خالد جميل محمد
حسناً! قامشلي خطّ أحمر! وبَــعدُ؟!
هذا ما يمكن أن يتفق عليه المختلفون.
هذا ما ينبغي أن يكون إذا اقتصرت القضية على الشعارات فحسْبُ.
هذا إذا كانت المسألة متوقفة عند مقامات العزف على أوتار العاطفة ومشاعر المخلصين.
أما إذا طُرِقت أبواب الموضوع بواقعية وعقلانية فإنّ هذا التعبير لا يتجاوز حدود اللعب بأنغامٍ مَــلّــتْـها الأسماعُ وألفاظٍ كرهتها النفوس، ولا يَــفْــضُلُ أيَّ صيغةٍ ركيكةٍ فاقدةٍ للجمالية والفنية والصدق في قصيدة ليست شِــعْراً.
هذا ما ينبغي أن يكون إذا اقتصرت القضية على الشعارات فحسْبُ.
هذا إذا كانت المسألة متوقفة عند مقامات العزف على أوتار العاطفة ومشاعر المخلصين.
أما إذا طُرِقت أبواب الموضوع بواقعية وعقلانية فإنّ هذا التعبير لا يتجاوز حدود اللعب بأنغامٍ مَــلّــتْـها الأسماعُ وألفاظٍ كرهتها النفوس، ولا يَــفْــضُلُ أيَّ صيغةٍ ركيكةٍ فاقدةٍ للجمالية والفنية والصدق في قصيدة ليست شِــعْراً.
قامشلي خطّ أحمر! شديد الاحمرار! وبَــــعْدُ؟!
كذلك كانت سرى كانيى والأشرفية والشيخ مقصود والحسكة وحي الأكراد وزورافا.
فهل حقاً يمتلك رافعو هذا الشعار وكَــوْرَسُ ترديده تلك القوةَ الرادعةَ التي تــكْـفلُ التصديَ لتلك الجماعاتِ المدججةِ بالسلاحِ، والقادمةِ والمدعومة من جهاتٍ ما؟.
ألا ينبغي أن تكون قامشلي خطاً أحمرَ في وجه قوات النظام الأسدي أيضاً في آلاف حالات الاعتداء الفاحش على الكرد السوريين هنا وهناك، فيكون التصدي لقوات النظام واجباً أيضاً؟ وهل هذه القوة الكردية الرادعة تحرّكت لتطهير قامشلي / الخط الأحمر من دنس قوات النظام قبل قدوم الآخرين لتطهيرها؟ هل أفسح القوي من التنظيمات الكردية مجالاً لغيره ليقفَ إلى جانبه في صفوف المقاومة ضد النظام؟ هل سعى الضعيف إلى امتلاك القوة التي تؤهّله لرفع هذا الشعار وتجسيد الدفاع الحقيقي عنه بأقل الخسائر؟
فهل حقاً يمتلك رافعو هذا الشعار وكَــوْرَسُ ترديده تلك القوةَ الرادعةَ التي تــكْـفلُ التصديَ لتلك الجماعاتِ المدججةِ بالسلاحِ، والقادمةِ والمدعومة من جهاتٍ ما؟.
ألا ينبغي أن تكون قامشلي خطاً أحمرَ في وجه قوات النظام الأسدي أيضاً في آلاف حالات الاعتداء الفاحش على الكرد السوريين هنا وهناك، فيكون التصدي لقوات النظام واجباً أيضاً؟ وهل هذه القوة الكردية الرادعة تحرّكت لتطهير قامشلي / الخط الأحمر من دنس قوات النظام قبل قدوم الآخرين لتطهيرها؟ هل أفسح القوي من التنظيمات الكردية مجالاً لغيره ليقفَ إلى جانبه في صفوف المقاومة ضد النظام؟ هل سعى الضعيف إلى امتلاك القوة التي تؤهّله لرفع هذا الشعار وتجسيد الدفاع الحقيقي عنه بأقل الخسائر؟
الإبقاء على قوات النظام المدنّسة للخط الأحمر ذريعةٌ لقدوم مَــنْ يأتي رافعاً شعارَ تحريرها من سكانها ومن من تلك القوات التي تدافع عن نظامٍ ظلَّ يدوس جميع الخطوط الحمراء عشرات السنين دون أن تُستَخدَمَ أيُّ قوّة عسكرية كردية ضاربة في وجه هذا النظام الذي أخذ يترنّح من تأثير تلك القوة المعارضة التي أدخلَته في ارتباك واضطراب وحيرة لا يمكن التنكر لها.
على نحو آخر، وبواقعيةٍ تناسب حجم إمكانات الكرد السوريين، لا يمكن الادّعاء بأن القوة العسكرية الكردية قادرة على المواجهة الفاعلة حتى النهاية في أي من تلك الجبهات.
فالمعارك الحقيقية هي بين النظام والمعارضة المسلحة المتمثلة بكتائب الجيش الحر، أو قد تكون بعض تلك المعارك تمثيليات أعدّها النظام وأخرجها وتؤديها جماعاتٌ من صنعه ورعايته وتربيته بهدف خلط الأوراق واستجرار الكرد إلى أتون معارك ليسوا بمستوى الانجرار إليها لِــما لها من أبعاد إقليمية ودولية.
على نحو آخر، وبواقعيةٍ تناسب حجم إمكانات الكرد السوريين، لا يمكن الادّعاء بأن القوة العسكرية الكردية قادرة على المواجهة الفاعلة حتى النهاية في أي من تلك الجبهات.
فالمعارك الحقيقية هي بين النظام والمعارضة المسلحة المتمثلة بكتائب الجيش الحر، أو قد تكون بعض تلك المعارك تمثيليات أعدّها النظام وأخرجها وتؤديها جماعاتٌ من صنعه ورعايته وتربيته بهدف خلط الأوراق واستجرار الكرد إلى أتون معارك ليسوا بمستوى الانجرار إليها لِــما لها من أبعاد إقليمية ودولية.
قدوم الجماعات المسلحة أمر مرفوض.
حسناً.
هل الكرد مُطالَــبون بمحاربة تلك الجماعات والتصدي لها بدلاً من قوات النظام؟ أم أنهم مطالَبون بالوقوف في وجه النظام مع تلك القوات؟ أم أن وقوفهم على الحياد هو التصرف السليم؟ يُعتقد، في هذا السياق، وفي حالةٍ كحالة الكرد، أنّ الانضمام (سياسياً) إلى المعارضة هو من مصلحة الكرد، وأنَّ البقاء (عسكرياً) على الحياد خيرُ موقف لشعبٍ أنهكته المعيشة وظروفُ القهرِ والاستبدادِ الطويلةُ الأمَدِ، شعبٍ انشغلت قيادته السياسية بضجيج الخلافات وضوضاء النزاعات وآفات الانشقاقات والاكتفاء بإصدارِ البياناتِ الغنيةِ خطاباتُها بالتخبط والاضطراب والخواء المعرفي والجهل السياسي، ونجحت أكثر ما نجحت في الخروج بخيبات وإخفاقات متتالية من اللقاءات وجلسات المفاوضات والحوارات مع الآخرين بنتائج لها علاقة شديدة بالوضع المؤلم الذي بَــلَــغَه الكرد السوريون اليوم.
شعبٍ لا تمتلك حركته السياسية أيَّ قوة سياسية أو دبلوماسية أو عسكرية أو إعلامية أو معرفية أو ثقافية تُمَكِّنه من الانخراط في معارك (ميدانية وعسكرية) لا يستفيد منها غير النظام السوري.
حسناً.
هل الكرد مُطالَــبون بمحاربة تلك الجماعات والتصدي لها بدلاً من قوات النظام؟ أم أنهم مطالَبون بالوقوف في وجه النظام مع تلك القوات؟ أم أن وقوفهم على الحياد هو التصرف السليم؟ يُعتقد، في هذا السياق، وفي حالةٍ كحالة الكرد، أنّ الانضمام (سياسياً) إلى المعارضة هو من مصلحة الكرد، وأنَّ البقاء (عسكرياً) على الحياد خيرُ موقف لشعبٍ أنهكته المعيشة وظروفُ القهرِ والاستبدادِ الطويلةُ الأمَدِ، شعبٍ انشغلت قيادته السياسية بضجيج الخلافات وضوضاء النزاعات وآفات الانشقاقات والاكتفاء بإصدارِ البياناتِ الغنيةِ خطاباتُها بالتخبط والاضطراب والخواء المعرفي والجهل السياسي، ونجحت أكثر ما نجحت في الخروج بخيبات وإخفاقات متتالية من اللقاءات وجلسات المفاوضات والحوارات مع الآخرين بنتائج لها علاقة شديدة بالوضع المؤلم الذي بَــلَــغَه الكرد السوريون اليوم.
شعبٍ لا تمتلك حركته السياسية أيَّ قوة سياسية أو دبلوماسية أو عسكرية أو إعلامية أو معرفية أو ثقافية تُمَكِّنه من الانخراط في معارك (ميدانية وعسكرية) لا يستفيد منها غير النظام السوري.
قامشلي خطّ أحمر! لكن هذا الخط الأحمر كثيراً ما أُهِــيــنَ وأُذِلَّ على أيدٍ كردية قبل أن يلقى مصيره المجهول على أيدٍ غريبةٍ أو قريبةٍ.
وتتمثل هذه الإهانة في إجبار النشطاء وإكراههم على الرضوخ للأمر الواقع والاستسلام للصمت أو التصفيق أو الانخراط في كَــوْرَسِ الشعارات أو إرغامهم على الهروب والفرار طلباً للنجاة من الغدر والاغتيال والخطف والجريمة المنظمة، في تجاوز فاضح لكل الخطوط الحمراء!
وتتمثل هذه الإهانة في إجبار النشطاء وإكراههم على الرضوخ للأمر الواقع والاستسلام للصمت أو التصفيق أو الانخراط في كَــوْرَسِ الشعارات أو إرغامهم على الهروب والفرار طلباً للنجاة من الغدر والاغتيال والخطف والجريمة المنظمة، في تجاوز فاضح لكل الخطوط الحمراء!
قامشلي خطّ أحمر! وبعدُ؟!