نسعى لأن تكون سوريا لجميع السوريين ومصطلح كردستان سوريا غير مستخدم في الخطاب السياسي للمجلس الوطني الكردي

 قال رئيس المؤتمر الوطني الكردي في سوريا والناطق بأسم حركة الأصلاح الكردي في سوريا ان الثورة السورية عززت العلاقات بين العرب و الكرد والمسيحيين تحت شعار الشعب السوري واحد ووصف العلاقة بين الشعبين الكلداني السرياني الآشوري والكردي، قائلا ” لقد وجدنا أنفسنا مع رفاقنا في المنظمة الآثورية في خندقٍ واحد نواجه معاً نظاماً يتجاهل أبسط حقوقنا الأمر الذي خلق وحدة حال بين كلا الشعبين في المنطقة وبلا شك فقد تفاعلنا بوعيٍ عال ومسؤولية كبيرة مع واقعنا ما دفعنا ككرد وكلدان سريان آشوريين، لتركيز تفكيرنا نحو الأمام ومستقبل شعبينا في سوريا ديمقراطية تحفظ مصالح الجميع”.
ويعتبر المجلس الوطني الكردي في سوريا الحاضن السياسي الأشمل للأكراد في سوريا، فقد تشكل على اثر انعقاد المؤتمر الوطني الكردي في مدينة القامشلي قبل عام من الآن، بمشاركة احد عشرة حزباً كردياً وبعض التنسيقيات الشبابية و الفعاليات الثقافية والاجتماعية، بالإضافة لعدد من المستقلين الكرد.

ويوسف من مواليد 1954، وهو من الشخصيات السياسية المعروفة على الصعيدين الكردي والوطني.،  ويحمل إجازة في الفلسفة والعلوم الإنسانية من جامعة دمشق، وهوعضو في “لجان إحياء المجتمع  المدني “منذ بدء تأسيسه في دمشق عام 2001، احد مؤسسي جمعية حقوق الإنسان في سوريا.

فكان لموقع “عنكاوا كوم”، لقاءاً خاصاً مع فيصل يوسف الذي أطلعنا على عدد من المواضيع الهامة على الساحة الكردية والجزراوية، والسورية.

فكان لنا معه هذا اللقاء:
 
     كيف تقرأ الوضع السوري اليوم، ميدانياً وشعبياً؟ 

لقد تطورت الأحداث كثيراً في سوريا منذ انطلاق الثورة السلمية إلا أن النظام لازال يعاند ويصر على التعامل مع الثورة على أنها مؤامرة خارجية واستمراره في الحل العسكري كخيار وحيد لقمع الثورة قاد البلاد إلى أن يصبح مشهد الدمار والموت أبرز مشهد سوري كما أدى هذا العند من قبل النظام إلى دفع قسم كبير من المعارضة إلى اللجوء إلى التسلح ما أدى إلى اتساع رقعة الدمار وبدأت الثورة تأخذ شكل الصراع المسلح حيث تتبادل المعارضة والنظام بشكل يومي السيطرة على مدن معينة بعد معارك مؤلمة أدت إلى نزوح المدنيين من مدنهم وقراهم إلى المحافظات الأكثر أمناً أو إلى خارج سوريا كالمخيمات التي أقامتها الحكومة التركية والأردنية، وحكومة إقليم كوردستان في العراق، إذا ما استمر الوضع بهذا الشكل فإن سوريا متجهة نحو مصير مجهول، عدد القتلى قارب العشرون ألفاً، والجرحى بالآلاف، والنازحون فاقو المليونين إنسان.

  أين موقعكم اليوم كمجلس وطني كردي على الساحة الوطنية السورية، وما مدى تفاعل الكرد في الثورة السورية؟

موقعنا في الساحة السورية كان تاريخياً، ولا يزال بجانب تلك الأصوات التي تطالب ببناء النظام الديمقراطي الذي يحفظ لجميع المواطنين حقوقهم دون تمييز، وهكذا تفاعلنا مع الثورة السورية، التي نحن جزء منها، ومطالبنا هي جزء من مطالب الثورة السورية، لقد قدمنا الشهداء ولدينا معتقلين على خلفية الثورة لقد تفاعلنا مع الثورة بما تقتضيه مصلحتنا كشعب كردي أصيل يعيش على أرضه التاريخية، فمع بدء الثورة بدأنا بالعمل على توحيد صفوفنا وبنينا مع رفاقنا في الحركة الكردية المجلس الوطني الكردي الذي بات يمثل الحالة التشريعية الأكثر تطوراً على صعيد القرار السياسي الكردي.

  كيف تقرأ واقع المعارضة السورية، وإلى أين وصلتم في علاقتكم مع المجلس الوطني السوري المعارض؟

أريد أن أكون صريحاً في هذه النقطة، أنا شخصياً كنت من أوائل من حاولوا فتح قنوات الاتصال مع المعارضة السورية منذ تسعينيات القرن الماضي ونجحنا في ذلك تعاملنا مع المعارضة على أرضية المصلحة الوطنية المشتركة وبنينا تصورات مشتركة وكنا شركاء فاعلين في إعلان دمشق 2005 الذي يعتبر الخطوة الأولى والأكثر تقدماً في تلك المرحلة ولم تكن على الأرض سوى تلك المعارضة! أما اليوم فهناك معارضات مختلفة ويمكنني القول بأنه بعض هذه المعارضات نحن لا نعرفها ولا نعرف شيء عن برامجها وتوجهاتها المستقبلية فهي وجدت بعد انطلاق الثورة بعضها كان عبارة عن تيارات غامضة وضئيلة في قاع المجتمع السوري.

أما بالنسبة للمجلس الوطني السوري فهناك لجنة علاقات منتخبة من المجلس الوطني الكردي وهي تقوم بالتواصل مع المجلس الوطني السوري وباقي الأطر المعارضة.

  إلى أي مدى تعتبر القرار الكردي في سوريا قراراً مستقلاً عن أكراد العراق وتركيا؟

الكرد في كل من العراق وتركيا لازالوا يناضلون من أجل الحصول على كامل حقوقهم ولنقل يناضلون من أجل الحفاظ على بعض المكتسبات التي حققوها في إطار دولهم، ككرد العراق على سبيل المثال، فهم منشغلون بالدرجة الأساس بقضاياهم لكنهم في الوقت ذاتهم مهتمون بالوضع في سوريا ويراقبون عن كثب تطور الأحداث على الأرض وخصوصاً حكومة إقليم كردستان فوجود التواصل وتبادل وجهات النظر لا يعني مصادرة للقرار السياسي الكردي في سوريا وإنما قد يكون دعماً لذلك القرار.

 اتفاق اربيل بين مجلسكم ومجلس شعب غرب كردستان، هل أصبحت حيز التنفيذ بشكل جدي، وماهي العوائق التي تواجه هذه الاتفاقية؟

لقد بدأنا العمل على تنفيذ الاتفاقية لكنها لم تنجز بعد فبناء أي إتفاق على الارض يحتاج لبعض الوقت خصوصاً أن الفراغات الأمنية والإدارية تتفاوت من منطقة لأخرى وليست مستقرة وطالما أن هناك عمل وحراك على الأرض فلاشك أن وجهات النظر ستختلف من حين لآخر إلا أن إرادة الطرفين واحد فيما يتعلق بضرورة تذليل أي عقبة كانت.

 كثرت في الآونة الاخيرة المظاهر الكردية المسلحة في الجزيرة السورية، متمثلة بما يسمى ” لجان الحماية الشعبية ” فأين أنتم كمجلس وطني كردي منها، وألا تخشون أن تدفع هذه الخطوة شركائكم من عرب ومسيحيين على ظواهر مسلحة شبيهة؟

نحن مع سلمية الثورة قولا واحداً لكن السلاح الموجود في المناطق الكردية لم يتسبب حتى الآن في أية مواجهات تذكر لأنه كما يبدو سلاح منضبط ويهدف إلى ملئ الفراغ الأمني في حال حدوثه، أما بالنسبة للأخوة العرب والمسيحيين فهم شركاء حقيقيون في التاريخ والمصير وقد ثبت خلال عام ونصف من عمر الثورة أن العلاقات بين العرب والكورد والمسيحيين هي علاقات شراكة مبنية على الاحترام المتبادل لخصوصية كل على حدا على العكس لقد عززت الثورة السورية تلك العلاقات بيننا وبين اخوتنا وشبابنا تظاهروا سويا جنباً إلى جنب منذ بدء الثورة تحت شعار الشعب السوري واحد.

  كثر الحديث عن مصطلح “المناطق الكردية” فماذا تقصدون بها، وأين انتم كمجلس من مشروع ما يسمى ” كردستان سوريا” ؟

نقصد بالمناطق الكردية موطن أبناء الشعب الكردي الذي كان يعيش فيه قبل اتفاقية سايكس
والحق بالدولة السورية الناشئة بموجب هذه الاتفاقية أما عن تسمية كردستان سوريا فهو لايستخدم الان في الخطاب السياسي للمجلس الوطني الكردي.

 كيف تقييم العلاقة بين الشعبيين الكلداني السرياني الآشوري والكردي؟ 

لقد وجدنا أنفسنا مع رفاقنا في المنظمة الآثورية في خندقٍ واحد نواجه معاً نظاماً يتجاهل أبسط حقوقنا الأمر الذي خلق وحدة حال بين كلا الشعبين في المنطقة وبلا شك فقد تفاعلنا بوعيٍ عال ومسؤولية كبيرة مع واقعنا ما دفعنا ككرد وكلدان سريان آشوريين، لتركيز تفكيرنا نحو الأمام ومستقبل شعبينا في سوريا ديمقراطية تحفظ مصالح الجميع.

 كونكم من المشاركين فيه، ما الذي حققه حتى الآن المجلس الأعلى للسلم الأهلي(عرب، كرد، مسيحيين) في القامشلي؟

أعتقد أن وجود هذا المجلس بحد ذاته هو إنجاز لأبناء المنطقة فهذا المجلس يعتبر صمام أمان لأبناء المنطقة ككل وهو إطار يتيح لنا التواصل وتبادل وجهات النظر فيما يخص مناطقنا وترك تشكيل هذا المجلس آثاراً نفسية عميقة لدى أبناء المنطقة بددت لديهم أية مخاوف كان من الممكن أن تؤثر في نفسية المجتمع وباعتقادي أن السلم الأهلي بات اليوم الأمر الأهم على مستوى سوريا.

 هناك تباين كبير في وجهات النظر بين أعضاء المجلس الوطني الكردي بخصوص وضع الشعب الكردي في سوريا ما بعد الاسد، فمنهم من يطالب بفدرالية، ومنهم بإدارة ذاتية، ومنهم بإقليم منفصل، أنتم ماهي نظرتكم بهذا الخصوص؟

تاريخياً وعلى مدى عقود كان مطلبنا الأساسي على صعيد الحركة الكردية في سوريا هو الحقوق القومية والسياسية في سياق الإقرار الدستوري بالشعب الكردي في سوريا أما اليوم فإن ظروف الثورة السورية وتأخر مخاض الحرية أدى إلى تمييع بعض الرؤى السياسية خصوصاً وأن الهدوء النسبي في المناطق الكردية قد أتاح الفرصة لمصارعي التنظير ليجددوا نشاطهم والحال نفسه في عموم المشهد السوري فهناك من يطالب بسورية ديمقراطية وآخر يريدها علمانية وغيرهم يريدها إسلامية.

والآن لدينا برنامج مرحلي متفق عليه حول تصوراتنا عن سوريا المستقبل وينص على ضرورة الاعتراف الدستوري بحقوق الشعب الكرد وحقوقه القومية المشروعة وفق العهود والمواثيق الدولية.

  هل هناك تخوف كردي من تنامي الحركات الإسلامية والتكفيرية في سوريا، وهل ستؤثر هذه الحركات على سوريا مستقبلاُ؟

من حق الجميع أن يجدوا مكانهم في سوريا المستقبل، ولا شك أننا لا نتفق مع التكفيريين، لأننا طلاب هوية وطنية ونسعى لأن تكون سوريا لجميع السوريين اياً كانت عقيدتهم أو مذهبهم السياسي.

كلمة أخيرة توجهها خلال “عنكاوا كوم” ؟

اعتقد أن سوريا الآن في مرحلة مخاض نحو وضع جديد يجب أن يحقق آمال السوريين جميعا في وطن يتسع لهم ولأمانيهم وليس ثمة صراع بين المكونات على أسس عرقية او طائفية ولابد للجميع من التعاضد والتكاتف لوقف حمامات الدم والبدء في مرحلة انتقالية لبناء دولة ديمقراطية تعددية لامركزية متعددة القوميات والأديان

المصدر: عنكاوا كوم

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود منذ تأسيس كثير من دول الشرق الأوسط خاصة تلك التي أُسّست نتيجة اتفاقية سايكس بيكو وخرائطها المفروضة بمبضع بريطاني فرنسي تركي، والأنظمة التي تكوّنت على إثرها عانت وما تزال تعاني من عقدة مركّبة بين هوية الدولة وأزمة نُخَبِها السياسية والثقافية ومفهوم المواطنة والانتماء، ومن أبرز ظواهرها التغييرات الدموية في الأنظمة السياسية التي حكمتها منذ منتصف القرن الماضي وحتى…

بدعوة من لجان تنسيق مشروع حراك ” بزاف ” لاعادة بناء الحركة الكردية السورية ، التامت الندوة الافتراضية الموسعة الثانية ليلة الثالث والعشرين من الشهر الجاري بمشاركة نحو أربعين شخصية وطنية مستقلة ، من بنات وأبناء شعبنا الكردي السوري ، من الداخل وبلدان الشتات ، ومن مختلف الفئات الاجتماعية ، وناشطي المجتمع المدني ، الذين تحاوروا بكل حرية ، وابدوا…

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….