ماذا يجري لشعبنا من خارج إدارته يا ترى

محمد سعيد آلوجي


كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن كيل الأطراف الكوردية السورية اتهامات لا حد لها  لبعضهم البعض.

لا سيما بعد انضمام المجلس الوطني الكوردي في سوريا إلى ائتلاف قوى المعارضة السورية، وإعلان “ب ي د وأخواتها” عن مشروعهم لتطبيق الإدارة الذاتية المؤقتة في غرب كوردستان تحت سمع وبصر النظام السوري.

ليبدأ من يدعي تمثيل كوردنا في غرب كوردستان بتصعيد قذفهم ضد بعضهم البعض بكل عبارات الذم إلى حد الخيانة، والتعامل مع نظام القتل في سوريا.

فينتفض المتهم الرئيسي ليمزق ثوبه المتمثل بعلم كوردستان واستبداله بما يشبه أحد أعلام أفريقيا.

ليرفع الطرف الآخر صياحاته إلى عنان السماء من بعيد.
نرى الكل يتبارى ضد الكل.

ليهوى كل ما لنا نحو الحضيض في وطننا الكئيب.

وطنُنا الذي بات الجميع يتصارع فيه ضد الجميع.

ولا عجب أن نرى البعض منهم مرتمين في أحضان أعدانا يتلهين بملذات آنية.

ليعيشوا في نشوة عظيمة غامرة وهم يتلقون من عدوهم شتى وسائل القوة لبسط سيطرتهم على فقرائنا الذين لا حول ولا قوة لهم.

ظناً منهم بأنهم على وشك دخولهم تاريخنا من أوسع أبوابه.

ناسين، أو متناسين بأن مَن يمدهم بوسائل القوة تلك أو مَن رخصها لهم.

هم أنفسهم الذين خدعوا سيدهم  قبل فترة ليست بطولية ليعيش في عزلته التي مازال التي ما زال مرتمياً فيها دونهم.
لا شك بأنهم مخدوعون بأجندات أعدائهم الذين يحركونهم على أرضنا، وضد أهلنا كيفا شاؤوا في صراع على مصالح شخصية وحزبية ضيقة.!! ولا فرق إن رفعوا شارات النصر وشعارات إلى عنان السماء.

المهم أن يدفعوا عن النظام ما يسيء إليه، وأن يشجعوا على معاداة الثورة وكل ما يمت إليها!!.
ولا عجب أن نرى ذلك العدو الصديق المترنح على كل الأراضي السورية.

يتمدد على أرضنا في راحة تامة يتمتع بصراع الدييكة الكورد السوريين فيما بينهم على مصالح تافهة.

أو مع داعش وجبهة النصرة من جهة أخرى!!.
فأين نحن من كل ما يجري بيننا وعلى أرضنا يا ترى.

نرى نظام القتل الأسدي يدفع ب “ب ي دنا” ضدنا ليمضي فينا إذلالاً، واعتقالاً، وقتلاً!!.

وهو ينكر كل ذلك بأشد العبارات.

حتى السوقية منها.! لنراه يدفعهم وفق ما تقتضيه مصلحته وبهمة أبناءنا المغررين بهم ضد داعشييه وجبهة نصرته الإرهابيين تارة أخرى، والعكس بالعكس.

لنرى كل واحد منهم يدفع بالآخر كأعداء مفترضين إلى حافة الهاوية، ليتحولوا بقدرة السيد القادر إلى أصدقا من واقع “عدو عدوك.

صديقك”.

فهم المتواجدون أصلاً لمحاربة الثورة السورية وثوارها، ومن يقف ضد نظام السيد.

لذا فالسيد لا يفرق لا بين داعشييه وجبهة نصرته، ولا بين ب ي دينا؟.

الكل عنده سواء بسواء.!! طالما هم في تناطح حتى ما قبل الهزيمة؟، وطالما يدفعون عنه كل ما يسبب له الوجع.

وكأن أرضنا قد هُيئت لتكون ساحة صراع لا غالب فيها ولا مغلوب عليها إلا بإذن ولي أمرها “السيد المهاب المطاع”.

رئيس عصابات المافيا الأسدية.

الابن البار لأعداء الشعب والمسعور ضد أبناء سوريا.

وهكذا تتكرر صراعات المصالح المرهونة في مرتونية مبرمجة.
أما عن مجاميع قيادات أطراف حركتنا الكوردية الفارين منهم إلى خارج حدود البلاد.

فنراهم يغردون خارج السرب.

يحرضون أهلنا الفقراء المتبقين منهم في الداخل على المتمترسين بكل وسائل القوة وأدواتها الأشد فتكاً وأدا (“ب ي د وأخواتها” والنظام وشبيحته).

وهم ينظرون إلى أنفسهم ك ” قيادات خلفية للبلاد والعباد قابعين في فنادق إقليم كوردستان أو في فنادق ومقاصف استانبول.

من دون أن يُبعدوا أنفسهم على الأغلب عن ممارسة شتى أنواع المتعة.!! وهم الذين لا يتوانون عن التحريض ضد “ب ي دنا” أو نعتهم بشتى صفات الكراية ووصفاتها.
فإن حاولنا الاقتراب من غالبية أطراف حركتنا لفك أرشفة اتهاماتهم المتبادلة لبعضهم البعض لصدمنا بحقائقها مذهلة عن أغلبهم، ولأُصبنا بخيبات أمل لا تطاق عنهم، وهم المصرون على المضي قدماً على ما هم عليه حتى الآن،  وما عبر عنه مؤخر السيد الرئيس مسعود بارزاني من خيبة أمل فيهم.

له خير دليل على ما ذهبنا إليه بشأنهم.
وأمام كل ذلك فأرى بأنه يتعين علينا جميعاً دون استثناء أن لا نتوانى عن كشف أخطائهم ومحاربتها مهما كلفنا ذلك من ثمن حتى يرجعوا إلى صوابهم ويعملوا لما فيه خير لشعبنا..

28.11.2013

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…