كيف لا ..وأنتم من أعلنتم لهم الولاء، وبصمتم بالدم على العهد بأنكم باقون مهما كان البلاء ..

كيف لا ..أعُجبتم بهم ، وغرتكم شخصياتهم بالدهاء ، وأوثقتم بهم ، وسيطروا على عقولكم وقلوبكم ، وبنيتم لهم عروشا في الخيال تناطح سحائب السماء ..

لكنكم اليوم أدركتم، إذ كان اعتقادكم خاطئا، لذا كان السقوط من هذا العلّو مدويا ومؤلما، وأيقنتم الخوف من البوح بالحقيقة هو الأسوأ على الإطلاق، وأنه العدو الحقيقي الذي أوهمكم بالأمل، فحان له أن يخرج من تحت عباءته الموهومة إلى العالم الخارجي، ويعلن صرخته بأعلى صوته، يعلن التمرد على هذا اللقيط الخائن للأمانة والأمل، حينما كنتم تحافظون عليه بكل إمكاناتكم وقدراتكم، وقدمتم له كل القرابين وما يريد رهنا لآمالكم ، لترتوي أحلامكم البائسة ..

اللقطاء، لا عهد لهم ولا مواثيق ، ولا شيء يخسرونه سوى الانتقال من هنا إلى هناك ، فلا جمال يراعي عيشتهم سوى التمثيل في الحفلات التنكرية، والمذنب فيهم من يغافل أصحابه ويرتدي وجه الحقيقة ..

تقيأوا عالمكم أيها الأنقياء ، وإياكم صحبة الدخلاء ، فلا تغرنكم كلمات الوجد برياء، إنهم تدربوا في انتقاء الجهلاء، أو من هم بسطاء ونواياهم صفاء، وهم بطبعهم نبلاء ..

لا أقول ، كن كبش فداء، بل لا تكن ضحية سهلة بسخاء، كن حذرا ، تلمس أصابعك جيدا بعد المصافحة ، عقم كفيك بالعقاقير، خوفا من ميكروبات تنقل إليك الداء والوباء ..

رحلة الشوق انتتهت حين انبلاج الفجر ، فبعض النجوم أفَلت في السماء ، وبعضها ما زالت تأبى الاختفاء ، لكنها أنطفأت حين بزوغ الشمس ، وساد وجه الأرض الضياء ..دمتم بسلام وسعداء ../ ..