القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: قراقوش البيت الأبيض وداعاً

 
الجمعة 21 اب 2020


 رودوس خليل

يطل علينا من جديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليرفع شعار أمريكا أولاً عنواناً لحملته الانتخابية لتجديد الولاية الثانية له في البيت الأبيض هذا الشعار الذي لم يفهم منه إلى الآن سوى التالي: إذا اردت أنت تصافح الرئيس ترامب فيجب أن يكون يدك الثانية في جيبك لتدفع له ثمن مصافحتك.
هذا الرجل الذي لا يشبه شيئاً سوى شخصية قراقوش في اتخاذه الكثير من القرارات الغريبة وانسحابه من الكثير من الاتفاقيات الدولية كاتفاقية باريس للمناخ ومعاهدة الصواريخ النووية مع روسيا والاتفاق النووي مع إيران وانسحابه من اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) وتخليه عن عضويته في مجلس حقوق الإنسان وانسحابه أيضاً من اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ والمعاهدة الدولية لتجارة الأسلحة التقليدية واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وتخليه عن الحليف الكردي لصالح تركيا في سوريا والموقف الغريب من الاستفتاء في كردستان العراق ليدخل التاريخ الكردي كأسوأ رئيس مع الرئيس نيكسون اللذان سببا مآسي كبيرة للشعب الكردي


دونالد ترامب 75 عاماً سيقف هذه المرة أمام رجل وسيم يحب شم شعر النساء وهو نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وصاحب شعار (روح أمريكا) عنواناً لحملته الانتخابية أنه جو بايدن.
من خلال متابعتي ولمعرفة ما الذي يقصده بروح أمريكا أعتقد أنه يريد أن تعود الولايات المتحدة إلى السكة المعروفة وهو الطابع الدولي التقليدي بعد انتهاء الحرب الباردة.
فمن هو جو بايدن الذي يحاول منع ترامب من الولاية الثانية واخراجه من البيت الأبيض في انتخابات تشرين الثاني القادم ؟
جوبايدن 77 عاماً صاحب الخبرة السياسية الطويلة ليس غريباً عن الحملات الانتخابية الرئاسية فهو قضى ثلاثة عقود عضواً في مجلس الشيوخ ترأس فيها لجنة العلاقات الخارجية اجتمع مع الكثير من رؤساء العالم في هذه الفترة فهو شخصية سياسية مشهود لها في العمل السياسي بالإضافة إلى ثماني سنوات كنائب للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وهو متحدث بارع يملك قدرة عجيبة في الوصول إلى قلوب الناس وجذب الناخبين وباستطاعته البقاء طويلاً على حافة الهاوية دون السقوط ولكن هذه الخبرة السياسية الطويلة ليست ضامنة للفوز بالرئاسة فهناك أمثلة عديدة لسياسيين فشلوا بالفوز في الانتخابات أمام مرشحين أقل خبرة ومن الأمثلة على ذلك (آل كور ثماني سنوات في مجلس النواب وثماني سنوات في مجلس الشيوخ وثماني سنوات نائباً للرئيس بيل كلينتون مخسر المنافسة أمام جورج بوش الابن عام 2000.
وهيلاري كلينتون ثماني سنوات سيدة أولى وثماني سنوات افي مجلس الشيوخ وهزمت أمام دونالد ترامب .
وجون كيري 28 عاماً عضواً في مجلس الشيوخ الذي هزم أيضاً أمام جورج بوش الابن عام 2004.
وتشير جميع استطلاعات الرأي إلى تقدم جو بايدن بفارق ثماني إلى عشرة نقاط عن الرئيس ترامب الذي يخشى هزيمة مذلة ليدخل التاريخ كأول رئيس لولاية واحدة منذ 25 عاماً.
يحاول ترامب تذكير جمهوره باستطلاعات الرأي مع هيلاري كلينتون وكيف قلب النتيجة لصالحه ويقول إنه ليس بصدد الهزيمة وأن هذه الاستطلاعات خاطئة ولكنه نسي أن جميع المرشحين الذين يحققون هذه النتيجة منذ العام 1980 وفي هذا الوقت يفوزون بالرئاسة وأن السيدة هيلاري قد دخلت السباق بسلة من الفضائح وأن بريدها الشخصي قد اخترق قبل الانتخابات بيومين.
كوفيد 19 زاد من مشاكل ترامب وأضعفه وأعتقد أنه السبب الرئيسي في عدم وجود لقاح إلى الآن فقد شكك بمنظمة الصحة العالمية واتهما بالفساد وهدد بالانسحاب وقطع كل اشكال التعاون معها ومع الدول الآخرة أملاً في حكر اللقاح في المختبرات الأمريكية ولكنه لم يستغل الجائحة لصالحه وفي هذا السياق يحاول العودة وتحسين موقعه وقام بتغير مدير حملته الانتخابية واعترف أن الوضع في طريقه إلى الأسوأ ولكن في النهاية سيتحسن.
فقبل 70 يوماً من الانتخابات تبقى المفاجأة واردة كوفاة أحد قضاة المحكمة العليا أو إعلان ترامب عن اللقاح المرتقب لكورونا ولا ننسى هفوات جو بايدن وللتذكير ففي العام 2012 وقف بايدن أمام حشد كبير من الناس وتفاخر أنه عرف ثماني رؤساء لأمريكا ثلاثة منهم بشكل حميمي ولكن هذا الكلام فهم أنه مارس الجنس معهم.
يحاول الرئيس مهاجمة خصمه بكل الوسائل في الأيام المتبقية وقبل المناظرات المباشرة في الخريف القادم وكاد ترامب أن يرتكب خطاً تاريخياً يؤدي إلى فقدانه منصبه فقد طلب من الرئيس الأوكراني زيلينسكي في مكالمة هاتفية التحقيق في شبه فساد لابن جو بايدن والمدعو هانتر الذي يعمل في الشركة الأوكرانية للغاز ويملك ماضياً من تعاطي المخدرات والكحول واعتراف هانتر أنه تلقى حجراً ماسياً من أحد رجال الأعمال الصينيين الذي اتهم بالفساد في بلاده الامر الذي دفع الكونجرس لمسألة ترامب وعزله ولكنه نجا من المحاولة بسبب الاغلبية الجمهورية في الكونجرس.
أمام ترامب وفريقه مهمة صعبة للغاية لقلب الطاولة واقناع الناخبين للاحتفاظ بمنصبه ولكن ترامب المعروف بردات فعله الغريبة والغير متوقعة في وضع صعب جداً نتيجة تعاطيه الفوضوي مع أزمة كوفيد 19 وازدياد أعداد المتوفين إلى أكثر من 140 ألفاً وفقدان ملايين الأمريكيين لوظائفهم كما أنه غامض في تصريحاته وبرنامجه وحول رؤيته للسنوات الأربع المقبلة ولكنه على الدوام وفي كل ظهور انتخابي يهاجم التصويت عبر البريد الذي سيعمل به لأول مرة بسبب كورنا ويقول إن هذه العملية قد تؤدي إلى عمليات تزوير واسعة.
أما في الجانب الآخر فأن وضع المرشح الديمقراطي جوبايدن أفضل فمنذ ظهور الاستطلاعات عام 1940 لم يستطع أي رئيس الفوز بولاية ثانية نال أقل من 48% في استطلاعات الرأي التي تجرى في هذا الوقت وقبل أقل من 100 يوم من موعد الانتخابات الرئاسية أما نسبة قبول ترامب الآن فتبلغ 41.5%.
يكتفي جو بايدن بالقليل من المقابلات ويتجنب الظهور كثيراً فهو يسمح لترامب استخدام كل أسلحته واستهلاك نفسه لتوجيه الضربة الحاسمة إليه والوصول إلى البيت الأبيض.
وبالنظر إلى الماضي السياسي للمرشح الديمقراطي جو بايدن يمكننا أن نفهم الكثير من توجهاته المرتقبة عندما يكون رئيساً فالكثير من سياساته يمكن وصفها بأنها معتدلة وشارك في اتخاذ قرارات وكان له موقف من كل حدث في السنوات الماضية.
فقد صوت ضد حرب الخليج عام 1991 ثم لصالح غزو العراق عام 2003 وكان من المعارضين للعملية الخطيرة التي أدت إلى مقتل أسامة بن لادن في باكستان.
الموقف المدوي الذي سجل لجو بايدن وتعرض بسببه إلى انتقادات واسعة أنه كان صاحب فكرة تقسيم العراق إلى ثلاثة دول ولكن الرجل ظلم كثيراً لأن ما دعا إليه تعرض إلى تشويه كبير لأنه طالب بالتقسيم الناعم للعراق على غرار البوسنة بحيث تربط هذه الكيانات الثلاثة بواسطة حكومة مركزية قليلة الصلاحيات وإلى الآن هناك أنصار لهذه الفكرة داخل العراق وخارجه وهو معروف جيداً في العراق وله علاقات مميزة مع السيد مسعود البارزاني.
أما بخصوص الاتفاق النووي مع إيران فأنه سيحاول أعادة الحياة إلى الاتفاق النووي كونه كان عضواً في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما التي توصلت إلى هذه المفاهيم ولكن أعتقد هنا إن هذه المسألة تترتب عليها التفاوض من جديد والوصول إلى صيغة جديدة فأمور كثيرة قد تغيرت في الشرق الأوسط والعودة إلى سياسات أوباما فكرة غير محبذة.
أما عن التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة فقد ذكر بايدن في مناسبات عديدة أنه سيحتفظ بقوات أمريكية دائمة لمحاربة داعش وضرورة وجود قوات أمريكية على الأرض في سوريا لإحداث التوازن المنشود.
كل التوقعات والاستطلاعات تشير إلى هزيمة مذلة لترامب وإذا افترضنا أنه يحتفظ بسلاح أخير وهو الإعلان عن عقار لكوفيد 19 في اللحظات الأخيرة فأن هذا السلاح ربما سيوجه إليه الطلقة الأخيرة لأن سيفهم أنه تلاعب بأرواح الأمريكيين وأن اللقاح كان موجوداً قبل الآن ولم ينقذ آلاف الأرواح.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 7


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات