لاأعرف حقا لمصلحة من تتعالى هذه الاصوات التشهيرية والتجريحية الان, ولماذا تحديدا في هذه المرحلة العصيبة والحساسة التي نمر بها؟ ولماذا هذه اللغة الانتقائية والانتقامية يتعمد البعض اثارتها, بذريعة انها شكل من أشكال ممارسة العملية الانتقادية .
ان توسيع بؤرة التوتر وتأزيم العلاقة بين الثالوث الكردي / الاحزاب , النخبة المثقفة ,القوى الشبابية /لايخدم الا مصلحة من ربما الان يرسمون السيناريوهات ويهندسون خططهم لتقزيم حجم وقوة مصلحة الكرد على شبكة المصالح الكبيرة والمعقدة .
واذا لم نستطع ان نقرأ المعادلة السياسية بالشكل المطلوب وحسب ضرورة الوضع الراهن الاني والمستقبلي, لن نكون قادرين على تحقيق مكاسبنا السياسية والمعبرة عن ارادة الشارع الكردي, ولاننسى سقف تلك المكاسب ستتحكم بها مدى قوة وثقل خطابنا الكردي, ووحدة الصف الكردي.
اننا بحاجة ماسة الى الانعتاق من الفكر الضيق الاوحد, والابتعاد عن اللغة الاقصائية والتهميشية أو الانتقاص من هذا الحزب أوذاك, أو تجريح هذه الشخصية أو تلك,على الكل ان يلعب دوره ويسخر ماعنده من طاقات في خدمة قضية شعبنا وحقوقنا القومية, علينا ان نكون اكبر من المهاترات والقاء الاتهامات على بعضنا البعض, ولن يستطيع احد ان يلغي الاخر,والواجب هو الان العمل وبكل اشكاله من أجل التكاتف والتضامن, وتهيئة المناخ المناسب لتوحيد الشارع الكردي, وعدم اعطاء البعض الفرصة لدق الاسافين بيننا.
ومرة اخرى علينا ان نعي وعيا عميقا لاأحد يجرىء على تقزيم او تهميش القوى الشبابية التي أثبتت وبجدارة انها قادرة على ان تقول كلمتها وتواجه الفزع والهلع الامني بارادة وصلابة موقف, ومن حقهم ان يقرروا مصيرهم ومستقبلهم.
وعلى شبابنا ان يقول ما يودون قوله, ولكن كما قلت بموضوعية ودون التهجم على الاحد.
وايضا النخب المثقفة والكتاب لها مشاريعها وتصوراتها وتحليلاتها, ورؤاها في قراءة المواقف والاحداث,ويجب ان تحترم تلك الافكار,وتحترم تلك الاقلام التي هاجسها الحقيقي ليس التشهير وقذف الاخرين بنعوت اتهامية, انما هاجسها تقديم رسالتها الثقافية وتعمل على تطوير مجتمعاتها فكريا,وتلعب دورها الحقيقي في تطوير الخطاب الكردي, مثل هذه الاقلام لاشك ستأخذ مكانها الطبيعي, ولكن بالمقابل ثمة أقلام اخرى شغلها الشاغل ليس تقديم الجديد فكريا , أوممارسة النقد الحقيقي من اجل تصحيح المسار, بل تسعى الى النسف والشطب والالغاء.
أمابالنسبة لحراكنا السياسي المسألة اكبر من شطب هذا الحزب او ذاك بجرة قلم ,والقول بان الاحزاب تقف ضد ارادة الشارع وما الى ذلك من اتهامات تطلقها بعض الاصوات التي في حقيقة الامر لا تقدم البديل,بل تكتفي بتوزيع رزمة من المفردات التشهيرية على الاحزاب, وطبعا هذا لايعني انني اقول الاحزاب مقدسة ولايجوز ان ينتقدها أحد بل على العكس علينا ان ننتقد وبقوة ونبدي الرأي بحرية ولكن باحترام وان ننأى في نقدنا عن الاساليب التي همها التصغير والانتقاص من دور الاحزاب .
مرة اخرى دعونا نمارس النقد من اجل التطوير ولكن بادوات النقد, وليس بادوات التشهير والتجريح .