سيامند إبراهيم
ثلاث تحديات تقف أمام الكاتب الكردي في الأنظمة الشمولية, أولها رقابة الدولة على ما يخط به يراعه في الإبداع الثر والارتقاء بمستوى المسئولية تجاه نقد السلطة, والأحزاب والطبقة الحاكمة ونقد فسادها.
وثانياً الأحزاب التي لا تفقه و لا تعرف معنى النقد والنقد الذاتي والاعتراف بالأخطاء التي يرتكبها هذا السياسي نتيجة تفرد رئيس الحزب بالقرارات التي يخفق في اتخاذها, وضعف شخصيته في الاعتراف بأنه لم يكن على جادة الصواب؟! والثالثة هي حذر الكاتب من الطابور الخامس من المطبلين والمزمرين لهذه القيادات التي تأله هذه القيادات وتعبدها بشكل أعمى؟! لذا فأمام الكاتب الكردي جمة صعوبات بحيث يدفع الكاتب الكردي ثمن مواقفه السياسية من التخوين, التشهير بالعمالة, محاربته في المجتمع وغيرها من إبداعات وتفتق ذهنية الكثيرين من القيادات الكردية في المحاربة؟!
وخلال إحجامي وتوقفي عن الكتابة في هذا الظرف العصيب الذي نمر فيه من كل الجوانب؟ تساءل الكثيرون من قرائي عن سبب الانقطاع عن الكتابة؟ والجواب هو أنني لم أتوقف عن الكتابة, ولا توجد قوة تثني عزيمتي في تركي الكتابة, ولأي سبب كان؟ لأنني كنت وما زلت أكتب في مسار آخر في الثورة السلمية في المناطق الكردية, وعلى الرغم من أنني مستاء من الوضع السياسي الكردي في سوريا الذي يبعث على الأسى بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟! فثمة أكثر من كتلة تدعي بتمثيلها للشعب الكردي وتوسم هذا التمثيل بالتاريخي وتهلل لها في إقامة الندوات السياسية في الوطن والمهجر؟ وبداية أريد أن أوضح أن نقدي لهذه الكتل والأحزاب وبالأخص قيادييها هو حرصي التام لقضيتي, ولتصحيح أخطائهم, وألاعيب الغالبية منهم في دائرة التقوقع الحزبي الضيق, وإملاء سياسات شمولية, وشخصانية في ممارساتهم السياسية من ناحية زج بعض أزلامهم من الذين لا حول لهم ولا قوة, وبعض الشخصيات المشبوهة في تاريخهم, وبعض المطبلين والمزمرين من الانتهازيين؟! وبناء على هذه المعطيات الآنفة الذكر فقد نقدنا بكل مسئولية جميع الأحزاب وما تمخض عن رؤاهم, وممارساتهم الخاطئة في تشكيل هذه المؤتمرات على أسس غير صحية وديمقراطية, وعقلية على شاكلة انتخابات البعث الصوري؟!
وإن المتتبع والقارئ لتاريخ نضالات الشعوب سيرى أن أغلب الثورات الشعبية قامت على أكتاف الأحرار والمسحوقين المخلصين التواقين إلى الحرية مهما كانت الأكلاف المادية والبشرية والتضحيات الجسام في كيانها, وفي المحصلة فمن يأكل ويقطف ثمارها هم الانتهازيون؟! وفي الحركة الكردية العديد من هذه النماذج الكرتونية التي تصول وتجول وهي ترأست المؤتمر وسافرت إلى هولير وهي ممنوعة من السفر, وكسب من المال أكثر من شراهته في عيادته التي تدر عليه أكثر من البقرة الحلوب؟ ثم ترك رفاق دربه من القياديين يتخبطون في النظر إلى صندوق المؤتمر الذي يصفر مع الريح السوداء (Bay resh (وأصبح وضع المؤتمر في وضع بحاجة إلى عمليات جراحية يرتكز فيها على الصدق والصراحة في الأمراض العضال التي أصابته, وفي تعطيل آلية النظرة الحزبية التي تتسم بالأنانية, والابتعاد عن العمل المؤسساتي العلمي والديمقراطي في ممارسة سلوكها والتعالي على المستقلين من رفاقهم, وعلى الوطنيين الحقيقيين الذين يعملون بروح عالية وكلهم ذو حس وطني ومسئول في عدم انهيار هذا المجلس الوطني الذي سرق جهود الحراك الشبابي وأقصى العديد من الشخصيات الوطنية الحقيقة الفاعلة في الداخل والخارج؟! ونحب هنا أن نسأل أين هو العمل المؤسساتي في هذا المؤتمر؟ و أين هي المكتب الإعلامي, والمكتب الصحفي, و مكاتب الارتباط وتوزيع المهمات على العناصر أصحاب الخبرة ؟!
ونسأل طبيبنا كيف ترك رفاق القيادة في المؤتمر وهم ليسوا في حال أحسن منه, جراء ما جرى من صمت في الموضوع المالي وما ترشح إلى الشارع الكردي من هذه الإشكالات باتت معروفة للكل؟!
ونعود مرة ثانية إلى الحدث الأبرز في حراك هذه المؤتمر من الجولة السياحية ذو النضال من فئة خمس نجوم؟! وكيف سافر بدون علم المجلس الوطني الكردي, وهل هو مفوض من قبلهم؟ وأين هو فريقه الإعلامي, ومن هو الناطق باسم المجلس أم لازالت العقلية الحزبية هي السمة الغالبة عليه, كل منهم يغني على ليله في القاهرة, وأوروبا وغيرها؟!
وكيف أجرى هذه اللقاءات السياسية المكثفة في لندن وباريس مع هذه الشخصيات السياسية, ومع هذا الكم الهائل من الصحف والمجلات الأوربية وهذا كله مكان الشك والتساؤل عن كيفية ترتيب هذه اللقاءات؟ لكن ثمة جملة توقفت عندها وشككت في مصداقيتها, ورسمت مختلف التساؤلات حولها :”, وقد أكد الجميع على أن المجلس الوطني الكوردي ممثل شرعي للشعب الكردي في سوريا، وابدوا مساندتهم لحقوق الشعب الكوردي , وسعادتهم العارمة بدفاع الدكتور عبد الحكيم بشار عن حقوق الأقليات والأديان في سورية “.
كيف أكد الجميع على أن المؤتمر الوطني الكردي هو الممثل الشرعي للشعب الكردي في سوريا؟! وأفرح أيها الشعب الكردي, ويا قيادات المجلس الوطني الكردي فها هم الفرنسيون والانكليز, ما عدا الاسكتلنديون لم يعترفوا بطروحات دكتورتا الحصيف في إقناعهم بالاعتراف في هذا المجلس؟!
وهنا وقعت في حيرة من أمري وهو عن سر الإقناع والدهاء والفهلوة وعن سر هذه السعادة التي رسمها ممثلنا السياسي في هذا الدفاع الأفلاطوني والشمشوني في إحراز هذا النصر الدونكوشوتي للسيد الحكيم؟؟
,ووصلنا إلى قناعة تامة بأن نوسم هذه الرحلة المكوكية بالبهلوالسياحية واقعا؟ً وأنه يستحق أن يكون قائد أوكسترا استعرضي السياسي رائع ؟! فيحصل على جوائز الأوسكار بامتياز, وطبعاً السبب هو ما أنجزه في الداخل من حضوره المشاركات الكثيرة في تظاهرات قامشلو؟!
وما مؤتمر هولير ما هو إلاً مؤتمر سياحي دعائي ورحلات سياحية للأشباه المناضلين والمزمرين والانتهازيين من كوادر هذا المؤتمر, والفشل هو عنوانه؟؟
وأخيراً نهمس في أذن جميع السياسيين أن الخطاب الكردي الموحد, و الموقف السياسي الكردي الراقي الذي يلبي حاجة وتطلعاته في نيل حقوقه كاملة هي التي ستصل وتحقق أماني الشعب في نيل مبتغاه.
قامشلي 26/1/2012