القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي






















 

 
 

مقالات: الحركة الكوردية السورية بين الازمة والافاق

 
الثلاثاء 14 ايار 2024


مصطفى خلو

يمر شعبنا وحركتنا السياسية الكوردية في سوريا بمرحلة دقيقة وتاريخية وبمخاض عسير و ضروف صعبة ومتشابكة معقدة في ظل تدخلات قوى اقليمية ودولية متصارعة ومتناقضة المصالح في سوريا وازمتها حيث فرضت واقعا ماساويا اضافت شرخا وانقساما على انقساماتها المستفحلة حيث ينقسم شعبنا الكوردي في سوريا اليوم ويخضع لثلاثة كيانات سلطوية متناقضة ومتصارعة في الشكل ومتوحدة في المضمون بعداءها لشعبنا الكوردي وحركته السياسية الوطنية فعفرين وسري كاني وكري سبي تخضع لنفوذ الحكومة التركية والفصائل التابعة لحد الارتزاق بما يسمى الجيش الوطني الحر الجناح العسكري للائتلاف والحكومة السورية المؤقتة وتخضع كوباني والجزيرة لسلطة الادارة الذاتية المرتهنة قرارها الى القوى الاقليمية والدولية بعيدا عن المصالح الوطنية والقومية لشعبنا لحد المعاداة والمساهمة في تهجيره وازماته المعيشية والتناقض مع بوصلته الوطنية والقومية وقسم ثالث يعيش في المدن السورية الخاضعة لنظام دكتاتوري امني مجرم بالاضافة لشريحة مهجرة تعيش بالجوار على الاراضي التركية والبعض منهم اكتسب الجنسية التركية.


 هذا الواقع يعكس تجلياته واثقاله على كاهل حركتنا السياسية الكوردية ويضيق الخناق على هامش حركته ومناوراته ويحد كثيرا من امكانياته مما يتطلب منه جهدا اضافيا وعملا مجهدا لايصال صوته الى الراي العام العالمي والمحلي ويصعب عليه طريق النضال الجماهيري وايصال رؤيته بوضوح ويحد من قدراته في العمل لتاطير قواه وتوحيدها وتسببت في استدامة ازمتها وتعميق جراحها بالاضافة للأسباب الذاتية لقيادة الحركة الكوردية التي عجزت وما زالت عاجزة عن القدرة و التخلص من صراعاتها البينية والجزئية الناجمة من رفض الاخر والشخصنة والنزعات الضيقة المترافقة لخصوصية وطبيعة الحركة الكوردية في نمطية الانشقاقات المتسببة في التوالد الغير طبيعي لتشكل الاحزاب حيث نادرا مانجد ولادة طبيعية حزبية اوجدها الواقع النضالي بالاضافة لعدم قدرتها القراءة الصحيحة للمتغيرات العميقة وفهمها للخارطة السياسية وطبيعة الصراع الجاري في المنطقة وطبيعة القوى المتصارعة وعدم تمكنها من بناء شخصيتها الوطنية المستقلة لقرارها السياسي بعيدا عن التبعية والتخندق والتدخلات الامنية للانظمة الغاصبة وفقدانهاللرؤى الاستراتيجية في بناء خندقها الوطني والقومي وبناء تحالفاتها وتحديد اصدقاءها واعداءها .

ولتحقيق ذلك لا بد من بناء قوتها وتاطير حركتها السياسية وطرح رؤيتها لحل المسالة القومية الكوردية في سوريا وحل المسالة السورية برمتها وتحمل مسؤوليتها التاريخية والاخلاقية امام شعبها في اجتياز هذه المرحلة والوصول بشعبها وحركتها السياسية الى بر الامان ولا يمكن تاطير الحركة السياسية بهذا الكم الكبير لعدد الاحزاب والمنظمات وتشرذمها مما يتطلب منها العمل الفوري والجاد بتقديم خارطة طريق عقلانية وواقعية وتتسم بخطوات توحيدية متدرجة واندماجية للاحزاب والمنظمات المتقاربة نهجا وممارسة بعيدا عن التجارب السابقة الفاشلة المعتمدة على الصفقات واقتسام المناصب والمكتسبات ومراعاة الامزجة على مقاسات من يقبضون على زمام الامور في هرم الحركة السياسية بل يجب ان تبنى هذه الوحدات على الاسس الوطنية والبرامج النضالية خدمة لمصالح شعبنا وتوحيدا لطاقاته وتفسح المجال للطاقات الشبابية والاكاديمية والعمل المؤسساتي منهجا بعيدا عن الشعارات الفضفاضة والمتاجرة وخاصة بات من المعلوم بعد تغيير الخارطة السساسية العالمية وانهيار حلف وارسو ومنظومة البلدان الاشتراكية بانها ساهمت بانحسار الخلافات الفكرية والايديلوجية بين احزابنا السياسية وانحصرت الخلافات حول المبادئ والمواقف الوطنية والقومية وبين خدمة الاجندات الاقليمية والدولية مما عزز بوضوح الرؤى وكشف الحقائق واسقاط الاقنعة عن الكثير من ادعاءات البعض من القيادات المرتبطة مصالحها بالاجندات الخارجية بعيدا عن مصالح شعبنا الكوردي وفضيته العادلة وفرضت على قادة الحركة الكوردية انتهاج بناء الوحدات وتاطير هاعلى الاسس النضالية ومصلحة الجماهير والقاعدة الحزبية المتعطشة للعمل الوحدوي والمتوائم مع قضيتنا القومية وبوصلتها الوطنية، حيث اثبت الواقع بان فشل كل الوحدات الاندماجية السابقة كانت بسبب الخلافات الشخصية بين القيادات حول المناصب والمكاسب وبغياب الشفافية في الادارة المالية وعدم القدرة على ايجاد المؤسساتية المالية الحزبية واخراجها من هيمنة و تسلط القيادات الحزبية و باغلبية عظمى من براثن الشخص الواحد المتمثل بالسكرتير والقائد الفذ والملهم ممايؤكد بدون ايجاد حلول جذرية للعمل المؤسساتي والمحاسبة المالية والرقابية والشفافية المالية لا يمكن القضاء على الصراعات الشخصية والعقلية التكتلية وبناء الثقة بين القيادات من جهة وبين قاعدتها الحزبية والجماهيرية من الجهة الاخرى وصولا لحلفائها الداعمين من القوى الاقليمية والدولية التي تولدت وترافقت في مرحلة الثورة السورية بتدفق الدعم الاقليمي والدولي لهافي العقدالماضي ومنها تدفق المال السياسي الذي ساهم بتشكل شريحة من الفساد المالي والذي اسهم بوضوح عن ابتعاد تلك الشريحة عن الجماهير وانحرافها عن النهج النضالي السياسي وانخراطها في المشاريع الاقليمية والدولية المشبوهة التي كلفت شعبنا الكثير من التضحيات وفي مقدمتها التهجير القسري والنزيف العميق في مايسمى بشرق الفرات والاقتلاع من الجذور والتشريد من مايسمى غرب الفرات وخلق واقعا جديدا في التغيير الديمغرافي وخطرا داهما على وجود شعبنا الكوردي برمته في سوريا اذا لم تتصدى قيادة الحركة الكوردية لمهامها الوطنية والقومية وتعمل على مراجعة عميقة لبنيتها وتاطير قواها وبناء مرجعيتها وطرح رؤيتها الاستراتيجية وخارطة طريق عقلانية تنسجم مع واقع الحال وتوازن القوى الاقليمية والدولية الفاعلة على ضوء مصالح شعبنا الكوردي وحل معضلته القومية حلا عادلا ودستوريا وتساهم في بناء سوريا ديمقراطية فيدرالية

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات