يا جماهير شعبنا الكردي الأبي
أيتها القوى الوطنية والديمقراطية
وإننا نعرب عن أسفنا الكبير والشديد لفشل تجربتنا الوحدوية في أواخر عام 2011 نتيجة للعديد من العوامل والظروف الذاتية والموضوعية ، والتي لسنا بصددها وتقييمها وشرحها الآن.
أيها الإخوة
يتزامن احتفالنا هذا العام بذكرى ميلاد آزادي مع دخول الثورة السورية شهرها الخامس عشر وفي ظل تعنت النظام واستمراره في ممارسة سياسته القمعية وحلوله الأمنية والعسكرية ، وارتكابه لأفظع وأبشع الجرائم والمجازر بحق المدنيين العزل من أبناء الشعب السوري ، المطالبين بالحرية والديمقراطية وإنهاء حالة الاستبداد وإسقاط النظام الشمولي القائم ، مستخدماً في ذلك شتى أنواع الأسلحة ، بما فيها المدافع وراجمات الصواريخ والدبابات ، التي لا تزال تتمركز داخل وحول العديد من التجمعات السكنية ، وبمساعدة من الطائرات والمروحيات في بعض الأحيان ، تحت مرأى ومسمع بعثة المراقبين الدوليين التي أرسلتها الأمم المتحدة إلى سوريا للإشراف الميداني على تطبيق خطة كوفي عنان لوقف العنف ، ودون أن يتصدى المجتمع الدولي لهذه الخروقات بشكل جدي وحازم ويضع حداً لها.
إن الشعب السوري المنتفض والثائر على الظلم والاضطهاد ، والمتطلع للحرية والكرامة ، يتعرض اليوم لحرب إبادة شاملة من قبل النظام ، الذي لا يعرف غير لغة العنف والقتل والتدمير والتهجير، وإن هذه الجرائم ، يرقى بدون أدنى شك إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية ، دون أن يلوح في الأفق ما يشير إلى أنه يمكن إيقافه عن ارتكابها بالطرق السلمية السياسية والدبلوماسية.
إن هذا التطور الخطير للأوضاع في سوريا ، الذي ينذر بوقوع كارثة حقيقية ، يضع على عاتق المجتمع الدولي العمل الجدي على اتخاذ مواقف وإجراءات رادعة وحاسمة بحق النظام ، لإجباره على الرضوخ لإرادة الشعب السوري في الحرية والتغيير الديمقراطي ، كما يضع على عاتقه أيضاً العمل الجدي على اتخاذ خطوات عملية بإحالة ملف المسؤولين عن ارتكاب الجرائم بحق المدنيين ، إلى محكمة الجنايات الدولية ، لمحاكمتهم ومحاسبتهم عليها.
أيها الإخوة
وإزاء هذه الأوضاع ، نرى أن المعارضة السورية عموماً ، بكافة فصائلها وتياراتها وأطرها ، مطالبة بالعمل الجاد لتوحيد صفوفها وإنهاء حالة الفرقة والانقسام والتشتت فيما بينها ، بأسرع ما يمكن للتعجيل في عملية إسقاط النظام ورحيله وإنهاء حالة الاستبداد ، وبناء نظام علماني ديمقراطي تعددي برلماني ، تكون فيها سوريا وطن لكل السوريين بعيداً عن الاستبداد أو الاضطهاد أو التفرقة أو التمييز ، ويتمتع فيها جميع أبنائها على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية بحقوقهم بما فيهم شعبنا الكردي على أساس احترام حقه الطبيعي في تقرير مصيره بنفسه والذي يتجسد في الصيغة الفيدرالية ضمن إطار وحدة البلاد.
وهنا لا بد من التأكيد على أن المؤتمر الوطني الكردي ، المنعقد في 26 / 10 / 2011 كان خطوة هامة وإيجابية على الطريق الصحيح ، ويعقد عليه أبناء الشعب الكردي ، الآمال الكبيرة والعريضة ليكون على مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه ، ويصبح مرجعية قومية شاملة للكرد في سوريا.
ولا بد من التأكيد هنا بأن النظام السوري يعمل جاهداً ، وبمختلف الوسائل والأساليب ، لإثارة الخلافات والصراعات الكردية – الكردية ، وزعزعة أسس وعوامل التفاهم المشترك بين الأطراف والتيارات السياسية الكردية المختلفة ، وضرب السلم الأهلي في المناطق الكردية ، من خلال سلسلة الجرائم والممارسات الإرهابية التي حدثت وتحدث في هذه المناطق ، واغتيال بعض المناضلين الكرد البارزين ، وتهديد البعض الآخر بالتصفية الجسدية ، بهدف إضعاف الحراك الكردي في الثورة السورية ومنع الكرد من تحقيق أية مكاسب قومية.
وإننا نرى ، بأن الرد المناسب على مخططات النظام وأساليبه الخبيثة ، يكمن في ممارسة أقصى درجات الحذر واليقظة وضبط النفس وعدم الانجرار وراء ألاعيبه ومؤامراته ، والعمل على تعزيز الحوار الأخوي بين الأحزاب والتيارات والأطر السياسية الكردية المختلفة ، وإيجاد أرضية مناسبة للتعاون والتنسيق بينها ورص صفوفها وتوحيدها.
وبهذه المناسبة العزيزة ، نتوجه بأطيب التهاني وأجمل التحيات إلى جميع رفاق الحزب وأصدقائه ومؤيديه ومؤازريه ، وإلى عموم أبناء شعبنا الكردي ، وننحني إجلالاً وإكراماً لأرواح الشهداء الكرد الذين ضحوا بحياتهم في سبيل تحقيق أهداف شعبنا ، وأرواح شهداء ثورة الحرية والكرامة في سوريا ، معاهدين إياهم على متابعة مسيرة آزادي النضالية والحفاظ على ثوابته الوطنية والقومية.
أواسط آيار 2012
اللجنة السياسية