احتجاج أمام الأمم المتحدة: حضور ممثل النظام إهانة للضمير العالمي!

نظام مير محمدي *

يعلم النظام الإيراني جيدا بأنه قد أصبح يسير في طريق ذو إتجاه واحد ولا يوجد هناك من مفترقات أو طرق جانبية لکي يغير من مساره والاهم من ذلك إنه متيقن من إن نهاية هذه الطريق إذا لم يتدارك نفسه هي هاوية سحيقة والتدارك لا يعني إنه سوف يغير من مصيره حيث يحول دون سقوطه في الهاوية، بل وحتى إنه يمهد لکي يلاقي نفس المصير ولکن بشکل آخر!

من الواضح إن أکثر ما يمکن أن يوضح خطورة وحساسية الوضع الحرج السائد في إيران من جراء التطورات الجارية بعد التهديد بتفعيل آلية الزناد وحتى إن معظم المٶشرات تٶکد على ذلك، هو حالة التخبط والتناقض في التصريحات والمواقف الصادرة من داخل النظام والتي تعتبر إنعکاسا لحالة غير مسبوقة من التوتر والقلق السائد فيه.

في الوقت الذي يطالب فيه 71 نائبا إيرانيا يطالبون بتطوير قنبلة نووية، وتغيير عقيدة الدفاع، وإرتفاع الاصوات التي تطالب بترك طاولة التفاوض والانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، فإنه وتزامنا مع ذلك يٶکد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الدبلوماسية قادرة على حل النزاع النووي مع الغرب إذا ما توفرت الإرادة السياسية، مشددا على إنه”حان الوقت أمام الدول الغربية للاختيار بين التعاون والبناء المشترك أو الاستمرار في نهج المواجهة”، في وقت يبدو واضحا بأن الکرة في ساحة النظام وإنه هو من يمکن أن يحدد خيار التعاون أو المواجهة من خلال موقف واضح وصريح ليس في إلتباس أو غموض أو کذب وخداع.

وفي الواقع، هناك حقيقة مهمة جدا وهي واضحة للعيان، وهي إن النظام الإيراني وعلى الاغلب لم يعد مقبولا ومرحب به ليس في إيران بل وفي المنطقة والعالم ويعلم النظام جيدا بأن الجميع يرحبون بالتغيير في إيران غير إن الاکثر سوءا بالنسبة للنظام هو إنه زعم النظام بأن إنهياره وسقوطه من شأنه أن يتسبب بفراغ أمني في إيران ينعکس سلبا على المنطقة والعالم، وهو زعم لم يعد له من أهمية ولاسيما بعد سقوط نظام بشار الأسد وعدم حدوث أي فراغ أمني ينعکس سلبا على الاوضاع في المنطقة بل وحتى إن عددا کبيرا من السوريين قد عادوا لبلدهم وهناك أعدادا أخرى ترغب في العودة.

من دون شك، إن المعادلة التي صورها النظام لإيران والمنطقة بعد سقوطه، لم تعد تلفت الانظار إليها بل إن الذي يلفت النظر هو إن تغيير دور وتأثير النظام الإيراني في بلدان المنطقة هو الذي سيجلب الامن والاستقرار والسلام والدليل على ذلك سوريا ولبنان، ومن هنا، فإن النظام الإيراني ليس يواجه وضعا صعبا أو حرجا يمکنه تجاوزه وتخطيه، بل إنه يواجه خطرا وتهديدا وجوديا فهو مهدد بسقوط صارت ملامحه تتوضح يوما بعد يوم.

من الجدير بالذكر أن مظاهرة الإيرانيين من أنصار المقاومة الإيرانية، والتي نُظمت يوم الأربعاء 23 سبتمبر أمام مقر الأمم المتحدة، قد سلطت الضوء على هذه النقاط بالتحديد. كما أكد جميع المتحدثين المشاركين في المظاهرة، بمن فيهم السيدة ليندا تشافيز، المديرة السابقة للعلاقات العامة بالبيت الأبيض، والسفيرة السيدة كارلا ساندز، السفيرة الأمريكية السابقة في الدنمارك، على هذه النقاط.

وفي رسالة لها إلى المتظاهرين، قالت السيدة مريم رجوي:

“من باريس وروما وبروكسل إلى نيويورك، حيث تجمعتم اليوم من مختلف الولايات الأمريكية، إن صوت الجميع واحد؛ إنه نفس صوت أهالي طهران ومشهد والأهواز وتبريز وزاهدان وكرمان وكردستان وجميع أنحاء إيران، وكذلك صوت السجناء في السجون…”

“… إن أمتنا اليوم، معكم ومن خلالكم أمام الأمم المتحدة، تخاطب العالم بأسره، شعوباً ودولاً، لتقول: إننا أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق هذا المطلب المشروع!”

“… وبوجودكم القوي أمام مقر الأمم المتحدة، يرى العالم أنكم تمثلون الشعب الإيراني؛ أنتم صوت الشعب الإيراني، وليس رئيس ولي الفقيه الذي أعدم 1817 شخصاً في 14 شهراً من رئاسته حتى يوم أمس.

من حقنا أن نتساءل: ماذا يفعل هنا مبعوث نظام معاد للبشرية؟”

وفي جزء آخر من رسالتها، قالت السيدة رجوي:

“ألم يأت الوقت للاعتراف بنضال ومقاومة وانتفاضة الشعب الإيراني من أجل تغيير هذا النظام وفقاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟ لقد أدان المجتمع الدولي الديكتاتورية الدينية في إيران 71 مرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة وهيئات الأمم المتحدة الأخرى، بسبب عمليات الإعدام والتعذيب والانتهاكات المنهجية والخطيرة لحقوق الإنسان”.

“مطلبنا هو: يجب عدم تسليم مقعد الشعب الإيراني في الأمم المتحدة لنظام الإعدام والمجازر؛

يجب إحالة ملف الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في إيران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؛

يجب محاكمة خامنئي والمسؤولين عن هذه الجرائم أمام محكمة دولية!”

* كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…