهم هاجسا حقيقيا مقلقا لصانع القرار في دمشق فلجأ الى المخطط القديم مجددا بغية كسب موالاة الكرد أو تحييدهم في آخر المطاف واستنجد بالعديد من أصدقائه القدامى والحاليين وبينهم السيد رئيس جمهورية العراق كما بدأ البحث عن أوراقه العتيقة فوجد حزب السيد أوجلان وهكذا اكتملت حيثيات تناول مخطط – تكريد الصراع – على الساحة السورية من جديد وتحققت خطوتان تمهيديتان متزامنتان بهذا الاتجاه بعد انقضاء مايقارب الثمانية أشهر من عمر الثورة السورية قد يكون مصدر قوة الدفع واحدا وكذلك الآليات والهدف فعادت الحرارة الى علاقات النظام السوري مع حزب السيد أوجلان وعاد المئات وفي روايات أخرى الآلاف من مسلحي – ب ك ك – وتوزعوا في المناطق الكردية وخاصة جبل الأكراد وأعلن عن قيام – المجلس الوطني الكردي – من القامشلي بترتيب معين معروف ولأن الهدف كما هو تحييد الكرد في المسألة السورية فكان من نتائج الخطوتين المتزامنتين حصول انقسامات جديدة في الساحة الكردية واضعاف الزخم الشبابي في تسيير وقيادة التظاهرات الاحتجاجية والتشكيك بجدوى الثورة وأهدافها وشعاراتها والامعان في محاربة المعارضة السورية ليس من باب المطالبة باصلاحها بل لاضعافها واظهارها مثل أو أسوأ من النظام والى جانب ذلك تسعى الأحزاب التقليدية في المجلس وكذلك حزب الاتحاد الديموقراطي المتفرع عن حزب السيد أوجلان الى اعادة نفوذها بل الاستفراد بالقرار الكردي والغاء الآخرين وتحسين صورتها الباهتة بطريقتين : الاستقواء بالبعد القومي من خارج الحدود ومايتفرع عنه من امكانيات مادية ودعم معنوي أو السيطرة عنوة على مقدرات الساحة الكردية ومصدر القرار السياسي ومقاليد السلطات التنفيذية وسلطة المحاكم الميدانية واقامة السجون ونصب الحواجز المسلحة واذا دعت الحاجة تنفيذ عمليات الاغتيالات والخطف والتعذيب وهذا ماتقوم به جماعة حزب السيد اوجلان في وضح النهار تحت سمع وبصر ورضا سلطات نظام الاستبداد نقول ذلك ليس من باب التهجم أو اختلاق الأخبار ففي غضون اسبوعين حصلت حوادث عدة ومنها وعلى سبيل المثال لاالحصر: ربط سيدة بأحد عواميد الكهرباء بحي الشيخ مقصود واهانتها واذلالها أمام المارة كعقوبة بدون محاكمة قضائية مستقلة من الجهات المختصة وطعن الشاب – تيكوشين نوري خوجة – عند حاجز ل ب ي د امام حاجز قرية – سينكا – واعتقال وخطف مجموعة من أهالي القرية وقبل ذلك ماحصل لأهالي قرية – باسوطة – وقد أكد ذلك اليوم حزب آزادي الكردي في بيان له وقبيل ذلك مقتل الشهيد – رمضان أبو سامان – في منطقة القامشلي وقبل ذلك ليس بكثير ماحدث أمام جامع – قاسمو – بالقامشلي وتهديد العشرات من الناشطين الكرد بينهم مثقفون وكتاب ومن الغريب والمستهجن أن تصر هذه الجماعة في تصريحات مسؤوليها على عدم وجود أية اتفاقية مع السلطات والأكثر غرابة أنها تمارس على الساحة الكردية السورية بعكس ماتدعيها بخصوص الساحة الكردية التركية فهناك تقوم بعمليات عسكرية ضد النظام وتطلب هنا من الكرد عدم المشاركة في الثورة السورية من أجل الحرية وهنا تقوم بدور – حراس القرى – وهناك تحاربهم وللامانة يتشابه خطابها هنا وهناك عندما يتعلق الأمر بتخوين والغاء الآخر وممارسة القمع تجاه المخالف وارهاب الناس المدنيين واتهام الجميع بالأردوغانيين .
من المنطق أن ندعو حزب – ب ي د – الى الكشف عن صفقة – ب ك ك – مع نظام الأسد اذا كانوا على علم بها والافصاح عن مايدور بخلدهم وعن حقيقة موقفهم والدفاع عنه أمام الشعب لاأن يختبؤوا وراء الشعارات وانكار الوقائع ونفي الأحداث والالتفاف حولها نعم نسمع في بعض الحالات النادرة العابرة عن اعلان موقف يتضمن اسقاط النظام ونعلم بالوقت ذاته أنه لاقيمة للكلام الشفوي أمام الممارسات والاتفاقيات والتعهدات حتى النظام وفي هذه المرحلة لم يعد يهتم بالكلام بل ينطلق في حكمه من الأعمال فلو فرضنا جدلا أن هذا الحزب يؤمن ويعمل من أجل اسقاط النظام فكيف يقوم رئيسه بمغادرة مطار دمشق والقدوم اليه ؟ ويقوم النظام بالوقت ذاته بقتل وخطف واعتقال العشرات يوميا من الذين يعملون قولا وفعلا على اسقاط نظام الاستبداد .
اعتقد البعض أن مجلس الأحزاب الكردية سيدين أعماله على وجه السرعة أو سيفك ارتباطه ويعلن انسحابه من لجانهم المشتركة ولكن غاب عن هذا البعض أن الخط السياسي العام بخصوص النظام والثورة والمعارضة يكاد يكون واحدا وأن هناك أطرافا في المجلس تسلك المنحى ذاته ولكن بطرق أخرى نقول ذلك ونتركه للزمن لعلنا نكون مخطئين .
ليس هناك من أمر مستحيل في العمل السياسي والرجوع من الخطأ صواب قبل أن يتحول الى خطيئة كبرى والتحدي الأول والأساسي الذي يواجهنا جميعا هو اعادة ترتيب البيت الكردي في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة والشروع في انجاز وحدة الصف الكردي على قاعدة الاتحاد في اطار الاختلاف وائتلاف جميع الأطراف والتيارات والتنسيقيات في اطار تحالفي جبهوي بقيادة مشتركة ديموقراطية تمثل الكرد في جميع المحافل بالداخل والخارج والتوافق حول خطاب سياسي عام بحدوده الأدنى التي لايجوز تخطيها وهي الالتزام بتفكيك واسقاط نظام الاستبداد مؤسسات وبنى وقواعد ورموزا وآيديولوجيا واعتبار الكرد شعبا وحراكا جزءا لايتجزأ من الثورة السورية والعمل من أجل تحقيق طموحات الشعب الكردي بحسب ارادته الحرة في مرحلة مابعد الاستبداد .