القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: متطلبات إعادة التموضع الأمريكي في الحالة الكردية السورية

 
الأثنين 04 كانون الأول 2023


صلاح بدرالدين

  كل الدلائل تشيرالى صحة استشرافات مراكز البحث الامريكية ، والأوروبية ، ، وتوقعات المراقبين بالتسارع في وتيرة العودة الامريكية الى الشرق الأوسط بقوة ، وبعبارة اصح تعزيز وجودها الاستراتيجي من جديد ، خصوصا منذ حرب إسرائيل – حماس قبل نحو شهرين ، وهي في حقيقة الامر حرب ايران عبر اذرعها من اجل تحقيق مشروعها التوسعي ، وفرض ارادتها على دول الإقليم ، وتبديل موازين القوى العسكرية – الاستراتيجية بمايتيح لها في فرض شروطها على المجتمع الدولي ، وتحقيق ماتصبو اليها في المفاوضات النووية ، وفك الحصار عنها ، واسترجاع الأموال المجمدة التي صودرت بسبب اعمالها الإرهابية ضد شعوب المنطقة ، وسلوكها المنافي للديموقراطية وحق الشعوب ، وحقوق الانسان في الداخل الإيراني ، وقمع الانتفاضة الشعبية بالحديد والنار .


  عمليا ايران هي التي  تخوض غمار الحرب – الحديثة – وهي ليست ولن تكون حربا تقليدية في ارسال جيوش نظامية مقابل جيوش أخرى نظامية  ،حيث تواجه اعلاميا ، وتهدد ، وتطلق الصواريخ ، وتعيق سير خطوط التجارة العالمية في باب المندب ، والبحر الأحمر ، وتطلق القذائف على السفن ، والبوارج الحربية الامريكية ، والبريطانية ، على سواحل الخليج ، وقبالة الساحل اليمني ، ليس انطلاقا  من الأرض الإيرانية الوطنية ، بل عبر ميليشياتها ( الفلسطينية ، واليمنية ، والعراقية ، واللبنانية ، والسورية ...) وفي  نطاق مايسمى بمحور المقاومة ، الدائر في فلك تحالف الإسلام السياسي – الشيعي والسني – ذلك المحور والتحالف اللذان صرف النظام الإيراني  مليارات الدولارات على تهيئتهما ، وتسليحهما ، وتمويلهما ، منذ خمسين عاما وحتى الان ، وذلك من اجل استخدامهما وقت الحاجة .
  من الواضح ان الجانب العسكري في هذه الأيام وفي مرحلة طويلة لاحقة يشغل الأولوية القصوى ، وهذا ماتحقق وقد يستتبع بوصول البوارج الحربية الى البحر المتوسط ، وهناك تقديرات ان العسكريين الأمريكيين يشاركون في غرف العمليات الإسرائيلية في الحرب على حماس ، والموقف الأمريكي واضح وصريح حول عدم السماح لانتصار حماس ، وهذا الموقف يحظى بدعم غربي وتوافق عربي رسمي مستتر ، كما ان التحالف الدولي بقيادة أمريكا بدأ بضرب الميليشيات العراقية ، ومواجهة الصواريخ الحوثية ، وتهديد ميليشيات حزب الله اللبناني في تطور جديد منذ اكثر من عشرة أعوام .
 هل من مواقف أمريكية سياسية جديدة تجاه قضايا الشرق الأوسط ؟
  انطلاقا من مبدأ ( ان العمل العسكري  هو تفسير عملي  للموقف السياسي ) فلاشك ان تكثيف الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة بعد الانسحابات ، وملامح العزلة ، وماقيل عن تبديل الاستراتيجيا الدفاعية باتجاه روسيا ، والصين ، وأوكرانيا ، يؤشر الى تغيير ما في المواقف السياسية لدى أصحاب القرار في واشنطن تجاه اهم وابرز قضايا الشرق الأوسط مثل : القضية الفلسطينية ، والقضية السورية ، وايران ، والخليج العربي ، واليمن ، والعراق ، ولبنان ، والقضية الكردية ، وجميع هذه القضايا رغم خصوصيات كل واحدة منها ، فانها متشابكة ، ومتاثرة ببعضها البعض ، وعلى سبيل المثال فان أي قرار تنفيذي بشان اسقاط نظام الأسد ، يعني دعم معارضي النظام ، والوقوف الى جانب الشعب السوري ، كما يعني انهاء الوجود الإيراني ، وميليشيا حزب الله من الأراضي السورية ، ومغادرة جميع الجيوش المحتلة بمافيهم الجيوش الروسية والتركية والأمريكية ، وإزالة سلطات الامر الواقع ومن ضمنها سلطات – الجولاني – والفصائل المسلحة - و- قسد – ومختلف مسميات جماعات – ب ك ك - ، وإقامة سوريا جديدة تعددية ديموقراطية تشاركية موحدة .
 نعتقد ان من جملة الأخطاء الامريكية في سوريا ، تعاملهم غير المدروس مع الحالة الكردية ، فقد تواصلوا بسبب الحاجة العسكرية الملحة في محاربة داعش مع فصيل عسكري تابع لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا من جانب أمريكا وأوروبا ، ومن دون أي اعتبار سياسي لوجود الكرد كشعب ، والقضية الكردية السورية كمسالة حقوق ورفع مظالم ، ليس لانهم يجهلون هذه القضية بل لان الطرف الاخر لم يطلب شيئا سياسيا مقابلا حيث كان باشد الحاجة الى داعم دولي ، وحسن سلوك ، وبيئة مستقرة لاستثمار خيرات المنطقة النفطية ، والتجارية لدعم مركز قنديل .
  والمطلوب من الولايات المتحدة الامريكية في حال إعادة رسم السياسات ، وإعادة النظر ، ان تعتبر ان الكرد السوريين جزء اصيل من الشعب السوري ، وله قضية قومية ديموقراطية خاصة ، يجب ان تحل على أساس الشراكة والمساواة ، ولديه حركة وطنية سياسية مفككة تحتاج الى دعم لاعادة بنائها من جديد ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع ، فالسياسة الامريكية المتبعة منذ نحو عقد تضر بالوجود الكردي ، وتسيئ الى دور الكرد في القضية السورية ، وتساهم في انقسام الحركة الكردية ، وفي تعزيز دور الأحزاب الأيديولوجية غير المستقلة  ، والتي تحمل اجندة خارجية ، وتلحق الأذى بالوطنيين الكرد المستقلين ، وجميع اطراف الحراك المجتمعي وخصوصا الشبابي .
  الوطنييون الكرد السورييون بكل اطيافهم ، ومجاميعهم ، واعلامييهم مطالبون بايصال أصواتهم الى الامريكان ليعيدوا النظر في مواقفهم الكردية السورية .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.46
تصويتات: 13


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات