القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: كنا بفكر داعش فابتلينا بفكر ماركس

 
الخميس 28 كانون الثاني 2021


دلكش مرعي

إذا كان أساس البناء غير سليم وغير متين وهش فالبناء ستصيبه التصدع والانهيار والتهشم وفكر وقيم وعقائد الشعوب تشبه إلى حد كبير تلك الأساس الخاطئ للبناء فعندما تتربى الشعوب وتنهل من قيم ومفاهيم وعقائد غير صحيحة وغير سليمة فلن تحصد إلا التخلف والفقر والجهل والتبعثر ومن المستحيل أن ترتقي وتزدهر وستعيش داخل الأزمات والصرعات والتخلف الحضاري والظلم والاستبداد والفساد فلكل فكر وعقيدة وعادة نتاج في واقع الشعوب أختصارا لا يمكن فصل القيم والمفاهيم من واقع الشعوب إن كان يسير نحو التطور والأرتقاء أو نحو التخلف والإنحدار فمن المستحيل أن يأتي التخلف الحضاري من العدم أو من الفراغ أو أن يولد الكوردي متخلفا عن أقرانه من البشر في هذا العالم دون سبب بنيوي ينتج واقعه المأزوم 


 ومن يلقي نظرة تحليلية على الواقع الكوردي والفكر والقيم والعقيدة الكوردية سيلاحظ بأنها قد تعرضت لهيمنة العقيدة الإسلامية عبر ألف واربعمائة سنة وهذه العقيدة عبر تلك الفترة الطويلة لم تتمكن  من أن تحقق للكورد تحررا سياسيا ولا تطورا اقتصاديا ولا تقدما علميا ولم تتكمن حتى من توحيد الكورد فمنذ ألف واربعمائة سنة والكورد تحت راية هذه العقيدة يعانون من الفقر والجهل والتشرذم والظلم والاستبداد واضطهاد المحتلين فالعقل الكوردي كان ومايزال في معظمه يخضع للشريعة الإسلامية لأن النص الشرعي في الدين هو المرجع والمنهل وهو الحاكم في حياة المسلمين والعقل البشري مجرد مصدر  تابع له ولا دور له سوى الإذعان والخضوع للنصوص الدينية والأعتماد على العقل حسب هذه النصوص هو كفر وإلحاد وزندقة وتآمر على الدين -- فمن تمنطق تزندق  -- وان سألت أحد رجال الدين هل نتبع الشريعة أم العقل فسيقول لك دون تردد يجب أن نتبع الشريعة أختصارا الفكر الديني عبر تاريخه لم يبني حضارة متمدنة ولا مجتمعا يسوده العدل والمساواة وكان على الدوام مصدر التخلف والجهل والفقر والحروب 
ليس هدفنا الإساءة إلى عقائد الناس أو أفكارهم أو توجههم السياسي ولكن أعتقد بأن أي فكر أو عقيدة لا تنتج سوى الضرر  والتخلف والأزمات للبشر ولا ترتقي بهم في هذا المجال أو تلك أعتقد يستوجب إعادة النظر في مكونات تلك الفكر أو العقيدة وغربلتها لإزالة ماهو ضار والتخلص منه والإبقاء على ماهو نافع وتطويره والعقيدة الماركسية التي تبناها معظم الأحزاب الكلاسيكية في بداية تأسيسهم وحتى معظم المثقفين بينما البيدا تبناها كمذهب وعقيدة وهذه العقيدة لا تختلف نتائجها من حيث الجوهر من العقيدة الدينية فهي الأخرى تدعي الحقيقة والصواب المطلق وتجعل من أعضائها خدما لعقيدتها السياسية ومن يخالفها فهو خائن وعميل يجب محاسبتهم أو تصفيتهم  والاخطر من كل ذلك  بأن هذه الفلسفة خلقت عدوا وهميا للبشرية عبر نظريتها التي تدعي بأن الصراع في هذا العالم هو صراع طبقي تجري بين الفقراء والأغنياء وبأن كل التطور والأرتقاء التي تحصل وحصلت في هذا العالم هو نتاج تلك الصراع بينما أصل الصراع وجذرها هو صراع فكري وقيمي تجري بين الفكر والقيم الإنسانية التي تخدم وترتقي بالبشرية والقيم والعقائد اللا إنسانية التي تنتج التخلف والجهل والحروب للبشرية وأهم نتائج هذه الفلسفة كانت في انهيار المنظومة الأشتراكية التي كانت تترأسها الأتحاد السوفيتي السابق ومن يقارن بين واقع الكوريا الشمالية التي تعيش شعبها حياة الفقر والتخلف والاستبداد في ظل الفلسفة الماركسية وبين كوريا الجنوبية التي أصبحت ميزانيتها تفوق ميزانية روسية الأتحادية سيلاحظ الفرق الشاسع بين النظامين 
ختاما نقول بأن العلة في تراثنا الفكري والقيمي والعقائدي  وبأن الفكر العلمي مع القيم الإنسانية النبيلة مع النهج الديمقراطي قد حقق كل هذا التطور والإرتقاء للبشرية وليس الفكر العقائدي

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.2
تصويتات: 10


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات