د.
محمود عباس
محمود عباس
حملت عامودا الثورة في ذاتها، صارعت سملياً، نافست مدن الداخل السوري بقدرات شبابها وبعمق معاني شعاراتها، حافظت على كيانها وتماسكها رغم الإختراقات الحزبية العديدة، وإنشقاقات التنسيقيات الغريبة، بقيت المدينة الرمز في المنطقة الكردية بثوريتها، وثقافتها ووعيها للإحداث، تكالب عليها الكثيرون سابقاً، لكنها أكدت على أزلية الصمود، ونقاء المسيرة الكردية، شهدائها اليوم يلحقون بشهداء كانوا، شرمولا تشهد، لكن الألم يختلف، فالجرح الحاضر بيدي الكردي، والطلقة خرجت بجهل كردي، والشهداء جميعهم كرد، ولغايات غير كردية.
فجر صراع في شوارع عامودا، والغاية الأقربإسكات شبابها، وإخلاء شوارعها من المظاهرات السلمية، ومن خلالهم منع المظاهرات السلمية في كل المدن الكردية، بدأت بالإعتقالات، وتشويه سمعة شبابها والمدينة والمنطقة.والغاية الأبعد، على من سيمثل الوجود الكردي في جنيف – 2 والتي قد لا تعقد، وإن حدثت فإنها ستكون معلولة ومشوهة وناقصة، والمحادثات ستدخل في الزمن اللامحدود، تفرض الأحزاب الكردية، التي لا تزال تجد الهيئة الكردية العليا فاعلة،نفسها على الحراك السياسي العام، وتتحدث بإسم الكل،على أنها تمثل الشعب الكردي وهي المخولة في الحضور.
لذلك فهم يريدون السيطرة على الساحة الكردية، منهجهم يمر من خلال سياسة هيئة التنسيق الوطنية المرتبطة في أبعادها الخفية بالهلال الشيعي ومن ثم بالسلطة السورية، ومن تكتيكها إخراج المنطقة الكردية من الصراع الثوري.
فلا حراك ولا ثورة في المنطقة، سلمية كانت أو عسكرية، بدأوا بإصدار قانون الرخصة للمظاهرات المشابهة لقرار السلطة السورية، وطبقوها في العديد من المدن الكردية، وذلك بإسكات الشباب الثوري، وتشتيتهم، وكانت الطرق متنوعة، من الوقوف في وجه المظاهرات، إلى الإتهامات والتي بلغت حد التخوين، صعدوا في تشويه سمعة الجيش الحر، بدون تحديد التيارات الفاسدة من الثورية، نادراً ما خونوا مثلها سلطة الأسد السياسية، ومن ثم إلصاق التيارات الكردية المؤيدة للثورة والمسيرات السلمية بالجيش الحر المخون، والمتهم بالسلفية الكلية أو بجبهة النصرة، المعروفة لدى الكثيرين على أنها صنيعة السلطة، وقادتها معروفين.
أما الأحزاب الكردية الأخرى والتي لا ترى ذاتها مع الهيئة الكردية العليا ولا خارجها، المتذبذبة في واقع الصراع، عدت على أنها الجهة المخولة من الطرف الأميريكي والأوروبي للإشتراك في جنيف – 2، قدمتها الاقليم كقوة موحدة، لكنها بقيت شكلية، ولم تحصل سوى على دعم سياسي، غابوا في متاهات الصراعات والتمثيل الخارجي، وهُمِشوا بسبب ضعف الإمكانيات المادية والعسكرية، قدم الأقليم المجلس الوطني الكردي كهيئة بديلة، وكانت المضاربة الواضحة من المجلس شعب غربي كردستان، تحت بنود الهيئة الكردية العليا، فكان التلاعب السياسي بالعملية، بدأت بمحاولة تشكيل الإتحاد السياسي، فشلت مع الزمن، والآن تشكيل الكتلة الكردية التي لا تندرج تحت سياق الهيئة الكردية العليا، المتشكلة أصلاً تحت رعاية السروك مسعود البرزاني،فليس من السهل الإنسحاب منها أو إلغائها، كما والسكوت على تجاوزات بعض أطرافها غير مستحب.
الصراع الحقيقي في المنطقة الكردية وعليها تعكسها إستراتيجية النضال، والتكتيك الميداني، بين الأحزاب الكردية، والتي يتكتمون عليها وعلى إرتباطاتهم وعلاقاتهم الخارجية، وعليهفهم جميعاً وفي الواقع الفعلي لا يمثلون الشعب، فالعلاقات والإرتباطات مشبوهة في معظم أبعادها، ومثلها أساليب العمل الظاهري والمخفي، سننأى بالحكم على الإستراتيجيتين في مقالنا هذا، لكن ولا شك سلبياتهما وإيجابياتهما فاقما من الضعف الكردي، وعلى الأغلب ستؤدي إلى مستقبل مجهول مهترئ.
موسكو، وعلى لسان نائب وزير خارجيتها بغدانوف، تقبل الهيئة الكردية العليا ممثلا عن الكرد في المؤتمر، وبينهم جماعة هيئة التنسيق، وترفض الكتلة الوطنية الكردية المتشكلة حديثا، مثلما يرفضون المجلس الوطني الكردي بحجة أنهم لا يمثلون الشعب الكردي، وهم بهذا يزيدون من هوة الشقاق بين الأحزاب الكردية، والحقيقة أن الكرد على طرفي النقيض، حسبما تريده الصراع السوري، بين السلطة والقوى الداعمة لها والمعارضة ومؤيديها.
عامودا كانت مركز الصراع المطمور، وحلقة الوجود والتمثيل الفاشل في مؤتمر فاشل، لكن ما تدفع إليه السلطة السورية، هو إسكات المنطقة الكردية، وإخماد المسيرات السلمية، لتخرجها من أحضان الثورة، وتظهرها على أنها منطقة إما محايدة أو مع السلطة، وفي الطرف الآخر تدعم إقامة المؤتمر، تحت كل الظروف، مع أو بدون شروط، والصراعات التي تجرى على أطراف التمثيل، والإجندات المطروحة، من نقل السلطة إلى تمثيل إيران، كطرف في الصراع، وغيرها،تحركات جانبية مهمتها مرور الزمن إلى موعد الإنتخابات، حينها ستطالب السلطة بالمبادئالديمقراطية، وهي الذهاب إلى صناديق الإقتراع، والنتيجة معروفة، وللشعب السوري تاريخ طويل مع هذه الصناديق.
فكان دماء شهداء عامودا، الثمن، والإقتتال الكردي – الكردي ورقة التلاعب بأيدي القوى المسيطرة على الصراع السوري، الكرد فيها من أقزم المخلوقات، والأحزاب الكردية أبسط الأدوات، مجموعات سهلة الإنقياد، لهذا لم يحصل تفعيل حقيقي للهيئة الكردية العليا، ولم تسمح لقوات ال ي ب ك بالإندماج في الشخصية الكردية، أجبرت لتغلق على ذاتها ضمن منهجية الحزب، وبقيت تمثل الحزب أمام الشعب الكردي، وأمام القوى المعارضة السورية وأمام النظام، وأمام القوى التي تبحث في القضية السورية، وعليه فالأحداث الدامية التي شهدتها شوارع عامودا كان قتالاً بين شعب عامودا ومجموعات مسلحة لا ينتمون إليهم، ولا إلى المدن الكردية الأخرى، وهذا ما كنا نرفضه، ولا نزال، طلبنا ونطالب بأن يكونوا الجيش الكردي وبيشمركة الشعب، ومن مؤسساته المدنية لا الحزبية، عليهم أن يخدموا الجماهير لا سياسات معينة.
مثقفون كثر طالبوا بها منذ أن رفعوا شعارهم الأول على أن الهيئة الكردية لا تمثلهم، وبعدها غيروا المقولة، حينها كتبنا وعلى أربع حلقات، وكتبها البعض من الإخوة بحق الهيئة الكردية العليا وعلمنا أن الهيئة الكردية العليامعلولة ولا تمثل الشعب، حتى ولو أرادت ال ب ي د حملها في كل مناسبة وهي في سريرها.
حضور أي جهة كردية منفردة في جنيف -2 سيكون قزماً، والمطالب الكردية ستكون في العدم، وكل من يذهب إلى المؤتمر وحيداً سيقتلون القضية، كما قُتِلَ شباب عامودا في المظاهرات السلمية، ولا يحق لأي كان تمثيل الشعب الكردي منفرداً، علماً بأنه لكل فرد الحق في الحضور، لكنه سيمثل ذاته.
د.
محمود عباس
الولايات المتحدة الأميريكية
mamokurda@gmail.com
لذلك فهم يريدون السيطرة على الساحة الكردية، منهجهم يمر من خلال سياسة هيئة التنسيق الوطنية المرتبطة في أبعادها الخفية بالهلال الشيعي ومن ثم بالسلطة السورية، ومن تكتيكها إخراج المنطقة الكردية من الصراع الثوري.
فلا حراك ولا ثورة في المنطقة، سلمية كانت أو عسكرية، بدأوا بإصدار قانون الرخصة للمظاهرات المشابهة لقرار السلطة السورية، وطبقوها في العديد من المدن الكردية، وذلك بإسكات الشباب الثوري، وتشتيتهم، وكانت الطرق متنوعة، من الوقوف في وجه المظاهرات، إلى الإتهامات والتي بلغت حد التخوين، صعدوا في تشويه سمعة الجيش الحر، بدون تحديد التيارات الفاسدة من الثورية، نادراً ما خونوا مثلها سلطة الأسد السياسية، ومن ثم إلصاق التيارات الكردية المؤيدة للثورة والمسيرات السلمية بالجيش الحر المخون، والمتهم بالسلفية الكلية أو بجبهة النصرة، المعروفة لدى الكثيرين على أنها صنيعة السلطة، وقادتها معروفين.
أما الأحزاب الكردية الأخرى والتي لا ترى ذاتها مع الهيئة الكردية العليا ولا خارجها، المتذبذبة في واقع الصراع، عدت على أنها الجهة المخولة من الطرف الأميريكي والأوروبي للإشتراك في جنيف – 2، قدمتها الاقليم كقوة موحدة، لكنها بقيت شكلية، ولم تحصل سوى على دعم سياسي، غابوا في متاهات الصراعات والتمثيل الخارجي، وهُمِشوا بسبب ضعف الإمكانيات المادية والعسكرية، قدم الأقليم المجلس الوطني الكردي كهيئة بديلة، وكانت المضاربة الواضحة من المجلس شعب غربي كردستان، تحت بنود الهيئة الكردية العليا، فكان التلاعب السياسي بالعملية، بدأت بمحاولة تشكيل الإتحاد السياسي، فشلت مع الزمن، والآن تشكيل الكتلة الكردية التي لا تندرج تحت سياق الهيئة الكردية العليا، المتشكلة أصلاً تحت رعاية السروك مسعود البرزاني،فليس من السهل الإنسحاب منها أو إلغائها، كما والسكوت على تجاوزات بعض أطرافها غير مستحب.
الصراع الحقيقي في المنطقة الكردية وعليها تعكسها إستراتيجية النضال، والتكتيك الميداني، بين الأحزاب الكردية، والتي يتكتمون عليها وعلى إرتباطاتهم وعلاقاتهم الخارجية، وعليهفهم جميعاً وفي الواقع الفعلي لا يمثلون الشعب، فالعلاقات والإرتباطات مشبوهة في معظم أبعادها، ومثلها أساليب العمل الظاهري والمخفي، سننأى بالحكم على الإستراتيجيتين في مقالنا هذا، لكن ولا شك سلبياتهما وإيجابياتهما فاقما من الضعف الكردي، وعلى الأغلب ستؤدي إلى مستقبل مجهول مهترئ.
موسكو، وعلى لسان نائب وزير خارجيتها بغدانوف، تقبل الهيئة الكردية العليا ممثلا عن الكرد في المؤتمر، وبينهم جماعة هيئة التنسيق، وترفض الكتلة الوطنية الكردية المتشكلة حديثا، مثلما يرفضون المجلس الوطني الكردي بحجة أنهم لا يمثلون الشعب الكردي، وهم بهذا يزيدون من هوة الشقاق بين الأحزاب الكردية، والحقيقة أن الكرد على طرفي النقيض، حسبما تريده الصراع السوري، بين السلطة والقوى الداعمة لها والمعارضة ومؤيديها.
عامودا كانت مركز الصراع المطمور، وحلقة الوجود والتمثيل الفاشل في مؤتمر فاشل، لكن ما تدفع إليه السلطة السورية، هو إسكات المنطقة الكردية، وإخماد المسيرات السلمية، لتخرجها من أحضان الثورة، وتظهرها على أنها منطقة إما محايدة أو مع السلطة، وفي الطرف الآخر تدعم إقامة المؤتمر، تحت كل الظروف، مع أو بدون شروط، والصراعات التي تجرى على أطراف التمثيل، والإجندات المطروحة، من نقل السلطة إلى تمثيل إيران، كطرف في الصراع، وغيرها،تحركات جانبية مهمتها مرور الزمن إلى موعد الإنتخابات، حينها ستطالب السلطة بالمبادئالديمقراطية، وهي الذهاب إلى صناديق الإقتراع، والنتيجة معروفة، وللشعب السوري تاريخ طويل مع هذه الصناديق.
فكان دماء شهداء عامودا، الثمن، والإقتتال الكردي – الكردي ورقة التلاعب بأيدي القوى المسيطرة على الصراع السوري، الكرد فيها من أقزم المخلوقات، والأحزاب الكردية أبسط الأدوات، مجموعات سهلة الإنقياد، لهذا لم يحصل تفعيل حقيقي للهيئة الكردية العليا، ولم تسمح لقوات ال ي ب ك بالإندماج في الشخصية الكردية، أجبرت لتغلق على ذاتها ضمن منهجية الحزب، وبقيت تمثل الحزب أمام الشعب الكردي، وأمام القوى المعارضة السورية وأمام النظام، وأمام القوى التي تبحث في القضية السورية، وعليه فالأحداث الدامية التي شهدتها شوارع عامودا كان قتالاً بين شعب عامودا ومجموعات مسلحة لا ينتمون إليهم، ولا إلى المدن الكردية الأخرى، وهذا ما كنا نرفضه، ولا نزال، طلبنا ونطالب بأن يكونوا الجيش الكردي وبيشمركة الشعب، ومن مؤسساته المدنية لا الحزبية، عليهم أن يخدموا الجماهير لا سياسات معينة.
مثقفون كثر طالبوا بها منذ أن رفعوا شعارهم الأول على أن الهيئة الكردية لا تمثلهم، وبعدها غيروا المقولة، حينها كتبنا وعلى أربع حلقات، وكتبها البعض من الإخوة بحق الهيئة الكردية العليا وعلمنا أن الهيئة الكردية العليامعلولة ولا تمثل الشعب، حتى ولو أرادت ال ب ي د حملها في كل مناسبة وهي في سريرها.
حضور أي جهة كردية منفردة في جنيف -2 سيكون قزماً، والمطالب الكردية ستكون في العدم، وكل من يذهب إلى المؤتمر وحيداً سيقتلون القضية، كما قُتِلَ شباب عامودا في المظاهرات السلمية، ولا يحق لأي كان تمثيل الشعب الكردي منفرداً، علماً بأنه لكل فرد الحق في الحضور، لكنه سيمثل ذاته.
د.
محمود عباس
الولايات المتحدة الأميريكية
mamokurda@gmail.com