يونيو 2025

د. محمود عباس ما بين النظام المركزي واللامركزي في سوريا، تتجذر أزمة ثقة مزمنة، لا تُبنى على حقائق الواقع، بل على أوهام تاريخية مغلّفة بالحقد والكراهية الممنهجة، لا يدور صراع على أنماط الإدارة، بل على جوهر الدولة، هل تكون ساحة سلطة مفروضة من طائفة أو قوم، أم فضاء مشتركًا تتقاسم فيه الشعوب السورية مصيرها، على قاعدة العدالة والمساواة؟…

إبراهيم اليوسف   ما إن يُطرح رقم ثلاثة ملايين كردي، كعدد تقريبي في أقل تقدير للكرد في سوريا، داخل حدود كردستان سوريا وفي المدن السورية الأخرى، لكنه يُبيّن حجم الكتلة البشرية التي تستحق أن يتم تمثيلها في أي حوار مفصلي، لعوامل كثيرة، يمكن المرافعة عنها في موضع آخر خارج هذه الوقفة. فلا فضل لأحد على آخر، ولا امتياز خارج الكفاءة…

مسلم شيخ حسن   في تلك الحقبة التي لا يرغب السوريون بالعودة إليها فرض النظام حافظ وبشارالاسد البائد لغته، لغة تمجيد وتقديس الحاكم والاحتفاء به ومحولاً إياه إلى رمز فوق الدولة والوطن . ترددت هذه الكلمات يوميًا في نشرات الأخبار وفي الكتب المدرسية وعلى جدران الدوائر الحكومية وحتى على ألسنة المظلومين. هذه العبارات الجوفاء تنطق قسراً لا تحمل من الحقيقة…

عنايت ديكو   يُعدّ موضوع تبنّي اللون القومي عندنا نحن الكورد من المواضيع المُغيّبة تماماً عن أنظار السياسيين والكتّاب والمثقفين والأدباء والفنانين والمهتمين والمراقبين السوريين عموماً، وهو غائب أيضاً عن كتاباتهم واجتماعاتهم ومؤتمراتهم ونشاطاتهم وكونفرانساتهم وجلساتهم ومهرجاناتهم. إنني، ومن خلال عملي في مجال (الرسم واللون واللوغو والإعلام والتصميم والتخطيط الكتابي)، أرى أن هناك توجهاً قد يكون مقصوداً، وقد يكون نابعاً…

شادي حاجي المفاوضات ليست مجرد كلام أو اطلاق تصريح أو إصدار بيان ..بل لعبة أو عملية سياسية دبلوماسية ذهنية واستراتيجية ذكية وإن خطأ واحد في عملية التفاوض قد يطيح بكل مايطمح إليه الوفد إلى تحقيقه من أهداف فالتفاوض عملية حساسة وخطرة وهي معركة مهارة وبصيرة ومعنويات وقوة أعصاب وليست أبداً خفة يد أو براعة خطابية. لذا المرء لا يذهب إلى…

بوتان زيباري   في عمق هذا العالم، الذي يبدو كأنه مشهد مسرحي بلا نهاية، لا يمكن للمرء أن يميّز بسهولة بين ذئبٍ يبتسم وإنسانٍ ينهش. لقد غدت الأقنعة أكثر من مجرد تمثيل أو تصنّع؛ صارت بنيةً من بنى الحياة ذاتها، حيث تتلبّس الذئاب ثياب البشر، لا لتخدع الآخرين فحسب، بل لتقنع نفسها أن ما تفعله ليس افتراساً بل «ضرورة». أيّ…

أزاد فتحي خليل في سوريا، لا يُطرح سؤال الدستور بوصفه نقاشاً قانونياً مجرداً، بل باعتباره معركة على هوية الوطن. ومنذ اللحظة الأولى لانفجار الثورة السورية عام 2011، كان واضحاً أن المشكلة السورية لم تكن فقط في شكل الحكم، بل في بنيته ومضمونه وموقع “الآخر المختلف” داخله: الكردي، الدرزي، المسيحي، العلوي، الأشوري، الإيزيدي، الشركسي، الكلداني، وحتى العربي نفسه حين يكون…

فواز عبدي   لا يزال الشعب الكردي يرزح تحت محاولات دؤوبة لتشويه تاريخه وطمس معالم هويته القومية والثقافية، سواء من قبل الأنظمة التي توارثت قمعه، أو من قبل جهات خارجية تسعى إلى إعادة رسم سردية المنطقة بما يخدم مصالحها. لكن أشدّ أشكال هذا التشويه وأكثرها إيلاماً، هو ما يصدر من بعض أبناء الشعب الكردي أنفسهم، تحت شعارات ظاهرها الحياد والموضوعية،…

اكرم حسين لم تكن المواطنة ، في سوريا ، يوماً معطىً مكفولاً ، بقدر ما كانت امتيازاً ممنوحاً وفق معايير الولاء لا الاستحقاق. طوال نصف قرن من حكم الأسدين، جرى تقويض فكرة المواطنة المتساوية لصالح نظام يقوم على التمييز السياسي والطائفي والمناطقي، حيث تحوّلت الدولة إلى أداة لضبط المجتمع لا خدمته، وتماهت السلطة مع الوطن حتى صار الاعتراض خيانة،…

إبراهيم اليوسف   ليس بخاف على أحد أن تاريخ سوريا الحديث، ولا سيما منذ انقلاب البعث1963 وحتى هذه اللحظة، من مرحلة ما بعد سقوط الأسد، هو في جوهره سردية مركزية مفرطة، متخمة بالقمع، والتهميش، والإقصاء الممنهج لمكونات البلاد المختلفة. وبدلاً من أن تضمن هذه المركزية وحدة الدولة، كما يُدعى، فقد كانت سببًا مباشرًا في تمزيق نسيجها الوطني، تدريجياً، وتحويلها إلى…