الطراطير

 دلكش مرعي

   مفرده الطرطور وله العديد من التعاريف فمنها ما يعرف
الطرطور  بأنه  هو الانسان الوغد البسيط  الساذج ومنها ما يعرفه بأنه اللئيم
الخسيس الذي يشعر بالحقد والغبن اتجاه الآخرين إن  لم تسخر له كل الأمور وأخرى تعرفه  بأنه الإنسان الساذج الذي  لا أصل له ولا جذور أما كردياً فيسمى – be bav –  أو – sg sga – أو – be asle – أو – seeor tale -والطراطير هم انواع فبالإضافة الى الطرطور العادي
هناك المثقف الطرطوري والسياسي الطرطوري وكلهم من مخلفات ونتاج تراث المجتمعات
االمأزومة فكرياً وثقافياً وقيمياً وتربوياً التي تطغى عليها المفاهيم الشمولية
العقائدية البدائية الأقل تقديراً واحتراماً لإنسانية الإنسان وحقوقه وكرامته  … 
وقد حولت هذه الشريحة تاريخياً وبسبب صفاتها المذكورة المجردة
من القيم الإنسانية قد حولت إلى وقود وحطب لأعتى النظم الدموية والهمجية والفاشية
والعنصرية  في التاريخ البشري …

 ويعود سبب اعتماد النظم
العدوانية المستبدة على هؤلاء الطراطير دون غيرهم  هو أن لي الطرطور وتطويعه لا يحتاج
إلى الكثير من  الجهد هذا أولاً .

وثانيا فهو يتحول
إلى عبداً مطيع ينفذ أوامر سيده دون أي اعتراض وثالثاً  سهولة قولبة الطرطور وتطويعه حسب
الطلب فالطرطور يشبه الى حد كبير المادة الزئبقية السائلة التي تأخذ شكل القالب
الذي يصب فيه وهنا تكمن خطورة هذا النموذج فيمكن  تحويلهم إلى شبيحة أوغاد أو إلى رجال
أمن مجرمين مثل الأمن السوري أو حقنهم بنزعة طائفية عدوانية بغيضة أو غسيل دماغهم
بتعصب ديني كعناصر القاعدة أو تحويلهم إلى قوميين عنصريين كالبعث السوري أو زجهم
في قتال أخوي ضمن القومية الواحدة  أو شحنهم قبلياً أو طبقيا أو حزبياً
أو عائلياً أو أي تطرف آخر ..

أما بالنسبة للأسباب التي يؤدي إلى تدجين الطرطور
بتلك السهولة واليسر من قبل الأنظمة المستبدة أو الأحزاب ذات المفاهيم الشمولية
المتخلفة فلأن الطرطور ينتمي ببنائه الفكري إلى الشريحة المفلسة فكرياً والفاشلة
اجتماعيا أي ينتمي إلى الحثالة المجتمعية ولا يمتلك أي احترام في محيطه الاجتماعي
أو أي وزن له ونتيجة لهذه الحالة النفسية البائسة والمفلسة للطرطور فعندما يمنح له
مسئولية ما فيتورم أناه النرجسية ويصاب بالصلف والغرور والتطرف والتكبر ويعتقد في
قرار ذاته بأنه اصبح رجلاً ذا شأن وشخصية  ذات قيمة  فيتحول من طبعه الساذج البسيط – إلى
طبع مليء بالعنجهية والتكبر والطغيان والتأله كعناصر القوة الأمنية التي تتماها
تماماً بسلوك أسيادها في ممارسة القتل والغدر والجريمة والفساد وتتحول إلى أداة
مرعبة ينشر الرعب والخوف والإرهاب داخل المجتمعات .

ويعتبر سلوك الطرطور من بين
أفصح الأمثلة التي تدل على وضعية القهر والعجز والتخلف المجتمعي بكل أوجهها التي
تعاني منها مجتمعاتنا في هذه المنطقة فهذه السلوك تعبر بشكل جلي عن العجز والقصور
الذاتي واضطراب التفكير وغياب التفكير العقلاني بمنهجها العلمي الانساني وانتشار
ثقافة العنف المنبثقة من قيم الجهل والفكر الظلامي  التي تسلب إنسانية الإنسان وتقضي على
مستقبله عبر الحروب والصراعات المختلفة

كلمة أخيرة في نهاية هذه الأسطر نقول: بأن الحالة الصحية
المعافاة في الوجود الإنساني تكمن في النماء والارتقاء بالقيم الانسانية الحقة
والنبيلة التي تعطي الوجود بعده الإنساني ودلالته الإنسانية ليكون الإنسان سيداً
لنفسه وصانعاُ لمصيره ينشر ثقافة المحبة واحترام إنسانية الإنسان والسعي لإسعاده
لا ان يكون عبداً لقيماً عدوانية شريرة ينشر الحقد والكراهية بين البشر هذه القيم
التي دفع البشرية ضريبتها أنهاراً من الدماء والخراب والدمار   

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…