القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي




























 

 
 

مقالات: لا تعولواعلى فرنسا فان نجمها آفل

 
الأحد 05 تشرين الثاني 2023


صلاح بدرالدين

كثيرا ماكنا نسمع من جملة  الدعايات المبالغة فيها او – البروباكندا – من جانب الاحزاب الكردية السورية عن دور فرنسي، او مبادرة فرنسية بشان الكرد السوريين، حيث تبين ان لا صحة لكل ما قيل، باستثناء زيارات – سياحية – لأشخاص فرنسيين (غير رسميين ؟!) الى القامشلي، واستقبال سيدات مقاتلات من جماعات ب ك ك في باريس، من دون معرفة مدى ارتباط ذلك بمصلحة الكرد السوريين ومصيرهم.
  في لبنان يطلقون منذ عقود اسم – الام الحنون – على فرنسا التي كانت تنتدب البلاد، مع علاقات حميمة دبلوماسية، واجتماعية، واقتصادية، وإنسانية، ولكن تبين لاحقا وخلال ازمة انتخاب رئيس الجمهورية ان السياسة الفرنسية تتناغم مع الموقف الإيراني وحزب الله في اختيار الرئيس، وخسرت فرنسا بعض الأصدقاء التقليديين في لبنان، بعد اتهامها بالانحياز الى جانب حزب الله في تسوياتها المقترحة،


كما ان فرنسا نأت بالنفس عن القيام باي دور لحل مشاكل البلد، وفي حين كان لها الدور الأول في لبنان اما الان وفي عهد الرئيس – ماكرون – تحتل الدرجات الثالثة والرابعة.
  في افريقيا وبالتحديد في مستعمراتها السابقة " نفذت فرنسا خلال الـ50 سنة الماضية أكثر من 40 تدخلاً عسكرياً تحت ذريعة حماية المدنيين وتطبيق الاتفاقات العسكرية، وعلى الرغم من الانتقادات، إلّا أن باريس استطاعت في كل تدخل فرض وجهة نظرها بالحديد والنار. خلال السنوات الأخيرة تعالت أصوات من الأحزاب والجمعيات الأهلية في عدد من البلدان الإفريقية تدعو إلى فك الارتباط نهائياً مع باريس. وتخشى باريس أن يكون لتنامي العداء ضدها، المزيد من الارتدادات على مصالحها الاقتصادية في إفريقيا خلال السنوات المقبلة، خاصة في دول غرب القارة."
فيما أقر مسؤولون فرنسيون "فشل جيوسياسي" لبلادهم في إفريقيا، وأنها أصبحت بحاجة لمراجعة شاملة لسياستها.
" ثمة حال ضياع على صعيد السياسة الفرنسيّة في إفريقيا وغير إفريقيا. يشمل ذلك في طبيعة الحال شمال إفريقيا، كما يشمل لبنان. حال الضياع هذه اوروبيّة أيضا، لكنّ فرنسا تتميّز هذه الأيام عن غيرها برفض التعاطي مع الواقع" .
  " توطدت العلاقات بين فرنسا وإقليم كردستان  بفضل الرئيس فرانسوا ميتران ما بين الفترة (1981-1995)، عندما لعبت زوجته دانيال ميتران دوراً أساسياً في الحملة من أجل فرض منطقة حظر الطيران فوق إقليم كردستان في عام 1991. في عام 1982، لعبت السيدة الأولى  دوراً نشطاً في تشكيل المعهد الكردي في باريس من خلال نشر الوعي العام حوله، في عام 1989، صرحت بأنه ما يقارب 1000 لاجئ كردي سوف تستقبلهم فرنسا بموافقة الرئيس والحكومة. كما زارت إقليم كردستان في عام 1991، وزارت اللاجئين على الحدود الإيرانية العراقية، ومرة أخرى في يوليو 1992 لتشهد إنشاء برلمان كردستان العراق، "، كل تلك الإنجازات تعرضت للانتكاسة بعد ذلك،  ولكن ماذا يقدم الان الرئيس الحالي سوى – ابتسامات لاتغني ولاتسمن من جوع  – لدى استقبال مسؤولين من الإقليم، والرئيس الحالي لايمت بصلة الى نهج الرئيس ميتران .
  خلال المؤتمر التضامني مع الشعب الكردي الذي انعقد برعاية السيدة الأولى مدام ميتران وحضورها ومشاركة مختلف القيادات الكردية عام ١٩٨٩ بباريس توجهت اليها بكلمتي بالقول : " تتحمل فرنسا وانكلترا المسؤلية الأولى في تقسيم وطن الكرد، وتشريدهم، ومضاعفة معاناتهم، والمطلوب الان اعتذارا رسميا من البلدين، والتعويض عن ما اصابهم، وتحديد موقف مبدئي من القضية الكردية "، ان البلدين مازالا يغضان الطرف عن أي التزام مبدئي تجاه كردستان وبالمقارنة على سبيل المثال فان الدولتين تقران رسميا بدولة فلسطينية مستقلة، ولكن لاموقف تجاه حق تقرير مصير الشعب الكردي .
  على المسؤولين الكرد في كل مكان ان لايبقوا اسرى سلوك الطرق القديمة البالية في تقليد رؤساء، وملوك، وامراء، الدول، والكيانات المستقلة خلال جولات الحل والترحال، واستعارة الألقاب الافتراضية مثل : - جنرال – فخامة رئيس الامة والدولة - لانهم مازالوا مسؤولي أحزاب، وزعماء، ووجهاء مناطق، وزواريب  متصارعة وليسوا رجال دولة، وليعلموا ان الوصول الى ذلك يمر وبالضرورة عبر ترتيب البيوت الكردية الداخلية، وترميم ماهدم، والعودة الى الشعب، وإعادة الثقة المفقودة بينه وبين الأحزاب .
  طبعا لايمكن تجاهل افضال الثورة الفرنسية على شعوب العالم، وتاثير مفكريها، وفلاسفتها، وعلمائها على تقدم البشرية، كما لايمكن التغاضي عن الكثير من المواقف – الفردية – من جانب سائر الاطياف الإعلامية، والفكرية، والسياسية، والثقافية تجاه الكرد بمراحل مختلفة .
  واذا كان البعض يعول عليها على لعب دور توفيقي بين بغداد واربيل، فمن الواضح ان فرنسا الحالية لاتملك أسلحة الضغط هذه، ولاتعتبر من اللاعبين المؤثرين في السياسة العراقية، قد تاتي بالدرجة الرابعة والخامسة، ومن الجدير ذكره فان الفترة الذهبية للعلاقات الفرنسية العراقية كانت في عهد كل من : جاك شيراك وصدام حسين .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.46
تصويتات: 13


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات