بمبادرة مسؤولة من موقع (ولاتي مه) جاء عرض فكرة تأسيس هيئة تمثيلية، ومركز قرار موحد للكورد، وبالتالي طولب استجلاء آراء المهتمين بالشأن الثقافي والسياسي للكتابة في هذا المحور، وإبداء ما لديهم من ملاحظات..
هناك أكثر من نقطة ينبغي التنبه لها وأخذها بالحسبان، أولها ..
علينا ألا نتخلف عن ركب هذا الحراك الجماهيري الوطني، أو الربيع العربي كما يحلو للبعض تسميته، علينا إدراك أن عالمنا في تحول مستمر نحو الديمقراطية، والانتقال إلى عالم الحريات العامة، فالتغيير قادم لا محالة، وسيغدو واقعا دون شك، والكورد لا يمكن لهم أن يكونوا بمنأى أو بمنجى عن هذا الحراك الجماهيري غير المسبوق،وهم ربما قبل غيرهم سيكونون في أتون معركة التغيير والتجديد والتحول الجذري حتى..
من هنا ..
علنا ألا ننفرد بشعاراتنا وتوجهاتنا، فلا نظهر إلا في ثوب وطني سوري، علينا التنبه أيضا من أن التغيير والتحول سيعصف بكل قديم ولـّى أوانه، وعلى شيوخنا في الفكر والسياسة وقيادة الحركات الكوردية، أن يتقبلوا هذا التحول، ويرتضوا بالتنحي إذا طولب منهم ذلك، وألا يكون واحدهم عائقا أمام التحولات العاصفة…
إن الصيغ الكلاسيكية في التنظيم والإدارة الحزبية، وعرش السكرتير الأول، سيمسها جميعا مثل هذا التغيير، علينا بالتالي تقبل ذلك وتفهّمه، فلا سور صينيا أمام حركة الواقع المتجدد دائما وأبدا، لابد من مواكبة هذا التغيير، حتى لا نتخلف عن الركب الذي يغذ السير حثيثا..
إن الكورد اليوم عليهم أن يحسنوا التعامل مع الظروف اليوم، ويستلهموا دروس التاريخ من واقعهم الحزبي المديد، فهم بالتالي مدعوون لتجاوز خلافاتهم، والتوافق في (تأسيس هيئة تمثيلية ومركز قرار موحد..) ولو مرحليا..
وهذا أضعف الإيمان كما يقال..
علينا أن ندرك أن هذا التوافق لا يمس موقع أي شخص أو تنظيم كان بالسلب..
ولا حتى على أي حزب وسوف يترك ارتياحا لدى الجماهير الكوردية غير الحزبية، ثم أن تأسيس هيئة تمثيلية، أو مركز قرار واحد، لا يحول دون أن يبقى الحزب مالكا لقراراته، حرا قي سياساته دون أي تدخل من الخارج والأوصياء..
إن الظروف الراهنة التي تشهدها الحركة السياسية الكوردية، هي التي تفرض نفسها لبناء شكل من العلاقات الحزبية بين الأطراف الكوردية فيها شيء من المرونة، فغدا معيبا اليوم أن يظل واحدنا يغرد بمفرده خارج السرب..
أو يظل يعوم فوق الحزب، أو يتصرف حسب هواه دون رقيب أو حسيب، فالحكم المطلق المستبد عندما يسقط في الدول، فالأولى أن يتهاوى كثير من أشكال التنظيم إلى جانب الاستبداد في قيادة وإدارة الأحزاب والتنظيمات السياسية..
علينا أخيرا أن نستدرك من أن هذا الظهور الجميل بالكلمة لواقع الكورد لا ينفي ما لدى نفر قليل منهم من تذبذب في مواقفهم، فهم لا يستقرون على رأي واحد، أو موقف جامع للكلمة، بل ربما اجتهد بعضهم، كيف سيسعى لدق إسفين في مركب الموكب الكوردي لتمزيق كلمتهم..
فكلما تحققت خطوة نحو الأمام، نحو الملاقاة والتلاحم، جاء بالتوازي سعي لإفساد هذه الخطوة..
بل أن هناك من يرى نجاحه في شق الصف الكوردي، وربما تبجح إذا ما أفلح في مهمته المهينة هذه..! وهو دائما له خطوط مفتوحة مع جهات مشبوهة..
والمدرسة الكوردية ما زالت قاصرة من أن تسمي الأشياء بمسمياتها..
فلا تملك الجرأة لعرض مثل هذه الحالات أمام شعبنا الكوردي..
إن الانقسام أو الانسحاب الذي تم منذ يومين أو ثلاثة لعدد من الأحزاب الكوردية من هيئة التنسيق لمعارضة الداخل، وقبله جاء اعتذار الأستاذ عبد الحميد درويش بنفس الاتجاه بعد التواصل مع الأستاذ حسن عبد العظيم..
هذا الاستبسال في الانسحاب، لا بسبب الغيرة على وحدة المعارضة كما بفهم وإنما بسبب الغيرة من وحدة الحركة الكوردية كما أرى..
فثمة من يكون همه تفريق الكلمة الكوردية..
لأن وحدة الكلمة تكون أقوى من أي اعتبار آخر لأي شخص ما..
على المثقف الكوردي أن يشدد دون هوادة ورحمة على أقطاب الحركة الكوردية، فثمة فيروسات منتشرة في جسم الحركة تحول دون أي نشاط أو حركة وتقدم..ثمة عناصر مخربة ضمن الحركة مستعدة للتفاهم مع الشيطان ولا أن يرى الحركة موحدة ومعافية، علينا أن ننبه لمواطن الخلل والعلل، حتى لو جاء العلاج قاسيا موجعا ومتأخرا فهل نحن مستعدون…!
أمين عمر: تشكيل لجنة أو مجلس متعلق بالثورة وبعدها لكل حادث حديث
الثورة السورية كانت كغربال بشري، فرزت أبناء هذا البلد، منهم من كان تحت الغربال بالأساس، ولم يكن بحاجة للاختبار، باعتباره فضّل و أعتاد أجواء و أغوار الطبقات السفلى أو إلتجأ لشعر الغرام وقصص الخيال و”طق الحنك” بينما أجيج الثورة يشق السماء، ومنهم من وقع بعد هزة أو بضع هزات الغربال ، أما المناضل، صاحب المبادئ فلازال يعلم الغربال، التعب ودروس الصبر، دون أن يتعب، فبقى عالياً لا يفارق موقفه ولا ينزل حتى بالطحن.
بالنسبة للشعب الكردي في سوريا، يمكننا تقسيمه إلى ثلاثة أقسام تلقت نبأ الثورة، الأحزاب الكردية والمستقلون، وفئات الشباب بمن فيهم المنضوون تحت جناح الأحزاب.
بالنسبة للشباب كانوا الأمل والروح حقاً ، ولولاهم لكنا في تصنيف الثورة بعد حلب بدرجات، أما المستقلون المثقفون والمتثاقفون فلم نرى أي حراكٍ عملي أو نظري من جهتهم، بعكس الكتاب والمثقفين العرب الذين سبقوا الأحزاب وتركوهم كزوبعة ورائهم، فثورة ومظاهرة الكاتب والمثقف في قلمه ورأيه، فلم نرى أحداً من مثقفينا المستقلين اتصل بوسيلة إعلامية مرئية، أو أبدى موقفاً كمثقف يسمع لرأيه، أو شارك في مؤتمراً أو لقاءاً هاماً، أو أعد شيء يطلق عليه أسم النضال، وفي هذا السياق يجب أن نستثني الكاتب الشجاع سيامند إبراهيم ، والباحث إبراهيم محمود والأساتذة حسين عيسو وخليل كالو وأقلام أخرى خجولة لم تتخطى حدود مواقعنا المناضلة ولاتي مه وكميا كردا، طبعاً الحديث عمّن داخل سوريا، وقبل أن أبدي رأيي بالموضوع أود ذكر محادثة قصيرة بين شخصين أحدهم مستقل، أحد هؤلاء – المتسلقين – قال لصحابه: “إن الأحزاب تنصحنا بعدم التظاهر، فكان الجواب من صاحبه، ولكن منذ عشرين عاماً لم أراك تسمع أو تقبل نصيحة من أي حزبي، هل على حظ الثورة أصبحت مُطيعاً، مُرضياً “، إذن أحزابنا يجب أن تتحمل نتائج الثورة، وعليهم تحمل الموقف إيجاباً كان أم سلباً، لإن المفترض إن الأحزاب تقود الجماهير، وكما رأينا في بداية الثورة، الأحزاب بقت صامتة لم تحرك الدماء في وجوه قياداتها لا صراخ أطفال درعا أو غيرها كما سبق ولم تتحرك عند مقتل العشرات من الجنود الكرد في الجيش السوري خلال الأعوام الماضية، كان صمتهم طويلاً، وعندما خرج بعضهم عن صمتهم تذكرنا مقولة شهيرة:
” خير لك أن تظل صامتاً ويظنك الآخرون أبله، من أن تتكلم فتؤكد تلك الظنون”.
لذا رؤيتي المتواضعة وبشكل مباشر وبتحديد الأسماء، كمثال فقط، يراد به إنجاح الثورة كردياً، هي أن تتحد قيادات الأحزاب تحت مسمى ما كلجنة أو مجلس متعلق بالثورة، تضم كافة سكرتارية الأحزاب ومسؤولون عن الشباب الكردي بالإضافة إلى كتاباً سمعنا صوت ضميرهم في زخم الثورة، كالأساتذة المذكورة أسمائهم أعلاه على الأقل لينصحوا قادة الأحزاب، فقادتنا بحاجة إلى النصح الكثير والرص الشديد.
وتستطيع اللجنة أو المجلس المنبثق تشكيل لجنة أخرى تتحرك خارج البلد، تضم كتاباً ومثقفين، مثلاً، كالثائر والأستاذ إبراهيم اليوسف والأساتذة بشار عيسى و وليد حاج عبد القادر وحفيظ عبدالرحمن وحسين جلبي وآخرون ممن يقدم نفسه كحطب للثورة ولقضيته بالتنسيق مع قيادات أوروبا للأحزاب الكردية، بقي أن نذكر إن إستثناء أي سكرتير سيؤدي إلى فشل المهمة، لأن كراسيهم أصبح أمراً واقعاً، علينا تحملهم إلى أن تنجح الثورة وبعدها لكل حادث حديث.
حسين جلبي: يمكن إعتبار هذا الأطار الجامع، برلماناً كان أم مؤتمراً، إطاراً مؤقتاً يمكن حله أو إعتباره لاغياً بمجرد إنتصار الثورة
في الحقيقة كنت متردداً في المشاركة في النقاش حول موضوع تأسيس هيئة تمثيلية و مصدر قرار كردي موحد و ذلك لسببين:
الأول: هو تشاؤمي من إمكانية إنشاء مثل هذه الهيئة الجامعة على المدى القريب نظراً للظروف القائمة على الأرض، فالوعي الكردي السوري يمكن أن يتطور في كل الشؤون إلا في شأن العيوب التي هي عليه حالة حراكنا، و إذا كان من مستوى معين من الإدراك لذلك، فهو يبقى في أحسن الأحوال مجرد تنظيربعضه دون المستوى و الآخر طوباوي يبقى في الحالين حبيس الأوراق.
الثاني.
هو إني ضد مصادرة الرأي الآخر، و ضد مصادرة حق الناس في الإختلاف و وجود آراء متعددة في القضية الواحدة حتى إذا كانت مصيرية، مع العلم إن التشرذم القائم حالياً لا ينتمي إلى هذه الحالة الصحية المقصودة.
و لكن يبقى من حق المرء و من واجبه أن يطرح وجهة نظره، حتى لو كان مؤمناً أن وجهة النظر هذه قد تبقى في الإطار النظري و قد لا يلتفت إليها أحد، فمن حق المرء أن يحلم و أن يطمح لتحقيق هذا الحلم أو لرؤيته يتحقق،على الأقل في مسألة ترشيق الأحزاب القائمة، خاصةً بعد إن إستنفذ معظمها الغرض الذي قام لأجله، فالأهداف التي وضعتها لنفسها منذ خمسين عاماً قد تجاوزها الزمن، و لم تعدتنسجم ـ على الأقل ـمع حقيقة الثورة السورية و مع الواقع الجديد الذي خلقته، إذ كيف لا زالت هذه الأحزاب تطالب على الورق بنفس تلك الحقوق التي تقادمت زمنياً، في حين أن الواقع يتيح لها المطالبة بأكثر من ذلك،و هو ما تفعله حقاً،و هي إذ تفعل ذلك،فإنها تخرج على برامجها التي كانت تلبسها رداء القدسية.
و ضمن هذا الإطار فقط، أجد أن العمل ينبغي أن يتم على صعيدين متكاملين:
الأول: تصفية الأرث القائم، ليس بمعاول الهدم بل بطريقة علمية مدروسة، و ذلك للإستفادة مما يمكن الإستفادة منه في هذا الأرث، و الشطب على ما عدا ذلك و طرحه جانباَ، و هنا و كما لا يُخفى هناك عدد مهول من الأحزاب و الهيئات و الجمعيات المختلفة و المتفاوت عديدها و مستواها، و هي تضم مجموعة كبيرة من المثقفين و الساسة المستعدين للتفاعل مع الشأن العام فيما لو أتيحت لهم الفرصة لذلك.
الثاني: أن تقوم هذه الأحزاب و الهيئات القائمة بحل نفسها و يعتبر أعضائها أنفسهم و مهما كانت درجاتهم، إضافة إلى المستقلين من خارج الأحزاب،يعتبر الجميع أنفسهم بمثابة برلمان أو بوضعية مؤتمر في حالة إنعقاد دائم، بعد إيجاد آلية لجمعهم، على أنينتخب هذا المؤتمر أو البرلمان لنفسه هيئة تمثيليةلإدارة أعماله، على أن يكون للشباب نصيباً كبيراً فيها، و على أن تمتد هذه الإدارة إلى التفاعل مع حدث الساعة اليوم ألا و هوالثورة السورية، من خلال دعمها و الوقوف خلفها، و في مطلق الأحوال ينبغي أن تكون هناك هيئة موازية لهذه القائمة على الأرض في خارج سوريا تتكامل معها و تتعاون، لا بل تتخذ المواقف الجريئة التي لا تستطيع الهيئة الداخلية البت فيها.
تبقى هذه الهيئة قائمة إلى أن تنتصر الثورة السورية، و يمنع الخروج على هذا الإجماع قبل أن تتوضح الصورة، و عند ذلك يمكن الفرز في هذه الهيئة على أساس التقارب الفكري بين أعضاء الهيئة و الإنتقال إلى مرحلة تشكيل الكيانات السياسية.
إذا كان كل ذلك صعباً، يمكن إعتبار هذا الأطار الجامع، برلماناً كان أم مؤتمراً، إطاراً مؤقتاً يمكن حله أو إعتباره لاغياً بمجرد إنتصار الثورة، و يمكن للجميع حينها العودة على قواعدهم سالمين، و يكفيهم من المغانم هذه التجربة الوحدوية التي خاضوها في مرحلة مفصلية، عساها تؤثر في وعيهم و في عملهم في قادم الأيام.
هل هو حلم؟ ربما، لكن روايته تجلب بعض الراحة.
وليد حاج عبدالقادر: إن دقة المرحلة تتطلب من الجميع ـ كشعب كردي ـ أن يعمل كخلية نحل وشعبنا يزخر برجالات متخصصة لها دلوها في كثير من المفاصل والقطاعات , ..
وكل مفيد في مجاله
بداية لا بد من كلمة شكر لموقع ولاتي مه ، وسؤالهم المستدرج لمواضيع جد هامة ومترابطة ، تفرض على أيّ منّا ، وهذه المرحلة الدقيقة التي نمرّ بها كسوريين ـ بشكل عام ـ وشعب كردي ـ بشكل خاص ، أن يسعى لإيجاد الأجوبة وبالتالي التلاقي في الصيغ الجمعية إن كحراك نضالي مفترض ، أو موقف مفروض ، وبالتالي تشبث بحقوق لا بد أن تستجاب لها ومن هنا كان صيغة الطرح / السؤال ، وبالتالي محاولة جدولة المهام ، الذي يدعو إليه الأخوة في موقع ولاتي مه ، وكخطوة نوعية ومدروسة ، والتي باتت من التقاليد المفيدة كما أسلفت في موضوع آخر ، وهو سعي مواقعنا الكردية ، في إيجاد الأرضية الملائمة ، والسعي لتأسيس وتشكل موقف أو رأي جمعي مفيد وهام ، بعيدا عن النزعة العشائرية بمدلولاتها الإجتماعية والسياسية ، وبعيدا عن التنظير فلعلها موضوعة أساسية لا نختلف فيها مطلقا ، بخصوص الوضع الذي أوجدته السلطة في سورية وما آلت إليها الأحداث من خلال خطفها ـ السلطة ـ للحراك والمظاهرات الجماهيرية وطبيعتها السلمية في تبرير لاأخلاقي لحملتها العسكرية والأمنية والتي امتازت بوحشية قلت نظيرها ، ومارست شبيحتها ـ الزعرنة العسكرية ـ بكفاءة تامة ، ومع هذا أثبتت الوقائع وتثبت ـ وأيضا بامتياز ـ فشلها في قمعها الوحشي وبالتالي سقطت الأقنعة أيضا ، من ناحية التوصيف الدجلي / المخادع بربط هدير الجماهير المسالمة ، ودفعها الى ما لاتريدها ـ الجماهير ـ فبالرغم من القمع الوحشي وزجّ الجيش بأسلحته الحديثة ، في مواجهة الشعب ، إلا ان الإرادة الجماهيرية ما وهنت ، بل ازدادت اصرارا كزخم جماهيري بدأت تتسع ، أو بؤرا ومناطق جديدة واكبت الفعل الجماهيري .
وأمام هذه الظاهرة المتحولة ـ إيجابا ـ لصالح الجماهير الشعبية ، والإستعداد ، أو التهيؤ للمرحلة الديمقراطية القادمة ، لكنه هناك مسلمة أساسية ، تفرض علينا أن نكون يقيظين ودقيقين جدا ـ كشعب كردي ـ وبالتالي حذرين أيضا ، فنحن في هذه اللحظات الثورية الحاسمة ، أمام منعطف لا يقلّ بالمطلق عن لحظة سايكس بيكو ، ولا منمنمات الخرائط وتشكلات الحدود وبالتالي الدول وتنصيص دساتيرها ، وباختصار فنحن هنا ، أمام قوننة جديدة توحي وبإسهاب ، وشرح مفصلي فتؤسس لعقد اجتماعي يرتجى منها التأسيس لمناخ سياسي واجتماعي وقانوني جديد ، وأمام هذا التحول يفترض بنا ـ كشعب كردي ـ بطليعته المنظمة تحت مسمّى ـ مجموع احزاب الحركة الكردية ـ أن تؤسس أيضا ـ لقيادة جماعية فعلية تنفي أو تحصر فيه البعد التنظيمي / الحزبي في أضيق صوره وجوانبه الوظيفية / الذاتوية ـ حزبيا ، ومن ثم التأسيس لتشكيل خلايا وورش عمل متخصصة ، تتفرغ لأمور ، وقضايا كثيرة ، أولها ، لابل وفي مقدمتها ، التفاعل مع الشارع وجس نبضه ، والأصح ، أن تنخرط فيها ميدانيا فتوجد بذلك ، أو تؤسس لسياج آمن ، إن لنضالات الشباب واحتجاجاتهم ، أولا تنتهي ـ مطلقا ـ بالحوارات مع أطراف المعارضة ، والمكونات الأخرى وذلك ببناء الحلقات المتخصصة على هيئة لجان رديفة ومكملة للأحزاب ستوفر بذلك مناخا جد سهل ومريح وبالتالي سلاسة في اتخاذ وبناء أو تأسيس المواقف ، وبالتالي ، الوقت الكافي ، والإمكانات البشرية المتخصصة في المتابعة الميدانية للمواقف والممارسات ، كما الردود والقرارات او المواقف التي يتوجب عليها أن تتخذها .
إن دقة المرحلة تتطلب من الجميع ـ كشعب كردي ـ أن يعمل كخلية نحل ، وشعبنا يزخر برجالات متخصصة لها دلوها في كثير من المفاصل والقطاعات ، لن تكون الحقوق أولها ، ولا الإقتصاد آخرها ، وكل مفيد في مجاله ، فنحن نتعاطى في هذه الظروف مع شأن وحالة تؤسس لعقود طويلة ، أي خطأ ، أو تفسير ، أو جملة ، لابل كلمة يحتمل يحتمل فيها التأويل ، لها ما لها من تبعات ومساوئ ، فكم من سهو إملائي ، أو لغوي نحوي ، أضاع معه حقوقا ، أو فتح سجالا جديدا ولسنين طويلة ، وكمثال صغير : لنا في البيان الأخير والذي صدر عن بعض أطراف المعارضة السورية وبالتشارك مع ـ بعض ـ من الأحزاب الكردية !! وعبارة ـ الكرد السوريون ـ كدلالة أو بدلا من عبارة الشعب الكردي وبالتالي الإسقاطات ، او الإستحقاقات الدستورية لهذا التوصيف ـ فيما إذا بقي ـ وبالتالي ترجمتها دستوريا ـ .
أما بخصوص الجوانب الأخرى فاستميحكم العذر والعودة لوجهة نظري المطروح في موقع ولاتي مه ومقال / في الطفولة السياسية و … السياسة الطفولية / http://www.welateme.info/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=8990
المحامي زردشت مصطفى : أنني اجزم إن تأسيس هيئة تمثيلية أو مرجعية كوردية إلا عن طريق المثقفين الكورد وهذه المهمة النبيلة والملحة تقع على عاتقهم لطالما فشلت في تأسيسه الحركة الكردية
من خلال تجربتي مع الإخوة في قيادات الأحزاب الكردية في سوريا و اللذين أكن لهم كل الاحترام و التقدير ولقائي مع الكثيرين منهم وحضوري الدائم لندواتهم فأنني اعتقد و للأسف إن هذه الأحزاب عاجزة عن تأسيس هيئة تمثيلية كردية أو مرجعية كردية أو بناء بيت كردي يصدر منه قرار كردي موحد وذلك لأسباب شتى يعرفها الجميع و استطيع سردها بدقة ولكن فيما بعد وكنت دائما اعتبر إن الحركة الكردية في سوريا تمثل الشعب الكردي وكنت اطلب منهم عدم تجاهل المثقفين الكورد المستقلين كما كنت ألوم كثيرا المثقفين الكورد واطلب منهم إعطاء دفع للحركة الكردية ولنبقى جميعا كوادر لهم
وللحقيقة والتاريخ فان للحركة الكردية ايجابياتها وسلبياتها وكذلك المثقفين الكورد و لي مع الطرفين صولات وجولات لا داعي لذكرها
المهم أمنيتي وجود مرجعية كردية تضم كافة الأحزاب الكردية دون استثناء وتضم اكبر قدر ممكن من المثقفين الكورد في كافة المجالات كما تضم تنسيقيات شباب الانتفاضة اللذين نعتز بهم كثيرا ونفتخر بهم أكثر و الفعاليات الاجتماعية الوطنية المهتمة بالقضية الكردية
و أرى آلية تأسيس هذه المرجعية أو الهيئة التمثيلية هي الأتي
عقد اجتماع موسع للمثقفين الكورد في مدينة القامشلي تضم الغالبية العظمى من مثقفي الشعب الكوردي و من كافة المناطق و المحافظات السورية و في هذا الاجتماع يتم انتخاب هيئة تمثل المثقفين الكورد بشكل ديمقراطي و حر تأخذ بعين الاعتبار تمثيل كافة المناطق وتقع على عاتق هذه الهيئة الاجتماع مع الأحزاب الكردية دون استثناء و الحوار معها بشكل مكثف و مستمر وعاجل بشتى الوسائل و الأساليب لإنشاء مرجعية كوردية كما ينبثق عن هذا الاجتماع هيئة مهمتها الحوار مع التنسيقيات الشبابية أمل المستقبل و هيئة ثالثة مهمتها الحوار مع باقي الفعاليات الاجتماعية لأنني اجزم إن تأسيس هيئة تمثيلية أو مرجعية كوردية إلا عن طريق المثقفين الكورد وهذه المهمة النبيلة والملحة تقع على عاتقهم لطالما فشلت في تأسيسه الحركة الكردية رغم محاولتها الكثيرة ومنذ زمن بعيد
واني على استعداد لحضور أي اجتماع لهذه الغاية مئات المرات وفي أي مكان وتحت أي ظرف لتحقيق هذه الأمنية وهي أمنية الشعب الكردي في سوريا وأتمنى إن ينال المثقفين الكورد شرف تحقيق هذه الأمنية
وممكن عن طريق الحوار إيجاد آليات أخرى يتفق عليها المثقفين الكورد
المحامي
زردشت مصطفى
شخصية كردية مستقلة
عبدالقادر بدرالدين: ادعوا كافة الاحزاب الكوردية الانضمام الى الثورة الشبابية الكوردية والسورية معا, وان يحرقوا كل المبادرات والمشاريع التي رسمت في الظلام ويبدأوا المسيرة خلف الشباب للحفاظ على ماء الوجه على الاقل
من المفترض ان تتوجه هذه الاسئلة الهامة الى الحراك الشبابي اولا, حيث من المفيد جدا ان نستمع الى رؤاهم ومقترحاتهم وخاصة في هذه المرحلة التاريخية المفصلية من تاريخ الشعب السوري, لانهم هم وقود الثورة وشعلتها المضيئة, ورافعها الاساسي, فحري بنا ان نصغي اليهم قبل اي آخر, وان ندعوهم على الاقل في ابداء ما يجول في خواطرهم من افكار ومفاهيم جديدة كي نتعرف اكثر في معرفة ملامح المرحلة القادمة, وحدهم يمتلكون الاجوبة الصادقة والشافية, وليس من المفيد مطلقا ان تطل علينا ذات الوجوه وذات الافكار وتتحفنا بالتكرار الممل وكأنهم وحدهم فقط يمتلكون الخبر اليقين والحلول الجاهزة عبر قراءة فناجينهم العتيدة.
بدون شك المرحلة بحاجة الى كل الآراء ومن كافة المستويات, ولكن علينا ان لا ننسى ان لكل حقبة رجالاتها وقياداتها ومفكريها وحواملها, هؤلاء جميعا على وشك ان يودعوا الحقبة القديمة (والتي ننتمي اليها نحن جميعا اصحاب الدفاتر المهترئة) وعلى مقربة في استقبال المرحلة المنشودة.
ان تداعيات وتصرفات بعض الاحزاب الكوردية على الثورة الشبابية وحراكها الكوردي ومستقبلها كبيرة وسلبية, بل مقلقة الى حد كبير, اول هذه التداعيات الغير مرغوبة والمرفوضة في آن واحد, هي بروز اصطفاف ذات نكهة كريهة ونتنه بدت فيه معظم الحركات الحزبية والنظام في مربع واحد, حيث الحق ضررا بالغا في صورة الانسان الكوردي وحراكه السياسي, ولذا فان الرفض والنقمة ضد هذه الحركات الحزبية سيزداد حتما في توسيع الهوة والمسافة بينهما الى حد القطيعة النهائية والتي عودتنا هذه التنظيمات وبكل اسف ان تقف دائما في الضفة الاخرى من طموحات واهداف الشعب الكوردي.
ادعوا كافة الاحزاب الكوردية وبدون استثناء الانضمام الى الثورة الشبابية الكوردية والسورية معا, وان يحرقوا كل المبادرات والمشاريع التي رسمت في الظلام أمام جامع قاسمو ويبدأوا المسيرة خلف الشباب للحفاظ على ماء الوجه على الاقل, وفي رفقتهم ستلتقون المستقبل المنتظر.
اضم صوتي الى المثقف البارع موسى موسى (والذي لم التق به ابدا) في نسف كل تلك الاصطفافات الخلبية ومن ثم اعادة التموضع على اساس واقعية ورؤية سياسية واضحة, وايضا اشك في تأهيل هؤلاء لتمثيل الشعب الكوردي في قيادة المرحلة القادمة.
وتحية الى موقع (ولاتيمه) المناضل
mustafa52@live.se
دلكش مرعي: إن انتخاب هيئة تمثل الإجماع من الشخصيات التي تمتلك المقدرة والنزاهة إن كانوا من الداخل أو من الخارج..
ستلقى ارتياحا عاماً لدى الشعب الكردي…
قبل الحديث عن هذا الموضوع لابد من تقديم الشكر لموقع ولاتي مه لدعوته للحوار الكوردي الشامل والتأسيس لهيئة قرار كون الحوار في مثل هذه الظروف هي ضرورة تكتسب أهمية خاصة ومصيرية للشعب الكردي ….
ويأتي أهمية الحوار كون ألأطراف المدعوة للحوار لم يتفقوا حتى الآن على مشروع سياسي كردي واضح المعالم وموحد يتضمن المطالب المحقة والمشروعة للشعب الكردي في سوريا كما إننا نعتقد بأن طرح أي مشروع سياسي أحادي الجانب في هذا الظرف ومن قبل أي جهة كانت لن يلقى النجاح إلا إذا كان هناك إجماعاً وإقراراً من جميع المكونات المدعوة لهذه الحوار لأن المسؤولية في هذا الظرف هي مسؤولية تاريخية تتعلق بمصير ومستقبل شعب يقدر تعداده بحوالي أربعة ملايين من البشر عانوا عقوداً من الظلم والاضطهاد والتهميش ….
ولكن من المؤسف وبدل من التوجه نحو تكوين موقف موحد يعبر عن أماني هذا الشعب وحقوقه المشروعة فبدل من اتخاذ مثل هذا الموقف من قبل الجميع وخاصة من قبل الذين يعتبرون أنفسهم هم المعنيين بهذا الشأن يكاد لا يشاهد على الساحة الكردية وفي هذا الظرف الحساس سوى حالة التشرذم والتبعثر والتشظي في اتخاذ المواقف والصراع والبحث من عن الذات المضخمة المتورمة بأورام خبيثة حيث بدأ يظهر هنا وهناك انزلاقاً وتنافس وهوس لدى البعض لتحقيق شهرة ونجومية سياسية سريعة على أكتاف شباب الثورة السورية ودمائهم فمن يلقي نظرة سيلاحظ بأن هناك من بين الكورد والعرب من يحتمي بماضيه السياسي أو الثقافي المأزوم الذي لم ينجز من خلاله شيئاً على الأرض وعبر عدة عقود من الزمن فقسم من هؤلاء يحاول استرداد اعتباره المفقودة اجتماعياً والمفلسة سياسياً بسبب تراثهم الفكري والسياسي المتخلف المتوائم لإرث النظام ونحن هنا وبكل تأكيد لا نقصد الجميع فهناك من عمل بصمت وبكرامة وحاول أن يقدم شيئا مميزاً لشعبهم وتعرضوا للسجون والمعتقلات والتعذيب والإقصاء والإهمال والمنافي وغيرها من الأمور ولكن مع كل ذلك فإن أي تفرد في اتخاذ المواقف والقرارات ودون مرجعية شعبية خصوصاً من الذين يمثلون تنسيقيات شباب الكورد الذين يقودون المظاهرات في الشارع فأن مثل هذا التفرد ومن أي شخص كان لن يخدم سوى توجهات النظام وتفكيك عزلته الداخلية والخارجية الخانقة….
أما بالنسبة للحوار المطروح فنحن نعتقد بأنها ضرورة ملحة لتحقيق إجماع ورأي موحد حول مجمل المسائل السياسية المطروحة في الشأن الكردي وسيكون له ثقله السياسي على الساحة السورية وفي الحوار مع المكونات السياسية الأخرى مستقبلاً ناهيك بإن انتخاب هيئة تمثل هذا الإجماع ومن الشخصيات التي تمتلك المقدرة والنزاهة إن كانوا من الداخل أومن الخارج في هذا الإطار ستلقى ارتياحا عاماً لدى الشعب الكردي… ولكن يبدو ومن المؤسف له بأن الإرث المتخلف بأنساقه الفكرية والثقافية المترهلة والمستنفدة تاريخيا هي القوة المهيمنة على الذهنية الكردية فكل شخص يرى في نفسه رمزاً أو لنقل جبروتا يتواءم مع الله لا يجاريه أحد في هذا المجال أو تلك … فا الاستبداد السياسي أو الفكري أو الثقافي المتخلف لم ولن ينتج إلا نفسها وأمراضها ومآسيها التي عان من نتائجها المدمرة الشعب الكردي قروناً من الزمن …ونحن نعتقد بأن الجيل الشاب في طريقه لتبني إرث جديد إرث ديمقراطي سيحفظ كرامة الإنسان الكوردي وحقوقه العامة ولن يكون هناك بعد هذا التوجه من يستطيع التلاعب بمصير هذا الشعب ومستقبله لأن الطريق إلى الشارع لإحقاق الحق والوقوف في وجه المستبدين والطغاة والانتهازيين أصبح سالكا وعنواناً للمستقبل..
4/7/2011