القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي

























 

 
 

مقالات: لماذا استقبله السيد الرئيس مسعود برزاني - الحلقة الثانية

 
الثلاثاء 09 اذار 2021


د. محمود عباس

تأويل اللقاء على الأبعاد الإقليمي والداخلية
على الأغلب، تدرك الأدوات بعض ما تجري في الأروقة الدبلوماسية من مخططات للدول الكبرى، لكنها تتغاضى عن التحولات السياسية القادمة إلى المنطقة، على خلفية تنامي دور الإدارة الأمريكية الجديدة، فتظن بأنها هي من تملك إرادة عقد الصفقات. وهو ما حاولنا توضيحه في الحلقة السابقة، لنتطرق هنا وفي الحلقة القادمة، إلى تأويلها على سوية مفاهيم القوى التي ساهمت وشاركت في عقد اللقاء، ومن أوجهها المتعددة.


أرث البرزاني الخالد:
  يوصف السيد الرئيس مسعود برزاني، أرث البرزاني الخالد، من قبل الأخرين قبل الكورد، بالعديد من الخصال الإنسانية الحميدة، بعضها بلغت درجة المثالية، ومنها الحكمة في القرارات والمواقف، ولا شك هناك من نقدوه، وأكثرهم من الكورد، تقبلها على مبدأ أنه لا كمال إلا لله، ونادرا ما رد، لكنه لم يتقاعس مع المتطاولين من الخارج، وبحكمة مبنية على وعي، وإدراك نابع من خصال عائلة قدمت للكورد وكوردستان ما لم تقدمه أحد مثلها في التاريخ، إلى درجة أحتضن فيها المعارضة العراقية في جبال كوردستان وكانت جلها ملطخة أياديها بدماء الكورد، وعلى مدى العقود الطويلة من حكم الأنظمة الشمولية الدكتاتورية، واليوم يستقبل مثيلها. 
 التكية البرازانية كانت أبوابها مفتوحة ليس فقط للنقشبندية بل لكل المذاهب، وليس للمسلمين، بل لكل الأديان، كان هناك الكوردي الإيزيدي، والمسيحي، الكلداني والأشوري. ومن ساحة حاج عمران وبرازان كانوا يستمدون عزمهم ويدافعون عن الثورات المتتالية وبتفاني. وعندما حمل الأجداد الهم القومي وصارعوا الأنظمة الدكتاتورية، تحولت جبال كوردستان إلى حصن يحمي الجميع، احتضن جميع أنواع المعارضات العراقية، بدءا من الشيوعيين إلى الأحزاب الشيعية، وقياداتهم وأئمتهم، ولئلا نذهب بعيداً، فأباء معظم الذين الأن يحاربون الإقليم كانوا في الماضي في حماية الكورد، والبيشمركة بقيادة العائلة البرازانية، هذا هو ديدن العائلة، يعرفها القاصي والداني. 
  لكنهم لم يتهاونوا يوما مع أعداء الأمة والقومية الكوردية، وقدموا في سبيلها من الشهداء ما لم تقدمه أية عائلة أو عشيرة أو تكية في تاريخ كوردستان ولربما في تاريخ العائلات الوطنية في العالم، من هذه البيئة ولد وترعرع السيد مسعود برزاني، بل وكل أله، لا قوة ولا لسان يمكن أن تطعن في وطنيتهم وحبهم لامتهم، وتفانيهم وإخلاصهم. ولا شك لا كمال على الأرض، ولا مطلق إلا الله، كانت وستظل لهم أخطائهم، لكن هل الأخطاء بتعمد، أم لأنهم بشر، والسؤال: هل فضلوا يوما مصالحهم الذاتية على القومية، والعائلية على الأمة الكوردية؟ هذا ما لا يمكن حتى الحديث فيه، فهي من ثقافة العائلة المترسخة على مدى قرون عديدة، بل يحق لكل كوردي يتسم بالحكمة والمنطق، تأويل أخطائهم وأسباب فشلهم في العديد من المشاريع القومية أو الإدارية أو الوطنية، وقد تقبلها السيد الرئيس مسعود، رغم ما يحيط به من المتسلقين، ولكنه يظل أرث عائلة البرزاني الخالد، لها مكانتها عند الأمة الكوردستانية عامة، والاستثناءات موجودة، ونقدهم حالة صحية، فيما إذا لم تكن لغايات عدائية.  
 ولعلو سمو السيد الرئيس مسعود برزاني، القادم من تلك البيئة والذي يحمل ثقافة أجداده؛ فكل خطواته حسبت، وأعماله حللت وتأولت، ونشاطاته كانت وستظل مركز جذب أراء وحوارات جميع الجهات، وستكون حديث الصحافة والشارع والحراك الثقافي والسياسي والإعلامي، الكوردي قبل غيره، فجميع أنظار المجتمع الكوردستاني موجهة إليه، يربطون بمسيرته ونشاطاته أمالهم ومستقبل الأمة الكوردية. وبعكسهم القوى الإقليمية التي تتابع تحركاته بشكل دائم، ينتظرون هفوة منه، والأسباب أكثر من معروفة. 
من كان وراء اللقاء
 لذلك فاستقباله، قبل أيام لرئيس الائتلاف الوطني السوري (ناصر الحريري) في هولير، كان وستكون حديث الشارع الكوردي وحراكه، وستستمر السجالات، وإن لم تكن، فستعني أن مكانة الرئيس تخمد. فكما ذكرنا سابقاً، قبلها أستقبل الأوسخ منه، والأكثر عداوة للشعب الكوردي، كان بينهم من تلطخت أياديهم، بدماء أمتنا ودماء آل برزان، فأيادي أغلبية قيادة الائتلاف الملطخة بدماء أهلنا في عفرين وكوباني وسري كانيه وغيرها، مشابهة لسابقاتها بالنسبة له وعلى الأغلب يدرك تبعاتها، بشكل مباشر أو غير مباشر. 
لكن وللأسف؛ المجتمع الكوردي معروف بخلافاته، وهو أكثر من جاهز في التخوين أو التفخيم والتعظيم، دون النقاش أو الحوار بالطرق الديمقراطية لمعالجة الحدث، ومنها نشاطات السيد الرئيس مسعود برزاني، والذي من أحد خواصه التواضع ونبذ التكبر، وفي الغالب يبتذل التبجيل والوصف دون النقد، أو التأويلات التي يجب أن تنقذ المجتمع الكوردي وحراكه من واقع الرعية المسلوبة إرادتها، وهنا لا تبرير لمن يحاول الاستفادة وإنقاذا الذات المذابة من خلال هذا اللقاء. 
 فهل كانت الدعوة لنصر الحريري وأمثاله، والتي اعتباراته دون سوية الإقليم والرئيس مسعود برزاني، ذاتية من قبل المسؤولين الذين يحملون ملف جنوب غرب كوردستان؟ أم بإملاءات أمريكية؟ وهي خطوة تجاوز بها السيد الرئيس مصالح الحكومة المركزية في بغداد، وهي معروفة بولائها لإيران، وإيران مواقفها معروفة من المعارضة السورية، وقد كانت هذه رسالة للحشد الشعبي وحكومة بغداد ولإيران؟ وهل يمكن تنسيقها على أنها علاقات قوى إقليمية أكثر من كونها علاقات سياسية دولية؟ أم كما ذكرنا في الحلقة الأولى، أن اللقاء جرى بإملاءات أمريكية؟ وأستغلها البعض لمصالحهم الذاتية؟
 الائتلاف الوطني:
 ورئيسها نصر الحريري مرفوضين من قبل روسيا، وليس لهما اعتبار عند الأمريكيين حتى اللحظة، بعكس ما يروج له في الإعلامين التركي وبعض العربي كإعلام قطر، ومن الملاحظ أن الائتلاف الوطني بدأ يذوب مع الإيام، ورائحته كمشترك مع المنظمات الإرهابية بدأ يفوح، وهناك الكثيرون من المعارضة السورية الوطنية العربية وغيرها ينسقونه مع النظام السوري المجرم، وأحداث عفرين ودعم الائتلاف ورئيسها نصر الحريري للمنظمات الإجرامية فيها، تلقفتها معظم منظمات حقوق الإنسان العالمية ومنها التابعة لهيئة الأمم ببيانات التنديد والإنكار، ولولا الدعم التركي لعزل الائتلاف وقادته عن الساحة كما عزلت الهيئة العليا للمفاوضات من قبل السعودية.
  لذلك فحوار السيد الرئيس مسعود برزاني معه كان مركزا على البعد الوطني والقومي مع الكثير من الدبلوماسية، لكن حديث الأخر وتصريحاته على الإعلام ومن قاعة البرلمان أو قصر الرئيس، حول حاضر وقادم المنطقة الكوردية، والشعب الكوردي وحراكه، إلى مكون تابع لسلطة مركزية عروبية قادمة، درجهم في خانة الموالي للمعارضة السورية الفاسدة، تخللتها الخداع والعنجهية، وانعدام القيم، وذلك من خلال اعتبار عفرين من المناطق المحررة، وهي التي أدت إلى رد الفعل القاسي عند الكورد. أما ما أقدمت عليه قيادة الإقليم، خلقت غصة، رافقها ألم، وأسى، فهناك من يظن أن البعض تلاعب خلف الكواليس بدبلوماسية أرث البرزاني الخالد، التي لا تطال أبعادها القومية والوطنية الشكوك ...
يتبع...
 
الولايات المتحدة الأمريكية
mamokurda@gmail.com
5/3/2021م
 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات