قضية للنقاش – 66 عندما يبدل «الاخوان المسلمون» الحركة الكردية «بأكرادهم»

صلاح بدرالدين

ليس لي أي غرض شخصي مع السيد – غسان هيتو – الشيخاني الكيلاني رئيس حكومة متوج بأحد فنادق الآستانة بعد أن فاز من طرف ممن لم يخولهم الشعب السوري وثورته ولم أكن بوارد حتى التعليق على ماجرى لولا أن منابر اعلامية وأقلاما روجت معلومة بقراءة عنصرية يستشف منها وكأن المعني يمثل الكرد السوريين أو جاء باسمهم ليتبوأ ذلك الموقع بخمسين صوت سوري من أصل أكثر من 23 مليون بينها ثلاثة ملايين كردي واذا أراد منا مسايرته في انتصاره – الديموقراطي – نقول ألف مبروك يا ” دولة الرئيس ! ” ولكن عذرا فأنت لاتمثل شعبنا الكردي .
  نحن هنا لانقيس الحدث بالتفسير الشخصاني بقدر مانعتبره شأنا سياسيا بامتياز يتعلق بخفايا وطبيعة تعامل التحالف ( الاخواني – القوموي ) مع القضية السورية عموما والحالة الكردية فيها على وجه الخصوص صحيح أن جناحا من – الاخوان – اختلف لمدة زمنية محددة مع نظام البعث الأسدي الا أنهم كانوا على وفاق تام مع نظام البعث الصدامي وبحثوا على الدوام لايجاد أرضية مشتركة مع نظام الأسد الابن من خلال الحوارات وتجميد دورهم في المعارضة فمن حيث البعد التاريخي لم يختلف الاخوان والتيارات القومية العربية الشوفينية المتشددة يوما حول المصير الكردي بل أجمعوا على ( تجريد الكرد من كونهم شعب يتمتع بكل العلائم القومية وبالتالي اعتبارهم أقلية مهاجرة استوطنت أرض العرب لايحق لها المطالبة بأية حقوق قومية سوى حق المواطنة ) .

لامجال هنا لشرح مسلسل ألاعيب وملابسات – الاخوان – من خلال تجربة ( الحزب الاسلامي الكردي ) الفاشلة وبعدها ( لجنة العمل الوطني الكردي ) القائمة حتى الآن كاحتياطي عند اللزوم لابتزاز الحركة الكردية ولكن نقول أن أول احتكاك سياسي مباشر للاخوان مع الشأن الكردي في اطار ( جبهة الخلاص ) تأكد لنا مباشرة طوال ثلاثة أعوام من عملنا فيها ومن دون شك مدى توافقهم الكامل مع التيار القومي الذي مثله السيد – عبد الحليم خدام – في رفض حقوق الكرد السوريين وقضيتهم بل حتى الامتناع عن الاعتراف بفدرالية اقليم كردستان العراق وكان ذلك أحد الأسباب المباشرة لانسحابنا كمكون كردي من تلك الجبهة التي انفرط عقدها بعد ذلك وبالمقابل أخذ الاخوان درسا من تلك التجربة على غرار حلفائهم القوميين والبعثيين الشوفيين في سوريا والعراق الذين سبقوهم في ايجاد ” أكراد لهم ” حتى بالاسم في أطر عملهم ( المعارض ) معتدلين وطيعين تحت الطلب بأن بدأوا البحث أيضا عن ” أكرادهم ” والشرط الوحيد أن لايكونوا جزء من الحركة الكردية التاريخية المناضلة ضد الاستبداد منذ عهد الانتداب الفرنسي وحتى الآن ووجدوا كما بات معروفا ضالتهم المنشودة في ” الشخص الغلط بالمكان الغلط ” في – مجلسهم الوطني السوري –المنقادة حتى اللحظة من جانب المراقب العام في اشارة واضحة الى اهانة الكرد واقصاء مناضليهم من تشكيلاتهم – المعارضة –تمهيدا لاقصاء القضية القومية الكردية برمتها عن المشهد السياسي حاضرا ومستقبلا ثم التغني بالوقت ذاته زورا وبهتانا ( بتمثيل الأقليات ) .
  ماتم باستانبول حلقة من مسلسل بحث الاخوان وحلفائهم من ممثلي التيارات القومية واليسارية الشوفينية عن ” أكرادهم ” والاستمرار في نهج ازاحة واقصاء المناضلين الكرد لاضعاف الجبهة المواجهة لهم وتمرير مخططهم المرسوم بالاتفاق مع دوائر اقليمية ودولية التي لن تذهب أبعد من الحفاظ على النظام بمؤسساته وقواعده واداراته برأسه أو بدونه لافرق .
  وللتوضيح فقط : عندما نقول أن مخطط التحالف الاسلاموي – القوموي في ازاحة الحركة الكردية لانعني في أي حال من الأحوال الأحزاب الكردية لأنها مثل تحالفهم تماما لاتمثل الشعب الكردي وقضيته وليست مشاركة بغالبيتها الساحقة بالثورة بل نقصد الحراك الثوري الكردي عموما السلمية منها والمقاومة والتسيقيات الشبابية الناشطة والأغلبية الصامتة والمستقلين ونشطاء حركة المجتمع المدني وسائر الفئات الوطنية في مختلف المناطق الكردية وأماكن تواجدهم .

والقضية تحتاج الى نقاش .

– عن موقع الكاتب على الفيسبوك salahbadredin

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد حسو إن مسيرة الشعب الكوردي هي مسيرة نضال طويلة ومستمرة، لم تتوقف يومًا رغم الظروف الصعبة والتحديات المتراكمة، لأنها تنبع من إرادة راسخة ووعي عميق بحقوق مشروعة طال السعي إليها. ولا يمكن لهذه المسيرة أن تبلغ غايتها إلا بتحقيق الحرية الكاملة وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز القومي أو الديني…

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…