فحين يقوم شخص ما أو جماعة بقصد أو دون قصد بالعبث والاستهتار والعمل لأجل المنفعة الشخصية والعائلية والحزبية على حساب القيم والثوابت والحقوق والطموحات القومية وحرمة مشاعر الجماعة فإن هذا لأمر فظيع واختلاس وطعن بشخصية المجتمع ككل ولا يمكن القبول به من كان لديه قليل من الأخلاق القومية والحس الوطني والإنساني.
فعلى الأقل لا بد من فضح هؤلاء والتشهير بهم وتعريتهم أمام الرأي العام الكردي وليس النقد حيث لا يفيد هذا الصنف من البشر نقدا ولا تنبيها.
فلكل إثم حكما وخاصة لمن يعبث بمصيرنا شر عبث .
المصيبة الكبرى عندنا نحن الكرد تكمن في مدى علم ودراية بعض النخب السياسية والقوامون على شؤون الكرد فيما يتعرضون له من المشاكل ويعيشونها وتسبب في عبوديتهم وبؤسهم وتطحنهم طحناً مخلوطاً بمرارة اليأس والألم وعجاف السنين ثم تعرج هذه النخب بلا خجل سواء كان سياسيا او مثقفا أو رجل دين إلى مشكلة أخرى ليست من الأهمية بمكان في حياة الكرد على الأقل مرحلياً وتجعلها عقد العقد ويشتغل عليها وتسخر الناس من حولها في هذه المسألة الثانوية مقارنة مع المشكلة الكبرى التي تتعلق بحقوقهم ومستقبلهم في الغد وجعل أنفسهم القضية الأساسية بل القضية القومية لأجل مصالح شخصية وغالبا ما تكون تافهة وسخيفة كوضع مصلحة الحزب والعائلة والأفراد فوق مصلحة الأمة والقومية.
تكمن فعل الدعارة السياسية في سلوك الأفراد وأفعال الرجل الذي يمارس السياسة في سلوكيات عدة تبعا لكل حالة.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق ماذا فعل كل هذا الرهط الكبير من رجال السياسة المزيفين – مع استثناء الطيبين والغيارى من الأخوة الأعزاء من السياسيين ومن لهم باع طويل في الكردايتي – ومن حولهم من الطبالين والزرنجية في الدكاكين الحزبية…؟ أليس خلو حزب ما من مشروع سياسي عملي وعدم امتلاكه أدوات ووسائل وأفراد للقيام بعمل مفيدة في هذا الزمن وزعمه ممثلا حقيقيا للشعب الكردي دون فعل يذكر لوناً من ألوان الدعارة السياسية… ؟ أليست مراوحتنا للمكان في غضون الحراك السوري العام مشتتين بلا تحقيق شيء ملموس ونحن ملتهون بأنفسنا كل على حدا خداع ودعارة صرفة ..؟ أليس من الدعارة السياسية أن يقتصر الحزب في وجوده على رئيس الحزب وأمينه العام وجريدة الكترونية وعضوية بعض من الأفراد وتعنته في سلوكه الوحدوي على حساب وحدة الصف …؟ أليس موت الديمقراطية وتقزيمها داخل الحركة السياسية كاستمرار رئيس الحزب وصيا حتى الممات هي روح الدعارة السياسية بعينها..
؟ أليس غياب الخطاب والقرار السياسي الموحد للسياسة الكردية في الراهن المعاش وحضور الروح الحزبايتية بقوة والتشتت هو الدعارة السياسية بذاتها …؟؟ أليست إدارة العملية السياسية الآن بمفهوم والعقلية الأمنية والاستبداد وتدار كالسلطة الحاكمة في الأمر والنهي هي ممارسة فعلية للدعارة السياسية وتفسد وتخرب ما تستطيع على حساب قيم وتراث وتاريخ هذا الشعب..؟ أليس الساكت عن الخطأ ديوث وشيطان رجيم وهو يرى الفساد ويغض الطرف ويشارك في التستر عليه ويؤدي دور الديوث السياسي والعاهر في نفس الوقت وذلك كله على حساب الكرد وهويتهم وحقوقهم ومستقبلهم السياسي..
؟
أليس الانتهازيون الجدد من المستقلين والمتثاقفين “أنصاف الكرد روحا ووجدانا” بعقد القران وزواج المتعة من العاهر السياسي دعارة وخنا.
فمتى كان هؤلاء حريصون على مصير وحقوق هذا الشعب قبل مصالحهم يا من كانوا يخافون على بيضة دجاجتكم وهي كانت تساوي عندكم الكرد وكردستان مجتمعة ومثلها كأس الثمل والثمالة وحفنة من الليرات والآن يتعمدون بماء زمزم الكردايتي لتنظيف رجسكم وقذارتكم ومتجاوزين الحدود ويعبثون..
أين أنتم يا من يزعم بمثقفي الكرد..
أليس من الدياثة مما يحصل من استهتار بقيم وقدرات هذا الشعب في مرمى العيون ولماذا لا رأي فيما يحصل..؟ أين أنتم يا من بقي له من جذوة ضمير من تجار ولصوص القضية ومن هواة جمع الألقاب والكراسي وعلى حساب من تجري ..؟ أين كانوا ومتى وكيف استيقظ ضمائرهم..؟ أليس بسبب تقاعسكم وجبنكم ؟ أين أنتم يا شباب الكرد من التغيير وثقافة التجديد وكان أمل أن تكونوا رواد المستقبل وانتم في كنف القديم متظللون والبعض منكم منتفعون ربما قد أصبح مصيرنا في مهب الريح ..؟ أين أنتم يا من لا تقفون مع هذا ولا ذاك باسم المستقلين والوطنيين مع أي صف تقفون ؟ في صف الدعارة السياسية و صف الديوث السياسي* أو أنتم الفيصل في الحكم وسوف تتحركون ..
.
خلاصة الكلام ومن الكلام ما نفع ….
متي سيكون لك يوما من رأي وقرار سديد يا كردو من أجل مستقبلك ضد العاهر والديوث السياسي وتكون أنت وأنت فقط سيد قرارك ومصلحتك في هدم الأصنام ومقامات الغرانيق الأولى والجديدة …هذه أسئلة برسم الأمانة لمن لديه الإجابة ..
*الديوث : هو الذي لا يغار على أهله ومحارمه ويرضى بالمعصية والفاحشة والخنا عليهم ويسكت عن الأخطاء الفاحشة والموبقات..
21.6.2012