نحو تأسيس هيئة تمثيلية ومركز قرار كوردي موحد (5)

محمود بادلي: لتأسيس هيئة تمثيلية للشعب الكردي لا بد من خطوات فعلية وعملية، فالرغبة وحدها غير كافية

بداية أتوجه إليكم – جميع العاملين في موقع ولاتيمة – بالشكر الجزيل إلى جهودكم النبيلة  وحرصكم الدائم لتفعيل الحوار والنقاش عبر طرح قضايا ملحة وهامة سواء ما يتعلق بالهم الكردي أو بالهم السوري عموماً، وأني لأتشرف بدعوتكم للمشاركة برأيي حول إيجاد آلية مناسبة لـتأسيس هيئة تمثيلية ومصدر قرار كردي موحد.
لا شك أن تأسيس هيئة تمثيلية للشعب الكردي في سوريا أو تأسيس أي إطار جامع باتجاه العمل المؤسساتي، لتجميع وتوحيد قدرات وإمكانات وطاقات المجتمع الكردي بكل شرائحه وفئاته وتنظيماته السياسية وفعالياته الثقافية والاجتماعية والحقوقية والإنسانية والاعلامية..

من القضايا الملحة والتي لا يحتمل التأجيل أو الهرولة والتباطؤ في العمل من أجل تحقيقه، والمطلوب أن تكون تأسيس هذه الهيئة من أولويات المرحلة الراهنة للشعب الكردي كهدف نبيل باتجاه تأسيس خطاب سياسي موحد تستدعيها الضرورة لتفعيل الحراك الكردي نحو تأمين الحقوق القومية والديمقراطية للشعب الكردي في سوريا من جهة، والمشاركة بفاعلية اكبر في العملية السياسية من أجل التغيير الجذري المنشود في البلاد بالانتقال بالسلطة من حالة الاستبداد إلى حالة الديمقراطية المدنية والتعددية.
واعتقد أن الرغبة لتحقيق هذا المشروع موجودة لدى غالبية الشعب الكردي بكل شرائحه وفئاته، ولكن الرغبة وحدها غير كافية، فالوضع الراهن لا يحتمل الوقوف عند حدود الأمنيات والرغبات، بل يتطلب عملاً جاداً ونوايا صادقة ونبيلة وشعوراً بالمسؤولية الملقاة على عاتق الجميع ولينطلق الجميع بأنهم أمام مسؤولية تاريخية لتأسيس هيئة تمثيلية للشعب الكردي تكون بمثابة مرجعية كردية في إدارة الشأن الكردي والممثلة عن طموح وآمال الشعب الكردي في الداخل السوري وخارجه.
ولتحقيق هذا المشروع على أرض الواقع يتطلب القيام بالعديد من الخطوات العملية منها:
1-    باعتبار أننا نعيش في حالة الثورة، والثورة تعني التغيير والتجديد في كل المناحي الحياتية، أي بالقضاء على كل أنواع السلبيات والأخطاء والفساد في كل مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والاخلاقية.

انطلاقاً من حالة الثورة هذه تكمن الخطوة الأولى نحو تأسيس هيئة تمثيلية للشعب الكردي في الابتعاد عن عقلية الاقصاء والتهميش أو عقلية الاستعلاء، وكذلك الابتعاد عن الانانية والانتهازية والمصالح الشخصية الآنية، ووضع كل خلاف أو تناقض ثانوي جانباً والتركيز على مصلحة الشعب الكردي وحقوقه القومية والديمقراطية من ناحية وعلى مصلحة البلاد من ناحية ثانية.
2-    حاضراً وإزاء العمل لتأسيس الهيئة يتطلب إعادة الثقة من جديد بخلق حالة من الحوار الحر والمنظم عبر لقاءات مستمرة بين فعاليات المجتمع الكردي ككل، كتّابه ومثقفيه ومنظماته الحقوقية والانسانية والاجتماعية والدينية..

وبين الحركة الوطنية الكردية من جهة وبين تنسيقيات شباب الثورة والحركة الكردية من جهة اخرى.

وأننا يجب أن نؤمن بوجود الفروق والاختلاف كحالة طبيعية فردياً ومجتمعياً، وهذه الفروق يجب أن تكون بمثابة نقاط القوة نحو التقدم والازدهار والارتقاء بالحالة الكردية، لا بمثابة الانشقاق والتشرذم والخلاف والخلل.
3-    حتى يكون مشروع تأسيس الهيئة التمثيلية للشعب الكردي مشروعاً متكاملاً يجب أن يضم في داخله كل فئات وشرائح المجتمع الكردي، وبذلك يجب العمل على تشكيل روابط أو اتحادات حسب الصيغة التي يتفق عليها: رابطة أو اتحاد كتاب الكرد، رابطة او اتحاد العمال الكرد، رابطة النساء، رابطة الفلاحين، رابطة الشباب، رابطة الصحفيين، رابطة الأطباء، رابطة المهندسين، رابطة الطلبة….ألخ، بحيث أن تكون لكل هذه الروابط أو الاتحادات هيئات تمثلهم داخل الهيئة العليا..

والأمور التنظيمية لهيكلية الهيئة يمكن النقاش فيه بشكل أوسع في الحوارات التي ستجري لتأسيس الهيئة.
4-    وحتى نكون عمليين أكثر نحو تأسيس الهيئة، واستغلال عامل الوقت للبدء به،  فالمطلوب أن يقدم كل الأطراف والقوى، مشروعه ورؤيته، فعلى الحركة الوطنية الكردية أن تقدم بمشروعها وكذلك تنسيقيات شباب الثورة، وكذلك الكتاب والمثقفين والمنظمات الحقوقية والانسانية، وكل من لديه رؤية ومشروعاً يخدم الصالح العام.
5-    سياسياً، المطلوب أن نكون على قناعة تامة بأن التغيير آتٍ لا محال، وعلى القوى والفعاليات الكردية أن تكون فاعلة وجاهزة بقوة حاضراً ومستقبلا لأي تغيير قادم، وقوتنا وفاعليتنا نحن الكرد تكمن في وحدتنا، وحدة صفوفنا وخطابنا السياسي إزاء الراهن السوري والمستقبل.

آلان رمضان: المطلوب هو وحدة الأحزاب الكوردية

تحية من القلب لكل من قام بهذا العمل الهام كمشروع من اجل الوصول إلى قرار حول وحدة الصف الكوردي متزامنا مع هذه الفترة الحساسة من التغيرات الخاصلة في المنطقة بشكل عام خاصة وأن أحداث مثل هذه قلما تتكرر في البلاد البوليسية والفرصة امامنا الآن من أجل كلمة أسمها ديمقراطية التي لم أسمعها طوال حياتي في بلدي البوليسي والحياة فرصة إن لم نستغلها ضاعت منا هذه الفرصة وها نحن نرى الشعوب توحد راياتها وتوحد كلمتها من أجل الحصول على المراد, لكنني لم أرى هذه الخطوة عند أحزابنا الكوردية المناضلة بأستثناء بعض من القرارات التي يتفقون عليها أو بعض البيانات إلا ان هذه الخطوة غير كافية ولا تتحمل ضغطا بحجم هذا التغيير الحاصل في المنطقة فنحن الكورد ما يلزمنا هو وحدة الأحزاب الكوردية ففي وحدتها نكون قد أختصرنا الكثير من الوقت لحل قضيتنا وأولها وأهمها :
1 – عدم اتهام حزب لآخر أو التكلم على قيادات الحزب الفلاني
– 2  نكون أمام قرار تتخذه قيادة واحدة باسم قومية كاملة
3  – الجماهير التي ستكون خلفها أكبر بكثير منها الآن
ففي الكثير من المناسبات لم تكن الأحزاب الكوردية تتفق على قرارات بل كان كل طرف ينفرد بقرار ويعتبر نفسه صائبا فيه, وإذا ما كان يعقد مؤتمرا باسم المعارضة السورية كمنتدى الأتاسي مثالا وأتى الممثل الكوردي ليتكلم عن قضية شعبه ومعاناته في وطنه كان يتعرض لأول نقد من المؤتمرين ألا وهو أنكم ثلاثة عشر حزبا لم تتفقوا حتى الآن بينكم على حقوقكم التي تريدونها, فمنكم من يريد دولة والآخر حقوقا ثقافية والآخر سياسية …… فكيف سنستطيع التحاور مع الآخرين وهم لم يتوصلوا حتى الآن, بين بعضهم على وحدة القرار وها الآن تطالب بالتغيير والديمقراطية كأحزاب تمثل الشعب الكوردي و الشعب الكوردي في الوقت ذاته يطالب أحزابها بالوحدة لأن الأحزاب لطالما كان لها الدور الهام بجانب شعبها في إحداث التغيرات والاتصال مع باقي فئات المجتمع من أجل نيل الحقوق.
ألمانيا