الاتحاد الديمقراطي والميكيافلية !!

ادريس عمر –المانيا-
Bave-maria@hotmail.com

 السياسة التي تمارسها حزب الاتحاد الديمقراطي سياسة  مكيافيلية بامتياز, ونستطيع أن نقول أنهم أصبحوا أستاذة في المكيافيلية, يعني يستخدمون كل الوسائل للوصول إلى غاياتهم بدون اعتبار لاي شيء, كل شيء مباح, لايوجد محظورات ولا محرمات, ماهو محرم للآخرين, محلل لهم, وهناك أدلة كثيرة على مانقوله: فمثلاً منذ بداية الثورة السورية وحتى هذه اللحظة أن هذه الجماعة أصابونا بالدوار, (دوخونا)  باتهاماتهم الجاهزة للمعارضة العربية والكردية بكل شخوصها, وكل من دخل طيارته في الأجواء التركية, كان يعتبر في قاموسهم اردوغانياً وعميلاً, واليوم هم يذهبون سراً إلى تركيا ويتمنون أن يشربوا فنجان قهوة مع الميت التركي !!!
أنها مفارقة غريبة وعجيبة !! والأغرب من ذلك كله أن  أنصارهذا الحزب ومؤيدية,  ومثقفيه الانتهازيين, يتأقلمون مع هذه المواقف ونقيضها ولااحد منهم يفكر أو يناقش أو ينتقد, بل يردد مثل الببغاء أسطوانة قياداته ويدافع عنها بدون وعي ودارية, بحجج واهية لايقبلها عقل.

 هذا هو النموذج الذي يريده الاتحاد الديمقراطي الجناح السوري للعمال الكردستاني ,  جمهور مصفق غوغائي  ينفذ الأوامر, النوعية لاتهم, والامثلة عديدة لاتعد ولاتحصى, أبواق الاتحاد الديمقراطي الذين يظهرون على الفضائيات معروفين, البارحة كانوا برزانيين وبعدها أصبحوا طلبانيين واليوم مدافعين شرسين للابوجية, هؤلاء أوراقهم محروقة في كل الاماكن إلا عند الابوجيين أنهم أصبحوا من أشرف الشرفاء.

والمعيار أنت معي أنت مناضل, وطني, مخلص !! أنت لست معي فانت اردوغاني, عميل , ومتآمر!!

بعد الكثير من اللغط الذي احدثه زيارة السيد صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي إلى تركيا, أردت  أيضا أن أعبر عن رأيي حول هذه الموضوع في هذه المقالة, أرى من الضروري  بناء علاقات مع تركيا وكل دول المنطقة, وانتقدت الدبلوماسية الكردية على عدم قدرتها بناء جسور التواصل مع الدول الاقليمية والدولية, وعدم امتلاكها لاستراتيجية بعيدة المدى ولم تستطع أن تقنع الآخرين بأحقية ومشروعية القضية الكردية في سورية, وخاصة دولة مثل تركيا لنا حدود طويلة معها, أنها قوة عسكرية واقتصادية ومؤثرة في المنطقة وعضو في حلف ناتو, ولها علاقات استراتيجية مع أمريكا, وعلى طريق أن تصبح عضوة في الاتحاد الأوروبي, دولة بهذه القوة لايستطيع كرد سورية معاداتها وليس من مصلحة لهم في ذلك, بالاضافة إلى أنها داعمة للشعب السوري في سبيل التخلص من نظام بشار القاتل, وتساند المعارضة السورية وتحوي أكثر من مئيتن ألف لاجئ سوري,  ونحن بحاجة إلى تركيا وكردستان العراق والعراق كحاجة السمكة إلى الماء, لان كردستان سوريا جارة لهذه البلدان ونحن بحاجة ماسة إلى بناء علاقات جوار ممتازة خاصة مع هذه الدول لانها المنفذ بالنسبة لاكراد سورية, وضرورة أن تكون المعابر الحدودية مفتوحة بينا وبين تركيا وبيننا وبين أخوتنا في كردستان العراق, ودولة العراق, وأن يكون هناك تبادل تجاري واقتصادي وسياسي ودبلوماسي خاصة في هذا الظرف العصيب الذي تمر به منطقتنا وسوريا من قحط في  كل المواد الأساسية من خبز وخضار ومحروقات والكهرباء ..

والخ , السبب الاهم من ذلك كله أن هناك مشروع تسوية القضية الكردية في تركيا والمفاوضات جارية بين عبدالله أوجلان رئيس حزب العمال الكردستاني وتركيا لانهاء الصراع المسلح الذي راح ضحيته اكثر من أربعين ألف قتيل, وبدأ تنفيذ الخطة الاولى بإلقاء قوات العمال الكردستاني السلاح  وانسحبوا من جبال قنديل من أجل ايجاد تسوية لحل القضية الكردية, فعداء ب ي ده الاعلامي لتركيا غير مفهوم وغير مبرر, والأهم من كل ذلك عندما رتب أقليم كردستان الفيدرالي لقاء لاعضاء المجلس الوطني الكردي مع الخارجية التركية لم يتم بالسر وكان مع مهندس السياسية التركية, مع داود أغلو وزير الخارجية وهذا يسجل لهم, أي لم يتم بالسر مع الميت كما حصل مع السيد صالح مسلم, وكشف رئيس وزراء تركيا عن اللقاء وماذا سيطلب الميت من السيد مسلم, وقالها” صراحة ان الميت سيطلب من الاتحاد الديمقراطي, أن يمد رجله على قد بساطه وأن يتخلى عن مسألة بناء حكومة وإدارة ذاتية, لان تركيا لن تسمح بذلك, ويجب أن يقرر وضع الكورد في اطار الوضع السوري العام”, وكان على صالح مسلم أن يدرك أن ذهابه  بدون شركاءه على الورق من أعضاء (المجلس الوطني الكردي), يضعف موقفه, المجلس الذي أصر على أن لايذهب إلى أي مكان بدون مسلم وأن لايحضر أي اجتماع مع اوغلو أوغيره بدون حزبه, أما محاولة ب ي ده الاستفراد بالمنطقة الكردية والركض إلى كل الاطر المعارضة لوحدها.

ودقها أبواب ائتلاف استنبول الاردوغانية كما يسمونه,  والركض إلى المالكي ومع هيئة التنسيق اللاوطنية, سيضعف موقف الكرد في العملية السياسية السورية, وسيجلب كوارث للشعب الكردي, محاولة طرحه هو الوحيد الذي يمثل الشعب الكردي , محاولة فاشلة ولن تنجح لان الجميع يعرف من أين وكيف أصبحت الاتحاد الديمقراطي قوياً, وما قام به ال ب ي ده في عامودا مازالت حية في ذاكرتنا, وقيامها بمجزرة بحق أهالي عامودا البطلة يجب أن لا يمر مرور الكرام وعلى ال ب ي ده الاعتذار لاهالي الشهداء وتعويضهم وتعويض الاحزاب التي احرقت ب  ي ده مكاتبهم واعادة الوضع كما  كان عليه سابقاً.

ومحاسبة الجناة من قيادية الذين أعطوا الاوامر بقتل العاموديين, بالرغم من أنني أشك في أن يحاسب الاتحاد الديمقراطي مسؤوليه, ولكن سيآتي اليوم الذي ستأخذ العدالة مجراها وبدون هذه الامور  لن تندمل جراح عامودا العميقة.

 اذا كان الاتحاد الديمقراطي  حريصاً على حماية المناطق الكردية من القوى الظلامية المتطرفة (النصرة ودولة الشام والعراق الاسلامية) التابعتين للقاعدة, الذين قاموا بقتل واعتقال وحرق بيوت المواطنين الكرد في تل أبيض, وتطالب قوى المجتمع بأن يلتحق بها ويساندوها فلتسمح بدخول الالاف من القوات الكردية المدربة في كردستان العراق, لكي يحموا مناطقهم ويؤسسوا معا جيش كردي غير تابع لطرف سياسي, لان طرف واحد لا يستطيع أن يقوم بحماية المناطق الكردية.

وأن عدم سماح ب ي ده بذلك وعدم التجاوب مع مطالب الاحزاب وكل القوى المجتمعية يضعنا أمام  أسئلة واستفهامات كثيرة ؟؟ !! وعلى الاتحاد الديمقراطي أن يعي  بأن سياسة أمر الواقع’ وسياسة القوة التي تمارسها بحق الشعب  الكردي في سورية قد ولى زمانها, سياسة الاستبداد لن تجلب الا الكوارث ولا تبني دولة قانون, ويقول الثوري الفرنسي سان جوست في هذا الصدد: ” لايقوم وطن حيث لايوجد قانون, لذلك لا وطن للشعوب التي تعيش تحت نير الاستبداد إلا وطن احتقار الامم الأخرى” .

ما سيترتب عن سياسة الاقصاء التي تمارسها الاتحاد الديمقراطي هم وحدهم يتحملون أوزارها.

عليهم أن يتعظوا من دروس الغير !! وأن يفسحوا المجال للشعب الكردي أن يعبر بأساليبه السلمية دعمها للثورة من أجل أسقاط نظام ساقط لامحال.

وبناء علاقات على أسس صحيحية مع قوى المجتمع السوري الذين يناضلون من أجل سورية حرة ديمقراطية اتحادية .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…