صلاح بدرالدين
بداية نقول أن الطريق السلمي لحل القضية الكردية في تركيا وفي كل مكان آخر وفي مسار التطور الوطني الديموقراطي هو الخيار السليم الوحيد دائما وأبدا وأن مانتابعه منذ أعوام من تحرك باتجاه تحقيق خطوات – ولو متأخرة – لوقف العنف والذي ارتفع وتيرته منذ عام من خلال التواصل بين الأجهزة التركية وممثلي – ب ك ك – وما أعلن من تصريحات ومواقف حكومية بشأن الرغبة في ايجاد حل للأزمة تؤكد على الحقيقة الماثلة أمام جميع الأطراف المعنية المتصارعة المعبرة عن نفسها بجنوح كل من الحكومة التركية وزعيم حزب العمال الكردستاني نحو السلام والاعلان عن عدم جدوى العنف وفشل الحل العسكري
وهو ما يعزز آمال شعوب تركيا لوقف نزيف الدم ولجم النزعات الشوفينية – العسكرية وقطع الطريق على المداخلات الخارجية وخصوصا ( الايرانية – السورية ) التي توغل في استثمار القضية الكردية العادلة لصالح أنظمة الاستبداد وبالضد من مصالح الكرد في بلدان أخرى خارج تركيا.
لاشك وأمام ثقل وتبعات وتعقيدات مسألة بحجم القضية الكردية في تركيا تظهر أمام المراقب كما هائلا من التساؤلات ومثلها من المخاوف والملاحظات نوجزها بالتالي :
أولا – هل هناك ارادة اقليمية – دولية لأن يكون حل القضية الكردية لنصف أكراد المنطقة عبر حكومة اسلامية ؟ وهل سيخترق الحزب الاسلامي التركي جدارا صلدا ويقلب المسلمات النظرية المبدئية على عقب كسابقة تاريخية غير مسبوقة على أن للاسلام السياسي قدرة على ايجاد حل سلمي عادل لقضايا الشعوب والقوميات ؟ دون أن ننسى ان نجاح سياسة حكومة اردوغان الكردية سيجلب لها الاستمرارية والنجاح في الانتخابات القادمة .
ثانيا – السابقة العراقية الأولى الناجحة في انجاز حل القضية الكردية كانت ديموقراطية توافقية غلب عليها العامل الخارجي نتيجة الدور الأمريكي في اسقاط الدكتاتورية ورعايته لتطبيق النظام الفدرالي وتمسك شعب كردستان العراق بالحل السلمي منذ عقود وهو حل يستند الى تراث الديموقراطية الغربية الليبرالية وكذلك التجربة الاشتراكية في حل المسألة القومية .
ثالثا – الأنا الفردية طاغية في رسالة أوجلان ” انتفاضتي بدأت بشخص واحد ضد اللاحل وضد الجهل والعبودية التي ولدت فيها، هدفي من هذه الانتفاضة كان خلق فكر وروح جديدة”
فهو يعطي الأوامر وكأنه يخاطب جنودا في أرض المعركة وقد تنقلب الآية ويقوم بعض جنوده بتمرد أو انقلاب عسكري ميليشياوي خاصة وأن أولئك الجنود هم من يمكلون المال والمقاتلين وبالتالي سلطة القرار.
رابعا – مغازلة أوجلان الحزب الاسلامي وتجيير الستراتيجية للتكتيك والتخلي من دون ان يعلن عن جميع منطلقاته الفكرية علما ان مثل هذه المسائل المتعلقة بحياة ومستقبل الشعوب يجب ان تكون عرضة للنقاش الطويل وكأن القضية القومية والنضال الوطني في كردستان تركيا خاتما في اصبعه يرميه متى يشاء .
خامسا – يناشد أوجلان شعوب المنطقة جميعها للتعاون والتسامح والتفاهم باستثناء الكرد فاذا كانت منظمات – ب ك ك – قد قامت منذ ظهورها على مبدأ نفي الآخر الكردي وتصفية المختلفين فكريا وسياسيا حيث الضحايا بالآلاف منذ نحو ثلاثين عاما فلماذا لم يتوجه اوجلان بالاعتذار الى الشعب الكردي عامة وذوي الضحايا خصوصا اذا كان فعلا في وارد تغيير استرتيجيته والانتقال من مرحلة الى أخرى .
سادسا – تراجعه من القومي الكردستاني الذي طال ماتغنى به مطلقا على نفسه ( الرئيس القومي ) الى فضاء التاريخ العثماني والجغرافيا التركية ” على الشعب التركي ان يعلم إنهم يستطيعون العيش معاً كما كان منذ آلاف السنين العيش المشترك بين الكرد- التركي تحت راية الأخوة الإسلامية على أراضي أناضول القديمة وتحت اسم تركيا.
بشرط عدم إنكار الحقوق وطمسه ” .
سابعا – تخطيه المفاهيم العلمية الراسخة الاشتراكية منها والرأسمالية حول القوم ونشوء الفكر القومي وتطوره فالأولى المنطلقة من مبدأ حق الشعوب بتقرير المصير التي تتوفر فيها شروط الأرض واللغة والتاريخ والارادة والاقتصاد وتعتبرها نتيجة التطور الاجتماعي من المشاعية البدائية الى الحياة الاقطاعية مرورا بمرحلة نشوء البورجوازية الرأسمالية التي تقود الدولة القومية الخاضعة لقوانين وحاجات السوق ثم الانتقال الى النظام الاشتراكي الأممي الذي تذوب فيه القوميات لتظهر الأمة الاشتراكية أما الثانية فتجمع بين حرية الشعب ( القوم ) والفرد في اطار الدولة القومية البسيطة والمركبة المركزية والفيدرالية لتصل بمراحل تالية الى الأطر الأوسع كالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على حساب تخطي قدسية الحدود والثقافة القوميتين لمصلحة التوسع الرأسمالي وتطوره تجاه العولمة العابرة للدول فاذا كان السيد اوجلان يتجاهل هذه الحقائق العلمية والتاريخية وكل تراكماتها النظرية والثقافية التي تؤكد أن القوم كائن موضوعي والقومية ظاهرة تاريخية واقعية متطورة وليست من زراعة الامبريالية ” وفي القرنين الأخيرين حاولت الامبريالية الغربية، وعن طريق الفتوحات الخارجية زرع الفكر القومي بين المجتمع الشرق الاوسطي، ” فعليه وأمام طرحه هذا وضع البديل لنظريته – القومية – الجديدة التي حلم بها كما يظهر في معتقله .
ثامنا – لو توفر الحد الأدنى من التوازن بين طرفي السلام : اوجلان وحزبه والحكومة التركية وحزبها الحاكم لكان هناك نوع من التماثل في خطابي الجانبين فالأول خرج عن نص مفردات السلام الأساسية بماحملت من اقرار وقف الهجمات ونزع السلاح وخروج المقاتلين من الأراضي التركية ليسترسل في سرد تقديم التعهدات بالتخلي عن كل المفاهيم الفكرية والسياسية وكل تراثه الحزبي وأدبياته ومنطلقاته النظرية قبل نوروز العام الحالي واظهار نفسه تائبا نادما في حين أن الحزب الحاكم الطرف الآخر في معادلة السلام المرتقبة مازال خطابه كما كان بل يصر على تسمية شريكه في السلام بالارهابيين والخارجين على القانون ولم يمارس حتى نقدا ذاتيا ولم يقدم اعتذارا للكرد حول كل الجرائم السابقة بحقه والسؤال هنا هل قدم أوجلان كل تلك التنازلات مجانا وبدون مقابل ؟ أم أن قواه قد خارت وآماله قد تلاشت وما صدر عنه كان في لحظة ضعف أو يقظة الضمير ومراجعة على طريقته الخاصة أو أنه لن يطيق بعد الآن حياة المعتقلات .
ان السلام الكردي – التركي اذا ماتحقق على أسس سليمة يستحق أغلى التضحيات من كل الأطراف وهو أكبر وأهم من الحزب التركي الحاكم وعسكره ومن أوجلان و– ب ك ك – و– القنادلة – الذين يستسهلون نقل البندقية من كتف الى آخر لذلك ومن هذا المنطلق نقف بكل قوة مع مساعي السلام ونتمنى أن لايفكر أي طرف فيها من موقع ترحيل الشر الى الجوار السوري أو الكردستاني – العراقي وأن يتم بحث وجود ودور جماعات – ب ك ك – المسلحة التي انتقلت من – قنديل – الى الأراضي السورية بالاتفاق مع نظام الأسد كجزء من معادلة المواجهة بين الطرفين والتي كانت ومازالت مهمتها الأساسية محاربة تركيا لذلك فانها كانت ومازالت جزءا من القضية الكردية – التركية يسري عليها مايسري على الجماعات نفسها في تركيا والأماكن الأخرى وأن يصار الى عودتها الى أماكنها السابقة ولتعلم الحكومة التركية أن قضية السلام مع الكرد لاتتجزأ .
لاشك وأمام ثقل وتبعات وتعقيدات مسألة بحجم القضية الكردية في تركيا تظهر أمام المراقب كما هائلا من التساؤلات ومثلها من المخاوف والملاحظات نوجزها بالتالي :
أولا – هل هناك ارادة اقليمية – دولية لأن يكون حل القضية الكردية لنصف أكراد المنطقة عبر حكومة اسلامية ؟ وهل سيخترق الحزب الاسلامي التركي جدارا صلدا ويقلب المسلمات النظرية المبدئية على عقب كسابقة تاريخية غير مسبوقة على أن للاسلام السياسي قدرة على ايجاد حل سلمي عادل لقضايا الشعوب والقوميات ؟ دون أن ننسى ان نجاح سياسة حكومة اردوغان الكردية سيجلب لها الاستمرارية والنجاح في الانتخابات القادمة .
ثانيا – السابقة العراقية الأولى الناجحة في انجاز حل القضية الكردية كانت ديموقراطية توافقية غلب عليها العامل الخارجي نتيجة الدور الأمريكي في اسقاط الدكتاتورية ورعايته لتطبيق النظام الفدرالي وتمسك شعب كردستان العراق بالحل السلمي منذ عقود وهو حل يستند الى تراث الديموقراطية الغربية الليبرالية وكذلك التجربة الاشتراكية في حل المسألة القومية .
ثالثا – الأنا الفردية طاغية في رسالة أوجلان ” انتفاضتي بدأت بشخص واحد ضد اللاحل وضد الجهل والعبودية التي ولدت فيها، هدفي من هذه الانتفاضة كان خلق فكر وروح جديدة”
فهو يعطي الأوامر وكأنه يخاطب جنودا في أرض المعركة وقد تنقلب الآية ويقوم بعض جنوده بتمرد أو انقلاب عسكري ميليشياوي خاصة وأن أولئك الجنود هم من يمكلون المال والمقاتلين وبالتالي سلطة القرار.
رابعا – مغازلة أوجلان الحزب الاسلامي وتجيير الستراتيجية للتكتيك والتخلي من دون ان يعلن عن جميع منطلقاته الفكرية علما ان مثل هذه المسائل المتعلقة بحياة ومستقبل الشعوب يجب ان تكون عرضة للنقاش الطويل وكأن القضية القومية والنضال الوطني في كردستان تركيا خاتما في اصبعه يرميه متى يشاء .
خامسا – يناشد أوجلان شعوب المنطقة جميعها للتعاون والتسامح والتفاهم باستثناء الكرد فاذا كانت منظمات – ب ك ك – قد قامت منذ ظهورها على مبدأ نفي الآخر الكردي وتصفية المختلفين فكريا وسياسيا حيث الضحايا بالآلاف منذ نحو ثلاثين عاما فلماذا لم يتوجه اوجلان بالاعتذار الى الشعب الكردي عامة وذوي الضحايا خصوصا اذا كان فعلا في وارد تغيير استرتيجيته والانتقال من مرحلة الى أخرى .
سادسا – تراجعه من القومي الكردستاني الذي طال ماتغنى به مطلقا على نفسه ( الرئيس القومي ) الى فضاء التاريخ العثماني والجغرافيا التركية ” على الشعب التركي ان يعلم إنهم يستطيعون العيش معاً كما كان منذ آلاف السنين العيش المشترك بين الكرد- التركي تحت راية الأخوة الإسلامية على أراضي أناضول القديمة وتحت اسم تركيا.
بشرط عدم إنكار الحقوق وطمسه ” .
سابعا – تخطيه المفاهيم العلمية الراسخة الاشتراكية منها والرأسمالية حول القوم ونشوء الفكر القومي وتطوره فالأولى المنطلقة من مبدأ حق الشعوب بتقرير المصير التي تتوفر فيها شروط الأرض واللغة والتاريخ والارادة والاقتصاد وتعتبرها نتيجة التطور الاجتماعي من المشاعية البدائية الى الحياة الاقطاعية مرورا بمرحلة نشوء البورجوازية الرأسمالية التي تقود الدولة القومية الخاضعة لقوانين وحاجات السوق ثم الانتقال الى النظام الاشتراكي الأممي الذي تذوب فيه القوميات لتظهر الأمة الاشتراكية أما الثانية فتجمع بين حرية الشعب ( القوم ) والفرد في اطار الدولة القومية البسيطة والمركبة المركزية والفيدرالية لتصل بمراحل تالية الى الأطر الأوسع كالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على حساب تخطي قدسية الحدود والثقافة القوميتين لمصلحة التوسع الرأسمالي وتطوره تجاه العولمة العابرة للدول فاذا كان السيد اوجلان يتجاهل هذه الحقائق العلمية والتاريخية وكل تراكماتها النظرية والثقافية التي تؤكد أن القوم كائن موضوعي والقومية ظاهرة تاريخية واقعية متطورة وليست من زراعة الامبريالية ” وفي القرنين الأخيرين حاولت الامبريالية الغربية، وعن طريق الفتوحات الخارجية زرع الفكر القومي بين المجتمع الشرق الاوسطي، ” فعليه وأمام طرحه هذا وضع البديل لنظريته – القومية – الجديدة التي حلم بها كما يظهر في معتقله .
ثامنا – لو توفر الحد الأدنى من التوازن بين طرفي السلام : اوجلان وحزبه والحكومة التركية وحزبها الحاكم لكان هناك نوع من التماثل في خطابي الجانبين فالأول خرج عن نص مفردات السلام الأساسية بماحملت من اقرار وقف الهجمات ونزع السلاح وخروج المقاتلين من الأراضي التركية ليسترسل في سرد تقديم التعهدات بالتخلي عن كل المفاهيم الفكرية والسياسية وكل تراثه الحزبي وأدبياته ومنطلقاته النظرية قبل نوروز العام الحالي واظهار نفسه تائبا نادما في حين أن الحزب الحاكم الطرف الآخر في معادلة السلام المرتقبة مازال خطابه كما كان بل يصر على تسمية شريكه في السلام بالارهابيين والخارجين على القانون ولم يمارس حتى نقدا ذاتيا ولم يقدم اعتذارا للكرد حول كل الجرائم السابقة بحقه والسؤال هنا هل قدم أوجلان كل تلك التنازلات مجانا وبدون مقابل ؟ أم أن قواه قد خارت وآماله قد تلاشت وما صدر عنه كان في لحظة ضعف أو يقظة الضمير ومراجعة على طريقته الخاصة أو أنه لن يطيق بعد الآن حياة المعتقلات .
ان السلام الكردي – التركي اذا ماتحقق على أسس سليمة يستحق أغلى التضحيات من كل الأطراف وهو أكبر وأهم من الحزب التركي الحاكم وعسكره ومن أوجلان و– ب ك ك – و– القنادلة – الذين يستسهلون نقل البندقية من كتف الى آخر لذلك ومن هذا المنطلق نقف بكل قوة مع مساعي السلام ونتمنى أن لايفكر أي طرف فيها من موقع ترحيل الشر الى الجوار السوري أو الكردستاني – العراقي وأن يتم بحث وجود ودور جماعات – ب ك ك – المسلحة التي انتقلت من – قنديل – الى الأراضي السورية بالاتفاق مع نظام الأسد كجزء من معادلة المواجهة بين الطرفين والتي كانت ومازالت مهمتها الأساسية محاربة تركيا لذلك فانها كانت ومازالت جزءا من القضية الكردية – التركية يسري عليها مايسري على الجماعات نفسها في تركيا والأماكن الأخرى وأن يصار الى عودتها الى أماكنها السابقة ولتعلم الحكومة التركية أن قضية السلام مع الكرد لاتتجزأ .