ملف «ولاتي مه» حول مستقبل الكورد في سوريا – القسم العاشر

ملف «ولاتي مه» حول مستقبل الكورد في سوريا، يُعتبر أحد الملفات الهامة التي تُناقش مستقبل الكورد في سوريا في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة عامة وسوريا بشكل خاص. يركز هذا الملف على تحليل الأوضاع الراهنة والتحديات التي يواجهها الكورد، بالإضافة إلى استعراض السيناريوهات المحتملة لمستقبلهم في ظل الصراعات الإقليمية والدولية. يسلط الملف الضوء على أهمية الوحدة والتعاون بين مختلف الأحزاب والفصائل الكوردية لضمان حقوقهم وتحقيق تطلعاتهم، من خلال تقديم رؤى وتحليلات متعددة الأبعاد. يسعى “ولاتي مه” إلى توفير فهم أعمق لوضع الكورد في سوريا وآفاقهم المستقبلية وتكوين رؤية مشتركة حول مجمل القضايا التي ترتبط بالقضية الكوردية في سوريا.

=============

القسم العاشر: تضم مشاركات كل من السيدات و السادة :

– بسة عبدي: عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا .

– قهرمان مرعان آغا : كاتب .

– كلستان بشير الرسول: كاتبة .

– ماهين شيخاني : عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) .

=============

بسة عبدي*:
((الشعب السوري خليط جميل بين ألوان مختلفة، لكن السياسات الحاكمة أخذت به إلى العتمة.))

بداية، العصر الذي نعيش فيه، أي العصر الحديث، فرض قوانينه على الحياة على هذا الكوكب، بما حمله من نقلة نوعية في نتاجات العقل البشري، الذي فصل مجمل إنجازات الإنسان قديمه عن حديثه، مما وضع الإنسان أمام حقائق جديدة يجب عليه مواجهتها وتطويعها لخدمة مصالحه، وبالتالي تغيير كل شيء: نمط التفكير في المادة والسلعة والسوق والنفوذ والسلطة والحكم.

هذا أدى حتما إلى ضرورة تغيير الخرائط، والتي هي أساسا تقسيمات اتفاقية سابقة حسب حصص ومخصصات المنتصر. هذا التغيير أعاد مرة أخرى صيغًا ونظريات سياسية قديمة، مثل نظرية قلب الأرض، ولكن بتسميات وإشارات مختلفة، والتي بموجبها تصبح المنطقة الواقعة شرق البحر الأبيض المتوسط، وتحديدا كوردستان ومحيطها، محور هذه الاستراتيجيات (الشرق الأوسط الجديد)، وهو المشروع الذي بدأ دمويا منذ إسقاط نظام الحكم في العراق، مرورا بثورات الربيع العربي، مع الوقوف المطول والدامي عند انتشار القاعدة وداعش، التي انتشرت وتعشعشت بقدرة وقوة القادرين في الأراضي الكوردستانية وجوارها، وما حملته من فكر تدميري هدام لمجموعة مستهدفة من البشر، والتي يفترض أنها تنتمي لنفس المنظومة الروحية والدينية (المسلمين) وغيرها من المنظومات المختلفة (المسيحيين والإيزيديين).

بالإضافة إلى عوامل أخرى، فتحت المنطقة على التغيير والتغير. تقسيمات جغرافية وأنظمة سياسية سقطت بفعل هذا الواقع، وجوه وشخصيات سياسية تغيّرت في دول مثل لبنان، وبعضها هوت مثل سوريا، وأخرى ترنحت مثل العراق، والأخيرة تنازع مثل إيران. هذا يعني أن تقسيما جديدا قادم، ومما يبدو جليا من جميع التفاصيل الظاهرة أن الكورد في هذه الفترة سيكون لهم دور محوري من حيث الكتلة البشرية، ومن حيث القادة والحكام، ومن حيث الأرض والجغرافية.

وتبعا لذلك، يجب على الكورد المتنازعين في كوردستان سوريا الارتقاء بنموذج التفكير إلى مستوى الحدث النادر وتقمصه، خاصة وأن هذا الأمر يشكل صعوبة على الطبقة الكوردية العاملة في الشأن العام، كونها كانت تعمل منذ نشأة حركاتها وأحزابها تحت وطأة ظروف صعبة جدا حدت من تطورها وديناميكيتها. ولكن مع ذلك، فإن تلك القوى المغيِّرة نفسها قد أوفدت ممثلين عنها للقيام بالمساعدة والتأهيل، كما حصل مع اتفاقية سايكس بيكو، وتطويرهم للقوى الوطنية في تلك البلدان لتقوم بدورها في قيادة بلدانها.

وكذلك نحن الكورد نمتلك جميع مقومات النجاح لأساسيات المشروع الكوردي في سوريا. إننا في سوريا، وبموجب حق تقرير المصير الذي نتمتع به، يجب أن نتفق على الصيغة التي بموجبها سنقرر مصيرنا، والتطلع إلى نموذج الشراكة المتناسبة مع الشركاء في الوطن. لذلك، ولخلق بيئة كوردية صالحة لهذه الفكرة، أولا وقبل كل شيء، يجب التخلي عن التفاصيل السابقة التي خلقت وغذت النزاع والصراع. ثانيا، الابتعاد عن المشاريع النظرية المبنية على أيديولوجيات غير نافعة وغير منسجمة مع الواقع. ثالثا، ومن أجل تحقيق النجاح والإنقاذ، حتمية بناء تصور واضح يتفق عليه الطرفان، ويكون الاتفاق على مبدأ الالتزام والإلزام. رابعا، تشكيل فريق عمل مشترك مخول من الشعب بموجب الاتفاق المذكور سابقا، لخوض عملية الحوار والتفاوض والإنجاز.

ضمن هذه المعطيات وهذه الأولويات، سنكون موجودين بقوة في مفاصل صناعة القرار السوري.

نظام الحكم

هناك فرق بين شكل الدولة ونظام الحكم في سوريا. شكلا، كانت دولة موحدة بسيطة، أي أن الدولة عبارة عن كتلة واحدة مركزية تدار من قبل المركز (دمشق)، حيث انعدم فيها دور الأجزاء، فلا تمثيل ولا مشاركة في السلطة، إلا ضمن حدود تولي أفراد بذاتهم وظائف معينة إدارية أو سياسية، بقرار من سلطة المركز.

أما نظام الحكم، فقد كان من حيث التسمية جمهوريا، لكنها كانت تسمية صورية، حيث تقوم دوائر القرار على وجود ثلاثة مراكز: البرلمان، الحكومة، والرئيس. أما عمليا، فكان نظامًا رئاسيا استبداديا، حيث كان الرئيس هو الذي يعين رئيس الحكومة والوزراء ويقيلهم، وهو صاحب السلطة المطلقة في البلاد، مما جعله نظاما فرديا فاشلا بكل المقاييس.

لذلك، فالشكل الأمثل هو الاتحادي الفيدرالي، بنظام حكم برلماني، بحيث تكون الدولة عبارة عن مجموعة وحدات جغرافية، مشكلة طبقا للتوافق السكاني لكل مجموعة بشرية مشتركة ومتشابهة في الخصوصية ومتجاورة، تتمتع بالاستقلالية في إدارة شؤونها المحلية، وفق صيغة الحكم التي تتفق عليها، وتشترك مع الدولة الاتحادية في السلطة السياسية والمالية. بذلك، يتم ضمان حقوق جميع المكونات في الدولة السورية في دستورها.

وحدة الموقف الكوردي

المشكلة الكوردية في سوريا قائمة على وجود فكرتين متناقضتين:

  1. الفكرة الأولى: تنطلق من البعد القومي الكوردي وضرورة الحفاظ على الهوية الكوردية للشعب الكوردي والأرض الكوردية، وتثبيتها دستوريًا، والحصول على اعتراف دولي وضمانات بحماية وجوده واستمراريته وديمومة الأمن والسلام له.

  2. الفكرة الثانية: تنطلق من فكرة أخوة الشعوب، واعتماد أيديولوجيا تنبذ الفكر القومي وتحاربه، وتجد فيه شكلا من الرجعية غير المتناسب مع طبيعة الصراع الذي تخوضه.

بناء على ذلك، فإن وحدة الرؤية السياسية والموقف الكوردي صعبة بدرجة كبيرة، ولكنها ليست مستحيلة. يمكن تحقيق ذلك من خلال:

  1. الاتفاق على الهدف.
  2. الاشتراك في الوسائل السياسية (الخطاب، التمثيل).
  3. تحمل مسؤولية النتائج ووضوح البدائل.

مؤتمر الحوار الوطني

يعد مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في قادم الأيام اللبنة الأولى لتحقيق الشرعية، والانطلاق نحو بناء سوريا المستقبل. حيث يتوجب أن يجتمع فيه السوريون من كل المكونات والأعراق والطوائف، ليتم إقرار اتفاق مبدئي على الخطوط العريضة لسوريا الجديدة.

دور المثقفين الكورد

المثقف هو النبراس الذي يضيء جهل الشعوب. لذلك، يجب على المثقف الكوردي أن يكون صادقا مع ذاته، ويحرر نفسه من التبعية الذهنية التي تخدم غايات شخصية، ويمتثل إلى المثالية المطلوبة في هذه المرحلة المهمة.

العلاقات مع المكونات الأخرى

الشعب السوري خليط جميل بين ألوان مختلفة، لكن السياسات الحاكمة أخذت به إلى العتمة. لذا، يجب التركيز على تقاطع المشتركات المستدامة، عبر حوارات واتفاقات واضحة، تحدد لكل مكون حقوقه وواجباته، وتضمن تطبيق الدستور بروحه.

المجتمع الدولي

استطاعت الحركة السياسية الكوردية، خلال سنواتها الماضية، أن تضع القضية الكوردية على موائد البحث في جميع الدول ذات الشأن. لذا، من الضروري الاستمرار في إظهار المظلومية السياسية التاريخية، والضغط سياسيا ودبلوماسيا على السلطة الحاكمة لتحقيق الضمانات الدستورية، وتقديم تطمينات بأن المجتمع الكوردي ملتزم بما يتم الاتفاق عليه دوليا.

*عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا

=============

قهرمان مرعان آغا:

(( نحن في عصر التحولات الكبرى، وعلى الشعب الكوردي أن يدرك ذلك جيدا، حيث تأتي المتغيرات في صالح قضيته القومية العادلة ))

حدث تحول سياسي مزلزل في سوريا إثر سقوط نظام الدكتاتور المجرم حافظ الأسد وحكم وريثه من بعده، وسيكون لهذا التحول تداعيات مخاض الولادة الجديدة لسوريا في شرق المتوسط وعموم الشرق الأوسط، بعد عسر وانتكاسة لمعظم ثورات الربيع في المنطقة منذ العقد الثاني لهذه الألفية، لما رافقها من تغيرات دراماتيكية في الجوار، حيث بلاد الشام، سواء في غزة ولبنان، حيث ساهمت دولة إسرائيل في تدمير وتفكيك بنية النظم الفرعية الشبيهة المساعدة، التي كانت تشكل محور الشر الإيراني، والتي سارعت بشكل مباشر في سقوط النظام التوتاليتاري الذي مارس إرهاب الدولة منذ انقلاب حزب البعث، والذي لم يكن يوازيه في عالمنا الحالي سوى كوريا (كيم إل سونغ).

إنها نهاية التاريخ بالنسبة لكل ما يتعلق بسوريا (جغرافيا – بشريا – سياسيا – اجتماعيا – اقتصاديا)، لحقبة دامت أكثر من ستة عقود من تغييب العقل ومحاصرة الوعي، من خلال شل المُدركات الحسية للبشر، في ظل تدمير ممنهج للأنسنة ومنعها من التطور الطبيعي، والتعمد وبسابق إصرار في تدمير البلاد على رؤوس أهاليها في نهاية الأمر.

حول مستقبل الشعب الكوردي في سوريا

من الواجب التأكيد وعدم المساومة على مقومات وجود الشعب الكوردي في كوردستان الغربية/سوريا، كونه شعبا أصيلا يعيش على أرضه التاريخية، وأن ضمان الحقوق القومية المشروعة في سوريا الجديدة يأتي متوازيا مع هذه الحقيقة الجغرافية والبشرية، سواء أقر بها الطرف الآخر من الشعب السوري أم لا. وعلى الشعب العربي وبقية المكونات أن يعلموا ويتفهموا بأن وطننا كوردستان قد تجزأ بين عدة دول وألحق بها، ومن ضمنها سوريا بحدودها السياسية الحالية منذ بدايات القرن الماضي، وأن الشعب الكوردي يحبذ العيش المشترك على مبدأ العدل والإنصاف.

نحن في عصر التحولات الكبرى، وعلى الشعب الكوردي أن يدرك ذلك جيدا، حيث تأتي المتغيرات في صالح قضيته القومية العادلة، وأن الدول الإقليمية الغاصبة لكوردستان، دون استثناء، ستمارس الأساليب التقليدية لمنع أي تطور سياسي يحصل في جهات كوردستان الأربعة. لهذا، فإن حل القضية القومية الكوردية في سوريا أصبح مرهوناً نسبياً بمؤثرات القضية الكوردية في كوردستان الشمالية/تركيا، لأسباب فرضها الواقع الحالي، الذي أسهم في ربطه سياسات النظام الساقط في دمشق منذ ثمانينيات القرن الماضي، بدعم حزب العمال الكوردستاني، والتي جاءت متوافقة مع العنجهية العنصرية للدولة التركية في محاربة ورفض أي تحول سياسي لقضية شعب كوردستان القومية.

لهذا، فإن العامل الدولي المؤثر، المتمثل بالتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، هو الضامن لردع ودفع الأطراف، سواء الإقليمية أو الداخلية، للاعتراف بحقوق الشعب الكوردي في سوريا. كل ذلك مرهون بسياسات الرئيس الأمريكي ترامب التسويقية، إضافة إلى مدى تطور قضية الاعتراف بوجود الشعب الكوردي في كوردستان الشمالية/تركيا، والانتقال بالحالة السياسية التي تهدف إلى إنهاء الصراع العسكري ووقف العنف بين الجانبين، لإرساء قواعد السلم الأهلي من خلال دعوة السيد عبدالله أوجلان المرتقبة، التي قد تواجه من قبل نظام ولاية الفقيه في إيران علناً، حيث يحتدم الصراع في الخفاء بينه وبين حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.

داخلياً، لا يمكن الركون إلى الوعود التي تنطلق من دمشق، وهي تمارس سلطة إدارة الدولة بالتفرد. لهذا، يجب أن يفضي الانتقال السياسي في هذه المرحلة إلى الحكم الرشيد المستند إلى توافق إرادة الشعب السوري بمجمله، بإشراك جميع مكونات الشعب السوري في السلطة والثروة. وبالنسبة لمناطق شرق الفرات، لا يُتصور أن تحصل شراكة ودمج في هيكلية الدولة الجديدة بمعزل عن الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من التحالف الأمريكي. سيؤدي توحيد الموقف وتشكيل وفد مشترك بين الإدارة الذاتية والمجلس الكوردي، وبقية الأحزاب والحركات ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة، إلى تأسيس رافعة سياسية، تعطي انطباعا مقبولا للشارع الكوردي بوحدة المصير، ومنصة يمكن الاستناد عليها للعمل على بناء ثقة وإيجاد تفاهمات مشتركة مع إدارة الدولة في دمشق، فيما يتعلق بآلية انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري القادم من حيث الحضور والموضوعات والضمانات، وكذلك بالنسبة لما يتمخض عن هذا المؤتمر من توصيات وميثاق وطني، يشكل أرضية قانونية لإعلان مبادئ دستورية، تشرعن الحكم والقضاء وقوانين السلطة التنفيذية والتعليمات الإدارية للفترة الانتقالية، التي لا بد أن تتضمن بنوداً محصنةَّ تتعلق بحقوق الشعب الكوردي القومية، في حال حصول توافق ورغبة جدية في مشاركة الكورد في مستقبل سوريا.

حول نظام الحكم في سوريا

من جملة مساوئ النظام الشمولي المركزي السابق، ترسيخ طبائع الاستبداد في الهرم الدكتاتوري، من تجميع السلطات بيد رئيس البلاد، وهو يمارس الطغيان العاري بأقبح صوره وأشده إجراما، مع إضفاء هالة التعظيم والقدسية على شخصه، ونشر معتقدات الدونية والخنوع وعبادة الفرد بين الناس. سادت هذه المفاهيم في سوريا على مدى أكثر من ستة عقود، من خلال سلطة الحزب العنصري الواحد، والقائد الخالد، والجيش الفاسد، في ظل إرهاب دولة، يمارَس من قبل جهاز أمني متغول، متعدد، مسيطر سيطرة مطبقة على مفاصل الحياة، حتى وصل بهم الأمر، حسب شعاراتهم، إلى تدمير البلد.

لهذا، إذا أراد السوريون أن يبقى بلدهم موحداً ومزدهراً، فعليهم اعتماد مبدأ لامركزية الدولة، بحيث تتوزع فيها السلطة (بمفهومها السياسي والتشريعي والقضائي) والثروة على مستوى الأقاليم والمناطق أو التقسيمات الإدارية، بما ينسجم مع رغبة السكان من الشعوب والمكونات، وذلك وفق دستور عصري توافقي جديد، يكرس مبادئ حقوق الإنسان، والديمقراطية، والحريات الأساسية، وحقوق المواطنة المتساوية الحقيقية وليست الشكلية، وفق مفاهيم العدل والإنصاف. كما يجب أن يؤكد الدستور الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي في سوريا، والحق في ممارسة هذه الحقوق والتمتع بمزاياها، بحصانة وضمانة دستورية، فيما يتعلق بهيمنة الأغلبية أو سطوة القومية السائدة، التي أصبحت مترسخة في أذهان العروبيين السوريين العنصريين.

لأن مصطلح الدولة الاتحادية والنظام الفيدرالي، عند هؤلاء، يعني التقسيم والانفصال، لا بد من طرح المصطلح السياسي الذي يتوافق عليه الجميع، بما ينسجم مع الوضع الحالي لشرق الفرات. ويبقى ذلك مرهوناً باتفاق قوات سوريا الديمقراطية مع سلطة الحكم الانتقالي في دمشق

=============

كلستان بشير الرسول:

(( الفيدرالية هو الخيار الأمثل لمستقبل آمن لسوريا ))

تعد سوريا من أكثر الدول تعقيدا بتركيبتها السكانية في منطقة الشرق الأوسط، كونها تشكل مزيجا من الأعراق والمذاهب والأديان. كما تعد من أعرق الدول بحضاراتها القديمة، والتي ما تزال معالمها الأثرية موجودة حتى وقتنا هذا.

وتعتبر سوريا من الدول الغنية بالثروات الباطنية، والثروة المائية، والزراعية، والحيوانية. ونظرًا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي، وغيره من النواحي آنفة الذكر، فقد كانت عرضة لمطامع الكثير من الدول، وفي مقدمتها الدولة العثمانية التي احتلتها قرابة أربعة قرون. ومن بعدها وقعت تحت الانتداب الفرنسي بموجب اتفاقية سايكس بيكو عام 1916. وبعد جلاء الفرنسيين من سوريا عام 1946، تعاقبت على حكمها حكومات عدة، واستمرت تلك الحكومات حتى أوائل السبعينيات من القرن المنصرم.

حين استولى الرئيس حافظ الأسد على الحكم بانقلاب عسكري على حكومة نور الدين الأتاسي، وما إن وطد الأسد حكمه في سوريا هو وحاشيته، حتى بث سمومه القومية العنصرية والبعثية ذات الفكر الواحد والحزب الواحد. وقد كان القضاء على الوجود الكردي في سوريا وطمس هويتهم من أولويات مهام الحكومة الجديدة. وقد أصدرت مجموعة من القرارات التعسفية والمجحفة بحق الكرد، ومن أبرزها:

  1. فرض سياسة التعريب ومنع اللغة الكردية من التداول في مؤسسات الدولة الرسمية.
  2. تجريد مئات الألوف من الكرد من الجنسية السورية.
  3. تطبيق الحزام العربي على امتداد الشريط الحدودي للمناطق الكردية، والاستيلاء على ممتلكاتهم بغية التغيير الديموغرافي لتلك المناطق.
  4. تشديد القبضة الأمنية على عموم سوريا، وعلى المناطق الكردية بشكل خاص، وذلك بإنشاء فروع أمنية عديدة تحت مسميات مختلفة.
  5. حظر الأحزاب الكردية في سوريا.
  6. منع الكرد من حق الترشح في البرلمان وكافة إدارات الدولة، والسلك الدبلوماسي، والمناصب العسكرية وغيرها.
  7. التهميش المتعمد للمناطق الكردية من كافة النواحي.
  8. فرض الإجراءات التعسفية والقوانين الاستثنائية بحق الكرد، كالفصل من المعاهد والوظائف، ونفي الكثير من الموظفين الكرد إلى المناطق النائية مثل السويداء ودرعا.

ونتيجة لحجم المعاناة الكبيرة التي عاناها الشعب الكردي على يد ذاك النظام، جراء تلك الممارسات اللاإنسانية والدكتاتورية، فقد دفع الكرد أكثر فأكثر إلى المطالبة بحقوقهم القومية المشروعة ورفع الظلم عن كاهلهم، في إطار نضال سلمي من خلال الأحزاب الكردية التي تأسست في أواخر خمسينيات القرن المنصرم.

ولم تقتصر المظالم على الشعب الكردي فحسب، بل كانت تشمل كافة مكونات الشعب السوري التي لم تكن توافق النظام الرأي. وكان مصير كل من يعارض النظام إما القتل أو الزج في المعتقلات والزنازين التي لا تعد ولا تحصى في عموم المحافظات السورية.

وقد ازداد وضع سوريا من سيئ إلى أسوأ بعد استلام بشار الأسد الحكم من أبيه، وتدهورت أحوال البلاد والعباد أكثر فأكثر، حتى ضاق الشعب السوري ذرعا من ممارسات النظام الجائرة بحقهم. لذلك انتفض الشعب وثار في وجه الظلم والاستعباد، وكسر حاجز الخوف في ثورة عارمة امتدت إلى كافة المحافظات السورية. وقد وقف الكرد أيضًا إلى جانب إخوانهم السوريين في كافة المناطق الكردية، وواجهوا رصاصات النظام دون خوف.

علمًا أن هذه الثورة لم تكن هي الثورة الأولى لهم ضد النظام السوري الجائر، بل سبق لهم أن نهضوا في ثورة عارمة في الثاني عشر من آذار عام 2004 في كافة المناطق الكردية، والتي أسفرت عن استشهاد العشرات، وجرح واعتقال المئات من أبناء الشعب الكردي الأعزل، وذلك على مسمع ومرأى الشعب السوري والعالم بأسره، دون أن يلقى ذلك آذانًا صاغية.

والجدير بالذكر أن الكرد في سوريا لم يقصروا يوما في الدفاع عنها ضد المحتلين، فقد ناضلوا جنبا إلى جنب مع إخوانهم السوريين في الدفاع عن سوريا ضد العثمانيين والفرنسيين حتى نالت استقلالها، دون أن تكون لهم نوايا في تقسيم البلاد، كما يزعم البعض من العرب العنصريين، رغم أن العديد من رؤساء سوريا ووزرائها بعد الاستقلال كانوا من الكرد.

وما يثبت وفاء الكرد لشعبهم ووطنهم، ما قام به الفصيل الكردي المسلح (PYD) من مقاومة ونضال ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة المتمثلة بداعش وجبهة النصرة وغيرها، حيث قدموا آلاف الشهداء من الشباب والشابات الكرد دفاعا عن شعبهم ووطنهم سوريا.

ولكن، رغم الخذلان الذي تلقاه الشعب الكردي من إخوانهم السوريين، إلا أنهم لم يعاملوهم بالمثل، بل هبوا لنجدتهم وثاروا معهم ضد الظلم الذي ارتكب بحقهم. فقاموا بتنسيق المظاهرات العارمة مع الحراك الثوري السوري في كافة المناطق الكردية في الداخل، وفي الخارج ناضلت الأحزاب الكردية مع المعارضة السورية (الائتلاف السوري).

وبعد طول انتظار ونضال دام أكثر من أربع عشرة سنة، ذاق خلالها الشعب السوري بأكمله كافة أشكال القتل والتعذيب في السجون والمعتقلات، والدمار الشامل جراء البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، وغيرها الكثير من ويلات الحرب، أخيرا سقط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024. وفتحت أبواب السجون والمعتقلات، وخرج الشعب السوري بأكمله إلى الشوارع والساحات معبرا عن ابتهاجه بزوال ذاك النظام السفاح.

ولكن، الخوف الذي عشش في نفوس السوريين لعقود من الزمن لم ينته، بل بات خوفًا على مستقبل سوريا الجديد، وضبابية المرحلة الانتقالية، وآلية نظام الحكم في سوريا. والأسئلة التي تطرح نفسها في هذه المرحلة الانتقالية هي:

  • هل ستستمر فرحة السوريين بالنصر وسينعمون في سوريا الجديدة بحياة حرة كريمة؟
  • وهل ستكون الحكومة الانتقالية، بقيادة السيد أحمد الشرع، على قدر من المسؤولية الملقاة على عاتقها؟
  • ما هو مصير الكرد في سوريا الجديدة، وكذلك باقي الأقليات؟ هل ستنال حقوقها؟

ولكن إذا ما تمعنا في التركيبة السكانية المعقدة في سوريا، كما أسلفنا الذكر، نرى أن الحل الأنسب والأفضل لنظام الحكم في سوريا المستقبل هو النظام الفيدرالي، لأنه السبيل الأمثل لإرضاء جميع الأطراف دون اللجوء إلى تقسيم سوريا وتجزئتها.

والقضية الكردية هي القضية المحورية التي يجب أن يوجد لها حل في إطار نظام فيدرالي يضمن لهم حقوقهم التي حرموا منها دون وجه حق. ومن المؤكد أن حقوق باقي المكونات في المناطق الكردية، مثل المكون المسيحي والإيزيدي وغيرها، ستكون مضمونة ومؤمنة.

وسوف تنعم كافة مكونات سوريا بحياة حرة كريمة، يجمعهم وطن واحد، فسوريا وطن الجميع، وتتسع لكل السوريين.

12 فبراير 2025

=============

ماهين شيخاني:

(( لا شك أن للمثقفين والكتاب دورا مهما، فهم الشمعة التي تنير درب مجتمعهم. ))

المحور الأول: مستقبل الكورد في سوريا

اتخذت الأحزاب الكوردية في بداية الثورة موقفا واضحا وصريحا من خلال بياناتها، بأنهم مع الثورة السلمية، وهم مع قضيتهم العادلة ومطالبهم الدستورية والشرعية في البلاد. هم مع من يعترف بهم، وأعتقد أن هذه تُسجَّل لصالح الحركة الكوردية التي جنّبت المنطقة من الحروب، وأن تبقى هذه الفترة كمنطقة آمنة تلجأ إليها سكان باقي المحافظات.

لكن بعض الشوفينيين والحاقدين على الكورد يحاولون استجرار المنطقة لحرب أتون قد لا تحمد عقباها، وذلك باتفاق مع بعض الدول التي لا تريد الخير لسوريا بشكل عام، وللكورد بشكل خاص. أعتقد أن من الحكمة والعقلانية أن نلتزم بإجماع الكلمة، وهو من ضروريات ومطلب هذه المرحلة، والابتعاد عن المصالح الحزبية الضيقة.

لكن حتى هذه اللحظة، ما زال هناك غموض بالنسبة للوضع الكوردي وقضيته في سوريا المستقبل، وما زال مجهولا رغم تفاؤل البعض. علينا الحذر والعمل بإخلاص للحصول على استحقاقات شعبنا.

المحور الثاني: نظام الحكم في سوريا

ما هو نظام الحكم الأمثل الذي يضمن حقوق الكورد وبقية مكونات الشعب السوري؟

لا شك أن النظام السابق ذهب دون رجعة، وولى، وتنفس السوريون الصعداء، حيث عانوا أبشع أنواع الظلم والاضطهاد والخوف والمعتقلات التي لا تحصى، وكم الأفواه في عهد الأسدين. وبعد هذه الحقبة المؤلمة، التي دفع ثمنها السوريون باهظا من تشريد وموت ودمار وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، لم يعد بالإمكان أن يكون هناك نظام شمولي تتحكم به فئة ما أو طائفة ما أو قومية ما.

لذا، نرى أن النظام الجديد للحكم، وكما يراه الكثير من السوريين، ومن بينهم الحركة الكوردية والمثقفون الكورد، هو نظام الفيدرالية أو أي نظام لا مركزي، مع اعتراف دستوري بحقوق الشعب الكوردي في سوريا، كشعب يعيش على أرضه التاريخية، وذلك بحسب العهود والمواثيق الدولية.

سوريا الحديثة يجب أن تتقبل الجميع، وتطمئن كافة القوميات والأديان، بضمانة ورعاية أممية.

المحور الثالث: وحدة الموقف الكردي

ما هي الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها لتحقيق وحدة الموقف الكردي في سوريا؟

نحن الآن أمام مرحلة مصيرية لأمتنا؛ البقاء أو الانتهاء. لذا، لا بد من اتخاذ خطوات جريئة، وتجاوز الخلافات الحزبية والأنانية، ورميها خلف ظهورنا. علينا أن نوقف الحرب الإعلامية والاتهامات، ونتفق لتحقيق موقف موحّد كضرورة ملحة، وإلا سيلفظنا التاريخ، بل سيلعننا الأجيال.

وبهذه المناسبة، لا بد أن نتذكر مبادرات السيد الرئيس مسعود البارزاني – وحتى الآن – لتوحيد الصف الكردي في سوريا، مشكورا، حيث احتضنت العاصمة هولير ومحافظة دهوك في إقليم كردستان عدة اجتماعات بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكوردي، وتمخض عنها توقيع اتفاقية دهوك.

المحور الرابع: مؤتمر الحوار الوطني السوري المرتقب

كيف يمكن ضمان تمثيل عادل وفاعل للكورد في المؤتمر الوطني السوري؟

حسب بعض المصادر، تم تأجيل المؤتمر المزمع انعقاده، وربما لن ينعقد. لكن ما يهمنا ككورد هو انعقاد الأحزاب الكوردية تحت أي مسمى، وبكل أحزابه ونقاباته وشخصياته الفاعلة، وعدم استبعاد أي طرف أو حزب.

التمثيل لا يعني فقط وجود المجلس الوطني الكوردي (الإنكسة) وأحزاب الوحدة الوطنية التي يقودها الاتحاد الديمقراطي (ي ب غ). هناك عدة أحزاب خارج الإطارين، ولهم نضالهم ودورهم في الحركة الكوردية. وعند الاتفاق، يجب تشكيل وفد قومي يمثل الجميع، لتثبيت حقوق الشعب الكوردي في الدستور الجديد للدولة السورية.

فمصلحة الشعب الكردي فوق أي اعتبار، ويجب أن تكون مطالب الوفد بعيدة عن المصالح الضيقة، فالحقوق القومية هي الغاية والهدف الأسمى لنا ككورد.

المحور الخامس: دور المثقفين والكتاب الكورد

ما هو الدور الذي يجب أن يلعبه المثقفون والكتاب الكورد في توجيه الخطاب السياسي والمجتمعي خلال المرحلة المقبلة؟

لا شك أن للمثقفين والكتاب دورا مهما، فهم الشمعة التي تنير درب مجتمعهم. ففي هذه المرحلة الحساسة، اجتمعت الاتحادات الكوردية وقررت، برسالة مفتوحة، دعوة الكتاب والنشطاء والمثقفين الكرد لوقف الحملات الإعلامية والاتهامات.

كما ناشد مجموعة من الإخوة الكتاب والنشطاء والمثقفين الكرد، خارج الوطن، بوقف الحملات الإعلامية ضد أي طرف كردي في سوريا. فالاتفاق على المشتركات أمام هجمات أكبر جيش شرق أوسطي في الناتو، ألا وهو جيش تركيا، أمر في غاية الأهمية للكورد.

حكومة دمشق الآن هي حكومة تصريف أعمال، بينما نجد الفصائل المرتزقة، المدفوعة من تركيا، تواصل حملتها الغاشمة ضد أبناء وبنات الشعب الكردي. لذا، الرجاء الحار من كل الأقلام الوقوف صفا واحدا في وجه الحملة البربرية الغاشمة ضد وجود الشعب الكردي وحقوقه، ودعم الجهود الراهنة للمّ الشمل وتوحيد الصف الكردي، بخاصة بعد لقاء الرئيس مسعود البارزاني مع الجنرال مظلوم عبدي في أربيل، بدعم وجهود دولية.

المحور السادس: العلاقات مع المكونات السورية الأخرى

كيف يمكن للكورد بناء تحالفات مستدامة مع القوى السياسية السورية الأخرى لضمان مستقبل مشترك في دولة ديمقراطية؟

واحدة من المقولات العميقة للكاتب برنارد شو:

“الذين لا يستطيعون تغيير أفكارهم لا يستطيعون تغيير أي شيء.”

تعكس هذه العبارة قوة الفكر وأهمية التغيير الذاتي كخطوة أولى نحو إحداث تغيير في العالم. عندما نفتح عقولنا لتقبل الأفكار الجديدة، نكون قادرين على الابتكار والنمو.

هذه المقولة تذكرنا بأن التغيير يبدأ من داخلنا، وهذا ليس للكورد فقط، بل لكل المكونات السورية. لذا، فإن التفكير النقدي والتأمل يمكن أن يقودانا إلى حياة أكثر معنى وإيجابية واستدامة.

المحور السابع: العمل مع المجتمع الدولي

ما هي القضايا الأساسية التي يجب طرحها على الأطراف الدولية لضمان دعم حقوق الكورد في سوريا؟

كورد اليوم ليسوا ككورد الأمس. أعتقد أن العمل مع المجتمع الدولي وأماكن القرار جار على قدم وساق، بفضل رجال لديهم رؤية وتطلعات مستقبلية، ولهم دور بارز في تثبيت الحقوق القومية.

أصبح المجتمع الدولي يمتلك رؤية وعلاقات مع ممثلي الشعب الكوردي، وما نشاهده على الساحة خير مثال، سواء من خلال العلاقات الاقتصادية ومؤتمر دافوس، أو من خلال دعوات إقليمية ودولية.

كورد اليوم أصبحوا رقماً صعباً لا يُستهان به.

ماهين شيخاني
عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي).

=============

ملاحظة: تم ترتيب الأسماء في كل قسم وفق أحرف الأبجدية العربية.

=============

القسم الحادي عشر: تضم مشاركات كل من السيدات و السادة :

– إبراهيم كابان: مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات .

– تورين شامدين : كاتبة .

– شكري بكر : كاتب .

– م. محفوظ رشيد: كاتب .

=============

شارك المقال :

4.2 6 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

فواز عبدي أود أن أوضح بداية أنني لست مختصًا في القانون، وقراءتي لهذا الموضوع ربما تندرج ضمن الإطار السياسي النقدي. بعد استعراض الإعلان الدستوري السوري المؤقت، الذي تم تبنيه عقب سقوط نظام بشار الأسد، يمكن ملاحظة عدد من النقاط التي قد تسهم في ترسيخ حكم ديكتاتوري جديد، حتى وإن كانت النية الظاهرة هي بناء دولة ديمقراطية قائمة على…

المحامي عماد الدين شيخ حسن   نشر مجلس سوريا الديموقراطية ( مسد) عبر صفحته الرسمية وموقعه على منصة ” X” مقالاً لعبد القادر موحد، عضو المجلس التنفيذي في مجلس سوريا الديمقراطية، بعنوان: ( المصطلحات القومية في الفكر الاوجلاني من ” الشعب الكردي” الى ” المجتمع الكردي” و” المجتمع الاصيل”)، وسرعان ما جرى حذف المقال وازالته من الموقعين. وبالنسبة لي شخصيّاً،…

صلاح بدرالدين   بحكم تواجدنا القسري في لبنان في سنوات نظام البعث وحكم الدكتاتور حافظ الأسد ، تعرفنا عن كثب على قادة الحركة الوطنية اللبنانية وفي المقدمة الشهيد كمال جنبلاط ، الذين استقبلونا برحابة الصدر ، ولاننا كنا مستهدفين من أجهزة ذلك النظام الشوفيني المجرم ، فقد قدم لنا الرفاق اللبنانييون ، والأصدقاء في منظمة التحرير الفلسطينية ، كل أسباب…

قبل أحداث الملعب البلدي (الدَّامية) في قامشلو (يوم الجمعة 12 آذار عام 2004م)، والتي أعقبتها مُباشرةً انتفاضةُ كرد قامشلو.. في ذلك الوقت كنتُ مُقيماً في بلدة نصيبين التركية الجارة الملاصقة لقامشلو، أمارس عملي كطبيبٍ أسنان، وكذلك كنتُ أكتب المقالات تحت اسمٍ مستعارٍ (بافي رامان)، والقلَّة من الأصدقاء كانوا يعرفونني بذلك الاسم المستعار، الذي ظلّ طي الكتمان، فقد كنتُ أبعثُ مقالاتي…