جرت خلال اليومين الماضيين عدة لقاءات بين المجلس الوطني الكردي و مجلس الشعب لغرب كردستان و حزب الاتحاد الديمقراطي ..
ما هي نتائج هذه اللقاءات و الاتفاقات التي وصلتم إليها؟
لقد كنا عقدنا اتفاقاً مشتركاً في الحادي عشر من شهر حزيران متضمنة 7 نقاط و مع الأسف فإن هذا الاتفاق لم ينفذ بالشكل المطلوب والكامل و ظهرت هناك صعوبات في تطبيقها، و مؤخراً و لعدة أيام عقدت عدة قوى كردية سورية و حزب الاتحاد الديمقراطي لقاءات في مدينة هولير عاصمة إقليم كردستان برعاية الأخ مسعود بارزاني ، و قد تم الاجتماع الأول يوم السابع من الشهر الحالي و استكملت اليوم هذه اللقاءات و توصلنا معا إلى أتفاق جيد و هام بين القوى الكردية المنضوية في المجلس الوطني الكردي و بين PYD للعمل معاً على أرضية مشتركة على الساحة الكردية في سوريا و تبديد المخاوف حيال الاقتتال الأخوي بين الطرفين، و ستستمر هذه اللقاءات الايجابية بين الطرفين.
و قد توصلنا إلى اتفاق حول نقطتين أساسيتين أولها تشكيل هيئة رئاسية سياسية بين الطرفين و ثانياً تشكيل هيئة مشتركة للحوار مع الجهات الأخرى و الأطراف الخارجية، و ستضم هذه اللجنتين كل الأطراف الكردية في سوريا من أحزاب المجلس الوطني الكردي و حزب الاتحاد الديمقراطي ، و نأمل هذه المرة أن ينجح هذا الاتفاق و أن نتخلص من مخاوف خلق حالة صراع كردي في هذه المرحلة الحرجة التي نمر بها.
هل تضمن هذا الاتفاق الجديد البنود السبعة التي تضمنتها الوثيقة السابقة الموقعة بينكم قبل شهر؟
نعم لقد كانت الوثيقة السابقة هي الأساس و المرجعية لحواراتنا الحالية و بنينا عليها الاتفاق الجديد الحالي.
ماذا عن العمل الميداني ـ إذ من المعلوم إن PYD يملك نقاط سيطرة و لديه لجان مسلحة تعرف باسم لجان الحماية الشعبية ، هل تضمن الاتفاق العمل سوية في هذا المجال؟
لقد اتفقنا حول هذا الموضوع أيضاً ، إذ كان يتضمن اتفاقنا السابق أيضاً ضرورة إلغاء المظاهر المسلحة في المناطق الكردية، واتفاقنا الحالي أيضاً يتضمن إلغاء هذه المظاهر المسلحة، أما لجان الحماية الشعبية فستكون مشتركة بين الطرفين، المجلس الوطني الكردي و بين PYD.
و ماذا عن السيطرات ( نقاط التفتيش )؟
لقد تضمن الاتفاق إلغاء نقاط السيطرة و التفتيش، و في حال وجودها فستكون أيضاً مشتركة بين الطرفين و ليست تابعة لـ PYD لوحده .
المجلس الوطني الكردي و PYD كل منهما شكل مجالسه المحلية و لجانه الخاصة، هل الاتفاق يشير إلى إن هذه المجالس ستقوم بالتعاون فيما بينها مع الاحتفاظ بخصوصيتها أم أنها ستندمج في هيئات مشتركة؟
ستكون هذه اللجان مشتركة بين الطرفين مع التأكيد على أن تكون منزوعة السلاح ، و العمل بشكل سلمي من خلال الحوار الجاد بين الطرفين ، مع الاحتفاظ بحق كل طرف للعمل من أجل حزبه ، و لكن ضمن قرارات الهيئة الرئاسية المشتركة و ضرورة الالتزام بها.
يعني أن النضال في غرب كردستان سيكون بشكل سلمي؟
بالتأكيد بالشكل السلمي ضمن قرارات الهيئة الرئاسية المشتركة.
و متى ستتشكل هذه الهيئة؟
لقد بدأ العمل على تشكيلها منذ الآن.
لقد كان PYD يعاتب المجلس الوطني الكردي أنه يقوم بالحوارات الدبلوماسية الخارجية لوحده ، هل تضمن الاتفاق هذه النقطة أيضاً؟
نعم لقد تم الاتفاق حول هذه القضية أيضاُ، و سيشترك حزب الاتحاد الديمقراطي معنا في لجنة العلاقات الخارجية و من خلالها يستطيع العمل جنباُ إلى جنب معنا.
كيف تقيمون دور إقليم كردستان لحل المسائل العالقة بين الطرفين؟
لقد كان الدور ايجابياً، لقد ساهموا بخلق أرضية لعقد هذه اللقاءات و يريدون أن تتوصل القوى الكردية في سوريا إلى تفاهم مشترك فيما بينهم، و إذا استمر هذا المسعى في هذا الاتجاه فهو أمر إيجابي بالتأكيد.
هناك قضية هامة تطرح نفسها و هي قضية الجنود الكرد المنشقون عن الجيش السوري و لجوئهم إلى هنا، ما هي مشاريعكم حيال هؤلاء ؟
لقد لجأ الكثيرون ممن انشقوا عن الجيش إلى إقليم كردستان، و هم بالآلاف، و من حزبنا فقط وصل العدد إلى ما يقارب 300 شخص، ولقد كنا نأمل من الإخوة في الإقليم بأن يساهموا في مساعدتهم، و لكن مع الأسف و أقولها من خلال فضائيتكم، إن حكومة الإقليم لم تقم بواجبها تجاههم بالشكل المطلوب.
ما هي مشاريعكم انتم المجلسين حيال هؤلاء الجنود، صحيح بأنكم تصرون على الخيار السلمي، و لكم طبعاً من حقكم أيضاً تشكيل قوة عسكرية لحماية أنفسكم، فهل يوجد لديكم مشروع حيال تنظيم هؤلاء الجنود؟
بعد تشكيل الهيئة الرئاسية المشتركة سيعود لها القرار حيال إيجاد وضع لهؤلاء الجنود المنشقين، و سيكون الوضع أفضل حالاً آنئذ ، لأن أي حركة لوحدها ستكون موضع انتقاد لدى الشعب الكردي ، وهذا هو السبب في انتقادنا لـ PYD لأنهم تصرفوا لوحدهم و حملوا السلاح، و إذا ما حمل كل طرف السلاح من جهته فهذا يقودنا إلى الاقتتال الكردي ، وليس حماية الشعب.
و إذا ما تم تشكيل هيئة الرئاسة حينها سيعود إليها القرار حيال وضع هؤلاء الجنود المنشقين و أولئك المطلوبين للخدمة العسكرية ، و بالتأكيد سيكون أي قرار حينها في خدمة الشعب الكردي و ليس في خدمة حزب ما ، و ستتبدد المخاوف من الاقتتال الكردي الكردي و هو الأمر الذي يثير مخاوفنا و هواجسنا، هذا الصراع الذي يدفع باتجاهه أعداء الكرد، و أعداءنا كثر ممن يريدون خلق هذه الحالة التي تضر بشعبنا و قضيته.
و نأمل أن نبعد هذه المخاوف و حينها يبقى كل شيء ميسوراً.
نعود إلى مؤتمر القاهرة الذي يمنح الكرد أية حقوق تذكر و الذي دفع نحو ضرورة توحيد الموقف الكردي، هناك العديد من الروايات حول هذا المؤتمر ، نريد أن نستوضح من جنابك ما حصل في المؤتمر؟
كما حصل في مؤتمر اسطنبول حيث كنت رئيساً للمؤتمر، فقد كنت رئيساً للجلسة الأولى لمؤتمر القاهرة، و قد كان قرارنا عدم الانسحاب و المقاطعة في حال عدم الاستجابة لمطالبنا ، حينها نجتمع و نتخذ القرار المناسب حياله، ولكن مع الأسف تسرع بعض رفاقنا و حملوا الميكرفون و أعلنوا المقاطعة، و هذا برأيي عاد علينا بموقف سلبي تجاهنا، برأيي كان علينا أن نجتمع معاً و نتخذ موقفاً موحداً و أن نلتزم بقرارنا الذي اتخذناه سوية، و أن نجتمع للحوار حول أي السبل الواجب اتخاذها ، و قد كان قرارنا هو عدم الانسحاب و المقاطعة في كل الأحوال، بل هو إيجاد طريقة تخدم طرحنا ، و قد كانت نتائج مؤتمر اسطنبول و اللجنة التحضيرية لمؤتمر القاهرة جيدة، لكن بعض الشوفينيين العرب خاصة ممثلي العشائر الذين كانوا سبباً في حذف بعض الفقرات من وثائق اللجنة التحضيرية ، و قد وجدنا هذا الأمر سيئاً وخطراً ، ولكن بالرغم من ذلك فقد كان قرارنا بعدم الانسحاب و لكن مع الأسف فقد تسرع بعض الإخوة بالانسحاب و هو الأمر الذي عاد علينا سلبياً.
هل كان هناك أمل بتغيير الموقف في حال عدم الانسحاب؟
في حال كان هناك أمل أم لم يكن، فليس أمامنا سوى الحوار مع المعارضة السورية، و لا يوجد أي حل هناك سوى الحوار ، و باعتقادي أنه كان بإمكاننا تعديل بعض الفقرات باتجاه أفضل.
في حواراتكم السابقة ذكرتكم أسماء العديد ممن قلتم أنهم يدعمون الكرد ، هل تغيرت مواقفهم تجاه الكرد أم لا؟
مواقفهم لا زالت على حالها، و لكن من الضروري معرفة بأن هناك أمور أخرى تجري ، فنحن لسنا وحيدون في هذا الميدان ، هناك أياد خارجية تدخل على الخط، و هناك أياد شوفينية تلعب دورها، و مشكلتنا لا تحل من جانب واحد ، و هناك أطراف خارجية لا تريد أن يحصل الكرد على حقوقهم في سوريا، و لهم دور كبير في ما يجري و بالأخص تركيا ، فتركيا تدعم المجلس الوطني السوري، و الإخوان المسلمون يهيمنون على المجلس الوطني السوري ، وهم لا يريدون إعطاء الكرد حقوقهم القومية كشعب في سوريا، هم يريدون إعطاء الكرد بعض الحقوق القليلة، و أنا أعتقد بأنهم سيفشلون في هذا المجال، إذ لا أحد يستطيع أن يحكم سوريا بتجاهل الكرد، إلا إذا كان حكماً دكتاتورياً قاتلاً لشعبه، و إلا فأن أي نظام آخر لن يستطيع أبداً تجاهل حقوق الكرد.
و لهذا فأنا أؤمن بأنهم سيعودون إلى الكرد ليتفاهموا معهم، و أريد أن أوضح عبر فضائيتكم كلي كردستان بأن هناك مثل كردي يقول: من يطلب الكثير و من يطلب القليل فهم خاسرون و محرومون من البازار.
لذا علينا الانتباه جيدا لهذه المسألة، أن نطالب بشيء يعتبره من يقابلنا من العرب بأنه كثير ، أو أن يعطونا هم شيء يعتبر تافها قياساً إلى حقوقنا كشعب.
و باعتقادي إننا سنلتقي بين هاتين المسافتين، حتى لو طالبنا الكثير أو هم أعطونا القليل ، فإننا سنلتقي حتماً في مكان ما.
كيف يرى الكرد الموجودون ضمن المجلس الوطني السوري الذي يعتبر ممثلاً شرعياً للشعب السوري دولياً القضية الكردية في سوريا، خاصة و إن رئيس المجلس كردي؟
لا أعتقد بوجود تغيير بموقف المجلس، و أعتقد بأن برهان غليون كان باستطاعته أن يخطو خطوات أوسع تجاه القضية الكردية من عبد الباسط سيدا، و هذا رأيي و قد أكون مخطئا به، و هؤلاء الموجودون باسم الكرد في المجلس الوطني السوري غير قادرين على تغيير شيء في موقف المجلس لأنهم كرد.
و نحن نطالب بتغيير الموقف السياسي للمجلس ، و لا يتعلق الأمر بتغيير الأشخاص سواء أكانوا كرداً أم عرباً أم آشوريين، فإذا ما تغير القرار السياسي حينها ندرك بأن هذا جيد، و علينا أن لا نأخذ الأمر من الناحية القومية الضيقة، أي إذا كان رئيس المجلس كردي فإن هذا أمر جيد، بل يجب أن نقيس الأمر من ناحية موقفه من الكرد و الحقوق الكردية، حينها نستطيع التقييم.
ما الفرق بين القومية الكردية أو الشعب الكردي و ماذا يتغير في الموضوع عند الكرد في هذين المصطلحين؟
لقد كانت الوثيقة تتضمن الشعب الكردي، و لكن بعد خروجنا و انسحابنا قاموا بتغيير كامل في الوثائق من الشعب الكردي إلى القومية الكردية، و قد أخطأ هؤلاء الإخوة العرب الذين قاموا بهذا التغيير خطأ كبيراً، فإذا كما قد أخطئنا بانسحابنا، إلا أنهم أخطئوا خطأ كبيراً بردة فعلهم هذه، و كما نقول الآن بأننا تسرعنا و أخطئنا بانسحابنا ـ فسيأتي اليوم الذي سيقرون فيه بأنهم أخطئوا أيضاً بحق الكرد بتصرفهم هذا.
أي طرف في المعارضة كان يعادي الحقوق الكردية أكثر من غيره؟
لا أستطيع القول بأن هناك إطار معين كان وراء ذلك، فهناك شخصيات كثيرة جديرة بالتقدير و جيدة في المجلس الوطني السوري و كذلك في المنبر الديمقراطي و أيضاً في هيئة التنسيق الوطنية، و لكن هناك أيضاً في كل هذه الأطراف شخصيات قومجية و شوفينية.
هناك من يرى بأن المعارضة السورية كلها ليست صاحب قرارها ومستقلة به ، فهناك دائماً من يوجهها و هذا أمر يعرفه الجميع، في هذه الحال ألا يستحق القول بأن هناك أطراف دولية تعادي الحقوق الكردية؟
القول بأن الأطراف الدولية تعادي حقوق الكرد فهذا يشمل الولايات المتحدة و الدول الغربية أيضاً و موقفهم تجاه الكرد موقف ايجابي، و لكن يمكن القول بوجود أطراف إقليمية تعادي الحقوق الكردية، ففرنسا و بريطانيا و ألمانيا و هولندا و بلجيكا و السويد موقفهم ايجابي من القضية الكردية، و لكن إذا وجد طرف يعادي الكرد فهم من المنطقة ، هذه النظرة القاصرة و العدائية تجاه الكرد موجودة في منطقتنا، في الشرق الأوسط.
كما قلت سابقاً بان تركيا تدعم المجلس الوطني السوري الذي يعتبر ممثلاً شرعياً للشعب السوري، و لكن بدا من الواضح بأن تركيا أيضاً غير مستقلة بقرارها في ما يخص الأحداث الجارية في المنطقة و في ليبيا مثلاً اضطرت تركيا إلى دعم جهود الناتو في الإطاحة بالقذافي لذا فتركيا لا تستطيع لوحدها التصرف تجاه الكرد بهذه العدائية؟
موقفها تجاه الكرد هو مستقل، ربما موقفها من ليبيا قد لا يكون مستقلاً، و لكن تجاه الكرد مستقل و سياساتها حيال إيران و سوريا لا تتغير في اتفاقها على معاداة الكرد.
قد تختلف تركيا مع إيران و سوريا سياسياً و لكنها حتماً لا تختلف معهما حيال القضية الكردية .
بعد دخولكم مرحلة جديدة إثر الاتفاق الذي تم اليوم في هولير و توحيد الموقف الكردي و تشكيله قوة أكبر كيف ترون علاقاتكم مع المعارضة السورية في المستقبل خاصة بعد الظلم الذي تعرض له الكرد في مؤتمر القاهرة؟
نأمل أن نتوصل إلى تفاهم مع المعارضة السورية للعمل المشترك سوية ، و أن لا يتأخر هذا الأمر ، بل أن يتم خلال الأيام القادمة، ونحن بعد الاتفاق مع PYD نشكل قوة أكبر من ذي قبل و سنكون في موقف أكثر قوة خلال حواراتنا مع المعارضة السورية و نستطيع أن نقنعهم بأن المسألة الكردية لا يمكن إهمالها أو التغاضي عنها، و يجب إيجاد حل لها، فبدون حل المسألة الكردية في سوريا، فإن مشكلة سوريا لن تحل أبداً ، و إذا أراد احد العرب أن يقول لشعبه بأنه سيبعد الكرد، فمعناها بأنه يريد لسوريا أن تبقى في ظل نظام دكتاتوري مستبد ظالم، ولن يتغير شيء في سوريا، فالمشكلة السورية عند حلها يجب أن تتضمن حل جميع مشاكل مواطنيها و من بينهم الكرد ، و إلا فأن مشاكل سوريا ستبقى بدون حل، في حال أهملت القضية الكردية.
كيف كان دور الكرد في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس وهل استطاع الكرد أن يبينوا قضيتهم خلال المؤتمر؟
لم نستطع إدراج القضية الكردية خلال المؤتمر، و باعتقادي إن السبب يعود إلى ما حصل في مؤتمر القاهرة و الذي اعكس سلباًُ في مؤتمر باريس.
شكراً لك أستاذ عبد الحميد درويش، فقضية الشعب الكردي ليست قضية سهلة مع وجود الكثير من الأعداء لها، و لكني أجزم بأن الشعب الكردي مرتاح و متفائل بمستقبله لما توصلتم إليه من اتفاق بين القوتين الأساسيتين و نحن أيضاً بدورنا سعداء لهذا الاتفاق و نشكرك أيضاً على تخصيصك لهذا الوقت معنا.
أعزائي المشاهدين نشكر الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا و رئيس لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكردي على هذا اللقاء .
شكرا لك، و الشكر لكلي كردستان لإتاحة الفرصة لنا للنقل رأينا و أشكركم على تغطية ما يحدث في كردستان سوريا و نقله للشعب الكردي هنا و في سوريا و في كل مكان.
كتابة النص و الترجمة: موقع الديمقراطي