بافي هوشيار
مع انطلاقة الثورة السورية في منتصف اذار 2011 ، ساهم الشعب الكردي وفي الايام الاولى بقيادة التنسيقيات الشبابية والوطنيين المستقلين وكانت المدن الكردية (عامودا و قامشلو ثم كوباني) أولى المناطق التي انتفضت بعد درعا (مهد الثورة السورية) وبانياس، بل ان هذه المشاركة الكردية الفعالة كانت سببا اساسيا لانتصار الثورة اخلاقيا ، فهي ثورة الشعب السوري كله، وليست كما حاول النظام تغيير مسارها في صراع طائفي من أجل السلطة، وسجلت بذلك ملاحم رائعة اذهلت العالم كله في سلميتها واهدافها النبيلة، من اجل الحرية والكرامة.
ورفض الشعب الكردي رشوة النظام الفاقد الشرعية بإعطاء الجنسية للأكراد، بعد أكثر من أربعين عاما من هذه المعاناة ، على اكتاف شباب ودماء اطفال درعا المنتفضة مقابل الوقوف مع النظام المجرم.
وبفضل جهود الشباب الكرد الثائرين رفع شعار (آزادي) الذي اصبح عنوانا ملازما للثورة السورية، و تناقلته كل فضائيات العالم، ورفع العلم الكردي في كل المدن المنتفضة مع علم الثورة السورية (علم الاستقلال) وهو علم أجداد كل السوريين وخاصة الكرد منهم الذين حرروا وطنهم سوريا من الاحتلال الفرنسي.
ولكن قسما من الاحزاب الكردية كان لها موقفا اخرا من الحراك الثوري:
* قبلت الحوار مع النظام في بداية الأحداث، حتى ان بعض القيادات سافرت لدمشق، ولكن تحت ضغط الشارع الكردي تراجعت عن قرارها .
* قامت بنشاط مكثف وعلني وغير اعتيادي ، لا من اجل تعبئة الشارع الكردي للانخراط في الثورة ، بل من اجل كبح الحراك الثوري وذلك باثارة التخويف من التخريب واالمجازر، والتشكيك بالمعارضة انها شوفينية عروبية اكثر من النظام نفسه او اسلامية متشددة ومتطرفة ،….
* محاولة تشتيت التنسيقيات الشبابية وتمزيقها من الداخل، وخاصة بعد قيادتها للحراك الثوري، حيث شعرت هذه الاحزاب بفقدان هيبتها في الشارع الكردي .
* رفع الغطاء السياسي عن بعض القيادات الشبابية الثائرة و خاصة البطل مشعل التمو حيث تمت تصفيته من قبل أدوات النظام المجرم، ونشر وقتها بيانا باسم الأحزاب الكردية دعوا فيها الى كبح غضب الشارع الكردي الثائر، وللأسف نشر في قناة الدنيا السورية .
* عدم الاتفاق على صيغة واضحة عن الثورة السورية وماهية مطاليب الشعب الكردي ، والتردد وخلق الحجج الواهية بعدم الضم الى المجلس الوطني السوري، وهذه هي سبب الانسحابات المتكررة والمقررة سلفا من مؤتمرات المعارضة السورية، والمفضوحة اعلاميا أمام العالم اجمع، بشكل يسيء الى الصورة الحقيقية للشعب الكردي وأخلاقياته، ومع الأسف فقد تصح هذه المقولة: (ما يكسبه الأكراد على الأرض ، يخسرونه في الحوار)؟؟….
* الهجوم الاعلامي المركز على رموز المعارضة السورية وتخوينها، وحتى الكردية منها، ولأسباب تافهة تشم منها رائحة الحقد والضغينة .
* محاولة لسيطرة الطابع القومي للتظاهرات في المناطق الكردية برفع الشعارات و الاعلام الكردية فقط دون رفع علم الاستقلال و حتى محاولة تغيير عناوين الثورة السورية ايام الجمعة، حيث أن هذه المرحلة تتطلب الشعور الوطني بالتلازم مع الشعور القومي لحساسيتها وأهميتها.
* المواقف الاعلامية لبعض القادة الكرد المعروف عنهم سابقا أنهم يمثلون الجانب الثوري من الحركة الكردية ، “ان الكرد يقفون في مسافة واحدة من المعارضة والنظام” .
* لا يوجد حتى الان موقف واضح من الجيش السوري الحر والذي يفتخر به كل الشعب السوري، ومن الشرف الانضمام اليه، وهو الذي أضطر الى حمل السلاح بعد ستة اشهر من سلمية الحراك الثوري، وألقى على عاتقه مهمة الدفاع عن الثورة وتحرير الوطن من هذا النظام المستبد والذي لم يشهد له التاريخ مثيلا ، بما يقوم به من تدمير وتخريب للمدن و قتل و تهجير وتشريد وانتهاك للأعراض، وحيث قام الكثير من المجندين والشباب الكرد بتشكيل كتائب كردية والانضمام اليه، والعديد منهم قد فاز بالشهادة من اجل انتصار الثورة.
* تشكيل تحالفات واتفاقيات ولجان وهيئات و فتح مكاتب ، واجتماعات شكلية… ، و الهدف الأخير هو ابعاد الشعب الكردي عن الانخراط الكامل في الثورة ، ويظهر يوما بعد يوم مدى تبعية هذه الأحزاب لأجندات خارجية لها مصالحها السياسية الخاصة ولا تأخذ أي اهتمام بمصلحة الشعب الكردي في سوريا، والتعايش مع بقية مكونات الشعب السوري.
ان هذه الاحزاب يدركها الشعب الكردي بحسه السياسي العميق، وكم اساءت للقضية الكردية منذ نشأة النضال السياسي الكردي، وسوف يحاسبها الشعب وسترمى الى مزبلة التاريخ بمجرد سقوط هذا النظام المجرم وهو يوم قريب ان شاء الله .
وفي المقابل هناك احزابا كردية أخرى، وبكل وضوح وثقة وشفافية ، اعلنت ومنذ البداية انضمامها للثورة، وشاركت بقوة في الحراك الشبابي وهي تعمل مع تنسيقيات الثورة والشخصيات الوطنية المستقلة لتحقيق اهداف الثورة، وهي التي ستفوز بثقة الشعب وسيذكرها التاريخ في صفحاته المشرفة انها تمثل الروح الحقيقية للشعب الكردي.
وقد أحتضن الشعب الكردي العائلات المهجرة من كل المدن المنكوبة وبكل رحابة صدر وتقاسموا لقمة العيش والمعاناة معا، وامتزج الدم السوري من كل مكوناته الفسيفسائية الجميلة وعلى امتداد تراب الوطن، ليشكل ملحمة بطولية رائعة وأخلاقية لا مثيل لها في العصر الحديث.
وحيث يقف العالم (اللاأخلاقي) بكل برودة ولامبالاة، وبدت وظيفته احصاء عدد الموتى و الاستمتاع بالتفرج على أنواع الأسلحة التي يستعملها هذا النظام: (راجمات الصواريخ ، الدبابات الروسية الحديثة، براميل الحقد المتفجرة، القنابل العنقودية، الأسلحة الجرثومية، والأسلحة الكيماوية في جبل الزاوية وبعض المناطق الأخرى ،….)، وبدت لجان حقوق الانسان وهيئات حماية المدنيين وحماية الأطفال ، ومحكمة الجنايات الدولية أنها فارغة وجوفاء من محتواها الانساني الحقيقي، وتبدو أنها مجرد أدوات تستعملها الدول الكبرى حسب مصالحها السياسية، وتعقد المؤتمرات والخطط الدولية (خطة كوفي عنان، مؤتمر جنيف، … وأخيرا خطة لخضر الابراهيمي) وذلك لإجهاض ثورة الشعب السوري، من قبل الدول الاقليمية والدول العظمى، وتقوم بترويج اشاعات كاذبة عن الثورة السورية على أنها: (حرب طائفية ، حرب أهلية ، حرب بالوكالة، حرب ضد مجموعات ارهابية مسلحة، محاولات لتقسيم سوريا الى عدة دويلات ،…..) وربما تحاول جاهدة لتحريف مسار الثورة، وتحويل سوريا الى ساحة صراع وتصفية حسابات، للتحول الى أزمة إقليمية طويلة الأمد، ومن ثم يتم استثمارها لمصالح اقتصادية و جيوسياسية، واعادة رسم المنطقة من جديد، وتغيير معادلة الصراع في الشرق الاوسط بما يخدم مصالح هذه الدول ومصلحة اسرائيل يشكل خاص .
ولكن الشعب السوري قد حسم أمره بالمضي قدما في ثورته مهما طال الزمن وكلفت التضحيات الجسام حتى تحقيق أهداف الثورة ، بالتخلص من هذه العصابة المافيوية الحاكمة و اقتلاع هذا النظام الديكتاتوري من جذوره وتحقيق سورية دولة مدنية حديثة ، ديمقراطية تعددية لكل السوريين، وينال فيها الشعب الكردي كامل حقوقه.
وقد بدت ملامح هذه الدولة الجديدة ترى النور وبزغ فجرها، وسيتذكر العالم أن الثورة السورية هي واحدة من ألمع الثورات التي غيرت وجه التاريخ .
وبفضل جهود الشباب الكرد الثائرين رفع شعار (آزادي) الذي اصبح عنوانا ملازما للثورة السورية، و تناقلته كل فضائيات العالم، ورفع العلم الكردي في كل المدن المنتفضة مع علم الثورة السورية (علم الاستقلال) وهو علم أجداد كل السوريين وخاصة الكرد منهم الذين حرروا وطنهم سوريا من الاحتلال الفرنسي.
ولكن قسما من الاحزاب الكردية كان لها موقفا اخرا من الحراك الثوري:
* قبلت الحوار مع النظام في بداية الأحداث، حتى ان بعض القيادات سافرت لدمشق، ولكن تحت ضغط الشارع الكردي تراجعت عن قرارها .
* قامت بنشاط مكثف وعلني وغير اعتيادي ، لا من اجل تعبئة الشارع الكردي للانخراط في الثورة ، بل من اجل كبح الحراك الثوري وذلك باثارة التخويف من التخريب واالمجازر، والتشكيك بالمعارضة انها شوفينية عروبية اكثر من النظام نفسه او اسلامية متشددة ومتطرفة ،….
* محاولة تشتيت التنسيقيات الشبابية وتمزيقها من الداخل، وخاصة بعد قيادتها للحراك الثوري، حيث شعرت هذه الاحزاب بفقدان هيبتها في الشارع الكردي .
* رفع الغطاء السياسي عن بعض القيادات الشبابية الثائرة و خاصة البطل مشعل التمو حيث تمت تصفيته من قبل أدوات النظام المجرم، ونشر وقتها بيانا باسم الأحزاب الكردية دعوا فيها الى كبح غضب الشارع الكردي الثائر، وللأسف نشر في قناة الدنيا السورية .
* عدم الاتفاق على صيغة واضحة عن الثورة السورية وماهية مطاليب الشعب الكردي ، والتردد وخلق الحجج الواهية بعدم الضم الى المجلس الوطني السوري، وهذه هي سبب الانسحابات المتكررة والمقررة سلفا من مؤتمرات المعارضة السورية، والمفضوحة اعلاميا أمام العالم اجمع، بشكل يسيء الى الصورة الحقيقية للشعب الكردي وأخلاقياته، ومع الأسف فقد تصح هذه المقولة: (ما يكسبه الأكراد على الأرض ، يخسرونه في الحوار)؟؟….
* الهجوم الاعلامي المركز على رموز المعارضة السورية وتخوينها، وحتى الكردية منها، ولأسباب تافهة تشم منها رائحة الحقد والضغينة .
* محاولة لسيطرة الطابع القومي للتظاهرات في المناطق الكردية برفع الشعارات و الاعلام الكردية فقط دون رفع علم الاستقلال و حتى محاولة تغيير عناوين الثورة السورية ايام الجمعة، حيث أن هذه المرحلة تتطلب الشعور الوطني بالتلازم مع الشعور القومي لحساسيتها وأهميتها.
* المواقف الاعلامية لبعض القادة الكرد المعروف عنهم سابقا أنهم يمثلون الجانب الثوري من الحركة الكردية ، “ان الكرد يقفون في مسافة واحدة من المعارضة والنظام” .
* لا يوجد حتى الان موقف واضح من الجيش السوري الحر والذي يفتخر به كل الشعب السوري، ومن الشرف الانضمام اليه، وهو الذي أضطر الى حمل السلاح بعد ستة اشهر من سلمية الحراك الثوري، وألقى على عاتقه مهمة الدفاع عن الثورة وتحرير الوطن من هذا النظام المستبد والذي لم يشهد له التاريخ مثيلا ، بما يقوم به من تدمير وتخريب للمدن و قتل و تهجير وتشريد وانتهاك للأعراض، وحيث قام الكثير من المجندين والشباب الكرد بتشكيل كتائب كردية والانضمام اليه، والعديد منهم قد فاز بالشهادة من اجل انتصار الثورة.
* تشكيل تحالفات واتفاقيات ولجان وهيئات و فتح مكاتب ، واجتماعات شكلية… ، و الهدف الأخير هو ابعاد الشعب الكردي عن الانخراط الكامل في الثورة ، ويظهر يوما بعد يوم مدى تبعية هذه الأحزاب لأجندات خارجية لها مصالحها السياسية الخاصة ولا تأخذ أي اهتمام بمصلحة الشعب الكردي في سوريا، والتعايش مع بقية مكونات الشعب السوري.
ان هذه الاحزاب يدركها الشعب الكردي بحسه السياسي العميق، وكم اساءت للقضية الكردية منذ نشأة النضال السياسي الكردي، وسوف يحاسبها الشعب وسترمى الى مزبلة التاريخ بمجرد سقوط هذا النظام المجرم وهو يوم قريب ان شاء الله .
وفي المقابل هناك احزابا كردية أخرى، وبكل وضوح وثقة وشفافية ، اعلنت ومنذ البداية انضمامها للثورة، وشاركت بقوة في الحراك الشبابي وهي تعمل مع تنسيقيات الثورة والشخصيات الوطنية المستقلة لتحقيق اهداف الثورة، وهي التي ستفوز بثقة الشعب وسيذكرها التاريخ في صفحاته المشرفة انها تمثل الروح الحقيقية للشعب الكردي.
وقد أحتضن الشعب الكردي العائلات المهجرة من كل المدن المنكوبة وبكل رحابة صدر وتقاسموا لقمة العيش والمعاناة معا، وامتزج الدم السوري من كل مكوناته الفسيفسائية الجميلة وعلى امتداد تراب الوطن، ليشكل ملحمة بطولية رائعة وأخلاقية لا مثيل لها في العصر الحديث.
وحيث يقف العالم (اللاأخلاقي) بكل برودة ولامبالاة، وبدت وظيفته احصاء عدد الموتى و الاستمتاع بالتفرج على أنواع الأسلحة التي يستعملها هذا النظام: (راجمات الصواريخ ، الدبابات الروسية الحديثة، براميل الحقد المتفجرة، القنابل العنقودية، الأسلحة الجرثومية، والأسلحة الكيماوية في جبل الزاوية وبعض المناطق الأخرى ،….)، وبدت لجان حقوق الانسان وهيئات حماية المدنيين وحماية الأطفال ، ومحكمة الجنايات الدولية أنها فارغة وجوفاء من محتواها الانساني الحقيقي، وتبدو أنها مجرد أدوات تستعملها الدول الكبرى حسب مصالحها السياسية، وتعقد المؤتمرات والخطط الدولية (خطة كوفي عنان، مؤتمر جنيف، … وأخيرا خطة لخضر الابراهيمي) وذلك لإجهاض ثورة الشعب السوري، من قبل الدول الاقليمية والدول العظمى، وتقوم بترويج اشاعات كاذبة عن الثورة السورية على أنها: (حرب طائفية ، حرب أهلية ، حرب بالوكالة، حرب ضد مجموعات ارهابية مسلحة، محاولات لتقسيم سوريا الى عدة دويلات ،…..) وربما تحاول جاهدة لتحريف مسار الثورة، وتحويل سوريا الى ساحة صراع وتصفية حسابات، للتحول الى أزمة إقليمية طويلة الأمد، ومن ثم يتم استثمارها لمصالح اقتصادية و جيوسياسية، واعادة رسم المنطقة من جديد، وتغيير معادلة الصراع في الشرق الاوسط بما يخدم مصالح هذه الدول ومصلحة اسرائيل يشكل خاص .
ولكن الشعب السوري قد حسم أمره بالمضي قدما في ثورته مهما طال الزمن وكلفت التضحيات الجسام حتى تحقيق أهداف الثورة ، بالتخلص من هذه العصابة المافيوية الحاكمة و اقتلاع هذا النظام الديكتاتوري من جذوره وتحقيق سورية دولة مدنية حديثة ، ديمقراطية تعددية لكل السوريين، وينال فيها الشعب الكردي كامل حقوقه.
وقد بدت ملامح هذه الدولة الجديدة ترى النور وبزغ فجرها، وسيتذكر العالم أن الثورة السورية هي واحدة من ألمع الثورات التي غيرت وجه التاريخ .
21/10/2012