ملاحظات على البيان الختامي الصادر عن الملتقى التشاوري لمجموعة من المثقفين الكرد السوريين الداعمين للثورة السورية في هولير

شادي حاجي

بداية وقبل الخوض في الموضوع وبعيداً عن من حضر الملتقى ومن لم يحضر وكيفية اختيارهم والمعايير التي اتبعت ولماذا هذا وليس ذاك ومن كان وراء ذلك ومن الممول وكل هذه الأسئلة التي لا تنتهي والتي تضر ولا تنفع ونظراً لتبادل الكثير من الاتهامات بين الذين كانوا مع الملتقى وبين الذين كانوا ضد الملتقى كتبت في وقتها وفي ظل تلك المعمعة الرسالة التالية ( أنا من أحد الذين أفتخر بكتابنا ومثقفينا وصحفيينا الكرد السوريين سواء الذين حضروا أو الذين لم يحضروا بغض النظر عن موقف هذا وذاك من هذا الحدث السياسي أو ذاك الحدث

 فلكل رؤيته وقناعاته وأسلوبه وله حرية الرأي والتعبير وبكافة الأشكال .

حيث أنني قلت عنهم مرة وأنا مازلت عند كلامي بأنهم قيمة وقامة وقلم نادر ، ومن يتهيب الزمن الكردي لقدومهم ، وخاصة على الصعيد الكردي ، ويستحقون التقدير كل التقدير على ما قدموه في أحلك الظروف للشعب الكردي وللقضية الكردية العادلة في سوريا وصدق أخي الاستاذ حيدر عمر عندما وضع عنواناً لمقالة له لن ينتصر أمة تهين مثقفيها لذلك أدعوا الجميع الابتعاد عن أسلوب الإساءة والتجريح أو المهاترة بحق بعضهم البعض وبحق الأخرين وأن يترفعوا عن اتباع مثل تلك الأساليب التي تضر ولا تنفع والتي لا تليق بمكانتهم المرموقة ولا بشعبهم الكردي النبيل وقضيته العادلة ، وأود أن أزيد هنا على ما كتبته في الرسالة المنوه عنها أعلاه موجهآ كلامي للجميع الشعب الكردي والقضية الكردية العادلة في سوريا أكبر منكم جميعاً) .

أيها القراء الأفاضل

اعذروني على الإطالة وأما بالنسبة للملاحظات التي أود تبيانها فهي تتعلق بالتوصيات التي وردت في البيان الختامي وأخص بالذكر البند الثالث والبند الرابع وحول ضرورة ماكان يجب إضافة بنود أخرى على البنود السبعة الواردة في البيان الختامي
الملاحظة الأولى
وهي تتعلق بالبند الثالث التالي ( _ المثقفون الكورد مع سورية مدنية ، ديمقراطية ، علمانية ، لكل أبنائها من مختلف القوميات والأديان والطوائف .

وفي هذا السياق ، يؤكد المثقفون الكورد على أن من أولويات العمل الوطني الديمقراطي الذي ينبغي أن تتصدى له المعارضة السورية ، هو المزيد من تطمين الشعب الكردي السوري ، بأن حقبة ما بعد الأسد ، لن تكون استمراراً لسابقتها وذلك عبر الاعتراف الدستوري الصريح والواضح بوجود الشعب الكردي كجزء أساسي ورئيس من النسيج الاجتماعي السوري ، وتضمين حقوقه القومية والسياسية والثقافية العادلة دستوريآ ، ضمن الوطن السوري الواحد ) .

من حيث الصياغة ( وأقصد البند الثالث حصراً ) صياغة البند لم يكن موفقآ ودقيقآ وشاملآ ( بغض النظر إذا كان هناك أي تحفظ من قبل أحد المشاركين أم لا ) يبدوا أن البند جاء بالتوافق بعد مناقشات طويلة ومهمة لذلك جاءت الصيغة إنتقائياً وإختيار جمل بعينها ولم يتضمن الرؤية السياسية والقانونية الكردية لا وفق رغبة وإرادة الشعب الكردي في سوريا التي عبرت عنها من خلال المظاهرات واللافتات والشعارات التي رفعتها من ديريك الى عفرين مروراً بكل المدن والبلدات والقرى الكردية وعلى مدى أكثر من سنة ونصف السنة من عمر الثورة ولا وفق ما تمخض عن مؤتمري المجلس الوطني الكردي في سوريا الأول والثاني وإتفاقية هولير رقم 1 ورقم 2 بين المجلسين الكرديين والتي تتلخص بالفدرالية والمطالبة بأن تكون سوريا دولة اتحادية التي تنسجم مع الواقع السوري المتعدد المكونات وبشكل يكفل حق الجميع كما أنهم لم يشيروا الى شكل الدولة كما أسلفت ولا الى النظام السياسي .

حيث أن القول أن ( _ المثقفون الكورد مع سورية مدنية ، ديمقراطية ، علمانية ، لكل أبنائها من مختلف القوميات والأديان والطوائف ) كلام عام ومبهم ولايفي بالمطلب السياسي والقانوني للشعب الكردي في سوريا وفق ما أوضحناه أعلاه ولم يوضح طبيعة النظام السياسي كونه مركزيآ أم لا مركزياً بالإضافة الى تحديد اللامركزية الإدارية أم السياسية لأن هذه المسألة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للشعب الكردي في والمكونات الأخرى الغير عربية نظراً لمساوئ النظام المركزي والذي على أثره قامت الثورة السورية ثورة الحرية والكرامة الثورة التي أظهرت بشكل واضح أن لا سبيل الى استقرار سياسي دائم ولا الى وحدة وطنية حقة في مجتمع أسس بنيانه على أساس التجميع الإجباري لشعوب غير متجانسة قومياً ( حسب قول الدكتور أحمد وهبان في تحليله للحركة القومية الكردية ) وما الاستقرار الذي كان تتمتع به سوريا في عهد الأسدين الأب والإبن وما قبلهما كما يحلو للبعض من العنصريين والشوفينيين أن يسميه إلا استقراراً مزيفآ مبني على الإضطهاد والعنف والإكراه
الملاحظة الثانية
وتتعلق بالبند الرابع التالي ( ــ يتضامن المثقفون الكورد مع المدن المحاصرة و يطالبون بفك الحصار المفروض على مدينة عفرين ضمن اطار اتفاق بين القوى الميدانية الموجودة في المنطقة و ذلك بما لا يتعارض ومصلحة الثورة) حيث أن هذا البند بحاجة الى توضيح وتركيز أكثر من هم القوى الميدانية وهل يجوز الاتفاق مع المجموعات التكفيرية أو المجموعات المسلحة الإرهابية وهل هؤلاء يعملون في مصلحة الثورة ومن هي الجهة التي تحدد أين تقع مصلحة الثورة علماَ أن البند خلا من إدانة وإستنكار الحصار
الملاحظة الثالثة
وتتعلق ليس بغياب المرأة الكردية الكاتبة المثقفة والصحفية عن حضور الملتقى فحسب بل لم يتم التطرق الى حقوق المرأة وتثبتها دستورياَ باعتبار أن التوصيات التي صدرت والمناقشات التي جرت تناولت سوريا المستقبل كان يجب الاشارة الى هذا الأمر في ظل تنامي دور الاسلام السياسي والتي تعارض مثل هذه الحقوق
الملاحظة الرابعة
لم يتم الاشارة الى مسألة الحقوق الأساسية ومبادئ حقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير علمآ أن كل من شارك بالملتقى عانى ما عاناه من وراء هذه المسألة المهمة والمصيرية بالنسبة للكاتب والمثقف والصحفي
الملاحظة الخامسة
كان يجب إيراد بند خاص عن لجنة المتابعة التي انبثقت عن الملتقى والمؤلفة من 8 أشخاص هدفها متابعة تنفيذ المقررات وعقد لقاءات دورية وإعداد و تنظيم الملتقى القادم في البيان الختامي لحثهم على الالتزام بمتابعة وتنفيذ ما تقرر وبمدى المسؤولية التي وضعت على كاهلهم
وفي الختام نرجوا من لجنة المتابعة المذكورة أعلاه أخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار في الملتقيات القادمة وخاصة عند صياغة البيانات الختامية
والى الالتزام بمستقبل أفضل

شادي حاجي _ ألمانيا في 23 / 06 / 2013

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…