رسالة مفتوحة الى المناضلين المفرج عنهم: مصطفى جمعة, مشعل تمو, حسن صالح, محمد مصطفى ومعروف ملا احمد

عبدالقادر بدرالدين

بداية, اهنئكم, وانفسنا جميعا بالنهج الكوردياتي الذي ارساه رعيلنا الاول, وكنتم آخر (وليس آخرا) قافلة الحرية, صمدتم في وجه المستبد, ولن اغالي حينما اقول ان التهم الموجه اليكم كانت عينها التي وجهت الى المناضلين الاوائل في اقبية سجن المزة في اواخر الخمسينات, وبداية الستينات, واني على يقين تام, بان الاجوبة الصامدة والقوية, والتي كنتم تصرخونها عالي الجبين في وجه المحققين, كانت لاتقل اهمية وبطولة من وقفة نورالدين زازا وعثمان صبري وغيرهم بالمئات, قوة وعنفوانا.
كلنا يعلم, ان الحركة القومية الكوردية صمدت امام محطات تاريخية, حيث استطاعت ان تتابع وباخلاص كل الحواجز التي ارادت فرملتها وايقاف مسيرتها تحت شتى انواع التعذيب والسجون والملاحقات, ولن ابوح سرا, حينما اقول باننا اصبحنا اكثر من اي وقت مضى قربا على محطات او يقظات متشابه في الشكل والممارسة والمضمون,و ما اشبه اليوم بالبارحة, عندما الهب نقاش حاد بين الاخوة الاشقاء تحديدا في الخامس من آب عام 1965 , حيث كانت الصرخة الاولى واليقظة الاولى في تاريخ الحركة, وكانت الاسئلة تنهمر, ولاول مرة تبحث عن اجوبتها المشروعة, وشكلت ازمة حقيقية الى يومنا هذا, حينئذ حاول البعض تغيير مسار الحركة القومية الى الضفة الاخرى, حيث التهميش والتقزيم والضياع..ومن المستغرب في الامر, ان سيماء الازمة وجوهرها ما زالت تلاحقنا بكل خيوطها, وبنفس العناوين والحجج الواهية, وهي حق تقرير المصير, ووسائل النضال, وطريقة مواجهة الخطط, وهل نحن جزأ من القوى الديموقراطية السورية والتحالف معها, ام نكتفي بالموالات للسلطات عبر الاجهزة الامنية, واين موقعنا من القضايا السياسية او الحركة التغييرية العامة, ام موقعنا الى جانب السلطة والنظام؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
خمسة واربعون عاما خلت, من دون ان نتصالح او نتفق على الحد الادنى, والطاولة المستطيلة لم تتحرك قيد انملة, ولم نتمكن وبكل اسف بناء الطاولة المستديرة, حيث على متنها كل الاجوبة الملحة والصعبة والتي طالت انتظارها منذ النقاش الاول, الذي حصل بين الاشقاء المناضلين في السجن الاول – مزة – .
قدركم اليوم, انتم احرار بيننا, ومن حسن الحظ كان في استقبالكم احرار الثورة, ثورة الشباب الكورد, حيث وصلتم في الوقت والزمن المناسبين, وصارت الفرحة في اشدها, عندما اعطيتم الثوار زخما قويا وشرعية اقوى في الصبر والمثابرة, وهذا ما حصلت فعلا منذ الخطوة الاولى والساعات الاولى من وصولكم, واعلنتم على الملأ انضمامكم الى ثورة الشباب السوري ومن خلال اشبالكم الكورد الاحرار, واليوم لم نعد بحاجة الى طاولات مستديرة, لكي نتنافس ونتناقش في الوقت الضائع, لاننا حصلنا على الاجوبة التي طالت انتظارها منذ اكثر من خمسون عاما, وذلك من خلالكم وخلال كل الخيريين والوطنيين من ابناء وبنات هذا الشعب العظيم, ولذا ارى الآتي:
– يقينا مني ومن كافة الغيورين, ووفق تضامنكم مع الثوار الكورد, قد وضعتم اللبنة الاولى في ارساء ورسم معالم جديدة في بناء حركة كوردية اصيلة, تتنافى في كل مقاييسها مع المفاهيم الحركة الحزبية المتخشبة, واعلنتم بكل جدارة, بانكم احرار من كل القيود الحزبية الضيقة, وانتسبتم الى موكب شعبكم من جديد, وهذا مصدر فخر واعتزاز لكم.
– سيبقى وعدكم الوفي, وقسمكم العظيم امام الجماهير الكوردية, بمثابة العهد الذي لا يخالف ابدا, والامل الذي لا يخيب مطلقا.
– ارى, في مسيرة الثورة الشبابية, وخاصة في هذه المرحلة التاريخية, بامس الحاجة الى المؤازرة والديمومة, ومن المفيد جدا ان تترشحوا نحو هذه المهمة العظيمة وذالك على هدي واضواء ثورة الشباب, والعمل في بناء مرحلة جديدة والمساهمة في رسم ملامحها.
– الحركة الحزبية في وضع سيئ, وتبدو كما نراها لا تتحمل اي طارئ تواجهها, وليست بمقدورها تحمل المهام الملقاة على عاتقها, بل العكس تماما, اصبحت في وضع خجول من امرها, ومتواضعة في مهامها وما عاهدت على نفسها منذ عقود عديدة, وهي الآن في وضع لايحسد عليه, وباتت لنا جميعا, انها غير مجدية ولا تمتلك اللياقة السياسة المفترضة, وقيادة مهام الحركة الكوردية للشعب الكوردي في غرب كوردستان, بل تعاني ازمات حادة, وتقاطعات في غاية الخطورة, مما جعلها كسيحا لا تجيد السير مع المستجدات الراهنة, ولذا ادعوكم العمل, في ايجاد مخرج عاجل, طبقا للمرحلة الجديدة والتي نحن جميعا امام عتباتها من دون شك.
– من المفيد والواجب لنا جميعا, ان نقر ونعترف, بان المجتمع الكوردي بات في حراك دائم, وتتفجر في اعماقه طاقات لم نكن نتوقع وجودها بهذه العجالة وهي على سبيل المثال (الحركة الشبابية) وهي اليوم تحاول قيادة المجتمع, متجاوزا الحركة الحزبية العتيدة, وبكل اسف صار الموقف الحزبي يختلف عن الشارع الكوردي, وما يهمنا الآن ان لا نبقى اسير المفاهيم الحزبية, وان نتحرر من قصصهم الانشقاقية والتخوينية, ولابد من الدعوة الى مشروعات واضحة وصريحة وخاصة في العمل السياسي, على المستويين الكوردي والوطني.
mustafa52@live.se

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…