إبراهيم اليوسف
تزامناً مع الفشل الذي منيت به مبادرة الكاتب ميشيل كيلو في منطقة سري كانيي/رأس العين، لإعادة الحياة إلى مجاريها، في هذه المدينة المنكوبة “مجاناً”،بسبب”غباء، أو لؤم ، وأحقاد، بعض، أصحاب العقول المتحجرة أو اللاوطنية، بدعوى شعارات براقة، و تحت غطاء مستلزمات الثورة، ليتمَّ طعنها في الظهر، وكانت الهيئة الكردية العليا قد قدمت جملة مطالبها لإحقاق الهدنة الفعلية، وانسحاب القوات الغازية ، هذه المطالب التي قوبلت بالرفض من قبل الكتائب المسلحة التي حاولت غزو المنطقة، من خلال غزو مدينة سري كانيي التي عاثت فيها دماراً، وتشريداً، وقتلاً، ونهباً، وإرهاباً،
منذ أواخر العام الماضي2012 وحتى لحظة اضطرارها لتوقيع هدنة أولى معها، لم تتوج كما يبدو بالمصالحة التي تؤدي إلى الانسحاب، جاء إعلان بيان مايسمى ب”المجلس العسكري لمحافظة الحسكة” والقاضي ب”منع رفع أية أعلام ماعدا علم الاستقلال…!؟”….، هذا العلم الذي رفعه شبابنا الكردي منذ بداية الثورة، إلى جانب علمهم القومي، ليبينوا للعالم كله مشاركة الحراك الكردي في الثورة السورية المجيدة بل إنهم راحوا -في الوقت ذاته- يرفعون أعلاماً أخرى، لغيرهم من شركاء المكان، لتحفيزهم، على الانخراط في الثورة، عندما كانت تواجههم بعض العثرات التي لايزال بعض آثارها مستمراً.
وحقيقة، إن كل المسوغات التي قدمها حكماء منطقة الجزيرة، كرداً وعرباً، مسيحيين ومسلمين، وغيرهم، حول ضرورة إبقاء هذه المنطقة ملاذاً آمناً لأخوتهم السوريين، كانت محقة، إذ احتضنت محافظة الحسكة آلاف الأسر، من سائر المحافظات السورية الأخرى، وكان ولايزال لها وضعها الخاص –وهو الأهم- مادام النظام الدموي يسعى لتحريك أوراق الفتنة، بكل أشكالها ،مستعيناً ببعض يتاماه، كي تكون قاب قوسن وأدنى من الاشتعال، عبر استغلال التعدد الفسيفسائي في المنطقة، لضرب مكونات المكان ببعضهم بعضاً، وهو ما كان النظام يفشل به، على امتداد عقود، بالرغم من بيع بعضهم ذممهم بشكل رخيص، في أكثر من بازار، إذ قاموا بنهب محال الكرد، وبيوتهم، منذ انتفاضة12 آذار2004وحتى غزوة سري كانيي التي كشف خلالها هؤلاء اللصوص البيادق عن وجوههم، منخرطين في لجج المخططات التي تخدم مصلحة النظام المجرم -مرة أخرى- وإن انشقَّ بعضهم عنه، ليتحولوا من مركبة آيلة للسقوط إلى أخرى، تجسد المستقبل والمصلحة، بعد أن كانوا جزءاً من آلة المركبة الأولى، على امتداد عقود متواليات..
ولعلَّه من المعروف أن النظام الدموي السوري أسس خلال عقود من الاستبداد، لتشويه صورة الكردي، ليمارس بحقه، كل سياسات إلغاء الهوية، من أجل طمس ملامحه وتغييبه، غير معترف بوجود الشعب الكردي الذي يعيش فوق ترابه، عبر آلاف السنين، ولقد راح أكثر المتعاطفين مع الكردي يقولون “كلنا عرب..!”،” ومن تكلم العربية فهو عربي” في ظل منع التحدث باللغة الكردية، بدلاً من القول “كلنا سوريون”، مع أن في التنوع غنىً لسوريا، وقوة، وكان مجرد ضبط “ألفباء لتعلم اللغة الكردية”، أو كشكول فيه قصيدة غزلية مكتوبة باللغة الكردية، مع أحدهم، كافياً لإلقاء القبض عليه، واعتباره ” داعياً لإلحاق سوريا ببلد أجنبي”مجاور” وأي بلد مجاور؟؟، إنها الفرية الكبرى التي دخل آلاف الكرد بسببها السجون، ومن الطبيعي -هنا- أن يتمَّ اعتقال من يرفع علم شعب كامل، وإن كان هذا العلم يرفع إلى جانب العلم الوطني السوري، وهناك آلاف الحكايات التي قد يرويها أبناء الشعب الكردي، عن دفعهم لضريبة حب علمهم، حيث كان العلم الكردي ذريعة بيد أي حاقد على أي كردي لطرده من وظيفته، بعد ادعاء رفعه إياه في بيته، كما كان العلم مدار إحدى الاتهامات الكيدية التي يدبجها كتبة التقارير- في دولة الاستبداد وما أكثرهم- عن أي كردي، وقد وصل الأمر إلى أن عتاة منظري النظام كانوا يسوغون إطلاق النار على الشباب الكردي، بسبب رفعهم لعلمهم الخاص.
وإذا كان الشباب الكردي قدرفع علم الثورة، في المناطق الكردية، أو مناطق التواجد الكردي، متحدياً به أجهزة النظام، فإنه رفع إلى جواره علمه الخاص، وهو ينادي” واحد واحد واحد الشعب السوري واحد”، حيث يكمل كلا العلمين بعضهما بعضاً، مادام كلا المواطنين يكمل الآخر، في وطن، أعمدة بنائه، في الأصل، التعددية، حتى وإن كان النظام الشوفيني، الدموي، سعى طوال حكم الدكتاتور الواحد، الأحد، أن يمحو أشكال الفسيفساء، ولاسيما الكردي منه، ليكون هناك مجرد لون واحد، مزوراً خريطة الواقع، تكوينات، وجغرافيا، وتاريخاً، وطبيعي أن أي علم غير العلم الذي سيقرره، سيكون في حكم الملغي، الممنوع، ويبدو أن شريطاً زمنياً من عقود عدة، رضع خلاله بعض هؤلاء القافزين إلى مركبة الثورة، لم تتبدل رؤاهم بعد كل هذه الثورة التي لابد من أن يكون هناك موقف علني من الشعب الكردي من قبل كل من ينادي بإنهاء حكم طاغية دمشق وبطانته، وإن كان بعضهم يتوارى وراء شعار “ضرورة صب الجهود في خدمة الثورة”، وهي “عبارة” حق، يراد بها باطل، لأن من ينخرط في ثورة كبرى كالثورة السورية، لابد من أن تكون منظومة رؤاه متكاملة، واضحة، لاتقبل ” التنجيم” بل إن أي استمهال، أو مواربة في تسمية الأمور بأسمائها، لتعدّ خيانة لخصوصية المفهوم الوطني سورياً، وقد وقع في الفخ كثيرون من رموز المعارضة.
وقد أكدت غزوة سري كانيي أن هناك من هم متورطون في سفك الدم السوري، بعيداً عن الثورة، ليصل إلى مرحلة خيانة الثورة، من خلال دعم المجموعات المسلحة، أو عدم السعي لوضع حدلها، لأن موضوع كبحها هوفي حدود ممكنات هؤلاء، وإن تهربهم من إنهاء الغزو كان يفصح عن حقيقتهم.
وإذا كان لسان حال متشدِّدي القوات الغازية لسري كانيي، هو أنهم مصرّون على مواصلة تدمير محافظة الحسكة، تحت هذه الذريعة أو تلك، لوضع اليد على منابع النفط في الرميلان، عبر بوابة هذه المدينة، فإن الغرض الرئيس، ليس إلا الإقدام على مالم يتمكن النظام الدموي في دمشق من تحقيقه، وهو ضرب مكونات الجزيرة ببعضها بعضاً، بل وتدمير هذه المنطقة المعطاء، بما يحقق للنظام عمراً أطول، في الوقت الذي لايمكن لأي عقل -عسكري- أن يفكر بإضرام النار في” الهوامش” وترك” رأس المخاطر” وعقلها المدبر، والمنفذ، في أمان، كما أن حدود سوريا تبلغ أكثرمن 2550 كم، فما الذي جعلهم يتشبثون بوابة مدينة صغيرة، آمنة..!، بل إن هذا العمل -في جوهره- خيانة كبرى لعدد من المدن السورية التي لماتزل تحت قصف النظام، وحصاره، وتحتاج إلى تركيز الجهود، لا بعثرتها، في حرب تضر الثورة، لاسيما وأن إضرام النار في مانجا من الدمار، وتدمير أحد الملاذات الكبرى للسوريين، هو خدمة كبرى لمخطط طاغية دمشق.
ومن هنا، فإن مهمة كبرى ملقاة على كواهل غيارى وحكماء محافظة الحسكة، المبادرة فوراً، للالتفاف حول بعضهم بعضاً، ومواجهة كل بؤر الفتن، والمؤامرات، لتشكيل حالة وطنية عليا، من النواحي كافة: الإدارية، والعسكرية، وغيرها، وتكنيس المحافظة من رجس أجهزة النظام، لاسيما وأن الثورة قد أفرزت القوى، والهيئات، والأشخاص، كي نستبين موقع كل من هؤلاء، ضمن منزلتي: الثورة، وأعدائها، بلامواربة، ولا لبس البتة.
وفي هذا المجال، فإن المجلس الوطني الكردي -تحديداً- مطالب بمراجعة أدائه، منذ بداية الثورة، وحتى الآن، والتسلح بالجرأة في تسمية مكامن تقصيره، إلى جانب علاماته المضيئة، ودراسة كل ذلك، بروح المسؤولية، ليرتقي إلى مستوى مسؤولياته التاريخية.
وتأسيسا على ماسبق، فإن البيان المذكور لم يكن بعيداً عن سلسلة الأجندات التي يسعى النظام لتنفيذها، في الفترة الحالية، من أجل استكمال مشهد التدمير، والقتل، والخراب، في هذه المنطقة التي لايريدها في منجى عما هدد به، وبات يطبقه، بل إنه ليصب الزيت على النار، من خلال نبرة الحقد على الكرد، وعلمهم، متحصناً ب”فيتو” الثورة، الذي أحب بيادق غزو سري كانيي التحصن به، مستغلين إرث “الجيش الحر” الذي وضعه أسسه آلاف الابطال، النشامى، من المناضلين، وبات الآن مهدداً من خلال التجلبب بعباءته، مايفترض على الجيش الحر، الحقيقي، التبرؤ من هؤلاء، والتصرف بحكمة، لاسيما أن ما يتم يشكل انقلاباً عليه، كما أن المجلس الوطني وائتلاف القوى الوطنية، مطالبان بالتحرك العاجل، لأنهما قادران -الآن- رد غزاة سري كانيي إلى أدبارهم، من حيث أتوا، والتفهم لوضع محافظة الحسكة، وتركها لأهلها، لأنهم أدرى بشؤونها، والانتباه من تصريحات بعض المتفذلكين، المتحذلقين الذين لايختلفون-بتفكيرهم- عن ذهنية من دبج البيان التهديدي بحق الكرد، وإن كان لابد من التسلح باللازمة التي لاتجدي، وهي” الكرد أهلنا”، أو غيرها، من المعزوفات التي لاتخفي حلاوة بيان “بعض” من يتشدقون بها سموم أحقادهم تجاه الكرد، وإن كما لنجد من يفهمون هذه الأخوة، على أكمل وجه، وهم وحدهم من نعول عليهم في أي خطاب وطني…..!؟.
8-2-2013
elyousef@gmail.com
وحقيقة، إن كل المسوغات التي قدمها حكماء منطقة الجزيرة، كرداً وعرباً، مسيحيين ومسلمين، وغيرهم، حول ضرورة إبقاء هذه المنطقة ملاذاً آمناً لأخوتهم السوريين، كانت محقة، إذ احتضنت محافظة الحسكة آلاف الأسر، من سائر المحافظات السورية الأخرى، وكان ولايزال لها وضعها الخاص –وهو الأهم- مادام النظام الدموي يسعى لتحريك أوراق الفتنة، بكل أشكالها ،مستعيناً ببعض يتاماه، كي تكون قاب قوسن وأدنى من الاشتعال، عبر استغلال التعدد الفسيفسائي في المنطقة، لضرب مكونات المكان ببعضهم بعضاً، وهو ما كان النظام يفشل به، على امتداد عقود، بالرغم من بيع بعضهم ذممهم بشكل رخيص، في أكثر من بازار، إذ قاموا بنهب محال الكرد، وبيوتهم، منذ انتفاضة12 آذار2004وحتى غزوة سري كانيي التي كشف خلالها هؤلاء اللصوص البيادق عن وجوههم، منخرطين في لجج المخططات التي تخدم مصلحة النظام المجرم -مرة أخرى- وإن انشقَّ بعضهم عنه، ليتحولوا من مركبة آيلة للسقوط إلى أخرى، تجسد المستقبل والمصلحة، بعد أن كانوا جزءاً من آلة المركبة الأولى، على امتداد عقود متواليات..
ولعلَّه من المعروف أن النظام الدموي السوري أسس خلال عقود من الاستبداد، لتشويه صورة الكردي، ليمارس بحقه، كل سياسات إلغاء الهوية، من أجل طمس ملامحه وتغييبه، غير معترف بوجود الشعب الكردي الذي يعيش فوق ترابه، عبر آلاف السنين، ولقد راح أكثر المتعاطفين مع الكردي يقولون “كلنا عرب..!”،” ومن تكلم العربية فهو عربي” في ظل منع التحدث باللغة الكردية، بدلاً من القول “كلنا سوريون”، مع أن في التنوع غنىً لسوريا، وقوة، وكان مجرد ضبط “ألفباء لتعلم اللغة الكردية”، أو كشكول فيه قصيدة غزلية مكتوبة باللغة الكردية، مع أحدهم، كافياً لإلقاء القبض عليه، واعتباره ” داعياً لإلحاق سوريا ببلد أجنبي”مجاور” وأي بلد مجاور؟؟، إنها الفرية الكبرى التي دخل آلاف الكرد بسببها السجون، ومن الطبيعي -هنا- أن يتمَّ اعتقال من يرفع علم شعب كامل، وإن كان هذا العلم يرفع إلى جانب العلم الوطني السوري، وهناك آلاف الحكايات التي قد يرويها أبناء الشعب الكردي، عن دفعهم لضريبة حب علمهم، حيث كان العلم الكردي ذريعة بيد أي حاقد على أي كردي لطرده من وظيفته، بعد ادعاء رفعه إياه في بيته، كما كان العلم مدار إحدى الاتهامات الكيدية التي يدبجها كتبة التقارير- في دولة الاستبداد وما أكثرهم- عن أي كردي، وقد وصل الأمر إلى أن عتاة منظري النظام كانوا يسوغون إطلاق النار على الشباب الكردي، بسبب رفعهم لعلمهم الخاص.
وإذا كان الشباب الكردي قدرفع علم الثورة، في المناطق الكردية، أو مناطق التواجد الكردي، متحدياً به أجهزة النظام، فإنه رفع إلى جواره علمه الخاص، وهو ينادي” واحد واحد واحد الشعب السوري واحد”، حيث يكمل كلا العلمين بعضهما بعضاً، مادام كلا المواطنين يكمل الآخر، في وطن، أعمدة بنائه، في الأصل، التعددية، حتى وإن كان النظام الشوفيني، الدموي، سعى طوال حكم الدكتاتور الواحد، الأحد، أن يمحو أشكال الفسيفساء، ولاسيما الكردي منه، ليكون هناك مجرد لون واحد، مزوراً خريطة الواقع، تكوينات، وجغرافيا، وتاريخاً، وطبيعي أن أي علم غير العلم الذي سيقرره، سيكون في حكم الملغي، الممنوع، ويبدو أن شريطاً زمنياً من عقود عدة، رضع خلاله بعض هؤلاء القافزين إلى مركبة الثورة، لم تتبدل رؤاهم بعد كل هذه الثورة التي لابد من أن يكون هناك موقف علني من الشعب الكردي من قبل كل من ينادي بإنهاء حكم طاغية دمشق وبطانته، وإن كان بعضهم يتوارى وراء شعار “ضرورة صب الجهود في خدمة الثورة”، وهي “عبارة” حق، يراد بها باطل، لأن من ينخرط في ثورة كبرى كالثورة السورية، لابد من أن تكون منظومة رؤاه متكاملة، واضحة، لاتقبل ” التنجيم” بل إن أي استمهال، أو مواربة في تسمية الأمور بأسمائها، لتعدّ خيانة لخصوصية المفهوم الوطني سورياً، وقد وقع في الفخ كثيرون من رموز المعارضة.
وقد أكدت غزوة سري كانيي أن هناك من هم متورطون في سفك الدم السوري، بعيداً عن الثورة، ليصل إلى مرحلة خيانة الثورة، من خلال دعم المجموعات المسلحة، أو عدم السعي لوضع حدلها، لأن موضوع كبحها هوفي حدود ممكنات هؤلاء، وإن تهربهم من إنهاء الغزو كان يفصح عن حقيقتهم.
وإذا كان لسان حال متشدِّدي القوات الغازية لسري كانيي، هو أنهم مصرّون على مواصلة تدمير محافظة الحسكة، تحت هذه الذريعة أو تلك، لوضع اليد على منابع النفط في الرميلان، عبر بوابة هذه المدينة، فإن الغرض الرئيس، ليس إلا الإقدام على مالم يتمكن النظام الدموي في دمشق من تحقيقه، وهو ضرب مكونات الجزيرة ببعضها بعضاً، بل وتدمير هذه المنطقة المعطاء، بما يحقق للنظام عمراً أطول، في الوقت الذي لايمكن لأي عقل -عسكري- أن يفكر بإضرام النار في” الهوامش” وترك” رأس المخاطر” وعقلها المدبر، والمنفذ، في أمان، كما أن حدود سوريا تبلغ أكثرمن 2550 كم، فما الذي جعلهم يتشبثون بوابة مدينة صغيرة، آمنة..!، بل إن هذا العمل -في جوهره- خيانة كبرى لعدد من المدن السورية التي لماتزل تحت قصف النظام، وحصاره، وتحتاج إلى تركيز الجهود، لا بعثرتها، في حرب تضر الثورة، لاسيما وأن إضرام النار في مانجا من الدمار، وتدمير أحد الملاذات الكبرى للسوريين، هو خدمة كبرى لمخطط طاغية دمشق.
ومن هنا، فإن مهمة كبرى ملقاة على كواهل غيارى وحكماء محافظة الحسكة، المبادرة فوراً، للالتفاف حول بعضهم بعضاً، ومواجهة كل بؤر الفتن، والمؤامرات، لتشكيل حالة وطنية عليا، من النواحي كافة: الإدارية، والعسكرية، وغيرها، وتكنيس المحافظة من رجس أجهزة النظام، لاسيما وأن الثورة قد أفرزت القوى، والهيئات، والأشخاص، كي نستبين موقع كل من هؤلاء، ضمن منزلتي: الثورة، وأعدائها، بلامواربة، ولا لبس البتة.
وفي هذا المجال، فإن المجلس الوطني الكردي -تحديداً- مطالب بمراجعة أدائه، منذ بداية الثورة، وحتى الآن، والتسلح بالجرأة في تسمية مكامن تقصيره، إلى جانب علاماته المضيئة، ودراسة كل ذلك، بروح المسؤولية، ليرتقي إلى مستوى مسؤولياته التاريخية.
وتأسيسا على ماسبق، فإن البيان المذكور لم يكن بعيداً عن سلسلة الأجندات التي يسعى النظام لتنفيذها، في الفترة الحالية، من أجل استكمال مشهد التدمير، والقتل، والخراب، في هذه المنطقة التي لايريدها في منجى عما هدد به، وبات يطبقه، بل إنه ليصب الزيت على النار، من خلال نبرة الحقد على الكرد، وعلمهم، متحصناً ب”فيتو” الثورة، الذي أحب بيادق غزو سري كانيي التحصن به، مستغلين إرث “الجيش الحر” الذي وضعه أسسه آلاف الابطال، النشامى، من المناضلين، وبات الآن مهدداً من خلال التجلبب بعباءته، مايفترض على الجيش الحر، الحقيقي، التبرؤ من هؤلاء، والتصرف بحكمة، لاسيما أن ما يتم يشكل انقلاباً عليه، كما أن المجلس الوطني وائتلاف القوى الوطنية، مطالبان بالتحرك العاجل، لأنهما قادران -الآن- رد غزاة سري كانيي إلى أدبارهم، من حيث أتوا، والتفهم لوضع محافظة الحسكة، وتركها لأهلها، لأنهم أدرى بشؤونها، والانتباه من تصريحات بعض المتفذلكين، المتحذلقين الذين لايختلفون-بتفكيرهم- عن ذهنية من دبج البيان التهديدي بحق الكرد، وإن كان لابد من التسلح باللازمة التي لاتجدي، وهي” الكرد أهلنا”، أو غيرها، من المعزوفات التي لاتخفي حلاوة بيان “بعض” من يتشدقون بها سموم أحقادهم تجاه الكرد، وإن كما لنجد من يفهمون هذه الأخوة، على أكمل وجه، وهم وحدهم من نعول عليهم في أي خطاب وطني…..!؟.
8-2-2013
elyousef@gmail.com